البرامج الجادة على اختلاف أشكالها سياسية، ثقافية، أو حتى فنية لم تعد تقوى على الصمود في وجه المد العبثي للبرامج الهابطة، والأسباب في ذلك لا شك عديدة ولا تحتاج لكثير من الجهد لمعرفتها. وعلى رأسها تأتي سهولة مخاطبة الغرائز في مقابل مخاطبة العقول.
فإذا أخذنا البرامج السياسية والفنية مثالاً نجد أن الأولى تعمل على ملامسة الجروح المفتوحة في الجسد العربي منذ أكثر من نصف قرن هذا عدا أن بعض هذه القنوات لها أجندة سياسية تقوم بتنفيذها متجاوزة ضرورة أن تكون الوسيلة شريفة في سبيل الوصول إلى غاياتها، بينما تخصصت أغلب البرامج الفنية في استثارة الغرائز بطريقة فجة وقس على ذلك البرامج السطحية في كافة المجالات.
وفي ظل التنافس المحموم على جذب الإعلان الذي يستند في المقام الأول على حجم الشريحة المتلقية، تقدم القنوات نوعاً من البرامج يهدف إلى استقطاب المشاهدين بأي طريقة لتهيئة الأرضية المناسبة التي يجد فيها المعلنون مناخاً مناسباً لعرض إعلاناتهم، وهذه النوعية من البرامج لابد أن تكون ذات جاذبية عالية مهما كلف ذلك من تجاوز لكثير من القيم الأخلاقية وحتى المهنية ويبقى أن الطرح المتعقل لن يجد له مكاناً في ظل هذا الزخم العبثي.
تركي البسام
tb787@hotmail.com