|
شيء من حقيقة.. أم شيء من حلم..؟!
|
في حياة كل منا..
محطات يتوقف المرء عندها..
ليأخذ زاده من هذه الحياة..
ليأخذ نصيبه من هذا العالم العجيب..
من هذا الكون المليء بالأسرار...
وكل منا سيأخذ بالتأكيد بما كسبت يداه..
وإن كان كل شيء بمقدار...
بل وبما قدمه من أعمال..
***
أشياء كثيرة..
نتوقف عندها..
في هذه المحطة أو تلك..
نتأملها..
نراجع فيها أنفسنا..
عن تجارب مرت بنا..
وعن حقول زرعنا أعمالنا فيها..
بعضها لم نجد ما نحصده فيها..
وأخرى قطوفها دانية ومبهجة..
***
نَسأل أنفسنا أحياناً..
ونُسأل من آخرين في أحايين أخرى..
عن هذا الزمن الذي مرّ من جانبنا...
عن حدود استثمارنا لكل ثانية فيه..
عن المطلوب منا..
فإذا بالإجابة غالباً مفرغة من المضمون..
وخالية من المعلومة التي استحضرت واختصرت كل الأسئلة بالسؤال إياه..
***
المجتمع مع شديد الأسف لا يواجه واقعه بصدق..
ولا يتعامل مع الحالة التي يمر بها بصراحة..
إنه يغلف حياته بما يخفي معالم إصلاحها..
ويفتقر إلى الشجاعة في التعامل مع كل طارىء وجديد..
وبالتالي فإن هذا السلوك قد يحول دون إزالة البثور من هذا الجسم العليل..
***
أسألكم بعد كل هذا...
هل في هذا الكلام معلومة ولو صغيرة لم تسجل في دفتر الحضور لمشاكل يعاني منها المجتمع..
أم هي حقيقة غابت مع غيابنا..
وحقائق أخفيناها من حياتنا لنختفي معها..
ربما إلى حين..
وقد يكون ذلك إلى الأبد...
***
هل هذا شيء من حلم..
تشخيص لحالة افتراضية..
غوص وسباحة بلا ماء..
هل هذه كل الأسئلة..
بعض الأسئلة..
وهل بقي الكثير منها؟
أعتذر، فالمساحة لهذه الزاوية لا تتسع لمزيد من القول.
خالد المالك
|
|
|
سليلة الحضارات المايانية غواتيمالا .. قلعة البراكين المتوهجة اشتهرت بالتمازج اللغوي والتنوع الثقافي..
|
إعداد: نورين جبريل
دولة امتزج شبابها بالثقافة اللاتينية وحضارة المايا وأمضت جانبا من حياتها بين صخب المستعمر والاشتياق إلى الجذور، واستجمعت رشدها بعد بضعة وثلاثين عاما من الحروب الأهلية الطاحنة، تلك الفترة التي تخللها إهدار كبير لميزانية الدولة الاقتصادية والبشرية، إضافة إلى الخسائر التي أحدثتها براكينها الثائرة التي تعد من أكبر وأنشط البراكين، ثم الكوارث الصحية والاقتصادية المتعاقبة التي شهدتها البلاد في تلك الحقبة الزمنية من عمرها.
وتعتبر غواتيمالا هي قلب أراضي شعوب المايا في أمريكا الوسطى الأمر الذي جعل من تلك المنطقة ذاخرة بتعدد الثقافات وبألوانها المختلفة والتي تظهر جليا من خلال ملبوساتهم المميزة ذات الألوان المتجددة يوميا، فمنذ توقيع اتفاقية السلام أصبحت البلاد ملاذا لكل باحث عن رؤية ما يجذب الأنظار من المناظرالخلابة وسحر الطبيعة.
* الاسم: جمهورية غواتيمالا
* العاصمة: مدينة غواتيمالا
* اللغة: الاسبانية المايانية
* العملة: كويتزال
من الاحتفالات الشعبية
تقع غواتيمالا في أقصى الجزء الشمالي الغربي لأمريكا الوسطى، تحدها المكسيك من الشمال وبيليز الغربية من الجزء الشمالي الشرقي وهندوراس والسلفادور من الشرق، وتتكون البلاد من ثلاثة أقاليم رئيسية وهي المرتفعات الباردة وبها أعلى كثافة سكانية والمنطقة الاستوائية على ساحل المحيط الهادئ وساحل البحرالكاريبي ومنطقة الأحراش الاستوائية الكثيفة، ويمثل الجزء الغربي للبلاد موطنا لنحو 30 بركانا نشطا، ويبلغ ارتفاع القمم المتوهجة نحو 464 ،12 قدم فوق سطح البحر تبدو شديدة الاحمرار في المساء، وتنعم شواطئ الباسيفيك بالرمال السوداء المتلألئة، وتلي شواطئ الكاريبي الضيقة نحو الأواسط غابات كثيفة منخفضة غنية بمحاصيل الموز، فضلا عن الطيور النادرة.
حضارة المايا
يعود تاريخ قرى الزراعة والصيد التي ظهرت في ساحل غواتيمالا على المحيط الهادئ إلى 2000 قبل الميلاد، تلك الحقبة التي شهدت ريادة الحضارة المايانية التي سيطرت على أمريكا الوسطى لعدة قرون، والمايا هو اسم لشعوب الهنود الأميريين، ومع أوائل الحقبة الكلاسيكية أي 250 قبل الميلاد بدأ بناء المدن العريقة في مرتفعات غواتيمالا، إلا أن مركز القوة سرعان ما انتقل إلى منطقة السهول في أواخر الحقبة الكلاسيكية التي أعقبت الاضمحلال الغامض للحضارة المايانية، عندما جاء «بيدرو دو الفارادو» لضم غواتيمالا إلى مملكة أسبانيا عام 1523م لم يجد سوى بقايا الحضارة المايانية وفلول القبائل المحاربة، فلم يواجه صعوبة في تنفيذ مهمته في استعمار الأراضي، وجاء الاستقلال عن أسبانيا عام 1821م ليضيف إلى أهالي البلاد شعبا جديدا وهو «الكرويل» الذي ظل برفقة شعوب المايا يعمل في حقول التبغ وقصب السكر من أجل المستعمر الأسباني، وبعد مرور عامين من الاستقلال انضمت إلى المكسيك وأصبحت جزءا من اتحاد أمريكا الوسطى الذي شمل كلا من كوستاريكا وهندوراس والسلفادور ونيكاراغوا، وحققت غواتيمالا استقلالها الفعلي والتام عام 1839م، ومنذ تلك الفترة تعاقب على حكم البلاد الكثيرمن أنظمة الحكم تخللها كثير الحركات الانفصالية والحروب الأهلية.
المركز الأثري و السياحي
مدينة غواتيمالا هي العاصمة وأكبر تكتل مدني في منطقة أمريكا الوسطى، فهي تقع على نطاق واسع من سلسلة جبال منخفضة الارتفاع وتكثر فيها الأودية الضيقة، يسيطر على المدينة الطابع اللاتيني من خلال الطراز المعماري، فبالرغم من تعرضها المستمر للهزات الأرضية وخاصة تلك التي ضربت البلاد عام 1976م إلا أنها مازالت تحتفظ بقيمتها التاريخية والحديثة، إضافة إلى كونها مركزا للحكم تعتبر مدينة غواتيمالا المركز التاريخي والأثري والسياحي للبلاد.
وكانت مدينة «انتيغوا» منذ 1543م إلى 1776م عاصمة للبلاد قبل الانتقال إلى العاصمة الحالية التي تبعد عنها مسافة 45 كيلو متراً غربا جراء الزلزال المدمر الشهير، وهي أقدم وأجمل المدن في منطقة أمريكا الوسطى وبها أجمل وأكبرالمرتفعات البركانية.
وعلى ارتفاع 2030 متر يقبع سحر جمال مدينة المناطق المرتفعة، وهي مدينة «شيشيكاس تنانغو» أو مدينة «شي شي» كما يحب أهلها أن يطلقوا عليها، مدينة محاطة بالأودية الخصبة ومظللة بسلسلة من المرتفعات.
البحيرات البركانية
أما مدينة «كتزال تينانغو» فهي المركز التجاري لمنطقة جنوب غرب غواتيمالا، والقاعدة التي يتخذها القرويون نقطة لتسويق مشغولا تهم، كانت في الماضي معقل وسطاء تجارة البن وأكبر مستودعات الحبوب الغذائية، إضافة إلى هذه المدن هناك مدينة «فلورز» أو عاصمة الغابة، وهي تقع في جزيرة صغيرة تسمى «بيتينايتزا» وتعتبر موطن المايان الاحتفالي، وكذلك نجد مدينة «باناجكل» الملقبة بأرض الأجانب والتي تمتاز بمائها المعدني النابع من البحيرات البركانية، وهذا الشيء جعل منها قبلة لأنظار كثير من الناس.
يبلغ التعداد السكاني لجمهورية غواتيمالا 580 ،335 ،12 نسمة حسب آخر تعداد اجري عام 1999م ويمثل شعوب المستيزو وهم خليط من الهنود الأميريين والأسبان، ويطلق عليهم محليا اسم «لادينو» وهم غالبية الأهالي حيث تبلغ نسبتهم 56% أما الهنود الأميريين الذين كانوا يمثلون الأغلبية في السابق يمثلون الآن44% من نسبة المواطنين، هذا بالإضافة إلى بعض الشعوب الوافدة.
التمازج اللغوي
اللغة الأسبانية هي اللغة الرسمية وتمثل 60% من اللغة المتحدث بها في البلاد وهذا بالإضافة إلى لغات الهنود الأميريين البالغة 23 لغة ولهجة وتمثل مجتمعة40% من اللغة المتحدث بها، وأهم هذه اللغات نجد لغة «كويتشي» ولغة «كاكتشيكل» ولغة «كيكتشي».
غواتيمالا دولة غنية بالثقافات المتعددة وأشهرها الثقافة المايانية التي تتسم بالمشغولات اليدوية ذات الألوان الزاهية وتظهر جليا في الملبوسات الشعبية. وهي تعود إلى ما قبل الحقبة الاستعمارية، هذا بالإضافة إلى الألوان الموسيقية المتعددة التي يغلب طابعها على كثير من المناسبات الشعبية والقبلية في البلاد، وهي تشبه في شكلها العام تلك الموجودة في المكسيك، ومن أهم الفعاليات التي تعرف بها هي تسلق الجبال ومشاهدة براكينها المختلفة الأشكال.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|