ازداد عدد الوفيات الناجمة عن الإفراط في العمل في اليابان على الرغم من حملة حكومية للحد من نظام الساعات الإضافية المنتشر إلى حد كبير في المؤسسات، وأعلنت وزارة الصحة اليابانية أن حوالي 355 موظفاً أصيبوا بأمراض خطيرة أو توفوا لهذا السبب، ومن أصل هذا العدد توفي 147 موظفاً إثر الإصابة بجلطة دماغية أو أزمات قلبية، ووفاتهم مرتبطة بالعمل المفرط وهي ظاهرة باتت تشكّل آفة اجتماعية حقيقية خلال مرحلة النمو الاقتصادي الكبير الذي سجلته اليابان بعد الحرب.
وقد ازداد الضغط خصوصاً على الشبان الموظفين المناوبين الذين يتنامى عددهم في اليابان كما أكّد ميكيو ميزونو المحامي المتخصص في شؤون الوفيات بسبب العمل.
ولفت هذا المحامي إلى أن الشبان ممن تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاماً ما زالوا يتمتعون بالحيوية ويميلون إلى تجاوز حدود قدراتهم. وهم يصابون باضطرابات قلبية مما قد يؤدي إلى الوفاة، والإفراط في العمل هو السبب الوحيد الذي يفسر ذلك.
وقد حاولت السلطات مكافحة هذه الظاهرة من خلال تشجيع الموظفين خصوصاً على أخذ عطل لتكريس أوقات لعائلاتهم. وأقر تاكاشي امانو وهو موظف كبير في وزارة العمل أن البيئة المهنية لا تزال صعبة بالنسبة للموظفين.
وأفاد تقرير الوزارة بأن 205 فقط من أصل 819 موظفاً أصيبوا باضطرابات عقلية بسبب الإفراط في العمل العام الماضي تلقوا تعويضات، وتسببت الاضطرابات العقلية بـ176 حالة انتحار أو محاولة انتحار كما أكدت الوزارة. وقال المحامي ميكيو امانو: إن في كثير من الحالات يواجه الموظفون كماً من المتطلبات فيما لا يتلقون سوى القليل من المساعدة ما يعرضهم لضغط نفسي هائل.