|
وبعد ثلثي عام..!
|
هذه المجلة..
وهي توشك على بلوغ ثمانية أشهر من سنتها الأولى..
من عمر طويل إن شاء الله..
ومن نجاحات مستقبلية تعطي المزيد من الرضا عنها..
هل يكون من تكرار القول أن نتحدث عنها..
وان نقول فيها ولها ما يعْرفه القراء..
وأن نستعيد ما عبّر القراء كتابة عن رأيهم فيها..
اعتزازاً بما مضى من شهور من عمرها..
***
لقد اعتدنا أن نبوح بما نعتقد أن إعلام الناس به صحيح..
وأن ترديده يؤصل النجاحات ويضيف اليها..
ومع إطلالة «مجلة الجزيرة» على الثلث الاخير من عامها الأول ..
وتوديعها لثمانية شهور قبل الاحتفاء في ذكرى مرور عام على يوم ميلادها..
كانت هذه الكلمة..
***
ومع هذه الشهور وقد مضت من سنتها الأولى بكثير من التميز والتفرد بشهادة الجميع..
لابد من وقفة..
ومن لحظات تأمل..
لمراجعة خطوات مسيرتها..
بحثاً عن جواهر جديدة..
نضيفها الى هذا الاصدار..
***
هاهي مجلة الجزيرة سنة أولى تستعد بعد أربعة أشهر لأن تلوح لكم بوداع جميل..
يعترف للقراء بالفضل..
وبالدور الأكبر في نجاحها..
دون أن تغمط الزملاء أسرة تحريرها حقهم في هذا الجهد الصحفي الكبير..
وهذا العمل المهني غير المسبوق..
وبأمل أن نرى مجلة الجزيرة بعد أربعة أشهر في سنة ثانية أكثر بهاءً وجمالاً..
***
قراءنا الأعزاء:
مجلة الجزيرة، منكم ولكم..
وصحيفة الجزيرة تكفيك..
خالد المالك
|
|
|
طعن زوجته وأشعل النار في ابنته غلطة العمر
|
بدأت سعدية حياتها الزوجية بغلطة وانتهت بمأساة.. الغلطة ارتكبها والدها الذي وافق على زواجها من شعبان عندما تقدم لطلب يدها رغم كل المقدمات التي كانت تؤكد أنه ليس جديراً بها على الإطلاق فطباعه الشرسة كانت معروفة للجميع ولا تخفى على أحد.. وبالطبع لم تستطع سعدية الاعتراض وعاشت حياتها وأنجبت أطفالها دون أن يكون لها الحق في الاعتراض على أي شيء.. المرة الوحيدة التي اعترضت فيها تعرضت لمأساة.
فلم تستطع سعدية أن تعلن رأيها في العريس المتقدم لطلب يدها والحل والربط في يدي أبيها وأمها.. وعندما تكون الأم متوفاة فالأمر كله يصبح بيد الأب وغالباً يكون كل همه أن يتخلص من مسؤولية ابنته فيوافق على أول عريس يتقدم لها..
لسوء حظ سعدية كان شعبان أول عريس يتقدم لها في الوقت الذي كان والدها قد بدأ في الشعور بحاجته لامرأة تلبي حاجاته بعد أن أمضى 7 سنوات وحيداً بعد وفاة زوجته الأولى.. وأخبرها أبوها بأن شعبان قد تقدم يطلب يدها.. وصمتت سعدية ولم تستطع إعلان رفضها فاعتبر والدها أن سكوتها دليلاً على الموافقة وبعد انفرادها بنفسها أخذت تبكي والدموع تنساب من عينيها في صمت.. ان ما سمعته عن شعبان يجعلها تنفر منه ولكن لا بد مما ليس منه بد .. أمها توفيت منذ 7 سنوات وأبوها بدأ في البحث عن عروس، وبالطبع قبل أن يتزوج فمن الأفضل أن يخلي المنزل للعروس الجديدة.. وفي حفل بسيط تم الزواج وانتقلت سعدية إلى منزلها الجديد وبعد أيام من الزواج عرفت أن كل ما سمعته عن شعبان وعن طباعه الشرسة أقل من الحقيقة بكثير.. إنه يثور لأتفه الأسباب ويعتبر أن جميع الناس أعداءه.. ورغم انه يعمل في صناعة الأحذية فهو يعتقد انه يفهم في كل شيء ومن يعارضه أو يحاول إفهامه مغرض ويقصد إظهار جهله.. والويل لها كل الويل إذا أخطأت في أي شيء أو حتى اعتقد أنها أخطأت عقابه شديد وألفاظه بذيئة ويده طويلة لا يتورع عن ضربها مهما اعتذرت له فالمبدأ الذي يسير عليه أن من يخطئ في حقه لا بد أن ينال جزاءه ويتوقع عقابه وانتقامه.. ومما زاد الطين بلة أن والد سعدية تزوج بعد زواجها بفترة قصيرة من امرأة شرسة الطباع ولديها ابنتان في سن الزواج انتقلتا معها إلى منزل العريس وبذلك أصبح منزل أبيها محرماً عليها دخوله إلا للضرورة القصوى.. فلم تملك هجر شعبان مهما حدث.. المرة الوحيدة التي اضطرت فيها إلى اللجوء لمنزل أبيها بعد أن طردها زوجها أمام الجيران ذاقت فيها الأمرين من زوجة أبيها وابنتيها حتى تظاهر أبوها بأنه حريص على مصلحتها وأعادها بنفسه إلى منزل زوجها.
الفرحة المكتومة
وسارت الحياة بها على نفس المنوال بعد أن وعت الدرس جيدا ودربت نفسها على تحمل ثورات شعبان المتكررة.. وهون عليها الأطفال الذين جاءوا تباعا صعوبة الحياة وشظف العيش فزوجها رغم انه يكسب الكثير من عمله إلا انه يقتّر عليها وينفق معظم دخله على سهراته الخاصة.. وكبر الأطفال وأصبحوا شباناً وشابات حتى جاء اليوم الذي همست فيه ابنتها الكبرى انتصار في أذنيها بأن موظفاً من أهالي القرية اسمه سعيد سيحضر لخطبتها.. كادت أن تطير من الفرحة لكن فرحتها لم تدم طويلاً فشعبان رفض العريس دون إبداء الأسباب وعندما حاولت سعدية مناقشته انهال عليها بالضرب واتهمها بالفشل في تربية الأبناء خاصة انتصار ولو كانت قد أحسنت تربيتها لما تركتها تقيم علاقات مع الشباب.. واستكانت سعدية وطلبت من ابنتها الرضوخ لأوامر أبيها لكن انتصار رفضت وأعلنت إصرارها على الزواج من سعيد حتى ولو بدون موافقة أبيها.. وخوفاً من أن يفلت الزمام من يده تظاهر شعبان بالموافقة على الخطبة وان كان يضمر في نفسه افتعال أي سبب لفسخها بعد ذلك.. وتمت الخطوبة وبعدها بأيام قليلة حضر شعبان من عمله فوجد سعيد يجلس مع خطيبته انتصار في حجرة بمفردهما فثارت ثائرته وطرد سعيد من المنزل وانهال على ابنته بالضرب.. احتجت انتصار وصاحت في وجه أبيها بأنه من الطبيعي أن يزورها خطيبها فازدادت ثورة الأب وقذفها بموقد الكيروسين المشتعل .. أمسكت النيران بملابس انتصار واندفعت أمها دون وعي لإخمادها وعلى صوت الصرخات الصادرة من المنزل تجمع الجيران وتم استدعاء سيارة الإسعاف التي نقلت انتصار إلى المستشفى مصابة بحروق متعددة وتم تحرير محضر بالواقعة.. وبسؤال شعبان عن سبب الحروق التي أصيبت بها ابنته قرر أن خطيبها سعيد قذفها بموقد الكيروسين عندما فوجئت به يستغل وجودهما بمفردهما بالمنزل ويحاول اغتصابها فقاومته وهددته بإبلاغ أبيها.. وتم إلقاء القبض على سعيد ووجهت إليه النيابة تهمة الشروع في قتل خطيبته وأمرت بحبسه على ذمة التحقيق .. لكن بعد أن تماثلت انتصار للشفاء تم سؤالها عن ظروف الواقعة فأدلت بالحقيقة وقررت أن أباها حاول حرقها واستشهدت بأمها التي رأت الواقعة منذ بدايتها.. ولم تستطع سعدية أن تكذب ابنتها واعترفت بالحقيقة هي الأخرى.
عرف شعبان بما حدث فهرب من المنزل خوفا من القبض عليه وحبسه بعد أن أمرت النيابة بالإفراج عن سعيد وظل شعبان مختفيا عدة أيام وفشلت جهود رجال الشرطة في القبض عليه حتى فوجئت زوجته به أثناء ذهابها إلى المستشفى لزيارة ابنتها يستقل سيارة خاصة ويتعمد أن يصدمها بها فسقطت على الأرض وهي تصرخ من شدة الألم ولم يكتف شعبان بذلك فقد أضمر في نفسه الانتقام من زوجته التي عارضته لأول مرة في عمرها وأوقف السيارة التي كان يقودها واستل السكين التي أعدها خصيصا وانهال على جسد زوجته بالطعنات .. وعلى صوت صرخات سعدية كان الأهالي قد تجمعوا وتمكنوا من السيطرة على شعبان والقبض عليه واقتادوه إلى قسم الشرطة.. وفشلت جهود الأطباء في إنقاذ حياة سعدية وفاضت روحها إلى بارئها .. وأمرت النيابة بإحالة شعبان إلى المحاكمة مرتين: الأولى لشروعه في قتل ابنته وصدرالحكم فيها بمعاقبته بالسجن 3 سنوات والثانية لقتل زوجته وصدر الحكم فيها بمعاقبته بالأشغال الشاقة المؤبدة .
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|