|
الافتتاحية نكون.. أو لا نكون!!
|
هذا الذي نراه..
ونعيش أحداثه صباح مساء..
منذ أن بدأنا نتعرَّف على الأشياء..
وإلى اليوم..
بكل آلامه...
وبما يسببه لنا من إيذاء وقهر..
ومن تهميش لآدميتنا وإنسانيتنا..
* * *
هذه الضربات الموجعة..
والقتل بدم بارد..
وهدم مساكن الرجال والنساء والأطفال على رؤوسهم..
ومنع الماء والطعام عنهم..
باستخدام أشد الأسلحة فتكاً..
وأكثرها إيذاءً..
دون وازع من ضمير..
أو خوفٍ من أن يمسوا بسوء..
* * *
في مثل هذا الجو الخانق..
المتسم بالظلم والقهر..
القائم على العدوان..
يعيش إخواننا في فلسطين..
حيث تمارس إسرائيل معهم كل أساليب البطش..
قتلاً وتعذيباً وحرماناً من أبسط حقوقهم..
* * *
وبعد يومين سوف ينعقد مؤتمر القمة الإسلامي..
وعلى إيقاع الدعم الأمريكي لعدوان إسرائيل..
ستكون القضية الفلسطينية محور المناقشات..
وستكون القدس حاضرة كما هي العادة..
مثلما كانت وستكون في كل المؤتمرات العربية والإسلامية..
فما الذي سوف يصدر عنها من قرارات وسط هذا الترقب؟
وهل سيكتفي المؤتمر بعبارات الشجب والإدانة والتنديد ثم يتوقف الأمر عند ذلك؟..
* * *
أخشى أن أقول: إن هذا المؤتمر بقراراته المنتظرة هو امتداد لما سبقه من قرارات في مؤتمرات سابقة..
غير أني لا أريد أن أسبق الأحداث وأخمِّن بشيء قد يأتي من الزعماء ما هو أفضل منه بكثير..
فالأجواء التي ينعقد فيها هذا المؤتمر مختلفة..
وأحداث الحادي عشر من سبتمبر لها حضورها الكبير في هذا المؤتمر..
واحتلال العراق نقطة في بحر من الغموض بالنسبة لمستقبل الدول الإسلامية..
وغطرسة إسرائيل وسط صمت العالم ودعم أمريكا تعدى الحدود..
وبالتالي فما ننتظره من قرارات عن هذا المؤتمر يجب أن يكون في مستوى التحدي...
لأن العالم الإسلامي الآن أمام خيارين: نكون أو لا نكون..!
خالد المالك
|
|
|
الدكتورة سلوى الهزاع في حوار مع : قراءة العيون على خارطة القزحية الصيدلي كبائع قطع غيار السيارات والطبيب أدرى بالعلاج المناسب
|
* أجرى الحوار عبدالرحمن إدريس
كلام العيون «لغة» معروفة منذ القدم حيث النظرات تكفي لكشف أسرار العواطف والانفعالات وبالتالي الدور في التخاطب الاتصالي..
وقراءة العيون نافذة للكلام بإيماء التعبير الذي يوحي الصدق باختلاجات النفس والإحساس بالآخر..
لدى الشعراء هي (الحب من أول نظرة) وحكايات الغزل قصائد الإعجاب بعيون امرأة طارئة..
العيون تتحدث العشق والحب كما البغض والكراهية.. العتاب والغيرة .. الحزن..
هي شاشة ناطقة من دون زيف وان كانت لا تعترف بحروف الكلمات.. وفي العصر الحديث، فإن (قراءة العيون) حقيقة علمية و(لغة) لها مفرداتها الرقمية المرسومة على خارطة (القزحية).. ويمكن باكتشافات إلى هذا المستوى: تفسير رموزها في التخاطب الاتصالي المرتبط بالحالة النفسية، كما هي المعرفة بصحة الإنسان.. ربما من أول نظرة أيضاً..
«مجلة الجزيرة» تطرح قضية العيون من خلال قراءة واقع الحال حيث كان الصيف طقساً كثرت فيه الإصابة بالحساسية ومازالت الاجواء المشمسة ذات علاقة باحتياطات مع كثرة الممارسات الخاطئة التي تهدد الصحة في عنوانها: «العيون» وبالتالي فإن التعداد وصل إلى أربعة آلاف مراجع لعيادات العيون بمعدل يومي يستحق معالجة التوعية بالكتابة من داخل غرف الانعاش والعناية المركزة..
الكثير من هذه الأخطاء المزمنة وقد جاء في محاور النقاش لم يكن غريباً على التفاؤل بوجود امكانات التوعية كوقاية والعلاج الذي يتطلع إلى إعادة النظر لفاقديه بإذن الله..
التفاصيل كانت في حوار شامل باستضافة الاستاذة الدكتورة «سلوى عبدالله الهزاع» رئيسة قسم العيون بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بالرياض استشارية طب وجراحة العيون التي أنجزت العديد من المشروعات العلمية في مجالها ورأست المناصب على المستوى المحلي والعالمي وإلى جانب دورها في خدمة المجتمع بالتوعية التطوعية وعضويتها في مجالس تحرير المطبوعات العلمية المتخصصة ومرورها برئاسة تحرير إحدى المجلات الطبية واختيارها مؤخرا لعضوية المجلس العالمي لطب العيون لأول شخصية عربية مسلمة في هذا المجلس ومشاركة في دورته الأخيرة بأستراليا.
الجديد طبياً.. وتصحيح المعلومات جاءت في هذا الحوار وبإضافات توضح حقائق كثيرة مستندة إلى مرجعية علمية وتطبيقات عملية وخبرة في التخصص نستطلع من خلالها هذه الرؤى في موضوعنا الذي يأخذ أهمية قصوى خاصة والاشارة إلى مايتهدد البصر بالإهمال الذي لا نشعر في مراحل مبكرة للنتائج المحتملة بعده..
* دكتورة سلوى.. يهمنا في البداية معرفة ما يحدث من إهمال.. أو الأخطاء الشائعة في معالجة مشكلات العيون:
إذا قلت في الأمراض فهي نفسها منذ القديم وكانت موجودة.. ويتردد بأنها في ازدياد.. والحقيقة من وجهة نظري ومن واقع علمي ان ما حدث أنه الآن مع تقدم الطب والتطور التقني تم اكتشاف طبيعة هذه الأمراض وأسبابها فوصل الانسان بتوفيق الله إلى قدرة التشخيص والعلاج.
الجانب الآخر من الموضوع هو الوقوع في أخطاء عند التعامل مع المعاناة ومشكلات النظر والعيون وأيضاً الاهمال فهي في أغلب الأحيان أخطاء فادحة وتؤدي إلى فقدان جزئي أو ضعف للبصر حتى درجة العمى.
وذلك ناتج عن الجهل بهذه الخطورة والأمثلة كثيرة منها استعمال العدسات اللاصقة والنظارات الطبية بطرق غير سليمة وعندما تؤدي إلى مشكلة مثل الحساسية في العين يكون اللجوء للصيدلية لأخذ نوع من القطرات المفروض صرفها بوصفة من الطبيب المختص ويحدث العكس فتُعطَى للمريض وهي محتوية على مخدر مؤقت لكل آلام العيون!!
ويراجعني اعداد كبيرة لديهم حساسية بسيطة في بداية الأعراض ويظهر لي بعد الكشف استخدامهم لهرمون أو تلك القطرة التي تحتوي مضادات ومسكنات مؤقتة.
والتحذير هنا ضروري من هذه القطرات لأنها فعلاً تؤدي إلى الإحساس بالراحة ثم تنتكس الحالة إلى ضعف تغطيه المناعة في العين وعدم قدرتها على المقاومة.. فعندما تستعمل وتدخل ذرات من العوالق الجوية والغبار يقوم الانسان بعرك العين بشدة لأنه لايشعر حينها ولا يحس وعيونه مخدرة والتأثير هو على القرنية التي يحدث بها انعدام تام في الرؤية مع الأسف الشديد..
يدعوني ذلك إلى نصيحة هؤلاء بالتزام في استعمال أدوية العيون باستشارة الطبيب المختص لأن ما نلاحظه من الاهمال ان يخسر الانسان بصره وكان بالطبع يبحث عن العلاج ويعتقده سهلاً في ثقته العمياء بالصيدلي من دون تقدير للعواقب.
* أم مشعل.. المسألة خطيرة فعلا كما جاء في توضيحاتك.. فهل افترض السؤال هنا: في كيف ننقذ مايمكن انقاذه؟
أولاً أضيف لك معلومات أخرى في هذا الجانب فقد حدثت حالات من التلف للعصب البصري (والجلوكوما)، ارتفاع ضغط العين، نتيجة استخدام الأنواع المتداولة من هذه القطرات مباشرة عن طريق الصيدلية.
الأسباب انها اكتسبت سمعة بين الأفراد ومن يصابون بحساسية وما شابه وانها سريعة المفعول في إزالة العوارض الطارئة.
وقد توصف عن طريق اخصائيين غير مقتدرين يعملون في المستوصفات ويجدون سهولة في دور لا مسؤول بما هو قادم فهم لايختلفون عن الصيدلي.. والسجل حافل بأسماء فاقدي البصر بوجود هذه الظروف..
وذلك يدعونا في التحذير إلى أبعد من العلاقة بين المريض والصيدلي.
نعود إلى الزام بائعي الأدوية بعدم الصرف العشوائي وايجاد مراقبة أو وضع ضوابط حتى لاتتعدى الصيدليات دورها وتشترط (الوصفة) كما هو التعامل مع الأدوية المدرجة إلى قائمة الممنوعات لأن الخطر في الحالتين واحد!!
على صعيد التوعية أيضاً نحتاج إلى ايصال الحقائق للناس وفي إطار يكفل التعريف بدور الصيدلي وحدود معرفته.. فأنت عندما تتعطل سيارتك تذهب إلى بائع قطع الغيار وبديهي أنك ترفض قيامه بتركيب القطعة الجديدة مكان التالفة وفهمه يقتصر على مواصفات هذه القطعة..
تذهب إلى متخصص.. الميكانيكي أو الكهربائي وله الخبرة في مهمة الاصلاح وبكل ثقة. ولنا ان نطرح التشابه مع المرض فهناك غياب للوعي.. اهمال للصحة والعلاج بنفس الطريقة وللأسف الكثيرون يذهبون إلى (بائع) الأدوية الذي يعرف ان هذا دواء للعين وهذا للصداع أو غيره.. وبكل تأكيد دعنا نتساءل عن معرفته في تفاعل هذه العقاقير والأدوية ومناسبتها مع هذا المرض أو ذاك وتكون الإجابة إذاً واضحة لمن يريد ان يفهم!!
* العدسات أصبحت ضرورية للمرأة واكسسواراتها.. والنظارات الطبية.. وقلت استعمالها بشكل ضار.. كيف؟
نعم وبكل تأكيد هي ظاهرة منتشرة في استعمال العدسات اللاصقة كناحية جمالية وتغيير، والمراهقات أو النساء يحرصن عليها، مع وقوعهن في أخطاء هذا الاستعمال واحتمالية كبرى للأضرار بالعيون.
والعدسات أنواع فمنها تلك الطبية التي ننصح بها على أن تكون من قبل استشاري.. وعندما أقول ذلك أي طبيب متخصص لانها ضرورة بالغة الأهمية.. وأنت تعرف انتشار المحلات والمعارض التي تبيع اللوازم البصرية وهي تجارة أضافت الجديد لمشكلاتنا مع العيون لأن العاملين بها فنيون وبائعون مهمتهم تصريف البضاعة وبالتالي يغفل الجانب الطبي بالمواصفات المناسبة.
وهذه المحلات ايضا تجري الفحص للذين يعانون من اعتلالات في النظر وتبيع النظارات بعيداً عن الدقة في الفحص لعدم وجود المؤهلات وان كانت المسألة في العدسات مع المرأة أحياناً بميول إلى الألوان.
* ولكن هذه المحلات بصفتها التجارية تجري الفحص بالكمبيوتر..
ومن الذي يقول ان الكمبيوتر لا يخطئ؟!
هذا أولاً.. وثانياً ان استخدام (الكمبيوتر) لديهم لايعني الفحص المناسب بشكل صحيح..
فعندما يأتي المريض ويقوم الفنيون بتلك المهمة الأولية بالكمبيوتر ليعطي القياس فيؤشر بناقص درجتين وهي توفير للجهد والوقت في المرحلة الأولى بتحديد النسبة ثم يأتي دور الطبيب بالضرورة بعد ذلك لمعرفة التفسير الدقيق وتشخيص الوصول إلى ما يقرأه الكمبيوتر وبشكل مؤكد علمياً فهو الدور المساعد فقط.. يتضح ذلك لدى الزبائن للمحلات التجارية فالنتائج الرقمية تنطبق على معظم الحالات وأرى ان للعيون بصمات فكيف نقبل بهذه الحالة؟.. أضف إلى ذلك أن المحتاجين لتصحيح النظر وباستخدام النظارات الطبية نسبة لا يستهان بها وذلك لأن الانسان يضطر لها في الأربعين من العمر من أجل القراءة والرؤية للبعيد وللقريب بوضوح في قيادة السيارة أو غير هذا..
وإذا عرفت أمام ما يحدث بأن تشخيص الكمبيوتر ضرر حقيقي، فهل تستحق العيون مخاطرة وتجريب؟
* والعدسات الملونة كما يعتقد البعض قد لاتكون في مستوى هذه الأضرار؟
بل أكثر لأن مستعمليها (نساء) وفي تزايد وبشكل غير سليم وأعود إلى قلة الوعي ويصاحبه عدم الاكتراث بالنتائج والعدسات تحتاج إلى عناية خاصة وبدرجة فائقة عند الاستعمال ولكن يحدث النوم بها فتحرم العين من الاوكسجين مما يتسبب في التهابات وقرحة، وتأتينا حالات من هذا النوع وممكن ان تخسر النظر بالاهمال المستمر للكيفية الصحية في استعمال العدسات.
ومن ناحيتي شخصياً لا أحبذ العدسات الملونة من أجل التجميل ورؤيتي ان الجمال الحقيقي للانسان هو في اللون الطبيعي فهي نافذة الروح وواجهة تميز كل واحد منا من دون زيف كما اعطاها الله لنا وخلقنا عليها وذكرت سابقا انها كالبصمات فلها تعابيرها ولغتها وإشاراتها فتعتبر عنواناً للشخصية من دون اقنعة العدسات.
أما من الناحية الطبية فيملي الاحتياج إليها وضعه وهو ما يقرره الاستشاري وعدم اساءة استعمالها.
وحتى ان كانت العدسات بصلاحية اسبوع او يوم وأكثر فيجب التنبيه إلى ما أوضحت، والتذكير بعدم الحاجة لها عند النوم وهو من الاخطاء الشائعة للأسف الشديد..
وأتساءل هل تنام الواحدة بحذائها مثلا.. أو أي منا.. طبعا لا.. فيجب ان نترك ما لا نحتاجه.
* النظارات الشمسية.. هل تكون وقاية وحماية اكيدة للعيون؟
هذا صحيح إلى أبعد الحدود.. فلما ننظر إلى تأثير أشعة الشمس لفترات طويلة يحدث التعجيل بظهور الماء الأبيض الذي يصاب به كل انسان لا محالة مع تقدم العمر.. وينصح الاطباء بالنظارة الداكنة للمساعدة في تأخير ظهور الماء الأبيض بعض الشيء.
وهنالك ايضا حالات الاعتلال الشبكي فيكون ارتداء النظارة المحافظة على سلامة العيون لفترة اطول من هذه الإصابة.
تجد شخصيتين في عمر واحد احداهما تستعمل النظارة والأخرى لا وتكتشف في المقارنة ما يؤكد فاعلية الوقاية لدى الأولى..
وهذا يجعلني موافقة تماماً مع كل دعوة تطالب بالنظارة الشمسية فهي للوقاية من الأشعة فوق البنفسجية كونها تحجب وصول كمية زائدة من أشعة الشمس وتساعد في المحافظة على شبكية العين أيضا وهناك النظارات الشمسية الطبية كما هو معروف.
والأفضل ان يبدأ الانسان بذلك فيما بين العشرين والثلاثين من العمر ويتعود عليها وحتى للمرأة والصغيرات فهي مطلوبة مع العدسات اكثر لأنها حماية من الغبار والتيارات المتقلبة.
أما الاطفال فالنظارة تعيقهم ولديهم مناعة كافية للمقاومة.
* انتشار آخر في اللغة الالكترونية على الشاشة من العاب وغيرها في استعمال الكمبيوتر.. الدكتورة سلوى هل تعتقد الخطورة على العيون؟
جئنا مرة أخرى إلى ضبابية الرؤية تجاه أمور مهمة في حياتنا ويقينا: لاغنى عنها حتى بالنسبة للطفل فهو عصر التقنية الالكترونية.
والحقائق العلمية تؤكد عدم وجود أي اشعاعات ضارة بالعين ولا علاقة للكمبيوتر في التأثير على الشبكية نهائياً.
وعدم الوعي لدى كثيرين بهذه الحقائق هو ما يستحق التوضيح.
بالنسبة للأطفال أو العاملين على الكمبيوتر يحدث التحديق بشكل مركز لساعات طويلة وكذلك بالمشاهدة والقراءة على الشاشة وفي حالة كهذا يكون الجفاف للعين لأن الانسان ينسى ان يرمش أو يمد نظره إلى مسافة أبعد.. وان تكرر ذلك فالجفاف يضر بقرنية العين وتحدث التهابات، ومن دون المعالجة تتقدم المشكلة بالقرحة..
فإذا أردنا تفادي هذه النتائج ومع استمرار المشاهدة لساعات طويلة فهذا ممكن وبسهولة وذلك بالتوقيت المناسب أي أننا نحتاج بعد كل ساعة إلى فترة توقف والتحرك بعيدا عن الكمبيوتر حتى وان كان لدقائق.
ومعنى هذا التعامل الصحي إزالة مايتردد من قلق في إدمان الكبار والصغار على الكمبيوتر.
* ولكن الثابت أيضا ان أبناء الجيل الحالي قصار النظر.. ونشاهد الطلبة والطالبات يدفنون رؤوسهم في الكتب لاتضاح الرؤية..
هذا موجود فعلا والملاحظة في محلها واعطيك مثالاً يؤيد افتراضك..
فأنت بالمقارنة بين جيلين تتحقق من وجود حدة البصر وهي ميزة في أبناء البادية لأن عوامل الطبيعة كانت توفر لهم التعامل مع الأشياء بالرؤية على امتداد البصر إلى الأبعد.. والآن مشكلتنا عدم ترك مسافة كافية بيننا وما نريد مشاهدته فانتشرت (المايوبيا) القراءة عن قرب..
* والمايوبية هذه.. ليس لها حلول؟!
تأثير التعود قوي ولم يعد غريباً الالتصاق بالشاشة والكتابة ولو نشطت التوعية... ربما!!
وان نأخذ بالأهم فالأهم.. أي أولويات.. ومنها التي تحدثت عنها في البداية لأن مخاطرها أقوى والسكوت عليها يهدد العيون بشكل مباشر..
* هناك اعتقاد بأن كثرة القراءة تجهد العين.. والإرهاق بالسهر يؤدي للماء الأزرق أو الأبيض.
أرجو ألا يكون هذا الاعتقاد منتشراً بين النسبة الأكبر من الناس، لأنه سوف يعني الحرمان من المطالعة والمعرفة والقراءة بوابة العلم.. وفي كل الأحوال هذا من الأخطاء الشائعة التي تتطلب نشر التوعية فالمعروف انه إذا صح الجسد يكون التأثير الايجابي مؤكداً على العين فهي نافذة الجسد ككل والإنسان الذي يحرص على التغذية السليمة الصحية وأخذ القسط الكافي من النوم وممارسة الرياضة ينعكس ذلك على هذه النافذة ومع السهر والاجهاد المتواصل من دون هذا تتأثر العين كما تتأثر بقية أعضاء الجسم والمعروف ان السهر كمثال يؤدي إلى تناقص القوة أو المقاومة الطبيعية التي بدورها تظهر في العيون..
يجب ان نتذكر هنا بأن سبباً مباشراً يؤدي إلى ظهور اعراض التعب من القراءة والتنبيه إلى ذلك زيادة في التوضيح السابق الاكتفاء بفحص النظر لدى تلك المحلات التجارية ومن دون مشورة طبيب متخصص فتكون النظارة للقراءة مصدر هذا الاحساس..
أما الجانب الآخر مع (الماء الأزرق) فهو يحدث عند الكبار وفي القديم كانوا يسمونه (السويرق) لأنه يسرق النظر من دون اعراض في بدايته ويتسمر المرض بين (610) سنوات ثم المفاجأة بفقدان البصر ولذلك تكون الأهمية بالفحص الدوري كل عام ومراجعة المختص عند الشعور بأي شيء..
وحالات تتكرر في المراجعة تكشف فداحة هذا الاهمال لأن (الماء الأزرق) أخطر من (الماء الأبيض) فهو يؤثر على (العصب البصري) فلا يمكن استرداد مافقده المريض.
* ولا تجدي المعالجة في هذه الحالات؟!
هي مرحلة صعبة جدا فعندما يأتيني مريض مصاب بالماء الأزرق أقوم باطلاعه بمحاولة التدخل العلاجي سواء بالعقاقير أو الليزر وفي المرحلة الأخيرة الجراحة وذلك تباعاً فإذا لم تنجح طريقة نأخذ بالأخرى مع مصارحة المريض بأن كل هذه المراحل لن تؤدي إلى تحسين النظر بل التثبيت على مايمكن ان يكون وصل إليه ولو بدرجة ضئيلة جدا وهو ما ليس منه بد خوفاً من ان يخسر النظر كلياً..
والماء الأزرق أنواع منه ماهو خلقي أو وراثي والأخير أكثر انتشاراً في المملكة لتزاوج الأقارب.. وعند الأطفال حديثي الولادة قد تكون العيون أكبر من الحجم الطبيعي وتدمع باستمرار وهي من اعراض الماء الأزرق الذي لاتهتم به الاسرة لان العيون الواسعة صفة جمالية فإذا لم تعالج في السنة الأولى وبالجراحة يفقد البصر..
أما الماء الأبيض فهو حالة طبيعية تصيب الانسان عند التقدم في العمر وتختلف بين انسان وآخر إلى جانب التدخل العلاجي الذي يخفف من حدة الاعراض..
* نأتي للاكتشافات الحديثة فهل نجحت في معالجة حالات الماء الأزرق والأبيض بجهاز الضوئي الديناميكي؟
هذا الجهاز نجح بنسبة كبيرة جداً ولكنه لعلاج قصور الشبكية المرتبط بتقدم الانسان في العمر (المايوبيا الشديدة) وعند حدوث النزيف تحت منطقة البصر، وفي السابق لم نتوقع العلاج.. والآن بهذه الطريقة يتم تسليط الضوء بعد الحقن بالفيزيودين فنصل إلى الخلايا التالفة فقط لامتصاص النزيف دون التأثير على الخلايا التالفة.
والمقارنة مع الليزر بانه أفضل طبعا وساعد ذلك في المحافظة على النظر في حالات كثيرة لدى من يعانون من الضعف الشديد في النظر..
* مركز العيون التخصصي الذي أنشأته الدكتورة سلوى الهزاع.. ماهي نسبة التفاؤل بمستقبله في علاجات العيون المستعصية؟
فكرتي بإنشائه كانت بوجودي في مستشفى الملك فيصل التخصصي كمرحلة أخرى تقدم الأمل لمن تعجز وسائل العلاج معهم بطرق الليزر والجراحة وهم (ضعاف البصر) الذين يحتاجون للتأهيل بوسائل مساعدة كما هو الحال لدى المقعدين ويستعملون الكرسي المتحرك وهذه الحالات تعني الدور الانساني قبل كل شيء لهذه الفئة والعناية بها في مركز خاص وبعد ان تتوقف مرحلة امكانية علاجه.
والنظرة بداية الى ضعاف البصر الذين تفيد المستشفيات بعدم وجود الأمل في علاجهم وفي المركز تكون عملية التدريب للمساعدة وتمت التجهيزات لذلك بتهيئة العاملين في بعثات لمركز (دايكي) الذي يعتبر أكبر مركز متخصص لضعاف البصر في الولايات المتحدة الأمريكية وبينهم أطباء وفنيون.
مع هذا لدينا في المركز نسبة كبيرة من الطلبة نجحت معهم أساليب التدريب بواسطة أجهزة للتكبير وان كانت لا تُحسِّن النظر فهي مفيدة واستفاد منها الكثيرون خلال أربع السنوات الماضية بهذا المركز والاقبال متزايد ويأتي بينهم من دول خارجية خاصة من الخليج، والنسبة الضئيلة جدا بالمركز هم للذين لايمكن عمل شيء لهم.
ولديَّ الآن طالب يحضر الدكتوراه كان مصاباً بالماء الأزرق الخلقي واتيحت له فرصة استعمال تجارب التقنية الحديثة بالنظارة المزودة بشريحة للرؤية على مسافات بعيدة وهي صرخة علمية كبيرة في نجاح مثل هذه التجارب مع ضعاف البصر..
* وماذا عن الاستمرار في تجارب مماثلة؟
الخطة لمرحلة خمس سنوات قادمة بإذن الله في مركز العيون التخصصي تحقيق طموحاتي بالقضاء نهائياً على وجود حالات ضعف البصر وذلك من خلال برنامج علمي وبحوث ودراسات تطبيقية أخذت طريقها مع هذه الثقة في كل الامكانات.. وفي زرع الشرائح اعتبرها الآن بشكل عام بأنها لازالت تحت الدراسة فهي لا تعمل إلا في جنوب أمريكا.. ولكننا دخلنا فيها ونتائجها بفضل الله مطمئنة جداً ونسبة النجاح تجاوزت ال 50%.
وهذا لايعني اللجوء للمجازفة بشكل عشوائي لأنها نظرة إلى المدى البعيد وبالتالي مراحل التجربة لها ظروفها الخاصة.. الذي يتم الآن هو التطبيق مع أشخاص فاقدي البصر وليس عندهم مايفقدونه أكثر واطلاعهم على جميع الظروف في كونها تجربة وطبعاً بمراعاة واحتياطات سلامة الصحة العامة للمتبرع. أيضا مع الذين عندهم العشى الليلي نفس الشيء.
وشخصيا أنا متفائلة جدا بمستقبل هذه التجارب والرجاء بالله سبحانه في التوفيق..
* أخيراً.. قراءة العيون طبياً والدكتورة سلوى تقوم بتشخيص الايدز والأورام بهذا الأسلوب..
العين نافذة الجسم بكل ماتعنيه الكلمة فهذا ما يشير إليه التقدم الطبي وبالممارسة التطبيقية يأتيني مثلا مريض وبنظرةٍ أقول له: عندك السكري وبالفحص على شبكية العين يتأكد ذلك.
شخص آخر تكشف عيونه الضغط ويرفض الأمر حتى يتأكد بوجود تغيرات في شبكية العين. ومرض (الايدز) اكتشف لأول مرة بوجود تغيرات في العين. وهذا يحدث في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض فلا تبدأ مرحلة العلاج إلا بعد إجراء فحص العين وباعطائهم الموافقة بأنه فعلا (الايدز)..
حالات أخرى تتأكد منها هذه الاجراءات ومنها حالة لسيدة تمت معالجتها من ورم في الصدر.. واشخاص آخرون منهم أطفال مصابون باللوكيميا ويظهر فيها انتهاء العلاج ولكن عند احالتها لقسم العيون يُجرى فحص شبكية العين ويتم اكتشاف عدم نجاح أو اكتمال العلاج بشكل نهائي حيث تدل النظرة الفاحصة أو هكذا تقرأ العيون بلغة العلم الحديث.
ويتضح وجود بقايا المرض.. ذلك يعني وهو الثابت علمياً في دقة التشخيص طبعاً باستخدام وسائل وأجهزة حديثة ومتطورة.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|