يقال إن الحياة هي مدرسة مهمة تعلم الإنسان أغلبية الأمور التي يحتاج إليها، ليتمكن من العيش بأسلوب كريم وسليم وسلمي، ومن جملة ما يتعلمه طريقة تفاعله مع الآخرين، وكيفية التأقلم مع أفراد جماعته، هذه العملية التعليمية تبدأ منذ نعومة أظافره، وما عليك عزيزتي إلا أن تساعديه في اكتسابها من خلال تقديم الفرص له للتفاعل مع أقرانه وتصحيح سلوكه عندما يبدو لك أنه أخطأ في التصرف.

* هل تعرفين عزيزتي أن طفلك، قبل عمر السنة لا يهتم كثيراً بالأشخاص الذين يحيطون به باستثنائك أنت، وبالتأكيد شخصه هو حيث يكون في طور اكتشاف ذاته لكن تتغير الأمور مع اكتسابه مهارتي المشي والكلام إذ يكتشف أنه بات قادراً على التعاطي مع الآخرين والتفاعل معهم من خلال اللعب أو الكلام، فيصبح هذا الآخر محور اهتمامه و (شيئاً) مثيراً للاكتشاف في هذه المرحلة، يبدأ طفلك استخدام وسائله الجديدة لخلق علاقة ما مع هذا الآخر، طفلاً كان أم راشداً، والتواصل معه بأسلوبه الخاص، إنه الآن بصدد الشروع في الاندماج بعملية الاختلاط مع المحيطين به، بمعنى آخر صار جاهزاً لتعلم تكتيكات اللعبة الاجتماعية ليصبح جزءاً من هذا المجتمع.

في عمر السنة أو الثلاثة أشهر، ستفاجأين بقيام طفلك بمواساة رفيقه عندما يبكي هذا الأخير. لقد خطا طفلك خطوة كبيرة في عملية تعلمه (المهارة الاجتماعية) إذ بات الآن قادراً على المشي بمفرده، أي أنه نوعاً ما استقل عنك لينطلق في رحلة استكشاف العالم غير أن علاقته مع هذا الآخر تتخللها بين الفينة والأخرى لحظات من المشاحنات فترينه ينتزع اللعبة من بين يدي رفيقه بعد أن يدفعه أو يطرحه على الأرض، أو يشد شعره أو حتى يعضه كما سبق أن أشرنا، يعتبر طفلك هذا الأخ بمثابة (شيء) يريد اختباره ليرى بأم عينه، رد فعله، ولكن لا تنسي أيضاً أن الشجار الذي يفتعله مع رفيقه، قد يهدف أحياناً إلى جذب انتباهك.

ويكتسب الطفل في عمر الـ15 شهراً، مجموعة صغيرة من المفردات لا تتعدى عشرات الكلمات، لا تلبث أن يزيد عددها بسرعة، حتى تصبح لديه كمية كبيرة من المفردات التي تساعده على التواصل مع الآخرين، ونقل مشاعره أو آرائه إليهم.

ويبدأ بين عمر 15 و 18 شهراً بإعارة ألعابه طوعاً إنها الفترة المثالية لتعليمه كيفية الانخراط في المجتمع.

صحيح أن الأطفال في هذا العمر يحبون اللعب مع بعضهم لكنهم لا يفضلون رفيقاً على آخر.

ويبدأ الطفل ما إن يبلغ الـ18 شهراً البحث عن الألعاب التي تتضمن أكثر من نشاط واحد في الوقت ذاته مثل القفز والركض ويبدأ كذلك بفهم بعض الطقوس الاجتماعية التي يتعلمونها في صغرهم، سوف تساعدهم لاحقاً على الانخراط مع أي جماعة أخرى.

* ثمة مراحل يمر بها الطفل تكسبه المهارات الاجتماعية وهي:

* بين عمر الثمانية والتسعة أشهر: تنتاب الطفل في هذه المرحلة العمرية مشاعر الخوف من الغرباء، ويمكن أن يرفض التحدث أو حتى النظر إلى أي شخص لا يعرفه أو لم يسبق أن رآه من قبل إنها بداية فترة التفاعل مع الآخرين.

* بين عمر الـ12 والـ15 شهراً: إنها مرحلة التقليد.

* بين عمر الـ15 والـ 18 شهراً: يكتسب الطفل في هذه المرحلة، مجموعة من المفردات التي لا تتعدى عشرات الكلمات.

* في عمر الـ20 شهراً: تزيد رغبة الطفل في اللعب مع الآخرين، والتفاعل معهم.

* في عمر السنتين: يكون الطفل في هذه المرحلة أولى جمله المفهومة.

* في عمر السنتين ونصف السنة: إنها مرحلة تكوين الصداقات واختيار الأصدقاء المفضلين.