قال أحدهم ذات يوك (إن الحوار للعلاقة الزوجية كالدم للجسم الحي)، خذ من الجسم دماءه فسيتحول إلى جثة هامدة.. خذ من الحياة الزوجية فضيلة الحوار وستغدو الحياة صحراء قاحلة إلا من الأشواك والأرض اليباب.

الحوار الحي الذي نعنيه هنا لا يتعلق بتبادل المعلومات والآراء، فنحن في نهاية المطاف لسنا في برنامج حواري تلفزيوني طويل، الحوار الزوجي الصحيح يتضمن انتقال المشاعر في الاتجاهين، وإحساس كل طرف بآلام الآخر والتعبير عن ذلك بطلاقة، وتبادل المباهج بحيث يفرح أحد الطرفين عندما يكون هنالك سبب لأن يفرح الآخر.

هذا النوع من الحوار يتطلب الغوص تحت السطح، فالحوار السطحي يمكن أن يتم في الحافلة العامة بينك وبين شخص عابر، ويمكن أن يتم بينك وبين زميلك في العمل، لكن الحوار مع أقرب إنسان إليك لا يكون حواراً حقيقياً إلا إذا كان عميقاً وشاملاً لجزئيات الحياة اليومية، ليس في الحياة الزوجية صغائر؛ كل صغيرة يمكن أن تكون شأناً كبيراً يستحق أن تعطيه وقتاً ما، فنحن نشترك في تلك الصغائر ساعة بساعة، نتشاطرها ونتأثر بها ونؤثر فيها وبتراكمها.. قد تتشكل أسباب السعادة أو أسباب الشقاء.