إن من المسلم به أن أقدارنا تساق لنا وكتبت منذ نشأتنا ومهما بلغ بالبعض رفضه لها وهروبه منها، فانه حتما لن يجد إلا ضيقة في البال والمكان..
مشيناها خطى كتبت علينا
ومن كتبت عليه خطى مشاها
والحقيقة أنه فقط من ملك الرضا فهو به فقط سيجد طمأنينة وراحة لا مثيل لها.. فمهما بلغ بالإنسان ألمه واشتدت وتكالبت عليه المصائب الجمة.. لن يجد بلسما لها وراحة دائمة، إلا حينما يرضى بما كتب الله عليه فيتقوى بما أصابه ويسعى جاهدا لتجاوز محنته، ويبتعد عن قوقعة حزنه وينفك عن أسر همومه، ويشارك من حوله ويبحث بصبر وبعين منصفه عن مواطن الجمال بسيطها وعظيمها فيما حوله.. فقد أبدع الله كونه ودعا الإنسان لتأمله ليدرك أن ما في الكون كله راض بقسمته وأن له حكمته وعمله ما أن يسعد بها الا وتسعده. فلنرضى، فما رضي إنسان بما هو عليه حاله في هذه الدنيا إلا وأدركته رحمة البارئ المنان.. وعاش بعين الامتنان.. ووجد روحه وقد بدأت تحلق في فضاءات السعادة وتنتظر المسرات، فقد حق صدق قول الحبيب حين قال: من رضي بقدر الله أرضاه الله.
اشراقة
يقول أبو فراس الحمداني:
ما كل ما فوق البسيطة كافيا
واذا قنعت فبعض شيء كافي