الأخ الدكتور - خالد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا رجل متزوج منذ ثلاث سنوات، ولدي ولد واحد وأسأل الله أن يرزقني الذرية الصالحة.
د.خالد.. لدي مشاكل عائلية، فوالدتي - هداها الله - تجادل زوجتي على أشياء تافهة وتحرض والدي عليّ مع أنهما طيبان جداً.. وأنا أُفهم زوجتي أن هؤلاء - أبي وأمي - لا أستطيع أن أكلمهما وأنا أُثني خيراً على زوجتي فهي كذلك طيبة، لكنها غشيمة بعض الشيء.. وأنا في بداية زواجي كنت لا أمل الحديث مع زوجتي، لكنها منذ أن حملت ابني بدأت لا أتحدث معها كثيراً ولا ألقي لها بالاً وصرت أنظر إلى التلفاز كثيراً وإلى الكمبيوتر وأسهر خارج البيت فصارت زوجتي تشكو من ذلك كثيراً وتقول لي لقد تغيرت كثيراً.. لا أعلم هل هذه الأفعال هي ما يسبب لي المشاكل الأسرية وأنا من النوع الذي يتساهل في بعض الأمور.. أرجو منك النصح والإرشاد.. وفقك الله خصوصاً أنني أمر في مشاكل مع أهل زوجتي وكذلك أهلي وشكراً.
* الرد:
حياك الله أخي الحبيب وأشكر حسن ظنك في أخيك وثقتك بالنسبة لمشكلتك.. إليك مجموعة من النصائح بخصوص الأطراف الثلاثة في مشكلتك:
1- أخي الكريم بخصوص والديك فهم رأس مالك ورصيدك الباقي بعد طاعة الله فأحسن لهما على كل حال وحاول أن تقترب منهما بقلبك وسلوكك استمع لهما وحاول أن تذيب صخور الجليد بينكما خصوصاً وأنت تملك والدين كما تقول (طيبين جداً) وهذه نعمة عظيمة تغبط عليها.. أكرمهما ما استطعت وصدقني ستجد سكينة في القلب وتوفيقاً في الدنيا والآخرة.
2- أما أهل زوجتك فهم أرحامك وأهل لك ولأولادك فعليك بالكلمة الطيبة والدفع بالتي هي أحسن وإياك أن تذكرهم بسوء أمام أحد خصوصاً زوجتك أو أولادك وفي حال عدم تغير الأمور فأنصحك بتقليل الزيارات وعدم الاحتكاك الكثير لأن ذلك ربما يعرض للمصادمات !
3- أخي الحبيب لا بد أن تملك القدرة أولاً على تحديد سبب تغيرك مع زوجتك وطبيعة مشاعرك هل هي ملل؟ هل إحباط؟ هل هي ضغوط نفسية تعاني منها؟ هل واجهت منها إهمالاً بعد حضور الضيف الجديد؟
متى ما استطعت الإجابة بعدها ستكون قادراً على إيجاد الحلول المناسبة! وما أكدت عليه في رسالتك أنك أنت الذي تغيرت مع زوجتك بلا مبررات! وبالنسبة لزوجتك فأظنك قد جنيت عليها وظلمتها فقد وصفتها (بالغشيمة) ولست أدري ماذا تقصد بهذه الكلمة.. وأياً ما كان قصدك أسالك أخي ماذا فعلت لتغيير ما ساءك منها من طبع؟
فأنت الرجل وأنت ربان السفينة! وأسألك أخي الحبيب هل تعتقد أنني وأنت قد نزلنا من السماء بلا عيوب ولا أخطاء! وأحذرك من وصف زوجتك بهذا الوصف حتى في حديثك مع نفسك لأنك هنا تتجه لهويتها قافزاً على ما ساءك من سلوك وهذا غاية الإجحاف.. وبخصوص علاقتها مع والدتك فتصرفك عين العقل وحاول أن تحفز زوجتك على مزيد من العطاء تجاه والدتك والصبر على بعض تصرفاتها.. وأن تثني عليها وعلى عقلها وتفهمهما لتصرفات والدتك.
عد إلى زوجتك أيها الحبيب المهاجر جدد حياتك بسفر أو نزهة أو هدية حاورها واطلب ما تريده منها.. اعد صياغة حياتك ولوّنها بأجمل الألوان وبعدها أظنك ستولد من جديد...
4- وقبل الوداع همسة في أذنك أخي الحبيب إن كونك تعاني من إشكالات مع أغلب من حولك فهذا يعكس مشكلة (داخلك).. ارتق بنفسك وفقك الله واقرأ عن فن العلاقات والاتصال تعلم كيف تتعامل مع الآخرين وصدقني ستتكامل شخصيتك قوة وستجد نفسك إنساناً أفضل... دعواتي تحيط بك.
