|
لماذا التحفظ على حجم التوزيع؟!
|
تتحفظ الصحف السعودية على حجم توزيعها، كلما كان هناك سؤال أو استفسار أو رغبة في الحصول على معلومة ولو صغيرة عن توزيعها..
وتتعمد اللجوء إلى إخفاء هذه المعلومات وتغييبها عن الآخرين، وكأنها شيء خاص بها ولا مصلحة لأطراف أخرى في التعرف عليها..
***
ومثل هذا الطلب هو بنظرنا حق مشروع لمن يعلن بالصحيفة أو يرغب بأن يتعاون معها في أي مجال، غير أن صحفنا لا تعير ذلك شيئا من اهتمامها..
وهي بذلك تضع نفسها في موقف من يضلل الآخرين بحقيقة أرقام توزيعها وسعة انتشارها مفضلة عدم الإعلان عن الحجم الحقيقي والصحيح لتوزيعها..
***
واللافت للنظر أن الصحف السعودية تتسابق على إعطاء معلومات مبالغ فيها عن عدد النسخ التي تباع منها في منافذ التوزيع يوميا..
ضمن الحرص على أن تأخذ الصحيفة مكانها في الصفوف الأولى بين زميلاتها ولو بشكل غير مشروع..
***
وأرقام التوزيع مثلما يعرف الجميع ممن يقرأ الصحيفة أو يعلن فيها أو يكتب ضمن كتابها أو يعمل ضمن كوادرها يهمهم أن يكونوا على علم بمكانها بين الصحف..
فالتوزيع ضمن أمور أخرى كثيرة يقاس عليه نجاح الصحيفة وتأثيرها وقدرتها وتميزها في إيصال الرسالة إلى المتلقي والوصول بنجاح إلى النقاط المستهدفة صحفيا وتسويقيا..
***
غير أن المؤسسات الصحفية ودون استثناء تغيّب هذه المعلومة وتحاصر مصادرها للحيلولة دون اختراقها حتى لا تتبين الحقيقة فينكشف المستور..
إذ إن هناك بعض الصحف تُتَدَاول معلومات مبالغ فيها عن حجم كبير عن توزيعها وهي مرتاحة لهذا الانطباع الإيجابي عن توزيعها، وصحف أخرى يتحدث الناس عن حجم متواضع عن توزيعها بما يخالف الواقع وهي مع هذا الظلم لا تستطيع أن تتفرد لوحدها بالإعلان عن عدد ما يباع من نسخها يوميا..
***
وشركات التحقق من الانتشار (قد لا يُطمأن إلى أرقامها) لأنها لا تتقصى الحقيقة وتقدم معلومات من حين لآخر قد لا تكون دقيقة ، بما يسيء إلى صحف ويفيد أخرى في ظل غياب الأرقام الرسمية لتوزيعها..
لكل هذا، أناشد الصحف السعودية وأدعوها إلى أخذ زمام المبادرة والاتفاق الجدِّي على أسلوب صحيح لتقديم المعلومة التسويقية العلمية عن توزيع الصحف لما في ذلك من خدمة لها وللآخرين.
خالد المالك
|
|
| width="68%" valign="top" align="center" dir="rtl">
محمود شكوكو كان مثله الأعلى ذات يوم! عزت العلايلي:محمد التابعي غيَّر مجرى حياتي
|
* القاهرة / لقاء خالد فؤاد
يقوم الفنان الكبير عزت العلايلي حالياً بتصوير دوره في المسلسل التلفزيوني الجديد (المنصورية) الذي يتوج به العلايلي 45 عاماً من العطاء بدأها عام 1960، وقدم خلالها نحو 120 فيلماً و40 عرضاً مسرحياً و38 مسلسلاً تليفزيونياً، أصبح بعضها مثل (الأرض) و(الاختيار) و(السقا مات) في عداد كلاسيكيات السينما العربية الرصينة، رغم أن بطلها عزت العلايلي كان يعتبر (محمود شكوكو) ذات يوم مثله الأعلى! وفي الحوار التالي يفتح عزت العلايلي الذي يحتفل هذه الأيام ببلوغه 71 عاماً خزانة الذكريات، ليحدثنا عن مشواره الحافل ومواقفه وتجاربه الجميلة مع الكبار، من الصحافي الراحل محمد التابعي أمير الصحافة العربية إلى المخرج الكبير يوسف شاهين الذي صنع العلايلي معه العديد من الأعمال ذات السمعة العالمية، فإلى نص الحور:
***
* في البداية رأينا التوقف معه عند آخر محطاته وهو مسلسله الجديد (المنصورية) فماذا عن هذا المسلسل؟
تدور الأحداث حول حسن أبو الوفا الذي أجسد شخصيته (أحد ضباط الجيش المصري) الذي يتقاعد ويتولى مسؤولية الدفاع عن البلد في الميدان الاقتصادي من خلال إنشائه لمصنع صغير يربح من خلاله ليكون نموذجاً للمصري المكافح، إلا أن المشاكل تأتي من داخل أسرته وبالتحديد من أولاده فيعاني منهم بشدة ويتسببون له في مواقف صعبة وأمراض عديدة.
وبصدق شديد أنا سعيد بالمسلسل لكونه جديد تماماً في كل شيء فقد اعتذرت عن العديد من المسلسلات في الآونة الأخيرة، إلا أن المؤلف فايز غالي نجح في إقناعي بالعودة وأنا سعيد تماماً بأسرتي في المسلسل رانيا فريد شوقي ومحمد رياض وماجدة الخطيب وجمال إسماعيل وعمر الحريري ومحمد خان وعماد رشاد ووفاء صادق ومحمد الشقنقيري وبسام رجب وآخرين.
جحود الأبناء
* قبل لقائك مع مخرج المسلسل ياسر زايد أكد أن من أكثر الأشياء التي أقنعتك بقبول الدور معاناة بطل المسلسل (حسن أبو الوفا) من أبنائه الذين يجحدون فضله عليهم؟
نعم هذه حقيقة فقد تأثرت بشدة وأنا أقرأ هذه المشاهد في السيناريو وهنأت فائز غالي على قدرته الفائقة في صياغتها وأرجو أن أستطيع التعبير عنها بشكل قوي أمام الكاميرا، فهي قريبة من الواقع أن لم تكن هي الواقع ذاته، فما أكثر جحود الأبناء وتطاولهم على آبائهم وإنكارهم لكل جميل في هذا الزمن العصيب.
* إذا حدثنا عن أبنائك وطبيعة علاقتك بهم؟
أسرتي مكونة من ثلاثة أبناء وحفيدين بالإضافة إلى زوجتي (حفظها الله) وأبنائي أكبرهم محمود العلايلي الأستاذ في كلية طب الأسنان والصغرى رحاب العلايلي مهندسة ديكور، وأحفادي هم (مريم) ابنة محمود و(عادل) نجل رحاب وأشعر بسعادة الدنيا وأنا أجلس الآن بين أحفادي فهم الآن في مرحلة التعليم الأساسي ولا يجلسون مع أبويهما بقدر جلوسهم معي أنا وجدتهم.
جاري عبد الوهاب
* بمناسبة الحديث عن جدتهم . . هل تتذكر كيف تم التعارف والحب والزواج؟
أنا من الأساس أنتمي لعائلة متماسكة ومحافظة نشأت وتربيت في حي شعبي هو حي (باب الشعرية) العريق وفي الشارع المجاور للشارع الذي نشأ وتربى فيه الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب تحديداً بجوار مقام الشعراني.
وفي مثل هذه المناطق تجد الحياة على طبيعتها بلا تكلف أو مبالغة فكان والدي حسن العلايلي شديد الإصرار على التماسك الأسرى مع أشقائه وبار بأبويه فكنت آراه حينما يقبل على جدي أو جدتي يقبل أيديهم.
وهكذا كنت أفعل أنا وأشقائي، وفي (مدرسة الشيخ صالح الإبتدائية) بدرب الجماميز حفظت القرآن وعرفنا العيب والخطأ في وقت مبكر ولهذا أنا حزين بسبب اختلاف أساليب التربية هذه الأيام.
* إذاً كيف تعرفت برفيقة مشوارك ورحلتك مع الحياة؟
تعارف عائلي وعبر ترشيح من أبي وأمي فأنا لم أختر فقد عرضوا عليّ الأمر واقتنعت لأنني منذ شبابي مقتنع بأن الزواج لابد وأن يكون هكذا من إنسانة بسيطة عادية تشاركني حلو الحياة ومرها، وتقف معي في كل الأوقات وقت الأزمة ووقت المحنة ووقت السعادة أيضاً.
* بعد الزواج هل وجدت أفكارك هذه صحيحة؟
نعم بدليل أن زواجنا استمر طيلة هذه الأعوام والحمد لله لم يعكر صفوها شيء بل إن زوجتي كانت أحد عوامل نجاحي لكونها وفرت لي عوامل الهدوء والاستقرار بعيداً عن جحيم الوسط الفني!
غيرة زوجية
* في الستينات والسبعينات قدمت أدواراً عاطفية . . ألم تشعر هي بالغيرة من بطلات أفلامك؟
بالتأكيد كانت تغار. فهي في البداية والنهاية سيدة وزوجة لها مشاعر وأحاسيس ولكنها كانت دائماً تعبر عن غيرتها بهدوء واحترمت أنا فيها هذا فكنت أقلل قدر الإمكان من أدواري هذه ولطالما رفضت أفلاماً عديدة احتراماً لمشاعرها.
*ولكننا نلاحظ عدم ظهورها معك في أي سهرات فنية؟
أنا مقتنع بوجودها في المنزل وإبعادها عن مجال عملي وأحمد الله أنها هي نفسها مقتنعة بهذا فظهورها للضرورة القصوى التي تستدعي هذا في الواجبات الإنسانية وليس في السهرات، وأنا بطبيعتي قليل السهر ولا أظهر سوى في حفلات الزواج لأهنئ زملائي وأبنائهم أو العزاء لأشد من أزر أحد الأعزاء أيضاً، فأنا فنان في الاستوديو فقط!
(شكوكو) مثلي الأعلى!
* نعود للبداية . . ومتى بدأ عشقك أنت للفن؟
أول عمل سينمائي شاركت فيه كان في منتصف الأربعينات وأنا طفل لا يكاد عمري يتجاوز العشرة أعوام في فيلم (يسقط الاستعمار) مع العملاق الراحل حسين صدقي وصور في استوديو (شبرا) وكان دوري فيه هو أن يحملني التلاميذ في إحدى المظاهرات لكي أهتف (الاستقلال التام أو الموت الزؤام).
* وهل تقاضيت أجراً عن هذا الدور؟
نعم عشرة قروش فقط وبقيت يومها في الاستوديو من الخامسة مساء حتى السادسة من صباح اليوم التالي.
* ومن كان مثلك الأعلى في هذه المرحلة؟
(يضحك بشدة) كان محمود شكوكو، كنت أعشق أداءه واسلوب غنائه للمنولوجات و(فن الأرجواز) الذي كان يقدمه آنذاك.
* وإلى متى ظل شكوكو مثلاً أعلى بالنسبة لك؟
حتى التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية تخرجت فيه عام 1960 وكنا أول دفعة من حملة المؤهلات العليا وكان من أبناء دفعتي عبد الرحمن أبو زهرة وعايدة عبد العزيز.
* ومتى بدأ مشوارك الفعلي مع التمثيل؟
أثناء الدراسة كنت أقوم بأدوار صغيرة في مسرحيات مع أساتذتي عبد الرحيم الزرقاني ونبيل الالفي، وأذكر أن أدوارنا ونحن طلاب كانت صامتة ويوم نطقت على المسرح لأول مرة عشت دور النجم على زملائي في الدفعة رغم أنني لم أكن أقول سوى جملة واحدة لازلت أذكرها حتى اليوم هي (جنرال فردييه أوقفوا اطلاق النار) هذا فقط كل ما كنت أقوله يومياً وكنت أتقاضى عليه ستين قرشاً.
* وهل ثمة مواقف تتذكرها عن هذه الفترة؟
أتذكر أنني كنت مجرد ممثل مسرحي صغير وقرأت قصة قصيرة لعملاق الصحافة المصرية محمد التابعي وأردت أن أقوم بتحويلها إلى عمل مسرحي، وفي نوبة حماس اتصلت به هاتفياً وقبل أن يرد أصابتني رعشة وخوف وسألت نفسي كيف تواتيني الجرأة لكي أطلب هذا العملاق صديق الرؤساء والملوك وكبار الفنانين، وكدت أغلق السماعة قبل أن يرد إلا أنني قبل وضع السماعة سمعت صوته فعرفته بنفسي وأخبرته بما أريد فطلب أن يراني وتغيرت حياتي وأفكاري تماماً بعد هذه المكالمة الهاتفية!
* كيف ولماذا؟
لأنني أصبحت أتردد عليه بصفة يومية وفي مكتبه بمؤسسة (أخبار اليوم) وتفجر الوعي بداخلي وأصبحت عاشقاً للقراءة فكنت أنهل من مكتبته العامرة.
* ولكننا نعرف أنك قارئ ومثقف جيد منذ طفولتك أي قبل تاريخ معرفتك بالتابعي؟
نعم هذه حقيقة فقد كنت أقرأ وخلفيتي الفكرية تنتمي إلى رموز التنوير في القرنين التاسع عشر والعشرين وعلى رأسهم الطهطاوي وعلي مبارك إلا أن التابعي انتقل بي لعالم آخر كان من نتيجته كتابتي لمسرحية (إعرف عدوك) والتي كانت بداية لعلاقتي بشخص وأدب نجيب محفوظ وكان لهذا تأثير بالغ فيما بعد على كل اختياراتي السينمائية والمسرحية والتليفزيونية.
رسالة من امرأة مجهولة
* لنبدأ إذاً بالسينما وبداية وقوفك أمام كاميراتها بعد تخرجك بمعهد المسرح؟
أعتقد أنني كنت محظوظاً بدرجة كبيرة لكون أول فيلم شاركت فيه كان مع الموسيقار فريد الأطرش والفنانة لبنى عبد العزيز وهو (رسالة من امرأة مجهولة) للمخرج الراحل صلاح أبو سيف وكان هذا عام 1962 وبعده بعامين أي في عام 1964 شاركت في فيلم (بين القصرين) مع يحي شاهين إخراج حسن الإمام ثم عملت في فيلم (الجاسوس) مع فريد شوقي اخراج نيازي مصطفى وهكذا توالت الأفلام.
أول بطولة
* ومتى حصلت على أول بطولة سينمائية مطلقة؟
في عام 1965 حينما قدمت بطولة مشتركة مع صلاح قابيل ومحمود المليجي في (الرجل المجهول) واعتقدت أن المرحلة التالية ستكون مرحلة البطولات المطلقة ولكن هذا لم يحدث إلا بعد فيلم (السيد البلطي) مع سهير المرشدي وعبد الرحمن أبو زهرة ومن خلاله رشحني يوسف شاهين للفيلم العظيم (الأرض) مع محمود المليجي ونجوى إبراهيم ويحي شاهين.
* وأين كنت خلال الأعوام الأربعة التي فصلت بين (السيد البلطي والأرض)؟
عملت في عدد كبير من الأفلام أذكر منها (معسكر البنات) مع أحمد مظهر وماجدة الخطيب و(قنديل أم هاشم) مع شكري سرحان وسميرة أحمد و(3 وجوه للحب) مع أحمد مرعي ونور الشريف وغيرها ولكن لم أكن بطلاً مطلقاً لأي منها ولكن صاحب دور له بصمة وتاريخ يذكره تاريخ السينما.
* فوجئ الوسط الفني بك عام 1971 تخوض تجربة كتابة السيناريو السينمائي في فيلم (الاختيار) تأليف وإخراج يوسف شاهين كيف حدث هذا؟
أثناء قيامنا بتصوير فيلم (الأرض) كنا نعيش أجواء هزيمة 1967 وقضية إزدواجية المثقف العربي، وكنت أجلس مع يوسف شاهين والرسام حسن فؤاد وعدد كبير من المثقفين وعرفني يوسف شاهين على الصحفي الفرنسي ايريك رولو وهو من أصل مصري، فكنا نتناقش ونتشاكس ونتجادل ومن خلال هذه المناقشات حدث لدي ثراء وفي الوقت ذاته عثرت على قصة قصيرة لنجيب محفوظ بعنوان (يوم الحساب) ووجدتها أقرب لما نفكر فيه فعرضت على يوسف شاهين أن نقوم بتحويلها إلى فيلم فقال: (الناس لن تفهم) فقلت له: (نحاول) وبالفعل كتبت السيناريو واخترنا لها اسم (الاختيار) واتفقنا على أن أنفذ أنا الإخراج خلف الكاميرا ويقوم شاهين بالبطولة، إلا أنه تراجع فقمنا بترشيح رشدي أباظة الذي اعتذر لانشغاله الشديد وقام شاهين بترشيح عبدالحليم حافظ فاعتذر لعدم وجود أغاني في الفيلم ففوجئت بشاهين يقرر أن أقوم أنا ببطولته مع سعاد حسني ويوسف وهبي والمليجي وقد كان! فيلم (الاختيار)
* وكيف كان رد فعل النقاد والجمهور بعد أول عرض الفيلم في فرنسا؟
فوجئت أثناء خروجي من قاعة العرض بأكبر ناقد بمجلة (باري ماتش) الفرنسية يناديني قائلاً: أنا لا أصدق ما أرى وفوجئت بعشرات الصحف والمجلات الفرنسية والأوربية تثني عليّ وكانت أجمل مفاجأة لهذا الفيلم هو وضعه ضمن قائمة أفضل الأفلام في تاريخ السينما العالمية حيث صدرت موسوعة أمريكية ضمن أفضل الأفلام منذ عام 1894 وكان (الاختيار) من بينها وهو واحد من أهم أفلامي على الإطلاق.
* أصبحت أحد نجوم السينما المميزين في حقبة السبعينات وقدمت عشرات الأفلام أي هذه الأفلام تعتز بها؟
على سبيل المثال وليس الحصر (لعبة كل يوم) مع كاريوكا وماجدة الخطيب إنتاج عام 1971 و(بنت بديعة) مع سميرة أحمد وحسين فهمي إخراج حسن الإمام إنتاج 1972 و(ذات الوجهين) مع شادية وعماد حمدي إخراج حسام الدين مصطفى و(غرباء) مع سعاد حسني وشكري سرحان والاثنان إنتاج عام 1973 و(الأبرياء) مع ميرفت أمين ونور الشريف إخراج محمد راضي عام 1974 . . كما أعتز بثلاثة أفلام قدمتهم عام 1975 وهم (زائر الفجر) مع ماجدة الخطيب وشكري سرحان إخراج ممدوح شكري و(على من نطلق الرصاص) مع سعاد حسني و(بيروت بيروت) إخراج مارون بغدادي ورغم الأفلام العديدة التي قدمتها في أعوام 1976، 1977، 1978، 1979 الا أنني اعتز كثيراً ب(شلة الأنس) مع نيللي ونور الشريف اخراج يحي العلمي عام 1976 و(السقا مات) مع فريد شوقي إخراج صلاح أبو سيف عام 1977 و(اسكندرية ليه) مع نجلاء فتحي وفريد شوقي ومحسن محي الدين اخراج يوسف شاهين عام 1979 وفي نفس العام قدمت فيلمين رائعين الأول (لا عزاء للسيدات) مع سيدة الشاشة فاتن حمامة و(خائفة من شيء ما) مع رشدي أباظة ونجوى إبراهيم كما أن هناك فيلماً رائعاً قدمته في سوريا عام 1976 اسمه (العملية فدائية).
ضربة موجعة
* هذا عن حقبة السبعينات فماذا عن الثمانينات؟
هناك فيلم قدمته في المغرب عام 1980 هو (سأكتب اسمك على الرمال) إخراج عبد الله المصباحي أفخر به كثيراً كما أعتز بفيلم (أهل القمة) عام 1981 مع سعاد حسني ونور الشريف وسبب اعتزازي به أنه كان يعكس واقعاً اجتماعياً ويتعرض لقضايا الفساد في المجتمع وفي نفس عام 1981 قدمت فيلماً آخر جميلاً هو (وقُيدت ضد مجهول) مع محمود ياسين، وسافرت في العام التالي 1982 للعراق لأقوم ببطولة فيلم (القادسية) مع سعاد حسني إخراج صلاح أبو سيف ثم عدت لأستكمل تصوير فيلم (الأقوياء) مع نجلاء فتحي ومحمود ياسين اخراج أشرف فهمي وتلقينا أثناء تصويره (ضربة موجعة) بعد رحيل العملاق رشدي أباظة فقد كان الفيلم آخر عمل له، واستعان أشرف فهمي بالفنان الراحل صلاح نظمي ليستكمل بقية المشاهد التي لم يكملها رشدي أباظة، ثم قمت ببطولة فيلم (المجهول) مع نجلاء فتحي والعملاقين سناء جميل وعادل أدهم عام 1984 وسواها من الأفلام الشهيرة.
* قمت بتكثيف نشاطك السينمائي بشكل كبير في عامي 1985، 1986 فقدمت نحو 15 فيلماً دفعة واحدة ما سر هذا النشاط وأسبابه؟
لقد رغبت في تنويع وتغيير نوعية الأدوار والسيناريوهات التي تلقيتها، وهذا يمكن ملاحظته في مجموعة أفلامي عام 1985 ومنها (الطاغية) مع ليلى علوي وفاروق الفيشاوي و(المنتقمون) مع ميرفت أمين و(الإنس والجن) مع عادل إمام ويسرا و(الثعبان) مع ليلى علوي بالإضافة لفيلم (طاحونة السيد فايز) في الجزائر ستجد تغيراً كبيراً في أدواري فيها جميعاً فلا تجد دوراً يشبه الآخر، وهو نفسه ما حدث عام 1986 الذي قدمت فيه أفلام (البنديرة) مع ميرفت أمين و(التوت والتبوت) مع سمير صبري وتيسير فهمي و(قفص الحريم) مع شيريهان و(دقة زار) مع فريد شوقي وبوسي وسهير البابلي و(المطاردة الأخيرة) مع ليلى علوي و(الطوق والأسورة) مع شيريهان وفردوس عبد الحميد و(عذارء وثلاث رجال) مع فريد شوقي وليلى علوي و(لا تدمرني معك) مع مديحة كامل و(الصبر في الملاحات) مع نبيلة عبيد و(الورثة) مع حسين فهمي ومديحة كامل وغيرها.
* رغم هذا النشاط الكبير فوجئنا بتراجع كبير بعد ذلك . . لماذا؟
السبب هو أن السيناريوهات التي عُرضت عليَّ لم أجد في معظمها ما يغريني فأذكر أنني في عام 1987 مثلاً رفضت نحو عشرة أفلام ووافقت فقط على فيلمين هما (بئر الخيانة) مع نور الشريف و(الهروب من الخانكة) مع فريد شوقي وكمال الشناوي، بينما أعجبني في عام 1988 خمسة سيناريوهات تقريباً فوافقت على المشاركة في بطولتها وهم (الأب الثائر) مع سماح انور ورجاء الجداوي و(مخالب امرأة) مع ميرفت أمين بينما لم أقدم سوى فيلمين فقط عام 1989 هما (بستان الدم) مع يسرا وعادل أدهم و(المعلمة سماح) مع مديحة كامل وكان آخر عام شهد نشاطاً سينمائياً مكثف لي هو عام 1990 فقدمت فيه (عودة الهارب) مع محمود ياسين وشهيرة و(بلاغ للرأي العام) مع بوسي و(ليلة عسل) مع سهير البابلي و(انفجار) مع الفيشاوي و(اعدام قاضي) مع الفخراني وجالا فهمي.
* ننتقل لحقبة التسعينات وأعمالك فيها؟
لم أشارك في أفلام كثيرة في هذه الحقبة بل هناك أفلام عديدة أسقطتها من حساباتي، والقليل هو الذي اعتز به مثل (البريء والجلاد) و(المواطن مصري) مع الراحل عبد الله محمود و(اتنين ضد القانون) و(دسوقي أفندي في المصيف) و(رجل من نار) و(الفاس في الرأس) و(كلاب المدينة) و(طريق الشر) بالإضافة للفيلم التلفزيوني (الطريق إلى إيلات).
اعتزال السينما
* آخر أفلامك السينمائية هو فيلم (جرانيتا) وتردد أنك قررت اعتزال السينما بعده لعدم نجاحه جماهيرياً؟
هذا الكلام غير حقيقي، صحيح الفيلم لم ينجح جماهيرياً ولكني لم أندم عليه لأننا طرحنا من خلاله قضية من أخطر القضايا عن الشباب الذين يعيشون في المدن السياحية ويستغلهم السياح في علاقات زوجية ثم يهربون بالأطفال.
* إذا بماذا تفسر ابتعادك عن السينما خلال الأعوام السبعة الماضية؟
الإجابة بسيطة، وهي أن السينما لم تعد تعكس واقع مجتمعنا العربي ولا تقول شيئاً يفيد الناس، هناك أفلام جيدة تظهر كل فترة وأخرى ولكنها للأسف هي نماذج قليلة جداً عكس ما كان يحدث في الماضي.
المعلم الأول
* ننتقل للحديث عن محطة التليفزيون في مشوار عزت العلايلي؟
انا أدين للتليفزيون بالكثير فقد تعرف الجمهور على وجهي من خلاله قبل السينما وذلك بعد ظهوري وانطلاقتي في الستينات، في مسلسلات عظيمة مثل (عبد الله النديم) و(بنت الحتة) و(العنكبوت) و(أبداً لن أموت) وعشرات المسلسلات الأخرى التي قدمتها في السبعينات والثمانينات، ومن أكثر المسلسلات التي قدمتها في الأعوام الأخيرة وأعتز بها (الامام الطبري) و(امانة يا ليل) و(خان القناديل) و(حرس سلاح) بالإضافة للمسلسل التاريخي (رجل الأقدار) الذي قدمت فيه شخصية (الملك خوفو) وأعتز بها كثيراً.
المسرح بيتي الأول
* في أحاديث كثيرة أبديت اعتزازك الشديد بالمسرح وأعمالك فيه . . لماذا؟
لأنه بيتي الأول ومعلمي وكان عشقي الأول وقدمت على خشبته أعمالاً أفخر بها منذ أول عمل لي (شيء في صدري) عن قصة إحسان عبد القدوس وقدمتها مع رشوان توفيق وحمدي غيث وأثقلني العمل بها بشكل كبير، وقدمت بعدها (الأرض) على خشبة المسرح أيضاً مع كريمة مختار وأبو بكر عزت وعبد الوارث عسر اخراج سعد أردش، وتوالت الأعمال بعد هذا (تمر حنة) مع وردة و(عريس وعروسة) و(ملك الشحاتين) حتى آخر أعمالي (أهلاً يا بكوات) و(وداعاً يا بكوات).
* وما رأيك في أحوال المسرح المصري الآن؟
أنا غير سعيد به وأعتقد أنه من الصعب أن تجد أحداً من عشاق المسرح والغيورين عليه يرضى بالحال التي وصل إليها مسرحنا، الذي أصبح يعاني من ندرة في الكتابة والفكر وكل شيء، فالأزمة ليست أزمة ممثلين بقدر ما هي أزمة فكر.
* الفنان الكبير عزت العلايلي ما هي أبرز مواقف الحزن في حياتك؟
الحياة لا يمكن أن تسير على وتيرة واحدة وأعتقد أن الحزن لا يفارقنا طالما أننا نفتقد كل يوم أعزاء على قلوبنا سواء من الأهل أو الأصدقاء، وبهذه المناسبة أرجو عبر مجلتكم أن تبلغوا تحياتي لأمير مكة الرجل الكريم سمو الأمير (عبد المجيد) فله مواقف معي من الصعب نسيانها كما لا أنسى ما فعله معي الراحل الأمير فيصل بن فهد الذي كان أول من اتصل بي يوم وفاة أختي وأصر على أن أذهب لأداء الحج بدعوة كريمة منه والكثير من مواقفهما الأخرى معي.
* وماذا عن الجوائز والتكريمات في حياتك؟
الحمد لله كرمتني الدولة كثيراً وحصلت على جوائز من كل الرؤساء المصريين جمال عبد الناصر والسادات ومبارك كما حصلت على عشرات الجوائز من كل الأقطار العربية، ومن مهرجانات قرطاج وبرلين وموسكو وكارلو فيفاري والجزائر والمغرب وسوريا والقاهرة وغيرها وذلك تتويجاً لرحلة عطاء فنية أعتز بكل محطاتها بحلوها ومرها.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|