ترى هل الكذب ملح الرجال، أم فاكهة النساء أم هو مائدة للاثنين معاً؟ هل أنت ممن لا يكذبون أبداً؟ ألم تمارس الكذب في حياتك؟ إن كانت إجابتك بالنفي، فأغلب الظن أنك تمارس الكذب الآن، أما إن كانت بالإيجاب، فأنت كذلك أيضاً، هذا إذا افترضنا أن كلمة كاذب تنطبق على من مارس الكذب ولو مرة واحدة. المشكلة في الكذب هي أنه غول يكبر على أطراف ألسنتنا ثم يتسلل إلى ضمائرنا ويكبر ويتغول أكثر فأكثر إلى أن يسيطر علينا سيطرة كاملة، وهكذا يتحول المرء من كاذب عابر إلى كذاب محترف يمتهن تزوير الحقائق بطريقة تبدو عفوية للغاية.
السؤال: كم مرة في حياتك اضطررت للكذب؟ لا داعي للجواب المفصل فالغاية من طرح السؤال تتمثل في مساعدتك على التخلص من شوائب الكذب. ويقول الخبراء إن أفضل طريقة للتخلص من الكذب هي أن يحاول المرء أن يعود نفسه على الصدق مع النفس حسناً، إن كان الكاذب غير قادر على سرد الحقائق للآخرين فليسردها لنفسه على الأقل حتى يصدقها وعندما يتعود على أن يوازن المستهلك خارجياً مع الصدق المستهلك داخلياً فلديه أمل في الخروج من هيمنة تلك العادة المذمومة.
تخيلوا ماذا يفعل الكذب في العلاقة الزوجية عندما يكشف أحد الطرفين أن الآخر يكذب عليه، فإنه (الأول) يفقد ثقته في كل كلمة يتفوه بها الآخر، و(يختلط الحابل بالنابل) ويحتاج الأمر إلى شهور وسنوات لكي تتم استعادة الثقة التي هي أساس في العيش الزوجي.