|
دولة يهودية.. لماذا؟!
|
مع تقديرنا الجم لكل جهد بذل ويبذل من أجل إيجاد حل عادل للصراع العربي الإسرائيلي الذي طال مداه، باتجاه توفير الاجواء المناسبة للتعايش بين شعوب المنطقة بأمن وسلام ورفاه..
ومع فرحنا الكبير بالتوافق الأمريكي الإسرائيلي على حتمية قيام الدولة الفلسطينية واتفاقهما أخيراً على انه لا سلام لاسرائيل من دون اعطاء شعب فلسطين حقه في العودة واقامة الدولة الفلسطينية..
مع قناعتنا بأن مثل هذا التوافق ما كان لتأخيره أن يمتد الى أكثر من نصف قرن بانتظار الافصاح عنه، والاعلان عن انه طريق دول المنطقة لايقاف نزيف الدم والاقتتال فيما بينها لو كانت هناك جدية من الولايات المتحدة الأمريكية لحله..
ومع شعورنا بأن ما تم انجازه في رباعية العقبة وسداسية شرم الشيخ في لحظات تاريخية، انما يأتي استجابة للوضع الطبيعي المستقبلي الذي يجب أن تنعم به دول المنطقة وأن يسود حياة شعوبها.
***
اقول: مع ذلك الاستقبال البهي لقرارات القمتين..
فإن اعلان الرئيس الامريكي عن دولة يهودية للاسرائيليين ربما يعرقل كل ما تم تحقيقه في كل من شرم الشيخ والعقبة، بل وقد "يفرمل" لخطوات التحدي نحو انجاز ماهو مطلوب مستقبلا..
فإلى جانب التخوفات الفلسطينية الكثيرة والكبيرة من أن ما أعلن عنه لا يعدو أن يكون حفلة اعلامية لها اكثر من تفسير واكثر من هدف وهو ما يجب ان يؤخذ بعين الإعتبار..
ومع الشعور بالصدمة من ان خطاب شارون قد خلا من اي مضمون واضح عن الدولة الفلسطينية المرتقبة، في مقابل الصاق ابو مازن صفة الاعمال الارهابية على ما يقوم به الفلسطينيون..
فإن الاعلان عن دولة يهودية في هذا الوقت المبكر من المفاوضات لا يصب بنظرنا في مصلحة انهاء النزاع وتمكين الفلسطينيين من بناء دولتهم الحرة والمستقلة وادارتها على النحو الذي سوف يُتفق عليه بين الاطراف المعنية.
***
أتساءل بعد ذلك وبصدق..
هل فكر الرئيس بوش وهو يعلن عن الدولة اليهودية للاسرائيليين بتبعات ذلك على مستقبل المباحثات بين الطرفين ومدى تقبل الشارع الفلسطيني لذلك؟!.
وأسأل ثانية..
كيف سيكون التعامل مع العرب غير اليهود من يقيمون في اسرائيل، واولئك الذين شردوا بعد النكبة في العام 1948م من العرب غير اليهود؟!.
ماهو الخيار المتاح والمباح امام صيغة جديدة لدولة اسرائيل التي ترسخ الديانة اليهودية كهوية لها وفق ما أعلنه الرئيس الامريكي من العقبة عن ذلك؟!.
***
إن ما أخشاه، أن يكون اعلان الرئيس الامريكي عن الدولة اليهودية القادمة، بمثابة اجهاض لجهوده وجهود كل من سانده للوصول الى حل للقضية الفلسطينية..
وان ضبابية كلام رئيس الوزراء الاسرائيلي وهو يعلن عن عدم رغبته في حكم الفلسطينيين وتقبله للدولة الفلسطينية، حين يضاف الى ما قاله الرئيس بوش عن عزم الولايات المتحدة على دعم الدولة اليهودية وضمانها، انما كمن يضع مسماراً جديداً في نعش هذه القضية التي يستعصي على الجميع إماتتها بحكم تصميم الشعب الفلسطيني على انتزاع حقه بالقوة اذا ما فشل في الحصول عليه من خلال الحوار.
***
كل ما نأمله، حتى مع الاهتمام الامريكي بأن تكون اسرائيل دولة يهودية، الحرص على عدم المساس بحقوق المواطنين العرب غير اليهود في إسرائيل، وحق اللاجئين العرب من غير اليهود بالعودة الى وطنهم الذي شردوا منه في اعقاب نكبة العام 1948م، فخيار السلام لا يتحقق الا حين يستفيد كل طرف من ظله.
خالد المالك
|
|
|
فتاوي يجيب عنها الشيخ سلمان ابن فهد العودة
|
* إعداد: ناصر الفهيد
معاناة المرأة المطلقة
* السؤال: لماذا يتم الحكم اليوم في عصرنا هذا على المرأة المطلقة بالإعدام من خلال المجتمع المعاصر، أليس كل شيء مقدرا ومكتوبا؟ وهل المطلقة تملك لنفسها شيئا؟ أظن أنها لو كانت تملك ما وصلت لهذه المرحلة، أرجو الرجوع بي إلى عهدرسول الإنسانية والبشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتذكيري بما كان يتم في عهده بهذا الخصوص أو ما شابهه.
الجواب: فعلا تعاني كثير من المطلقات في مجتمعنا من نظرة قاسية لا ترحم، وكأنها ارتكبت جرما، أو خطأ، مع أنها قد تكون ضحية زوج غير ملائم لها على الأقل ، وربما كان ثمة شيء من عدم الانسجام، والتفاهم، والوئام، هذه إحدى مشكلات مجتمعنا التي تحتاج إلى مبضع الجراح؛ ليكشف الداء، ويصف الدواء، ويدافع عن حقوق هؤلاء المحرومات المظلومات في كثير من الأحيان، ولست أنكر أن المرأة قد تتحمل جزءا من التبعة والمسؤولية، في حالات غير قليلة، لكن المشكلة أن المجتمع يتعامل معها بصورة شديدة في غالب الحالات،ولهذا أصبحت أنصح الأخوات:بالمحافظة على الحياة الزوجية، وعدم التسرع في طلب الطلاق، ومحاولة تجنبه قدر الإمكان؛ لأنه يغدو ضربة قوية لمستقبل الزوجة وحياتها، لكن المسلم لايعرف اليأس، والحياة واعدة بفضل الله بكل جديد من ألوان السرور والسعادة والحبور، فقط علينا أن نتصرف بطريقة صحيحة وواقعية دون تعجل، أخشى أن يكون القبول بزوج من بيئة أخرى، هو قرار صادر عن حالة إحباط، أويأس، أو تبرم، وهذا بدوره يجر إلى معاناة جديدة، وقد يحدث فجوة مع الأهل والوالدين والإخوان، وهم في النهاية جزء من الإنسان، لا يمكنه التفريط بهم في مقابل شيء لا يدري الإنسان ما يؤول إليه أمره، وفقك الله وتولاك ويسَّر أمرك.
***
دعاء إبراهيم عليه السلام لأبيه
* السؤال: نهى الله إبراهيم عليه السلام عن الدعاء لأبيه فامتثل إبراهيم ولاشك ، ولكن انظر معي وتأمل عندما كبر إبراهيم عليه السلام وشاخ دعا لوالده في سورة إبراهيم، بدليل أنه قال:
{رّبَّنّا اغًفٌرً لٌيوّلٌوّالٌدّيَ ّوّلٌلًمٍؤًمٌنٌينّ يّوًمّ يّقٍومٍ الًحٌسّابٍ (41)} *إبراهيم: 41*، وقد وهب الله إبراهيم إسماعيل وإسحق، وهو شيخ مسن، فكيف نوفق بين الآيات؟ ولوعدنا لكتب التفسير لوجدنا علماءنا رحمهم الله أجابوا بحجج غير سليمة، فمن قائل: إنه دعا لوالده؛ لأنه لم ينه بعد، قلت: وكيف ذلك وسياق الآية يدل على أنه دعا لوالده بعد أن رزق الذرية، وقد بلغ من العمر عتيا؟ ومن قائل: إن هناك قراءة ولولدي ، قلت: وهذا تأويل لا دليل عليه، وليت شعري! كيف يحمل أهل السنة رحمهم الله على المؤولين رحمهم الله وهم ها هنا يؤولون، ولثقتي بك أرسلنا لك، وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى إخوانه المرسلين.
*، وهذا التبين يجوز أن يكون في آخر عمره، ويجوز أن يكون يوم القيامة، كما جاء في (صحيح البخاري3350) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة، وعلى وجه آزر قترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك لا تعصني؟ فيقول أبوه : فاليوم لا أعصيك، فيقول إبراهيم: يا رب إنك وعدتني ألا تخزيني يوم يبعثون، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟ فيقول الله تعالى : إني حرمت الجنة على الكافرين،،" الحديث، ولذلك جاء في رواية ابن المنذر بعدما ذكر مسخ الله لأبيه: فإذا رآه كذلك تبرأ منه، وقال: لست أبي، وقد طعن الإسماعيلي وغيره في صحة هذا الحديث ومتنه، وعدّه آخرون مشكلا مع قوله تعالى: {فّلّمَّا تّبّيَّنّ لّهٍ أّنَّهٍ عّدٍوَِ لٌَلَّهٌ تّبّرَّأّ مٌنًهٍ **114} *التوبة: 114* والصواب أن الأئمة من المفسرين وغيرهم اختلفوا في الوقت الذي تبرأ فيه إبراهيم عليه السلام من أبيه على أقوال عدة: فقيل: عند موته، كما أخرجه الطبري في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنه بإسناد صحيح، وقيل: في الآخرة كما دل عليه الحديث المذكور آنفا، وهو قول سعيد بن جبير، والقولان متقاربان، ويؤيدهما في المعنى وعد النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب بالاستغفار حين مات على الكفر حتى نهي عن ذلك، وقد ورد في بعض الأحاديث عند ابن جرير في تفسيره(6/488) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك، فلا أزال أستغفر لأبي طالب حتى ينهاني عنه ربي"، ثم نزلت الآية، وبهذا يرتفع الإشكال بحمد الله وفقكم الله.
***
ما رأيك في هذه المقولة؟
* السؤال: دائما ما أكرر أن ما يصلح للماضي، ليس بالضرورة أن يصلح للوقت الحالي، وتاريخنا يثبت ذلك، حتى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه توقف عن تطبيق الحد في إحدى السنوات، وأوقف هبات المؤلفة قلوبهم لأسباب عصرية وزمنية، ونأتي نحن الآن بعد مرور قرون طويلة نطالب بعودة نظام قديم !! لا أطالب بترك الدين، ولكن أؤيد كلام الجابري "أن تسييس الدين آفة خطيرة"، وحصر الدين بمجموعة حزبية هو فتات للأمة، وتشكيك بمعتقداتها.
الجواب: أما إيقاف عمر رضي الله عنه الحد عام الرمادة، فهذا استثناء داخل في عموم درء الحد بالشبهة ونحوها؛ لأن المضطر يجوز له ما لا يجوز لغيره، وهكذا سهم المؤلفة قلوبهم، فهو يعطى في حالة الحاجة إليهم لضعف الإسلام، فإذا أعز الله الإسلام لم يعد ثمة ما يدعو إلى صرفه لهم، والزكاة لا يلزم أن تصرف لكل الأصناف، بل تصرف لمن تيسر منهم، ونختار لها من يكون أشد حاجة. ومسألة القديم والجديد، هي فرز للموضوعات بحسب الترتيب الزمني، وهذا بعيد عن الموضوعية، فالعبرة بصلاح الفكرة أو فسادها، وبطبيعة الحال فليس كل قديم سيئا ولا كل جديد صالحا. وعلى النقيض، فليس كل قديم صالحا، ولا كل جديد سيئا، لكن الإسلام المنزل من عند الله، والمتمثل في القرآن الكريم والسنة الصحيحة الثابتة، فهذا الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو الميزان الذي تقاس به الأعمال والأفكار والأشخاص، وهو الأصل الذي يرد إليه كل شيء، وهكذا التطبيقات العملية الإجماعية، في عصر الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم، والأقاويل النظرية المستقرة التي أطبقوا عليها بالضرورة ولم يختلفوا فيها فهي تابعة للشريعة ونابعة منها، وحكمها حكمها، وقد يقع للناس من فساد الأحوال السلوكية والنفسية ما يحول بينهم وبين هدى الله، ويجعلهم غير مؤهلين لإقامة حكم الله فيهم، وفي الكتاب العزيز
***
يخشى على أبنائه من زيارة أمهم المطلقة
* السؤال: لي قريب له ابنان من زوجة سابقة، أحدهما في العاشرة، والآخر في الثامنة، وكان سبب طلاقهما ضعف استقامة الزوجة، فلم تقدر أن تتكيف مع زوجها، وهما مطلقان منذ ست سنوات، وقد تزوج من إحدى الصالحات، والابنان يعيشان مع والدهما رغم أن أمهما لم تتزوج حتى الآن، ذلك أن حياة أمهما لا تشجع والدهما على إبقائهما عندها، فهي كثيرة الخروج إلى الأسواق بحجاب غير ساتر، وفي منزلهم ( دش)، وتكثر من سماع الأغاني، وتلبس ملابس فيها كثير من المخالفات من ضيق إلى عار.... إلخ، السؤال :الأب حائر في حكم سماحه لأبنائه بالذهاب إلى زيارة والدتهم، وهو يعلم تمام العلم أنهم يجلسون وقتا ليس بالقصير في مشاهدة القنوات، مع توجيهه لهم، وتحذيرهم، وطلبه منها عدم السماح لهم بذلك وإلا قطع زيارتهم لها، لكن كل ذلك لم يجد، فهو يسير بهم في طريق، وإذا ذهبوا إلى أمهم ساروا عكسه تماما من إهمال للصلاة إلى آخر ما ذكر، فهو الآن لا يعلم ما الحل لهذه المشكلة؟ وما الواجب عليه ؟ وعلى زوجته الثانية حتى تبرئ ذمتها؟ هل إذا اشترت الزوجة الثانية لأبنائها من المال الذي يعطيها زوجها شيئا خاصا بها، دون أبناء الزوج يعتبر من عدم العدل؟
الجواب: على الأب أن يصبر ويجتهد في الجمع بين المحافظة على أولاده وحمايتهم من الناحية الأخلاقية، وبين صلتهم بأمهم وعدم انقطاعهم عنها، وأرى أن يختار أوقاتا مناسبة لذهابهم إلى الأم لا يكون فيها مجال لمشاهدة القنوات، أو الاختلاط بالأشخاص المنحرفين، وألا يطول بقاؤهم عند الأم، بحيث يمكن أن يزوروها في كل أسبوع مرة، أو في كل أسبوعين، وتكون مدة الزيارة ساعة أو نحوها، ويختار الوقت الملائم، وبذلك يحقق الصلة، ويتلافى سلبياتها،ومع ذلك عليه أن يتعاهدهم بالرعاية والعناية والنصح والتربية، ويبين لهم حق الأم، وعظيم مكانتها، ووجوب برها، وأن هذا لا يعني موافقتها على ما يخالف الشريعة، مع الاجتهاد في الدعاء.
2 إذا اشترت الزوجة لأولادها من مالها الخاص لأولادها فليس عليها في ذلك حرج، ولا ينافي هذا العدل، ولا يلزم أن تعطي أولاد الزوجة الأخرى مثل ذلك، والله أعلم.
***
ما الفرق بين الحجاب والجلباب؟
* السؤال: ما الفرق بين الحجاب والجلباب للمرأة المسلمة؟
وهو ثوب يلبس فوق الثياب من جنس العباءة، وهو جزء من الحجاب المطلوب من المرأة شرعا، فالحجاب يشمله ويشمل غيره، بل الحجاب نمط حياة للمرأة المسلمة في تعاملها مع الرجال الأجانب، بل في تعاملها مع نفسها جسدا وروحا، وهذه الألبسة التي ترتديها المرأة المسلمة هي مظهر شرعي، تعبِّر عن الحقيقة العظيمة التي يجب أن تكون قائمة في حسها في كيفية تعاملها مع جسدها، حفظا له، وصيانة، وحماية له، وشعورا بكرامته، ورفعته، مما يجعلها تأنف من تبذله وامتهانه. وفي إحساسها بكرامتها الإنسانية عند الله، حيث صارت أهلا للتشريف بالتكليف، فلا تنحط إلى المرتبة البهيمية، حيث تقتصر الحياة على المعاني المادية الشهوية. فالحجاب إذاً برنامج شامل لحياة المرأة المسلمة، يحكم سائر تصرفاتها، وليس فقط غطاء تستر به بدنها، وإن كان هذا الستر للبدن جزءا من الحجاب. وفقكِ الله، وجميع المسلمات لما يحب ويرضى.
***
عمل يوازي الجهاد للنساء
* السؤال: هل هناك عمل ينوب عن الجهاد بالنسبة للنساء؛ لأن أنفسنا تتوق للجهاد؟ نسأل الله ألا يحرمنا من الشهادة في سبيله.. اللهم آمين.
الجواب: الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر لعائشة رضي الله عنها جهادا لا قتال فيه وهو الحج والعمرة، كما عند ابن ماجة (2901) وأحمد (25322) وأصله في البخاري (2875)، وفي الحديث الآخر:"من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا" رواه البخاري (2843) ومسلم (1895) عن زيد بن خالد رضي الله عنه، وفي حديث ثالث: "من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه" رواه مسلم (1909) عن سهل بن حنيف رضي الله عنه ، والجهاد ألوان، فمنه الجهاد باللسان، بالدعوة إلى الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنه الجهاد بالقلب، وهذان ممكنان لكل أحد بحمد الله من الرجال والنساء.
***
هم في سبيله
* السؤال: أنا شاب نشأ محاولا جهده أن يقدم شيئا لدينه وجد أن الخرق اتسع على الراقع وجد أن الدعوة لا تنال الا فضول أوقات الناس وجد أجيالا لا تجد من يبلغها ما أنزل ربها نعم كنت في الثانوية لدي من الطاقة و الطموح ما يكفي لأن أكون الأول في كل المجالات في الدراسة و علوم الكومبيوتر والعلاقات الاجتماعية بل حتى الكرة و الشطرنج لا أقبل أن يفوقني أحد عندما تفتحت عيناي على هذاالدين على حقيقته وعندما فهمت طبيعة هذا الدين عندها تحولت حياتي وهكذا تحولت كل تلك الطاقات الى جهة واحدة و غاية سامية مضيت أبلغ هذا الدين بكل و سيلة بلساني و مالي ووقتي وجهدي و بالشريط والكتاب وفي كل مكان في المسجد والشارع.
شيخي العزيز ما رأيك هل أثخنتني الغربة و طول الطريق فبدأت أتلمس الحجج الشرعية لمنهج أسهل وطريق أيسر نعم إن استبدال هذا النهج بالنهج الدعوي يلقي عن كاهلي حملا ثقيلا جدا يصبح للدنيا مكان بعد أن لم يكن لها شيخي هل أنا كالذي أصابته مصيبة فانقلب على عقبيه كالذي يخشى الناس كخشية الله كالذي يعبدالله على حرف كالتي نقضت غزلها هل هذا تغيير شرعي أم خيانة تتنكر بذلك الزي كل قلمي وأنا هنا أسير غربتي ووحشتي ووحدتي.
الجواب: أمدك الله بطاعته، وتثبيته وما تذكره من الهم الذي ينتابك كثيرا نحسبه إن شاء الله من الهم في سبيله، وهذا مما يرفع الدرجات لكن هنا بعض الوصايا.
{وّلا تّهٌنٍوا وّلا تّحًزّنٍوا وّأّنتٍمٍ الأّعًلّوًنّ إن كٍنتٍم مٍَؤًمٌنٌينّ **139*} *آل عمران: 139* وأحسن الظن بالله، وبالأمة.
* * بل ينبغي أن يكون داعياإلى نشر العلم والتربية والدعوة وقبل ذلك إصلاح النفس وتزكيتها بالعلم والعمل، والأخلاق الفاضلة، ويجب أن نتجاوز مرحلة المشاعر إلى العمل.
3 إن المسلم ولا سيما من يعيش هم الإسلام وأهله لا بد له من حسن الإدراك، والفقه لواقع الأمة، إن هذه الأمة وإن قيل: إنها ابتليت بمشاريع التغييب والتي استعملها أعداؤها لكن ندرك أنها خير أمة أخرجت للناس وفيها عناصر الخيرية والفضيلة، وقابلية التحويل إلى السيادة وصياغة مشروعها العلمي والأخلاقي والاجتماعي والانعتاق من تسلط أعدائها لكن هذا يستدعي صبر دعاة الإسلام وإحسانهم الظن بأن الأمة مهيأة للإصلاح لكنها أمة غفل كثير من أهلها عنها.. إن امتداد الولاء بين المسلمين لمثل حدث المسجد الأقصى وفلسطين يؤكد أن أهل الإسلام فيهم خير كثير، واستعداد للتحول إلى الأخلاق والصياغة الإسلامية الشرعية.
4 ما تذكره من انصبابك إلى الجهاد أصله فاضل فالجهاد ذروة سنام الإسلام وسؤدد الأمة ويفترض أن تربى الأمة على الجهاد وعلى الإيمان بالجهاد وعلى الفقه بالجهاد، وعلى حكمة الشريعة في الجهاد، لكن تعلم أن قصر الدعوة في الإصلاح على باب واحد هو باب الجهاد ليس منهجا تاما، والرسل استعملوا غير باب وسيدهم محمد صلى الله عليه وسلم بقي بمكة ثلاث عشرة سنة لم يحمل سيفا، مع أنه إمام المجاهدين لقد كان يجاهد النفوس ليعود بها إلى فطرتها وفضيلتها، ويجاهد العقول لتسمع الوحي الذي نزل مخاطبا العقل البشري خطابا يمثل الأنموذج الأسمى في الصياغة العقلية في أمثال القرآن المضروبة، وأمثال الرسول صلى الله عليه وسلم، إن الإسلام جاء بقبول الجزية، وصحة العهد عند اجتماع شروطه وأمثال ذلك.. ليس تعطيلا للجهاد لكن التحويل للواقع يوجب هذا التنوع، إن الإسلام يوم قبل الجزية من أهل الكتاب لم يكن المقصود فيه المحافظة على بقاء دين محرف بل ثمة مقاصد شرعية ليس هذا محلها المستفاد هنا أنك ينبغي أن تكون ذا تنوع في العمل والجهاد له حقه وأبواب الإسلام كثيرة.
5 إنني لا أرى لك أن تلجم جماح العقل الرشيد والفكر الناضج بلجام المألوف، والمألوف فحسب، لأن مما تعبدنا الله به في الجهاد، وفي الدعوة بل وفي أمر الحياة الدنيا أن نفكر في الأسباب والعواقب، وأن ندرس الإحقاق ونتعلم منه، وهكذا جاء البيان في سورة آل عمران، فكون العمل أي عمل مشروعا في الأصل، لا يعني بالضرورة أن كل صورة من صوره مشروعة بزمانها ومكانها وظروفها وشخوصها، لقد أحل الله البيع، ولكن كم من تاجر مخلص يخفق لسبب أو لآخر، وشرع الله لنا الزواج، وكم من زواج تكون عاقبته الفراق والطلاق، وأوجب الله علينا الدعوة، ورب داع لم يوفق في الأسلوب المناسب فكان ما يفسد أكثر مما يصلح، وليس هذا معيارا إلا على ضرورة المراجعة الدائمة والتصحيح، وهذا ما لا يدركه إلا أصحاب العلم الشرعي المعتدل، وأصحاب العقول الراجحة، وليست القلة أو الغربة، ولا حتى مزيد التضحية فيما يبدو للناس علامة على الأحقية بالصواب، ولو أردنا أن نستدعي مثلا تاريخيا لكان أقرب مثل هوالخوارج فهم أكثر الناس تضحية وشجاعة وتسارعا إلى الموت، ولكنهم أبعد الناس عن الهدى، وأولاهم بالضلالة، ولم يرد في السنة في شأن طائفة من الطوائف ما ورد في شأنهم، نسأل الله العافية، وقد قامت في غير بلد حركات تنتمي إلى الجهاد، في سبيل الله، ثم داخلها غلو أو هوى أو تسرع أو طيش فكان عاقبة أمرها خسرا ولم تحقق النتائج التي كان المخلصون يرجونها من وراء جهادها وتحول الجهاد إلى تطاحن بين الفرقاء ونزيف دمار للأمة وشبابها والله المستعان، ويبقى أن راية الجهاد ستظل مرفوعة كما أخبر الصادق المصدوق لكن مع رايات آخرى البشارة بشأنها آكد، كراية الدعوة والعلم والإصلاح، وهي رايات تتضافرولا تتنافر، ويكمل بعضها بعضا، ونحن نرى اليوم في الشيشان مثلا للجهاد الصابر الذي هو محط الأنظار، ونرى في كل بلد إسلامي راية للدعوة والعلم والخير والإصلاح يرجى أن تؤتي أكلاها كل حين بإذن ربها.
***
تغطية الوجه عن الزوج
* السؤال: هل يجوز للزوجة أن تغطي وجهها جزئيا أو كليا عن زوجها سواء حياء أو خوفا من أنها غير جميلة الوجه؟ علما أنها ربيت على تلك (العادات والتقاليد) لدى الناس قديما أن المرأة عامة لا تكشف الوجه لا لزوج ولا لغيره.
الجواب: لا يجوز للمرأة أن تغطي وجهها عن زوجها؛ لأن وجهها وبدنها محل المتعة الشرعية لزوجها، وهذه العادات يجب التخلص منها ونشر الوعي والمعرفة بين الناس.
***
انحراف الشباب
* السؤال: فضيلة الشيخ الكريم أتمنى أن تساعدني في مشكلتي هذه، لي أخ عمره ستة عشرعاما للأسف يعد كافرا فهو لا يصلي، ولم يبق حل لم نستعمله معه، تحدثنا عن الموت، ضربه الوالد وطرده من البيت ولا أمل في صلاحه إلا الدعاء له بالهداية، هل تدلني على مدرسة داخلية إسلامية تساعده على أن يجدد حياته، وتبعده عن هذا المجتمع حتى يرى النور.
الجواب: لا أوافقك على استخدام كلمة (كافر)، فهي كلمة خطيرة وكبيرة، وما كان من المناسب إطلاقها على أي مسلم، فضلا عمن تربطك به صلة الرحم والقربى، وهو لا يزال في مطلع شبابه ومقتبل عمره، فمحاصرته بمثل هذا قد تزيده إمعانا في طريق الغواية، لا يزال لدى أخيك متسع بإذن الله لمراجعة الطريق، لكن دعني أصارحك: القسوة المفرطة مع شاب في هذا السن لا تؤهل لإصلاح أبدا، اهدؤوا معه، وعاملوه بلطف واحترام، واعطوه بعض مطالبه واحتياجاته، ولا تكثروا عليه من الملام والعتاب والنهي.. اجعلوها كلمات رقيقة هادئة بين الفينة والأخرى، إني لكم وله من الناصحين، هداه الله، ووفقه.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|