|
لكيلا نخسر الوطن.. لكيلا نخسر أنفسنا..!!
|
من حق الوطن علينا أن نخاف عليه..
أن نحميه بمهجنا وأرواحنا وأقلامنا..
وأن نفوّت على العدو في الداخل والخارج فرصة المساس بأمنه ومقدراته وحقوق مواطنيه..
وأن نتصدى بحزم وقوة لمحاولات إيذائه أو النيل منه..
في ظل إشاعة هؤلاء المجرمون للفوضى على امتداد أرضه ومائه وسمائه..
وباستخدام كل نوع من أنواع السلاح لإثارة الاضطرابات وتغييب النظام..
***
من حق الوطن علينا جميعاً أن نقف في سبيل عزته وكبريائه دروعاً بشرية للذود عن حماه..
من عدو شرس يتربص للانقضاض على مقدراته ومنجزاته..
أو حاقد لا يسره أن يرى هذا الوطن بما هو عليه اليوم من التقدم والشموخ والرقي..
ومن ذلك المتعالي الذي يريد أن يكون وصياً علينا في تحديد مسار حياتنا..
وفي إجبارنا على محاكاته وتقليده بما نختلف وينبغي أن نختلف معه عليه..
***
ولا شك أن استغلال ما تمر به العلاقات الدولية الآن من أزمات..
واستثمار حالة عدم الاستقرار في المنطقة..
والاستفادة من المساحة المعطاة لنا للتعبير الحر..
في إيذاء الوطن باسم الرغبة في الإصلاح..
إنما هو سلوك غير مقبول وغير مبرر ويرفضه الجميع..
لأنه تصرف يضر بالوطن ويقوض أمنه واستقراره..
وبالتالي يلحق بنا أفدح الأضرار..
فيما يفيد العدو المتربص بنا ويحقق أمانيه وأهدافه المعلنة وغير المعلنة..
***
أخلص من هذا..
إلى أننا اليوم في معركة شرسة وخطيرة..
وأن سلوك بعضنا سوف يقودنا بالتأكيد إلى ما لا نتمناه..
من فوضى لن يسلم مواطن واحد من أضرارها وآثارها..
مع ما يتيحه مثل هذا السلوك من فرص قد تبرر للآخرين الحق في التدخل بشؤوننا الداخلية..
***
وبذلك فقد آن الأوان كي نعود إلى ترسيخ وحدتنا الوطنية وبأقوى مما هي عليه..
والى تحكيم عقولنا بهذا الذي نراه من تداعيات سلبية تسيء إلى وطننا على المدى القريب والبعيد معاً..
كي نتمكن من الخروج من هذه الأزمة دون أن يصاب الوطن أو نصاب نحن كمواطنين في مقتل..
***
فالإرهاب جريمة لا تغتفر ويجب أن يندد به ويقاوم..
وهو مرفوض مهما قيل عنه من مبررات أو حاول البعض تحسين صورته لنا..
ولابد من مواجهته بحزم وقوة وشجاعة..
وهذا هو ما يجري اليوم وكل يوم..
وينبغي أن يستمر وأن يتواصل..
***
ولا يمكن أن يتعامل رجال الأمن مع الإرهابيين بغير ذلك..
وإلا خسرنا الوطن..
وخسرنا معه أنفسنا..
وهذا الذي لن يكون إن شاء الله.
++
خالد المالك
++
|
|
|
نسبة تلوثها زادت 25 % بعد الحرب معركة تنقية المياه في بغداد! الفوضى والتخريب والقصف عطّلت معظم محطات ضخ المياه
|
* بغداد إلين ر. بروشر(*)
بعد سقوط نظام صدام حسين منذ ستة أشهر تدهورت العديد من نواحي الحياة هنا في العراق، فقد وجد العراقيون أنفسهم في وضع حرج للغاية: القليل من الكهرباء، والمزيد من الجرائم والسرقات، كما أن هناك العديد من السلبيات الأخرى التي من شبه المستحيل إدراكها، إلا إذا كنت رجلا مثل ستيف بالمر، مهندس المياه وإدارة الصرف البريطاني، وعندئذ فقط يمكنك أن تدرك أن مياه بغداد قد أصبحت أكثر تلوثا بنسبة 25% عما كانت عليه قبل الحرب، كما ستدرك أيضا أن إلقاء مياه الصرف في نهري دجلة والفرات قد أدى إلى تلويث المياه التي تصل إلى الجنوب بصورة كبيرة، لدرجة أن بعض الأمراض التي نسيها العالم قد بدأت في الظهور ثانية.
كما أدى تدفق الناس على العاصمة بغداد بحثاً عن الوظائف المتعلقة بإعادة البناء إلى زيادة الضغط على أنظمة المياه في العاصمة.
وحينئذ فقط ربما تعتقد أن الأمر يستحق أن تترك زوجتك الجديدة في مانشيستر بإنجلترا لتقضي عاما في العراق، وهذا هو ما فعله بالمر المواطن البريطاني الذي يعمل لدى شركة Bechtel التي مقرها الرئيسي في سان فرانسيسكو، وهي الشركة التي نالت النصيب الأكبر من الأموال التي تدفعها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID لتمويل كبرى عمليات إعادة بناء العراق، بعقد قيمته 03,1 مليار دولار، ويقول بالمر: «كان يمكن اعتبار هذا العمل خطيرا للغاية أن آتي إلى العراق في ذلك الوقت، ولكني رأيتها فرصة مناسبة لمساعدة العراق في عملية إعادة البناء».
عمل تأسيسي
وأوقات بالمر مشغولة بالأعمال التأسيسية من تجهيز وإعادة بناء محطات الكهرباء والجسور والطرق السريعة والمدارس والمستشفيات، والأهم من كل ذلك تجهيز محطات معالجة المياه والصرف، والتي توقفت فعليا عن العمل مع انهيار النظام، وقد كلف بالمر بتلك المهام الصعبة مع 160 مهندسا آخرين من شركة Bechtel لمحاولة إعادة بناء العراق في تلك الظروف المليئة بأعمال العنف المتزايدة ضد قوات التحالف، والهجمات المستمرة لتخريب المنشآت العامة العراقية.
والحرب هي السبب الرئيسي لهذا التدهور الذي حدث في جودة المياه، فقد تم قطع مصادر الطاقة عن بعض الأماكن، في حين أضيرت مواقع أخرى من جراء القصف الجوي، مما جعل الفوضى تدب في العديد من محطات ضخ المياه، كما يقوم بعض العراقيين اليائسين في بعض الأحيان بإطلاق النار على مصادر المياه الرئيسية ليثقبوها من أجل الحصول على المياه، مما أدى إلى إضعاف ضغط المياه وجودتها بصورة كبيرة لكل السكان القاطنين على طول خط مواسير المياه.
كما أدت عمليات السلب والنهب إلى حدوث أضرار عظيمة، وحتى محطات الكهرباء التي تم إصلاحها بعضها تم سرقته وتخريبه على يد لصوص محترفين يعلمون أن تلك المعدات الثمينة مثل الأسلاك النحاسية ومفاتيح الكهرباء يمكن إعادة بيعها ثانية.
وقد أكد بالمر على وجود العديد من عمليات السلب والنهب للمنشآت الصناعية العراقية، وذلك أثناء تفقده لأحد المواقع التي أصيبت بأضرار كبيرة، وهو ضمن ثلاثة مواقع تقذف مياه الصرف إلى أنهار بغداد.
ويغادر بالمر معسكر شركة Bechtel الذي أقيم داخل أحد القصور الرئاسية السابقة كل صباح، مرتديا سترات واقية ضد الرصاص وملابس مؤمنة قامت بتوفيرها إحدى شركات الأمان التي تعاقدت معها الشركة، ويذهب إلى موقع عمله في حراسة مشددة، وقد صرح بالمر أن الحراس أجبروا المهندسين على إخلاء المواقع في العديد من المرات بعدما تم إطلاق نار على المواقع التي يعملون فيها.
وكان بالمر يسير في أحد المواقع الصناعية المهجورة، في صحبة حراس مدججين بالبنادق الآلية، ذلك الموقع الذي كان في السابق محطة معالجة صرف فرعية، ويتعجب بالمر من تحول هذا المكان إلى أطلال مهجورة قائلا: «لقد سرق هذا الموقع بكامله من كل شيء ذي قيمة تقريبا؛ الألواح الكهربائية والنوافذ وكل شيء، وقد حولت عمليات السرقة والنهب ذلك الموقع من موقع صناعي معطل إلى ما يشبه ساحة نفايات حديدية».
ويضيف أن السبب الرئيسي وراء ذلك هو انعدام الصيانة للمواقع الصناعية نتيجة للعقوبات الاقتصادية التي فرضت على العراق في أعقاب حرب الخليج الأولى، والتي جعلت من المستحيل على العراق استيراد المعدات وقطع الغيار، والهدف من ذلك هو إبعاد العراق عن الحصول على المواد الخام لصنع أسلحة الدمار الشامل، إضافة إلى دفع الاقتصاد العراقي إلى حالة من الفوضى بهدف إضعاف النظام.
وعلى الرغم من ذلك استمر صدام حسين ودائرته الداخلية في العيش بسخاء ورفاهية، في حين ازدادت حالة الخدمات العامة والصناعات المحلية سوءا يوما وراء الآخر، يقول بالمر أثناء تفحصه لإحدى محطات معالجة المياه: «لقد كان الهدف وراء العقوبات هو إضعاف الصناعة العراقية، وقد تحقق هذا الهدف بالطبع؛ فقد أصبحت البنية التحتية في حالة يرثى لها، كما تدهور إنتاج النفط والكهرباء. وكان من المستحيل الحصول على قطع الغيار اللازمة لاستبدال المعدات القديمة، مما أدى إلى خسائر فادحة وتأثيرات مدمرة على قدرة إنتاج المياه وأنظمة معالجتها».
مشاعر العراقيين
وقد قضى بالمر معظم وقته في العمل مع المهندسين العراقيين الذين وظفتهم شركة Bechtel، إضافة لما يقرب من 80 عاملا وظفتهم شركة أخرى عراقية تركية، وفي نهاية العمل سوف يتم تسليم الإدارة إلى العراقيين.
وقد أتى زهير شيخلي مهندس كيمياء وبيئة لكي يري بالمر ما بدا على أنه ساعة توقيت صفراء كبيرة، ولكنه جهاز لحساب مستويات غاز كبريتيد الهيدروجين والذي وصل إلى نسب عالية وخطيرة للغاية، نتيجة ارتفاع درجة الحرارة في الصيف الماضي في العراق، ويتعامل زهير والمهندسون العراقيون الآخرون مع بالمر بصورة طيبة، كما يشعرون بالامتنان والشكر لمساعداته التي يقدمها للعراق.
ولكن زهير وزملاءه العراقيين يعيشون في حالة من التوتر بسبب أعمال العنف، وعلى الرغم من تقاليد الضيافة العربية التي تحتم عليهم دعوة أصدقائهم الأجانب إلى منازلهم على الطعام، فإن السياسات الأمنية للشركة لا تسمح لبالمر بقبول ذلك، كما أن الأمر خطير للغاية على العراقيين أنفسهم لمجرد تقديم تلك الدعوة لهم، ووسام عمبكي الذي يعمل مهندس كهرباء لا يجعل جيرانه أو أقرباءه يعلمون شيئا عن عمله مع شركة Bechtel، لأن ذلك قد يؤدي إلى استهدافه بتهمة «التعاون مع العدو».
وقد تعرض العديد من أفراد طاقم شركة Bechtel لمضايقات وتحرشات من الجماهير، وقد قتل اثنان على الأقل من المقاولين الذين يعملون لدى شركات أخرى. ويضيف السيد وسام: «أنا أقول لعائلتي: لا تخبروا أحدا بأنني أعمل مع الشركة الأجنبية، فقط قولوا لهم إنني أعمل لصالح شركة مقاولات عراقية».
وبالمر الذي كان يمكن أن يختار أن يصبح مدرسا للعلوم بدلا من أن يكون مهندساً لإصلاح ساحات الحروب، يوافق على ذلك، مضيفا: «أنا أخبر العراقيين الذين يعملون معي بألا يرتدوا شاراتهم خارج مواقع العمل، فأنا لا أريدهم أن يتعرضوا للمخاطر».
ويقول المهندس شيخلي إن الشيء الوحيد الذي جعله يرغب في العمل مع بالمر والآخرين من شركة Bechtel هو أنهم مدنيون، وقد تجمع شيخلي مع زملائه الأجانب ليأكلوا طعام الغداء من الساندوتشات وشرائح البطاطس، وقضبان الشوفان، وقال: «لو جاءالجنود الأمريكيون وعرضوا علي 10 آلاف دولار يوميا لأعمل معهم ما قبلت؛ فأنا لن أتعاون مع أي جندي بالزي العسكري على أرض بلادي، وأنا لا أستطيع تحمل الجنود الأمريكيين وهم يقومون بتفتيشي، ولا أطيق رؤيتهم، والموت أفضل عندي من رؤية قوى أجنبية تحتل بلادي».
وقد أصبح العمل والتعاون مع قوات التحالف أمرا خطيراً للغاية، خاصة بعد عملية اغتيال عضوة مجلس الحكم الانتقالي عقيلة الهاشمي، كما أصبح الأمر أكثر صعوبة بمرور الوقت على شركات المقاولات العاملة في العراق للقيام بعملهم، مما أسهم في تشويه الصورة بين المواطن العراقي العادي الذي يرى أن الولايات المتحدة لا تفعل الكثير من أجل إصلاح البنية التحتية المدمرة للعراق.
والوضع في العراق لم يكن كآخر مهامه التي قام بها عندما تجول في ريف بير ولمدة 18 شهرا، ففي أثناء عمله في بيرو قابل زوجته، ولكنه لا يخبرها بالكثيرعن حياته هنا في العراق، مثل أن الرجال الذين يقضون معه أمسياته يرون آثارالقذائف الصاروخية في السماء وكأنها ألعاب نارية، ويضيف: «إنها ليست معجبة بعملي هنا، ولكني أقول لها إن الوضع آمن بصورة تامة بسبب وجود العديد من وسائل الأمان، في حين أن الحقيقة أن الوضع ليس آمنا على الإطلاق، ولكني لا أريد أن أشعرها بالقلق».
يشار الى ان شركة «بكتل» Bechtel هي مؤسسة أعمال هندسية مقرها سان فرانسيسكو، وقد حصلت الشركة على عقد قيمته 03,1 مليار دولار لإصلاح البنية التحتية وإعادة البناء والشركة تعمل مع 133 شركة مقاولات فرعية أمريكية وأجنبية في العراق.
++
(*) خدمة «كريستيانس ساينس مونيتور» خاص ب«مجلة الجزيرة».
++
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|