من الأشياء التي اندثرت تلك الألقاب التي كان يتزين بها نجوم السينما في الأجيال التي بدأت تتراجع إلى الخلف. فقد كان نجوم الستينيات حتى التسعينيات يبتكرون لأنفسهم ألقاباً تسبق أسماءهم، فهذا نجم كذا وتلك نجمة كذا ومن ثم يقومون أو يقوم محبوهم من الإعلاميين بالتكريس للقب. وهذه لا شك نتاج ثقافة النجم الأوحد، الذي يقوم العمل السينمائي كاملاً على أكتافه، فلم يكن هؤلاء يؤمنون بالعمل الجماعي، وإن أعطوا لمشاركتهم شيئاً من الفضل فإنهم لا يمكن أن يتناسوا خلع لقب (سنيد) عليهم. لكن في الوقت الحاضر قفز إلى الواجهة جيل من النجوم يؤمن بالفعل بأن دوره ليس إلا لبنة في بناء متكامل يسهم فيه آخرون كما يسهم هو، فأصبح الواحد منهم لا يستنكف من المشاركة في دور ولو كان صغيراً؛ لأنه يؤمن بأنه يمكن أن يقدم من خلاله شيئاً، وبالتالي فقد تلاشت الألقاب بعد أن انتفت الحاجة إلى وجودها، فلم نعد نسمع بنجم كذا أو نجمة كذا.
تركي البسام
tb787@hotmail.com