وفاء عامر أعادت اكتشاف نفسها في دور الملكة نازلي في مسلسل الملك فاروق، أضافت للشخصية الكثير من خلال أدائها التمثيلي الرائع حدثتنا في هذا اللقاء عن المسلسل ولم تنس أن تخوض في بعض القضايا الأخرى.
* بداية نريد أن نهنئك على النجاح الباهر لمسلسل الملك فاروق بصفة عامة وبالدور الرائع الذي قدمته في المسلسل؟
- شكراً لكم على هذه المشاعر وأتمنى بالفعل أن يكون دوري قد وصل إلى جميع المشاهدين.
* في رأيك ما أسباب هذا النجاح؟
- كل عمل فني لابد أن تتوافر له مجموعة من العناصر كي ينجح من إخراج وتمثيل وكتابة وبقية العناصر التي تعرفونها وهو ما توفر لهذا المسلسل تحديداً، فالدكتورة لميس جابر مؤلفة المسلسل اجتهدت في توصيل الشخصيات والغوص في تفاصيلها وهي باحثة متمكنة كذلك المخرج حاتم علي الذي قدم عملاً يستحق التوقف عنده، في رأيي.
* لنتناول هذين العنصرين قلت أن لميس جابر باحثة ماذا تعنين بذلك؟
- أعني أن من يتناول التاريخ يجب ألا يكون مجرد كاتب فلابد أن يكون باحثاً يغوص في التاريخ وخباياه لاستقاء مادته الخام ومن ثم يعود للعمل عليها.
* كثيرون رأوا أن الكاتبة أظهرت الملك فاروق بصورة غير التي اعتاد الإعلام على تناولها، فهل معنى ذلك أن الكاتب يمكن أن يخالف بعض الحقائق التاريخية لإبراز وجهة نظره خاصة أنك قد قلت أنه يعمل على المادة الخامة؟
- مخالفة الحقائق التاريخية أمر لا يجوز وهو ما لم تفعله الكاتبة لميس جابر إطلاقاً، لكنها تحدثت عن فاروق من وجهة نظرها في إطار السياقات التاريخية الحقيقية فهي ترى كما غيرها كثيرون أن الملك فاروق قد ظلم وصورته وسائل الإعلام بصورة فيها كثير من الغبن واعتقد بعد النجاح الذي حققه المسلسل يجب أن ننظر إلى الموضوع بصورة مختلفة.
* نعود إلى الإخراج؟
المخرج حاتم علي قدم تجربة كما قلت رائعة تستحق الثناء وقد استفاد كثيراً من تقنيات السينما في المسلسل فجاء العمل كما ترون.
* ألست مع الذين يقولون بتغول الممثل السوري على حق الممثل المصري في أدوار يرى البعض أن المصريين أحق بها خاصة مثل دور الملك فاروق ملك مصر، فالمخرج والبطل على الأقل في هذا العمل سوريان؟
- لنتفق أولاً على أن تيم حسن برع في أداء دور الملك فاروق بامتياز ويجب ألا نسلبه حقه بعد هذا التميز، ثم إننا جميعاً عرب وهذا الاشتراك فيه إضافة كثيرة لكلا الجانبين وإثراء وتبادل خبرات.
* على الرغم من ذلك أشيع أن هناك خلافات كثيرة قد دبت بينك وفريق العمل السوري ما حقيقة ذلك؟
- هذه مجرد إشاعات فقد كنا فريق عمل متناغماً وإلا لما ظهر العمل بهذا الشكل.
* الملكة نازلي شخصية محورية ليس في المسلسل فحسب بل في تاريخ الملكية في مصر، وقد كان أداؤك لها رائعاً كيف كان استعدادك لهذا الدور؟
- بصراحة لم أكن أعرف عن نازلي الكثير قبل أن يسند إلي الدور وبعد ذلك اجتهدت وقرأت كثيراً لتقديم الشخصية بالصورة المناسبة وقد كان نتيجة هذا المجهود أنني ألممت بكل تفاصيل الشخصية.
* ألم تخشي من تقديم دور يظهرك والدة لتيم حسن وأنت في ريعان شبابك؟
- بالعكس فعندما عرض علي الدور ووافقت عليه فكرت أيضاً في تحدي المراحل السنية المختلفة التي تظهر فيها الملكة في المسلسل.
* كثير من النجمات اتجهن إلى التلفزيون بعد مزاحمة نجمات الجيل الجديد لهن، هل يمكن اعتبار دورك في المسلسل من هذا القبيل؟
- ليس بالضبط فالممثل يجب أن يكون متواجداً هنا وهناك طالما عرض عليه الدور المناسب، وهذا ما دفعني لقبول دور نازلي.
* ابتعدت فجأة عن أدوار الإغراء التي اشتهرت بها ما سبب ذلك؟
- لم أشتهر بها فقد قدمتها مثل ما قدمت غيرها وأدواري بعيداً عن الإغراد أكثر من أدواري فيه لكن لا أدري لماذا يسجنني الناس فيها، هي مرحلة تجاوزتها ولا أريد العودة إليها ولا حتى الحديث عنها.
* نعود إلى السينما فقد مني فيلمك الأخير علمني الحب بالفشل هل توافقين على ذلك ما هي أسباب فشله؟
- لا أوافق على أن الفيلم قد فشل لكن ربما لم يحقق ما كان مرجواً والموضوع مرتبط بعوامل أخرى خارجية ليس لها علاقة بمضمون وجودة الفيلم، فكل فيلم قد لا تتحقق له بعض شروط النجاح الخارجية مثل الإعلان وتوقيت العرض وخلافه ما يوقعه في بعض المشاكل رغم جودته الفنية وهذا ما أعتقد أنه انطبق على فيلم علمني الحب وعموماً هناك مقاييس أخرى يمكن اعتمادها لمعرفة إذا ما كان الفيلم بالفعل قد فشل.
* مثل ماذا؟
- مثل الفضائيات التي تتيح للمشاهد رؤية الفيلم وإصدار الأحكام عليه بعيداً عن حمى شباك التذاكر والعوائد المادية، فقد يعد الفيلم فاشلاً على مستوى العرض السينمائي لكن عندما تعرضه الفضائيات يحكم الناس عليه نقاداً وجمهوراً بصورة تعيد إليه اعتباره.
