لفتت انتباه محمد الموجي منذ أن كانت في الثامنة من عمرها، منحها إشادة تعددت بعدها الإشادات بصوتها الرائع وثقافتها الغنية الثرة، استطاعت خلال مسيرتها العامرة أن توجد لنفسها مساحة معتبرة في عالم الغناء، انها الفنانة الأردنية هالة هادي التي كان لقاؤنا معها عميقاً كتجربتها.
* بدأت الغناء منذ أن كنت في الثامنة لكن لم تحققي الشهرة والانتشار إلا مؤخراً، لماذا؟
- لقد بدأت مبكرة جداً ولكن في قرارة نفسي كنت أعتقد أنني أحقق نجاحات حسب كل مرحلة عمرية أمر بها ولم أكن أعير الشهرة اهتماماً بالقدر الذي كنت أوليه لتنمية مقدراتي ومواهبي.
* حظيت بإشادة مبكرة من الملحن الكبير محمد الموجي، ما أثر ذلك على سيرتك؟
- لقد أعجب الموجي بصوتي وأدائي وطلب من والدي أن يأخذني إلى مصر وهناك كانت أولى خطواتي في طريق النجاح؟
* كيف كان ذلك؟
- كان عمري وقتها ثماني سنوات ودخلت القصر الملكي وأديت أغنيات أمام الملك حسين وبحضور محمد الموجي ونجاة الصغيرة وأعتبر نفسي من المحظوظات بلقاء الموجي. فقد كان رأيه شهادة احتاجها في بداياتي.
* ما الذي توافر لك في مصر ولم يكن متوافراً في غيرها؟
- المؤكد أن القاهرة هي العاصمة الفنية العربية الأولى بلا منازع وعندما سجلت ألبومي الثاني (مبسوطة) تأكد لي ذلك.
* الألبوم جاء كاملاً باللهجة المصرية، ألا تخشين أن ذلك يمكن أن يحصرك في نطاق ضيق؟
- لم أفكر في الأمر بهذا الشكل، ثم أن الألبوم انتج في مصر، وكل الذين تعاونت معهم وقتها كانوا من المصريين لذا كان لابد أن يكون الألبوم مصرياً خالصاً، فقد تعاونت فيه مع حميد الشاعري وسامي الحفناوي وإبرهيم فهمي.
* قبل ذلك كانت لك تجربة مع الموجي لماذا لم تصل إلى المستمع؟
- عندما حاولت تسجيل أغنية الموجي قالوا لي ان الأغنية تليق بالأكبر منك سناً وإنني يجب أن أحصر نفسي في اللون الشبابي.
* بعد كل هذه الخطوات لم تكن انطلاقتك الحقيقية من بلدك الأردن ما أسباب ذلك في رأيك؟
- كلنا بالطبع يحب أن يظهر في بلده، ولكن لم تكن في الأردن شركات كاسيت وقتها بل كانت الأغاني تسجيل لتبث من خلال الإذاعة والتلفزيون، لذا اضطررت إلى الانطلاق من خارج الأردن ولكن لا شك أن أي نجاح تحققه في الخارج يحسب لوطنك أولاً ثم إنك عندما تعود سوف تجد أعمالك قد سبقتك إلى بلدك وهذا ما تحقق لي.
* على مر تاريخه كان الفن الأردني مليئاً بالإبداع، هذا إضافة إلى ما توافر لك من معطيات كثيرة من خلال تعاملك مع شتى ضروب الغناء العربي كيف استفدت من هذه الأخلاط المتماذجة؟
- لا شك أن تعدد المنابع الثقافية ترفد عطاء الفنان، وقد أتيح لي النهل من مختلف هذه المنابع فغنيت المصري والخليجي الذي تعاطيت معه في ألبومي الأخير هذا غير اللبناني والأردني كذلك استفدت من عصر الأغنية الأصيلة وغنيت لأم كثلوم، وخضت كما قلت تجربة مع الموجي، ولكن اعتبر أن استفادتي من الإرث الغنائي الأردني خطوة مهمة في مسيرتي الغنائية.
* كيف؟
- لقد قمت بتجديد أغاني الفلكلور الاردني لأني أرى أن فيه من الجمال ما يجب إيصاله للمستمع في أرجاء الوطن العربي كافة إضافة إلى أنه يجب أن يأخذ حقه من التقنيات الحديثة والتوزيع الجديد مع الحفاظ على قوالبه الأصلية، وقمت في سبيل ذلك بتجديد أغنيتي (يا طير يا طاير) و(عازز علي النوم).
* ألا ترين أن في ذلك خطورة طمس الفلكلور؟
- على العكس فهو عندما يجدد فإنه يمكن أن يصل إلى شريحة أوسع كما أنه محفوظ فنسخه الأصلية مازالت موجودة سواءً مسجلة أو الذاكرة الجمعية.
* روتانا شكلت مفترق الطريق في مسيرتك الفنية ألا توافقيني على ذلك؟
- روتانا تقدم عملاً إعلامياً كبيراً فهي تملك قناة خاصة إضافة إلى الموجودات المتوافرة في مجال الدعاية والإعلان.
* هل تعتبرين أن هذه خطوتك الأهم؟
- لا شك إنها من الخطوات المهمة جداً وأعلق عليها آمالاً كبيرة جداً.
* اللهجة اللبنانية سيطرت تماماً على الألبوم لماذا؟
- شرف عظيم أن أغني باللهجة اللبنانية وهذا اللون أحبه جداً ولبنان غني بتاريخه الفني العريق إضافة إلى أن لي جذوراً لبنانية. لكن أريد أن أؤكد على أن الجودة فقط هي التي تدفعني لاختيار أغنياتي وهذا ما جعلني أوسع نشاطي ليشمل الأغنية اللبنانية والمصرية والخليجية.