الانفصال العاطفي من أصعب التجارب التي يمكن أن يعيشها المرء في حياته.. إنها تجربة عنيفة وإن لم تترافق مع العنف بمعناه المباشر. في تلك التجربة يفقد المرء توازنه ويخسر إحساسه بالأمل، تختزل الألوان في ناظريه بالأسود القاتم، هناك هواجس متعلقة بالأيام المقبلة، ثمة قلق على مستقبل الأطفال، هناك خوف من الفقر والمفاجآت غير السارة التي تحملها الأيام، هنالك ثقة معززة بالنفس، وأحياناً ينتقل ذلك إلى إحساسنا بذواتنا واحترامنا لذواتنا.
عادة ما نميل في تلك الأوضاع إلى ربط الفشل الزوجي بالفشل الشخصي، وهذا يزيد الألم والمرارة، ليس هيناً على الإطلاق أن يعزو المرء فشله في أمر ما إلى تحالفه المصيري مع الفشل.
من مصادر الألم كثرة التطلع إلى الماضي والتوقف عند تلك اللحظات المريرة التي انهمرت فيها الدموع بغزارة وسادت خيبة الأمل تجاه الشخص الذي كان من المفترض أن يكون محل ثقة، هل من الضروري تقييم ما جرى؟ نعم، ولكن متى يتم ذلك التقييم؟
يقول الخبراء إن هنالك حاجة إلى مسافة أمان يمكن قياسها بالأشهر، ومن بعدها يمكن للمرء أن يسأل نفسه الأسئلة الآتية: مدى بدأت معالم الفشل تظهر؟ ما الحل الذي كان يمكن اتباعه لإنقاذ العلاقة من الفشل؟ ما النقطة أو النقاط التي تمثل جوانب إيجابية في عملية الانفصال؟ وماذا بعد؟
إن العيش مع تلك الأسئلة يجب ألا يدوم طويلاً، فما راح راح، ومن طبيعة الحياة أن الزمن يسير إلى الأمام فلا تكن معانداً للطبيعة، إن شفاءك من جروح الماضي يعتمد على مقدار التفاؤل الذي يتعين عليك بناؤه وتعزيزه وهذا يتطلب منك رسم مسار جديد لحياتك.. مسار زاخر بكل ما يجعلك تشعر بقيمة الحياة.