|
الافتتاحية من يداوي هذا الجرح..؟!
|
وجوه شاحبة..
وأجسام أنهكها التعب..
يتسكعون في الشوارع..
وأمام إشارات المرور..
بأثيابهم الرثة..
ومظهرهم المثير للشفقة والحزن..
***
سحنات بعضهم لا توحي بأنهم من السعوديين.. وهناك على ما يبدو تآخٍ فيما بينهم لممارسة التسول على نحو ما نراه عند إشارات المرور..
دون وجود رقيب أو حسيب..
أو سلطة تحول بينهم وبين هذا التعود غير المستحب للبحث عن لقمة العيش..
***
لا توجد عندي إحصاءات بأعدادهم..
ولا تتوافر بين يديَّ معلومات عن جنسياتهم..
وأكاد أجزم أن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ليست هي الأخرى بأحسن حالاً مني..
وأنه قد أعياها التعب من ملاحقتهم..
ودب بمسؤوليها اليأس من جدوى الاستمرار في مطاردتهم..
فتوقف جهدها حيث هو الآن..
ومن ثم تكاثر المتسولون بشكل لافت ومخيف..
***
هل توجد دراسات لتطويق هذه الحالة المسيئة للوطن؟..
وهل هناك جهود تبذل للحيلولة دون استفحال هذه الظاهرة؟..
هل كل هؤلاء الذين يمدون أيديهم لنا لهم الحق في زكوات القادرين منا ومساعداتهم؟..
وهل هذا البؤس الذي نراه على وجوه هؤلاء المتسولين ومظهرهم حقيقة أم مصطنع وادعاء؟..
لا أدري..
وأكاد أجزم أن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية مثلها مثلي!!..
***
وأسأل بعد كل هذا :
بماذا نفسر هذا الذي نراه في طفل لم يبلغ العاشرة من عمره وهو يمد يده مستجدياً ومتوسلاً لكل منا؟..
ومن مسن قد تجاوز السبعين من عمره ويخطو نحو الثمانين وقد اضطر أن يذل نفسه بفعل حاجته ربما إلى شيء من نقودنا؟..
وماذا نقول عن فتاة في مقتبل العمر وهي تقضي ليلها عند إشارات المرور مع رضيعها بأمل أن نجود لها بشيء يعالج مأساتها ويساعدها وصغارها في هذه الحياة؟..
***
شهر رمضان على الأبواب..
ومعه تزداد أعداد هؤلاء..
ولابد من نفرة لمعالجة الفقر ومساعدة الفقراء..
والتصدي لآثاره المدمرة..
وذلك بتلمس متطلبات البؤساء في مجتمعنا ومن ثم تحقيقها لهم..
وبمثل هذه المعالجة لن نرى بحول الله ظاهرة التسول في شوارعنا..
وستختفي هذه الوجوه الشاحبة..
وستغيب مشاهد الألم عن أنظارنا..
وعندئذٍ سنحتفظ لهؤلاء بكراماتهم وآدميتهم وإنسانيتهم..
ونبقي الوطن نظيفاً من تشويه مصطنع ومفتعل في جزء منه..
***
والسؤال:
أليس هؤلاء هم الأحق بمساعداتنا وزكواتنا؟
بلى والله!!.
خالد المالك
|
|
|
انتبه... الخادمة في غرفة النوم !! (22)
|
* تحقيق: منار الحمدان
تناولنا في الجزء الأول من هذا التحقيق.. مدى ضرورة وجود خادمة لدى الأسرة السعودية، وما الضوابط التي يجب توفرها حتى نستطيع أن نستفيد من الخادمة ونوظف قدراتها وخبراتها في التنظيف والحضانة وغيرها ونتقي السلبيات التي يمكن أن يتركها السلوك السيء لبعض الخادمات.. وكذلك أشرنا إلى دور الأم المساندة لوجود الخادمة.. ومغبة ابتعاد الأم نهائياً وترك الأمور كلها بيد الخادمة والمخاطر المترتبة على ذلك سلوكياً.. وتربوياً.. وأن الأطفال هم ضحايا عدم الانضباط في التعامل مع الخادمات.. وأن الآثار التي تترتب عليهم منها ما هو ثقافي، ومنها ما هو تربوي وما هو صحي ونفسي..
في هذا الجزء من التحقيق نتطرق إلى الدوافع التي تجعل بعض الخادمات يمثلن نوافذ للشر بدلاً من قيامهن بخدمة صاحب المنزل وأسرته.. وكذلك بعض المشكلات العائلية التي تنتج عن تعدي الخادمة حدودها.. وتطاولها على صلاحيات ربة البيت.
يحق لنا أن نتساءل حول الدوافع التي تجعل بعض الخادمات يقمن بتلك الممارسات المشينة.. وتشير وقائع عديدة إلى أن المعاملة التي تلقاها الخادمات ذات أثر مباشر وفاعل على نوعية السلوك الصادر عنهن سواء كان سلباً أو ايجاباً... وقد تكون انحرافات البعض ناتجة عن طبيعة المعاملة غير الإنسانية التي يعاملن بها من قبل المخدومين.. مثل حرمانهن من حقوقهن المادية.. واعطائهن أجوراً متدنية لا تفي بمتطلبات الحياة لهن ولذويهن.. ولا تكافئ الأعباء التي يقمن بها.. والنظرة السلبية تجاههن.. وتكليفهن من العمل مالا يطقن.. وتسليط عصا التهديد بالطرد أو ابلاغ الجهات الرسمية بتهم مفتعلة أو أساليب الضغوط العديدة المماثلة.
وينظر البعض إلى الخادمة وكأنها مستعبدة يأمرها متى شاء وبما شاء، وبعضهم لا يوفيها حقها إلا عن طريق السلطات عند اقتراب موعد سفرها.. ومنهن من تعمل أكثر من الساعات المقررة وكلها أمور تغرس في النفس الحقد وروح الانتقام، وتخالف الشرع، والعرف والمروءة وقد تبرر لبعض الخادمات «لقلة وعيهن» تلك السلوكيات البغيضة.. وفي تحقيق أجري حول معاملة الأسرة الخليجية للخادمة وجد أن كثيراً من الأسر تعامل الخادمة كالحيوان تماماً فلا تخصص لها مكاناً للنوم، وتجعلها حبيسة المطبخ وعند الخروج البعض يغلق عليها الباب مع احتمال وقوع حادث في البيت وهي سجينة.
يوميات خادمة
تقول احدى الخادمات عن برنامجها العملي اليومي استيقظ يومياً عند الساعة الخامسة صباحاً، لعمل وجبة الإفطار للأبناء قبل ذهابهم إلى المدرسة.. ثم أقوم بإيقاظهم وإلباس الصغار منهم وإعدادهم للمدرسة، ثم التفت بعد ذلك لتنظيف أواني الإفطار وتنظيف البيت وترتيب الغرف، والبدء في إعداد وجبة إفطار الزوجين اللذين يكونان نائمين.. ثم أقوم بتجهيز مستلزمات المطبخ حتى يحين وقت البدء في إعداد وجبة الغداء التي تأخذ مني الوقت الطويل.. حيث يكون الغداء جاهزاً لدى عودة التلاميذ من المدارس، وقبيل أذان العصر أكون قد انهيت تشطيبات عمل المطبخ.. ثم أجد نفسي أمام عمل آخر هو كي الملابس وتوزيعها على غرف أفراد الأسرة... وأبدأ التفكير في وجبة العشاء مرتين الأولى للأولاد ليناموا مبكراً، والثانية لأبويهم في وقت متأخر، وأظل أقدم لهما الخدمة وأقوم بتنظيف الأواني.. وعندما أنهي أعمالي يكون التعب قد تملكني تماماً لاتجه إلى غُرفتي الخاصة بصعوبة شديدة عند الواحدة صباحاً.. وقبل أن أتقلب في فراشي وأتذوق طعم النوم.. تعلن ساعتي الصغيرة ذات الجرس المزعج عن موعد استيقاظي ليوم جديد وعمل آخر ينتظرني وأنا في غاية الإرهاق.
أضف إلى ذلك تصرفات بعض ربات البيوت التي ترسب في نفس الخادمة آثار المعاملة السيئة التي تكون نتيجتها السلوكيات غير المقبولة.. فهذه سيدة تودع خادمتها بالسكين، وأخرى تضربها بقطعة حديديّة وتشق رأسها في ثورة غضب.. فهذه حوادث لا تصدق ولكنها للأسف وقعت.. ولكم أن تتصوروا نفسية من يجابه مثل هذه التصرفات والإهانات والضغوط المركبة!!
سد الثغرات
الشرع، والإنسانية، والذوق.. كلها تقتضي أن نعامل الخادمة بالتي هي أحسن، ونتقي الله فيها حتى لا تحس بالغبن والظلم، ومن ثم يترسب في نفسها الشعور بالاضطهاد، وتتولد لديها روح الانتقام والغدر.. ولايتوقف الأمر عند إعطاء الخادمة حقها فحسب،.. بل أيضاً ايقافها عند حدها، وعدم تعويدها على أن تتعدى حدودها، أو تنال ما هو ليس بحق لها.. كابتسامة من الزوج أو أحد الأبناء إن كانوا شبابا، أو ملاطفة أو الثناء في غير موضعه.. فقد تقود تلك الأشياء إلى مالا يحمد عقباه.. وأمامنا قصة لبيت سعيد كانت تستقر فيه الحياة الزوجية كما استقر الإيمان في قلوب المخبتين.. لكن بالتهاون.. وعدم الانضباط وترك الأمور سائبة. والعلاقة مع الخادمة دون انضباط تحول البيت إلى جحيم لا يطاق بل وصل الأمر أن يقع المحظور بين الزوج والخادمة لتجد الزوجة المنظر أمام عينيها لدى عودتها المفاجئة للمنزل فإذا بزوجها والخادمة على فراشها بغرفة النوم.. فانهارت ودخلت في غيبوبة.. وبعدها استمرت في بكاء أعياها.. وأخيراً طلبت الطلاق وذهبت إلى منزل أهلها.. إنها مأساة ناتجة عن التهاون وعدم ضبط الأمور.. والتفريط المفسد وقصة أخرى مماثلة تقول فيها صاحبتها إن زوجها موظف ميسور الحال يعيش حياة آمنة مستقرة وسط أسرة تحفها كل علامات المحبة والسعادة.. وكان كريماً لا يبخل على أسرته بشيء.. فطلبت منه استقدام خادمة لتخفف عليّ أعباء المنزل.. فلبىّ طلبي فوراً واستقدم خادمة آسيوية صغيرة السن على قدر من الجمال وحسن المظهر.. وعند قدومها لم تكن تلتزم عادات وتقاليد المجتمع فأخذت تلبس ملابسها المثيرة، وتستمع إلى الموسيقا الصاخبة.. وتقضي الكثير من الوقت أمام الفضائيات.. مما لفت انتباه زوجي وجعله يتقرب منها بالهدايا والمال.. فتجاوبت معه.. وذات ليلة تلصص إلى غرفتها.. ودخل إليها وهو يمشي على أصابع قدميه حتى لا يشعر به أحد. انقض عليها انقضاض الوحش على الفريسة.. وهي تصرخ دون جدوى رجع إلى غرفته دون أن يحس به أحد.. لكنه كان مصمماً على اصطياد فريسته، فعاد مرة أخرى وقد ازداد صراخها وجلجل في المنزل.. فسمعته مذعورة واستيقظت من النوم ولم أجد الزوج في فراشه.. وبحثت عنه.. لأجده مع الخادمة في وضع مخل وهي تصرخ وتشتمه بعبارات بعضها مفهوم والبعض غير مفهوم.. فسقطت مغشياً عليّ.. وأصبت بالشلل ولزمت الفراش لسنوات عديدة.. وسقط الزوج في نظري.. وتركته.. وفقدني وفقد الحياة الزوجية المستقرة والبيت الآمن أمام ضعفه وانحرافه.. وتجاوزه للشرع والعرف والأخلاق.. وكل هذا بسبب الخادمة التي جلبناها لنرتاح فإذا بها تجلب لنا الخراب والدمار.
أبناءه. بعد أن حولت بيته إلى خراب وقضت على الثقة المتينة التي كانت بينه وبين زوجته التي وضعها هذا الزواج غير المتكافئ أمام الأمر الواقع بعد أن رفضته رفضاً باتاً.. إنها مفارقات عجيبة تحدث عندما يختل ميزان التعامل داخل البيت الذي يضم خادمة أو حينما تستخدم مناظير غير واقعية لرؤية الأشياء المهمة.
السحر بأيدي بعض الخادمات
من السلوكيات المؤسفة والمشينة التي لا تليق بمجتمعنا المسلم المحافظ استخدام السحر.. وهو من عمل الشيطان ويخرج المسلم من الملة ويعود به والعياذ بالله إلى الشرك والضلال.. لكن بعض من يمارسن ذلك من الخادمات لسن بمسلمات.. وهذا ليس عذراً.. ولكن ليس كل من يمارسن ذلك.. يفعلنه من باب الهواية.. أو الاحتراف.. إنما بعضهن برغبة الانتقام.. والغدر من المخدوم بعدما يشعرن بالظلم والقهر والغبن وهضم الحقوق.. غير أن ذلك لا يبرر استخدام الشعوذة والدجل وممارسة عمل الشياطين مهما كان السبب فهذه خادمة استخدمت وسائل شيطانية شركية للاستعانة بكبار الجن من أجل إلحاق الضرر بمخدومها.. فجعلته يرفض الانفاق على أسرته الكبيرة، ويطلق زوجته ويتزوج من واحدة تكبره بعشرين عاماً ثم احتالت عليه فأخذت بعض مصوغاته.. وأمواله.. وبعد الضغط عليها وتهديدها اعترفت بارتكابها كل تلك الممارسات..
هـ.س. معلمة متفوقة بين زميلاتها، على خلق ودين وكانت تعيش حياة زوجية مستقرة، وفجأة تحولت حياتها الأسرية إلى جحيم ومعاناة ومشاكل ومرض.. وتدهور أداؤها العملي وتغيّرت بصورة لفتت انتباه كل زميلاتها، وصارت تسير من سيء إلى أسوأ، أصيبت بالأرق ونحل جسدها.. وكثر مرضها وأهملت الزوج والبيت والأطفال.. وقادها تفكيرها إلى تفتيش حقيبة الخادمة حيث كانت المفاجأة تعاويذ بكل اللغات، وطقوس ما أنزل الله بها من سلطان وذهبت بتلك الأوراق إلى خادمة جارتها وهي من جنسية خادمتها فأخبرتها بأنها أعمال سحر شيطانية تجلب من أكابر الشياطين.. والغرض منها جعل الضحية يكون طائعاً ويلبي كل الاحتياجات واعترفت الخادمة تحت الضغط والتهديد بأنها أحضرت ذلك من بلدها لاستخدامه وقت الضرورة.
انحرافات وجرائم
جرائم أخرى كثيرة ترتكبها بعض الخادمات ضد الأطفال أو ضد جميع أفراد الأسرة وذلك باستغلال الثقة المفرطة التي يحزن عليها من رب الأسرة وربة المنزل.. ومن هذه الجرائم أن مواطناً عاد من عمله متعباً فطلب وجبة طعام، ثم كوباً من العصير فأعدت الخادمة الطعام والعصير الطازج له، ووضعت للأطفال الصغار قليلاً الكلوريكس مع العصير فشربه الأطفال الأبرياء لكنه سرعان ما أوصلهم إلى المستشفى في حالة تسمم وبعد الكشف والتحاليل اتضح وجود كمية من الكلوريكس في العصير.
تجربة أخرى يقصها س.ل فيقول إن خادمته حوّلت حياته إلى جحيم، استجاب لكل طلباتها، وصارت تهمل شؤون المنزل وتسهر مع الرقص والموسيقا.. وأخيراً طلبت السفر إلى أهلها بحجج واهية وتحت الإصرار وافق لها بشرط إحضار البديل.. وذات يوم عاد إلى المنزل على غير العادة مبكراً فوجدها تخنق ابنه بكلتا يديها ولولا عناية الخالق ثم وصوله في الوقت المناسب لمات الطفل.
ولون جديد من ألوان الجرائم المركبة يجمع ما بين الفساد والإفساد إذ تقول ر.هـ مهندسة وأم لعدد من الأبناء والبنات احداهن «ل» على قدر من الجمال اقتربت منها الخادمة وأخذت توسوس بأفكار شيطانية وعلمتها وسائل العشق والغرام.. ثم لعبت دور الوسيط بينها وبين ابن الجيران فعرفتهما ببعض ودارت بينهما لقاءات عديدة تبادلا فيها الأحضان والقبلات، وتقول الأم: بمراقبتها بشدة اتضح أن الخادمة تريد أن تدفع بابنتي إلى الرذيلة بكل الوسائل.. وهذا ناتج دون شك لعدم انضباط الخادمة وعدم مراعاتها لعادات وتقاليد المجتمع.
يجب ألا نلقي باللائمة دائماً على الخادمة بشكل مطلق فالضبط والربط داخل البيت ليس من شأن الخادمة والتهاون في تعاملها مع أفراد الأسرة خطأ يجب أن يتحمل تبعاته الأبوان.. وكذلك التساهل في أمور الشرع عواقبه وخيمة وفيه وبال على الحياة الزوجية.. أما اضطهاد الخادمة، وظلمها، وهضم حقوقها فهو مدعاة إلى التفكير السلبي من جانبها، والركون إلى الشيطان، وتنفيذ خططه الماكرة.. وبذلك تكثر المشاكل والجرائم التي يتأذى منها جميع أفراد الأسرة بمن فيهم الأطفال الصغار الذين لا ذنب لهم.
رأي العلماء والمختصين
يقول الشيخ عبدالله آل الشيخ إن الخدم والخادمات يحملون الكثير من السلبيات والأضرار المدمرة للفرد والمجتمع، فما بالكم بوجود الطباخ أو السفرجي أو الخادم أو السائق كرجل داخل الأسرة أليس من البشر ولديه شهوة وغريزة، أليست الخادمة امرأة لها احتياجاتها النفسية والجسدية ولديها الاستعداد للانحراف وفعل كل شيء من أجل ذلك ماذا تنتظر من امرأة شابة غير محصنة تعيش مع عدد من الرجال العُزاب في منزل واحد؟ وكم سمعنا من قصص واقعية عن خادمات تزوجن مخدوميهن، ونساء لقين حتفهن على أيدي خادماتهن، إلى جانب إقامة علاقات محرمة مع الزوج أو الابن، أو الأخ، واستخدام السحر.. فالزوجة تجبر زوجها لإحضار خادمة دونما حاجة ضرورية فتصبح وبالا عليها.
وأرى أن الحل يكمن في التقليل من الاعتماد على الخدم والاستعانة بهم فقط في ظروف خاصة كالعجز والمرض مع تعويدهن على أداء العبادات، وغرس المبادئ السامية في حياتهن وعدم القسوة عليهن وضرورة وضع أماكن خاصة بهن في المنزل وخروجهن مع ربات البيوت وعدم بقائهن في المنزل تفادياً للفتنة.. والأفضل عدم احضار خادمة إلا في حالة الضرورة القصوى.
السموم الوافدة
الشيخ أبوالفدا مصطفى صاحب الرسائل العاجلة، يقول: نود أن نبين أن وجود الخادمة لعملها المنوط بها داخل البيت أمر ليس فيه حرج.. لكن ما ينبغي أن نقف عنده، هو جانب إسناد أمر التربية للخادمة.. إن مكمن الخطر ما نراه من قيام بعض الآباء والأمهات والأسر من جعل رعاية ابنائهم وتربيتهم مسؤولية الخادمة.. الوافدة من بلاد لها عاداتها وتقاليدها التي كثيراً ما تخالف ما نحن عليه.
علماء الاجتماع يحذرون
علم الاجتماع له وقفة عند هذه الظاهرة التي باتت تترك أثراً واضحاً على الأسرة الخليجية حيث تم رصد العديد من البحوث والدراسات من واقع إفرازات عمل الخادمة لدى بعض الأسر وفي هذا الصدد يقول الدكتور يسري عبدالحميد رسلان أستاذ علم الاجتماع إن السلبيات الناتجة عن وجود خادمة من بيئة غريبة وثقافة غريبة مع أسرة مسلمة كثيرة ولاحصر لها فهي سلبيات أخلاقية، وثقافية وصحية ودينية، ويخشى الفتنة من وجودها في وسط يضم الزوج والأبناء والأطفال.
فيما يرى الدكتور مختار محجوب أستاذ الخدمة الاجتماعية في جامعة الملك سعود أن موضوع الخادمة يجب النظر إليه في ضوء البيئة الاجتماعية وفي إطار الدور المناط بها.. ويقول: إن المعادلة صعبة بين الخادمة الكفؤة والمدربة.. وغالية الأجر وتكون غير مسلمة، وما بين الخادمة المسلمة ذات التدريب المتوسط ومنخفضة الأجر.. ويزداد الأمر سوءاً عند تكوين فهم خاطئ لدى الخادمة في تفكيرها عن الثراء وكيف تحصل على المال بالسرعة المطلوبة.. فتتحول من إنسانة استقدمت للمساعدة على ترابط الأسرة من خلال خدمتها ومساندتها إلى مصدر للصراع والمشاكل والتفكك، وذلك إذا أوكلت إليها المسؤولية الأسرية من تربية وأعمال منزلية بشكل مطلق.
أما الدكتورة ليلى الشديد فتقول: إن ديننا الإسلامي لم يحرم الاستعانة بالخدم إذا دعت الحاجة لذلك.. ولكن مكمن الخطر في أن الأسرة تعطي الخادمة مسؤوليات هي ليست من شأنها أو اختصاصها خاصة الجوانب التربوية.. وعدم الضوابط في تعامل الخادمة مع أفراد الأسرة.. وإذا لم تتوفر الضوابط التي تكبح المخاطر فلا داعي لاستقدام الخادمة من الأساس.
ويقول الدكتور محمد بن عبدالرحمن الخميس الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: لدى استقدام الخدم يجب أن نتحرى الدقة في الاختيار، ولابد من توافر مواصفات أساسية.. الأخلاق. الأمانة. الصدق. الخبرة في مجال العمل. الاسلام. الرغبة الجادة في العمل ومعرفة حدود المهام.. كما يجب علينا أن نحسن معاملة الخدم وأن نتقي الله فيهم، ونعينهم على العمل، ونمكنهم من أداء الشعائر الإسلامية.. ومن المخاطر التي يُخشى وقوعها إفساد تربية الأطفال، التجسس وإفشاء سر الأسر، افساد العلاقة الزوجية، الخلوة المحرمة شرعاً، نشر الأمراض، والعادات السيئة.. يجب أن نغلق الثغرات المؤدية إلى ذلك.
إذاً ماهو العلاج؟!
الظاهرة في تنام شديد، مخاطرها تتزايد، سلبياتها تتفاقم، إيجابياتها في ضمور مستمر.. الأسر تستصرخ، الحلول غائبة حتى الآن.. لابد من وقفة موضوعية ترتقي لحجم القضية.. ولابد من الإدراك الواعي لأبعاد وآثار الظاهرة الحاضرة والمستقبلية..وذلك من خلال اتخاذ عدد من الإجراءات الوقائية والعلاجية لتقليل المخاطر.. وتحتاج مسؤولية اتخاذ هذه الخطوات والإجراءات إلى يقظة ووعي من أرباب الأسر.. وتعاون صادق على مواجهتها.. ولابد من التضحية بالمصلحة الآنية والخاصة في سبيل ضمان جيل المستقبل، ومصلحة المجتمع..
ومن أبرز الإجراءات التي يجب اتخاذها كي تقلل من مخاطر وسلبيات الظاهرة:
* تعاون أفراد الأسرة على خدمة أنفسهم.
* الحرص على عدم استقدام غير المسلمات وجعل ذلك أحد شروط الاستقدام.
* تخصيص مكان منفصل للخادمة أو السائق للحيلولة دون حدوث الاختلاط والخلوة.
* توسيع وتطوير وظائف دور الحضانة للاستعاضة بها عن المربيات.
* يمكن الاستغناء عن السائق الخاص باستخدام نظام الحافلات لنقل الأبناء والنساء أو مكاتب ليموزين خاصة... وفق أسس منظمة ومسؤوليات محددة.. ويساهم ذلك أيضاً في فك الاختناقات المرورية وتقليل الزحام
* ضبط الأوضاع داخل البيت بالشكل الذي يضمن الاستفادة القصوى من الخادمة، وتفادي الأضرارالناجمة عن جهلها بالعمل، أو تساهلها داخل البيت.
* تكثيف البحوث والدراسات واللقاءات التي تكشف أبعاد الظاهرة وكيفيةالحد منها.. وتقليل سلبياتها.
* تنمية الوعي الاجتماعي، والتبصير بالأخطار المترتبة على استقدام الخادمات دون ضوابط.. وتنشيط دور الباحثة الاجتماعية في التوجيه والإرشاد والعمل على تدعيم العلاقات الأسرية الإيجابية.
*الحرص على إجراء الكشف الطبي للتأكد من خلو الخادمة من الأمراض المعدية.
وهكذا نجد أن قضية وجود خادمة مع الأسرة السعودية.. في ظاهره يعني أن هذه الأسرة تتمتع بخدمة راقية مقابل راتب زهيد تدفعه للخادمة.. وهذا حقيقي إلى حد ما..
أما في باطنه.. وهذا يأخذ نسبة عالية من حالات الظاهرة واقعياً.. فيعني أن الخلل بدأ يدب في أوصال هذه الأسرة.. الأخطاء التي ترتكب لدى استخدامها الأجهزة الكهربائية تتسبب في كثير من الخسائر مكالماتها الخاصة.. والدولية ترفع فاتورة الهاتف بشكل مريع.. التجسس.. والتلصص يجعلها تحصل على العديد من الأسرار التي عن طريقها تمارس الاحتيال.. قيامها بالأذى للأطفال خصوصاً الرضع منهم.. الطمع.. التقرب من الزوج.. والأبناء الشباب.. المشاجرة مع الزوجة.. التربية السيئة للأطفال.. محاولة افساد المراهقين والمراهقات.. الترويج للممنوعات.. استخدام السحر وغير ذلك..
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|