الغضب كالصدأ يتراكم على النفوس فيحجب عنها الهواء النقي وإذا لم يتم تنظيفه وإزالته فإنه يجذب الكراهية القاتلة.
إن علاقتنا بالآخرين تتآكل بفعل الأعصاب المنفلتة والضغوط المسيطرة وفشل الناس في تعلّم مهارة الاعتذار. صحيح أن كظم الغيظ صعب ومر وضار بالصحة ولكن الأكثر ضرراً منه هو الانفلات التام لمشاعر الغضب والأسوأ هو سيطرة الغضب على حياتنا سواء كانت داخل البيت أو خارجه.
إن الغضب المتواصل بين الزوجين يؤدي إلى تهالك العلاقة الزوجية وفساد الجو العائلي برمته، وإذا كانت العلاقة الزوجية تشبه الكائن الحي فإن الغضب الزائد والمتكرر يشبه الهجوم الضاري للبكتريا والفيروسات على جهاز المناعة.
ويختلف الغضب في حدته ومعدل حدوثه من شخص إلى آخر وذلك تبعاً لأمور من بينها الناحية الجينية (الوراثية)، ومع ذلك فلو بحثت عن شخص لم يغضب طوال حياته فلن تجده على الإطلاق.
الغضب حالة إنسانية طبيعية، ولكن لا تنسوا أن الإنسان هو الكائن الحي الوحيد الذي وهبه الله السيطرة على المشاعر والانفعالات.