لا أحد يزايد على مواقف الملك عبدالله بن عبدالعزيز..
أو يراهن على خطواته للإصلاح بين الدول بغير التأكيد على نجاحها..
ولا أحد ينافسه أو يماثله في هذا التوجه الجميل..
أو أن أحداً يملك الشجاعة فيدعي قدرته على ممارسة أدوار كتلك التي يقوم بها عبدالله بن عبدالعزيز.
***
فهذا فارس كبير..
وملهم حكيم..
وملك يتميز بالنخوة العربية الأصيلة..
وبالانتماء إلى الإسلام بنصه وروحه وتطبيقه..
وهو بأفكاره ومبادراته ورؤاه، يستلهم خطواته المتسارعة بتطبيق ما هو مفيد معتمداً في ذلك على تعاليم معلمه ومربيه ووالده الملك عبدالعزيز.
***
ولا شيء يمكن أن يضاف إلى سجل عبدالله بن عبدالعزيز، حين يقدم على خطوة إصلاحية كخطوة المصالحة بين رئيسي السودان وتشاد، فسجله حافل بكل ما هو مبهج وسارّ ومثير وغني بالدلالات القائمة على الحب والإيثار والسعي نحو الخير..
ومثل هذه الخطوات لا يقدم عليها ولا يتصدى لها إلا أولئك القادة التاريخيون، ممن تتوافر فيهم صفات الصدق والإخلاص وحب الخير للآخرين، بعيداً عن الاستمتاع بعذابات الشعوب وقهر الأبرياء وحرمان الأحرار في العالم.
***
أكتب هذا، وأنا على يقين بأن الملك عبدالله ليس في حاجة إلى شهادتي في خطوته التاريخية التي جمع فيها زعيمي السودان وتشاد، ليذيب بهذا الاجتماع الخلاف بين الدولتين الجارتين، وليحول بذلك دون استمرار الحروب المدمرة والنيران المشتعلة على الحدود بين البلدين، بتوصُّل الطرفين إلى اتفاق ملزم يضمن سيادة كل دولة على أراضيها، والتفرغ بالعمل لصالح المواطنين هناك..
وبالتأكيد فإنه لا شيء أحزن عبدالله بن عبدالعزيز، مثلما أحزنه مشهد الصدام الدامي والمرعب والمخيف القابل للتطور والانفجار بين السودان وتشاد، وربما كان سيمتد ليصل إلى دول القارة السمراء بكاملها، غير أن هذا اللقاء الأخوي الحميم الذي جمع بين الرئيس السوداني البشير والرئيس التشادي إدريس ديبي برعاية الملك عبدالله وحضور الأمير سلطان مهّد لهذه المصالحة التاريخية بينهما، ببنودها الملزمة التي تم الاتفاق عليها.
***
وبالنتيجة فهذه هي المملكة..
بسياساتها وتوجهاتها ومواقفها العاقلة والمعتدلة..
منذ عهد الملك عبدالعزيز مروراً بمن حكم من أبنائه - رحمهم الله جميعاً - إلى هذا العهد الزاهر الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمساعدة وعون ودعم أخيه ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز..
نعم هذه هي المملكة، بكل مواقفها المسؤولة وما أكثرها، فهي دولة المصالحات، وزعيمة المصالحات، وهي منبع الخير، مثلما هي منبع الإسلام وحاضنته، وليس بعد الاتفاق بين البلدين الجارين ما يمكن أن يضاف، فيما عدا هذا الترحيب المفعم بالرجاء والأمل والدعاء بأن يوفق الله تشاد والسودان نحو العمل لصالح شعبيهما بعيداً عن التناحر والخلافات والاقتتال الذي يقتل الأبرياء ويأكل الأخضر واليابس ولا يخدم غير أعداء البلدين.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب «2» ثم أرسلها إلى الكود 82244