التكنولوجيا الحديثة أمسكت بزمام الأمور في الحياة العصرية، وسيطرت على مقاليد الأعمال والمنتجات والاستكشافات وجميع العلوم، وهذا جعلها السلعة الأكثر رواجاً، والهدف الذي يبتغيه الجميع، وأطفالنا هم بناة الغد، وحراسه والمأمونون عليه، فكيف نعدهم إلى تلك المسؤوليات؟ وكيف نسهم في حصولهم على الزاد والسلاح الذي يمكنهم من مخاطبة العالم بلغة مفهومة وبقوة وبندية توازي الآخرين؟ ما هو نصيبهم من تقنية العصر، وما دورنا في إتاحة الفرصة لهم بالتزود بتلك التقنية ومفرداتها؟ وهل نحن جادون في جعل أبنائنا قادرين على اقتحام ساحة المستقبل وهم أكثر ثقة وطمأنينة أم أننا نحاول أن نتوارى خلف الظروف، ونترك الأمور إلى الجهات المختصة ونتخوف أكثر من الجوانب السلبية للتكنولوجيا دون وضع أي اعتبار للجوانب الإيجابية لها؟!
وضعنا هذه الاستفسارات، والتساؤلات أمام أصدقاء منتدى الهاتف ليقوموا بتشريح القضية بشفافية عالية، ويضعوا بصماتهم عليها بوضوح، فلم يبخلوا بشيء من أفكارهم، ومرئياتهم، وها هي مشاركاتهم حول الموضوع كما وصلتنا عبر اتصالاتهم الهاتفية.
تخصيص أماكن
ةعمر عبدالله السيار: وجهة نظري يا ليت أن تكون هناك أماكن ومراكز ترفيه وأقسام لتبسيط التكنولوجيا وإدخالها مع الجوانب الترفيهية سواء على القطاع الخاص أو الحكومي وأيضاً يا ليت يكون هناك احتضان تكنولوجي من الكبار للصغار ومن المهتمين وأهل الخبرة والتجربة لأن الصغير ليس له اطلاع ولا خبرة ولا يعرف نهائياً عن التكنولوجيا لكن يحتاج شرحاً وتوضيحاً وأهمية التكنولوجيا وما فائدتها على الفرد وعلى البلد. أيضاً إدخال التكنولوجيا في التعليم وفي المدارس الحكومية وحتى لو بشكل اختياري وتجربة اليابان والدول الإسلامية لا بد أن تكون حاضرة ولا بد من تبسيط التكنولوجيا إلى أقصى حد مثل الكتب المصورة والكتب التي تشرح التعقيدات وتوضح كيف تعمل التكنولوجيا وكيف صنعت وبداية فكرتها، ويجب فتح أندية عضوية سواء في الحواري أو المدارس أو المناسبات ويجب أن يكون هناك تشجيع ودعم من التجار الكبار أو من الحكومة، لمواكبة حركة التكنولوجيا، ولا بد لنا من نصيب منها للأسف بدون تكنولوجيا تظل صورتنا مشوّهة أمام العالم واننا متخلفون فمتى نقوم بتغطية هذا الجانب؟ والبداية تبدأ من الطفل ومتى ما ظهر عند الطفل اهتمام بالتكنولوجيا يجب الاعتناء به من قبل الندوات والجهات المعنية على أساس توعية الصغار وتنمية أفكارهم والقيام بدور التبني والاحتضان والإشراف والرعاية من المسؤولين الكبار والتجار والمختصين وكل من له شأن ورغبة وإخلاص وطموح في التعليم وأن تكون لهم نشرات وفي الجرائد وكذلك إعطاؤهم جوائز وإظهار أسمائهم وصورهم وفتح نوادٍ في الإنترنت ومنتديات بالحواري حتى يظهروا ذلك بالصوت والصورة ويكون مجانياً تحت رعاية وزارة الثقافة والعلوم أو أي وزارة تحتضنهم وتحفظهم وتنميهم وتجعل لهم رحلات إلى دول ذات تكنولوجيا متطورة ويتم تبادل الزيارات مع البلدان ذات التكنولوجيا المتطورة.
التقدم والإبهار
ةسعيد بن رشيد : لا شك أن التقنية هي لغة العصر، ورهان المستقبل، وإذا لم نكن محظوظين في نيل نصيب وافر منها منذ الصغر، فلا يفوتنا أن نجعل لأبنائنا النصيب الأوفر منها في الحاضر والمستقبل من الأيام، لأنها صارت مفتاح كل شيء، وسلاح كل من يريد التقدم سواء كان علمياً أو صناعياً أو في شتّى المجالات الأخرى، فلا حياة بلا تقنية، ولا مستقبل بدونها، والمتتبع اليوم يلاحظ أن تسارع خطوات التكنولوجيا وتتابع إيقاعها أصبح مخيفاً لدرجة أنها تأتينا بشكل شبه يومي بمنتجات تقنية جديدة مذهلة من حيث التقدم والإبهار، وهذا يجعل مسألة الركض وراءها ومحاولة الإمساك بأهدابها تحتاج إلى حرص وتخطيط وجدية.
لابد أن تدخل التقنية في المناهج الدراسية بعمق، ولا أبالغ إذا قلت: يجب أن يكون لها القدح المعلى في المناهج من حيث التوسع والاهتمام، لماذا لأن المستقبل لها، ولأن مفاتيح الأمور بين طياتها، وإذا كنا نهتم بالطب والهندسة والعلوم وغيرها، فإن كل هذه التخصصات أصبحت اليوم تعتمد اعتماداً كلياً على ما تفرزه التقنية من معطيات حديثة، وهذا يجعل الاهتمام بها يكون بنفس هذا المستوى.
أطفالنا هم صناع المستقبل، وهم المسؤولون عن ذلك العهد ولا بد لهم من التسلح بالتقنية التي لا مخاطبة في المستقبل القريب إلا عن طريقها، وفي اعتقادي أن نصيبهم اليوم أقل مما يستحقون، ولكن المراقب يلاحظ أن لديهم الاستعداد والقبول، بل الميول لتلقي التقنية واستخدامها بشكل أوسع، وهذا يضاعف الأعباء الملقاة على عاتقنا تجاه توفير القدر المناسب لهم من التقنية.
بسط الثقافة التقنية
ةخالد المهيوب: نستطيع اليوم أن نوفر التقنية لأبنائنا (جيل الغد) في كل مكان، وقد كثرت ولله الحمد الشركات والمعاهد والجهات التي توفر البرامج، والخبرات، والتدريب الكافي، كما أن وزارة التربية والتعليم لديها الاستعداد لوضع المناهج المناسبة للارتقاء من واقع الثقافة التقنية لطلاب وطالبات المدارس في كل المراحل، حتى ان العديد من المعاهد والكليات التقنية، أصبحت مخرجاتها اليوم تؤدي دوراً مهماً في سوق العمل وفي نشر ثقافة التقنية، ومتابعة برامجها الحديثة وكل المستجدات الطارئة في هذا المجال، والكثير من الجامعات صار اعتمادها على هذه اللغة أساسياً، بل صارت كلياتها تعتمد التقنية منهجاً رئيسياً بها، وهذا يؤكد أحقية الأطفال في هذه النعمة التي وهبنا إياها الخالق، والتي يمكن أن نوظفها بالشكل الإيجابي الذي يلبي تطلعاتنا، ويحقق طموحاتنا، وطموحات الأجيال القادمة التي ستمسك بزمام التكنولوجيا بقوة، وواجبنا ألا نألو جهداً في جعل نصيب الأبناء منها كبيراً ومناسباً لما يحتاجه زمنهم منها لاحقاً.
مؤهلات الغد
ةرنا العبد الله : طبعا أطفال اليوم هم قادة المستقبل وصناعه، وهم أصحاب الحق الأكثر في الحصول على التكنولوجيا الحديثة، التي تمثل عماد الحياة في مختلف مجالاتها في الحاضر والمستقبل، وإذا كان نصيب الأطفال حالياً لا يلبي الطموحات، وفبلا شك في القريب سيتضاعف هذا الكم ويتنامى بالشكل الذي يناسب ويواكب متطلبات الحياة من التقنية، ونحن من واجبنا أن نتفهم هذه المعادلة ونتعاطى مع التقنية على أساسها حتى لا نظلم الأطفال الذين هم كبار الغد، وحتى نسلحهم بسلاح العصر المناسب والقوي في وجه التحديات التي لا قبل لهم بها من غير فنيات التقنية وتطوراتها والالمام بكل ما يتعلق بها.
ةنواف الساهي: حقيقة، التكنولوجيا الحديثة أصبحت اليوم أهم علوم العصر ومعطياته، وعلى الأطفال ان ينهلوا منها بنصيب وافر، وذلك بمساعدة أوليائهم وذويهم، فمهما زاد نصيبهم منها فسيكون في صالح مستقبلهم وتأهيلهم لنيل الحظ الأوفر من ذلك المستقبل والتأثير فيه بفاعلية وإيجابية، ونحن دورنا أن نهيئ للأطفال الفرصة التي تتيح لهم معرفة الكثير عن التقنية وأدواتها واستخداماتها وبرمجياتها، وينبغي أن تلعب المؤسسات التعليمية سواء كانت الحكومية أو الأهلية الدور المناسب الذي يساعد على نشر التقنية بالقدر الذي يوازي احتياجات العصر لها، وبهذا يستطيع الأطفال الحصول على قدر جيد منها حتى يدخلوا بوابة الغد وهم أكثر تأهيلاً وإعداداً ويتحدثون لغة التقنية الحديثة.