|
الافتتاحية بوح من حب للعام الجديد |
ها هو العام الجديد يطل علينا..
يشرق كما نأمل وكما نتمنى..
بالجديد الجميل الذي غاب طويلاً عنا..
وقد دفعنا ثمن غيابه دماً ودماراً..
هلعاً وخوفاً وأمناً غير مستتب..
مع خسارة للغالي ولمن نحب من الرجال والنساء والأطفال..
***
عام جديد..
من أعمارنا..
ومن حياة كل منا..
ربما يشوب أيامه ولياليه شيء من الحذر والخوف..
اعتماداً على معاناتنا وما عانيناه في سلفه..
غير أن التفاؤل الحسن سيبقى حاضراً في أذهاننا..
بأمل أن يكون العام الجديد أكثر إشراقاً وأمناً..
***
وفي العام الجديد..
نريد أن نغسل كل همومنا وجميع مشاكلنا وأوجاعنا..
وأن نزيل خلاله كل مظاهر الإرهاب والظلم والعدوان وإلى غير رجعة..
وأن نتعرف على جسامة ما أخطأ فيه بعضنا بحق الوطن والأمة..
ضمن تصحيح سريع لسلوكنا ومفاهيمنا والفكر الدخيل على ثقافاتنا..
***
ومع العام الجديد..
ينبغي ان نتدبر أمورنا..
وأن نفكر بواقعنا ومستقبلنا..
أن يسود التعاون والتآلف والتكاتف أسلوب حياتنا..
وأن نعي خطورة ما أقدم عليه بعضنا وأدى إلى ما يعرفه كل منا..
***
وبحلول العام الجديد..
لا أعتقد أن هناك من يحتاج إلى تذكيره بمشاهد آلام الناس الذين أمسوا بلا أب أو أم أو ولد بفعل ممارسة مثل هذا العدوان..
أو أن هناك ضرورة للمراجعة فيما بيننا للاتفاق على التنديد ونبذ الإرهاب..
فجميعنا ضد الإرهاب بكل أشكاله وأياً كان مصدره..
وكلنا مع الحوار الهادئ..
ومع الآراء التي تُجمع الأمة على سلامتها ومصلحة الجميع في تطبيقها..
***
في العام الجديد..
نريد نهاية للعنف..
وأن نجتمع على كلمة سواء..
أن نعود كما كنا..
أمناء على مكتسبات الوطن..
دعاة للخير والحب والوئام فيما بيننا..
مع الاستمرار في الدعوة إلى الإصلاح بما يحقق لبلادنا المزيد من التطور والكثير من الاستقرار.
خالد المالك
|
|
|
التقسيط.. صديق يتوحش .. وحش يتصدق جيوب مفرغة تتحدث آخر الشهر |
لتوسيع قاعدة مشاركة القراء في إصدارهم «مجلة الجزيرة» وبهدف إتاحة الفرصة لطرح العديد من القضايا الوطنية، بشيء من الشفافية.. والموضوعية، وبمختلف وجهات النظر، أفردنا هذه المساحة من صفحات «منتدى الهاتف» تواصلاً لأهداف المجلة وخدماتها تجاه الوطن والمواطن.. وكنافذة جديدة للتواصل بينها وبين القراء، ومنبر يتم من خلاله مناقشة القضايا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، التي تكون جديرة بالاهتمام والطرح.. وستكون كل المشاركات الجادة والموضوعية مكان الاهتمام والعناية، وستأخذ طريقها للنشر ما دامت تلتزم الأسس والأعراف وتدور في فلك الموضوع المطروح للمشاركة عبر «المنتدى» وذلك حرصاً منا على إيصال مشاركاتكم ووجهات نظركم للقراء وجهات الاختصاص بأيسر السبل.
«اللاجئون» وحدهم يعرفون بوابات مخيمات رأس المال التي تُنصب لاستقبالهم..
أحياناً تقف الضرورة حائلاً أمام تحقيق الرغبات ونضطر ل«اللجوء» إلى حلول مؤقتة نسبياً نكتشف فيما بعد أنها معجزات مُطلَقَة!
مؤسسات وشركات وضعت احتياجاتنا في زاوية ضيقة للاستفادة من «أم الاختراع» حتى في الأنظمة التي تراعي فيها مصالحها، ما دام المواطن لم يجد سبيلاً سواها.
«التقسيط» حين نضعه محوراً لمنتدى الهاتف لم نكن نؤكد ولم ننفِ وجود خلل «ما» في العلاقة ما بين مؤسسات التقسيط أو شركاته، دون تأنيب، وبين المواطن المُحتاج إلى حلول ل«سداد» ثغرات ضرورية.
هناك من يرى من أصدقاء الهاتف أن الضرورة تتحول إلى ترف في بعض الحالات، ولكنا لا نناقش الحاجات الترفية أو المُقلّدة، صنيعة الكسل والرغبات الصغيرة والمؤقتة.
قد يقضي التقسيط على «مشكلة» لكن السؤال المُلح: هل يضع بعدها «أكواماً» من المشكلات غير القابلة للحل؟
من هنا نتساءل: هل التقسيط وحش بوجه صديق، أم أنه صديق على هيئة وحش؟ ومهما توحشت الحياة إلّا أن الأنظمة كفيلة بأخذ وإعطاء الحقوق للمواطن ومنه، للمؤسسات والشركات ومنها..هل ينقصنا نظام «ما» مؤسساتي لمثل هذه الشركات لكي لا تصبح «حاجة» المواطن أرضاً مهيأة لنصب الفخاخ؟ ولأننا مع المواطن أياً كانت الظروف ومع أصدقاء المنتدى، نقرأ معهم أصواتهم حول هوية التقسيط وبأي وجه نراه..
ماجد بلال محمد الربيعان: من رأيي أن ينشأ صندوق من قبل المؤسسات والدوائر لصالح الموظفين، حيث يخصم من كل موظف مبلغ مقدر بمائة ريال مثلا لمدة سنة، ويستثمر هذا المبلغ ليقوم الصندوق بإقراض الموظفين، كحل أفضل من التقسيط.
عبدالكريم قاسم فيصل قال بأن: التقسيط شيء لابد منه لكنه في الكثير من الأوقات وحش يلتهم الدخل، وذلك لأنه يقضى على جزء كبير من الدخل المحدود للشخص المستدين، وهذا يؤدي إلى اعتماد كثير من الناس على الاستدانة بصفة مستديمة. وربما يعرض الفرد نفسه للشقاء والعناء في زيادة ساعات العمل وعدم التفرغ لطلبية الأطفال ومراعاة الأسرة، وذلك من أكبر مشكلات ذوي الدخل المحدود الذين يقعون في فخ التقسيط.
مروان بن صالح: لعل في السنوات الأخيرة ومع التوسع العددي في سكان البلد الحبيب أصبح هناك طبقات من المجتمع تتفاوت في المستوى المادي، وهناك كثير من الناس دون مستوى متوسط الدخل، وأصبحت هذه الفئة مستقصدة من قبل جهات التمويل مثل البنوك وشركات التقسيط الكبرى، للأسف ومما يحز في النفس أنه في مجتمعنا أصبحت هذه الفئة تستغل أكثر مما تستغل في الدول الأخرى، سواء في أوروبا أو حتى في بعض الدول العربية والخليجية، فنجد أن استفادة الشركات من العميل استفادة مبالغ فيها، ولا يوجد ما يسمى بالتقسيط المريح مطبقاً حقيقة وواقعا، إنما هو عبارة عن مثال يراد تطبيقه كما طبق في بلدان أخرى لكن لم يحسن تطبيقه.
إذاً التقسيط أصبح في هذا الواقع الذي نراه وحشا، وليس صديقاً أبداً ولا يمكن أن يكون صديقاً بالطريقة المطبقة حاليا.. فإذا أردنا أن نجعله صديقا فيجب أن يكون مريحا بالفعل أكثر مثل ما يحدث في البلدان الخليجية الأخرى.
مناور حليل عياش العنزي: أنا أعتبر أن التقسيط وحش يلتهم الدخل، لأن التقسيط عادة يتم بأخذ فائدة كبيرة على الشخص المستفيد من هذه العملية، لأن السداد يتم خلال فترة طويلة.. والشخص خلال هذه الفترة قد يعاني من ظروف مادية صعبة، مما يضطره إلى اللجوء إلى التقسيط مرة أخرى، وهو ملزم بدفع هذه المبالغ بالفائدة.
فأنا أرى أن الشخص الذي يريد أن يدخل في هذا المجال مخطئ، فلديه طريقة أخرى يستطيع من خلالها أن يوفر المبلغ الذي يريد، أو حتى نصف المبلغ، وهو أن يعتبر نفسه أن لديه قسطاً شهرياً لا بد من سداده، ويضع هذا المبلغ في حساب مغلق لمدة سنتين أو ثلاث سنوات، وفي هذه الحالة حتى لو احتاج مبلغا من المال، يستطيع ألا يدفع هذا المبلغ المستقطع ويتصرف فيه، هذه وجهة نظري، لأن التقسيط يجعل من الشخص ملتزما بدفع مبالغ فائدتها عالية جدا، وقد لا يستفيد من هذا المبلغ بالشكل المطلوب وفي الغرض الذي أخذه من أجله.
أم محمد: التقسيط صديق للعائلة الفقيرة، فهو لا يؤخذ إلا شهريا أو سنويا، وعلى سبيل المثال إذا أخذت ثلاجة بالتقسيط وكان قسطها كل أربعة أشهر وسدادها يتم في أربع سنوات، أليس ذلك مفيدا ومريحا؟.
سعد بن حمد العويس: يعتبر التقسيط صديقاً لابد منه، لأنه يفك أزمة الكثير من الناس، فأنا على سبيل المثال ولله الحمد قمت بإنشاء وحدتين سكنيتين بفضل التقسيط من أحد البنوك.
عادل مساعد المطيري: التقسيط يسهل أمور الحياة ويساعد في أشياء كثيرة، لأن الفرد ليس بوسعه تحمل أعباء المصاريف. فالتقسيط لابد منه ويجب مراعاة المجتمع في وضع الضوابط المهمة للتقسيط، ومن ناحية أخرى يجب على الأفراد احترام التقسيط.
أبو سليمان عثمان الأسمري: أعتقد أن لا أحد يحب التقسيط إلا شخص واحد وهو الذي يقسط حتى يستثمر أمواله، أما الآخرين فقد تحدث لأحدهم أزمة مالية معينة فيلجأ إلى التقسيط لتستمر معه المعاناة عبر السنوات.
صالح عبدالكريم الزهراني:
التقسيط سلاح ذو حدين، وأنا أرى أن ضرره أكثر من النفع العائد على الشخص، وأرى لا بد من الابتعاد عنه على قدر المستطاع لأنه خسارة في جميع الأحوال.
وحش حقيقي
عيسى أحمد العسيري: التقسيط وحش حقيقي يلتهم الدخل بمعنى ما تحمله الكلمة، يأتي إلينا في هيئة صديق ودود مخلص لابد من صداقته، ولا يكاد أحد في مجتمعنا ينجو من صداقة هذا الوحش الذي يوقع صديقه المسكين في الفخ، هو صديق يلتهم دخل صديقه دون شفقة، ولا نجد بديلا لصداقته ولا مثيل له، لأنها الوسيلة السريعة ليحقق الفرد ما يريده في وقت وجيز، إنه الصديق الذي يصفه المثل العام (الصديق وقت الضيق)، لمن يريد أن يتزوج أو يمتلك سيارة أو منزلا أو غيره.. فتجده يسعى إلى التقسيط دون تردد.
إذاً هو صديق لابد من صداقته لأنه الحل الوحيد في زمن أصبحت الظروف فيه صعبة ومتطلبات الحياة قاسية، فقلَّ من ينجو من هذه الصداقة القائمة على المصالح.
داء العصر
طاهر حامد البلوي: إن المتأمل لواقعنا يرى أن الناس توسعوا في التقسيط توسعا فاحشا، وقد يكون التقسيط واجبا عينيا على الناس لأنه يخدم مصالحهم وحاجاتهم، ولكنه قد يكون ذريعة في زماننا هذا إلى اقتناء الأشياء غير الضرورية والكماليات مثل تجديد أثاث المنزل أو غير ذلك من الأشياء التي يغرى بها الإنسان حينما يذهب إلى الأسواق ويطالع ليرى العجب العجاب، فالتقسيط من أهم المزايا التي تميز الترف، فالناس إذا أصيبوا بالترف، ولا أعني الترف المادي، ولكن أقصد عدم استطاعة بعض الناس الوصول إلى الأشياء التي يراها في الأسواق فيلجأ إلى التقسيط، وهو ترف مزيف ومصطنع، ويجب على الإنسان أن ينجو بنفسه عن هذا الترف الذي يجعله إمعة يتبع الناس في كل تصرف فيسرقه التقسيط ويجره من الأمور الصغيرة إلى الكبيرة شيئا فشيئا، حتى يوقعه التقسيط في شرك لا يستطيع الفكاك منه.
ونصيحتي ألا يلجأ الإنسان إلى التقسيط إلا للضرورة القصوى وفي أضيق الحدود، ولا يشتري إلا ما يحتاجه، فما هي غير فترة فيجد نفسه قد تكونت عليه أموال وديون لا يحتملها.
الصابرة: التقسيط عنصر أساسي في حياة الإنسان، وهو ليس وحشا إنما هو صديق، فمثلا شخص راتبه ثلاثة آلاف يكفيه للصرف في البيت ألف ريال، ويمكنه أن يسدد من الباقي أقساط تأثيث البيت لأسرته.
عبدالله الرخيص: التقسيط تفشى في هذا الوقت بالذات، وهو يختلف من شخص لآخر، فهناك من يصلح له التقسيط وهناك من لا يصلح له، وفيه جوانب إيجابية مثل ما فيه سلبيات، ومن سلبياته أنه دخل في كل شيء من السيارة إلى الجوال وأصبح كل شيء يمكن أن تشتريه بالتقسيط.. فإذا رأى الشخص الإعلان وجده سهلا 10ريالات في الشهر ليست مشكلة، ولكنه سيجد إعلانات للغسالة وللمطبخ وللجوال وللغرفة والسيارة، وفي آخر الشهر يجد أن راتبه لم يبق منه شيء.. وهذا من السلبيات.
ومن إيجابياته أن هناك أشياء كبيرة لا يملك الإنسان أن يشتريها في الوقت الحاضر مثل السيارة وغيرها من اللوازم الضرورية، فبالتقسيط يمكنه أن يمتلكها ويخلصها في فترة سنتين أو ثلاث.
خزام: للتقسيط وجهتان مختلفتان، فإذا كان الذي يلجأ إلى التقسيط يفعل ذلك من أجل أن يتزوج أو يؤسس بيتا فالأمر في هذه الحالة إيجابي، أما من يستعمل التقسيط مثلا لشراء سيارة ليبيعها ويتصرف في المبلغ الذي باعه بها، فهو في هذه الحالة يدخل نفسه في مشاكل كثيرة، إلا إذا كان محتاجا لهذا المبلغ وليس من الذين يمارسون ذلك باستمرار.
احمد عبدالله: التقسيط سلاح ذو حدين، فإنه يفي بالغرض أحيانا ويساعد في تيسير أمور الحياة ويسهل اقتناء الأشياء المهمة في وقتها، ولكن عند حلول وقت التسديد يكون الإنسان أحيانا في وضع لا يساعده على متابعة التسديد في وقته مما يعرضه للمشاكل.
عبدالعزيز يوسف: للتقسيط أوجه إيجابية منها أنه يسهل الكثير من الصعاب في أوقات الاحتياج، ولكنه في نفس الوقت لابد من الحرص والموازنة وعدم التهاون في تسديد الأقساط في وقتها حتى لا تتراكم الديون ولا يعود الإنسان يستطيع الوفاء بها.
محمد حسين محمد الأمين: أنا في نظري أن التقسيط صديق لابد منه ولكن في حال أنه إذا كان الدخل الشهري يؤمن لي مصروفي كاملا إضافة إلى القسط المراد تسديده.
كماليات
عبدالله العنزي: من أعظم أسباب التقسيط أن كثيراً من الناس ينظرون إلى الكماليات، ولو أنهم أقنعوا أنفسهم بما آتاهم الله لما لجأوا إلى التقسيط.. فتجد أن الرجل يرغب في السيارة الفارهة والمسكن الفخم فيلجأ إلى التقسيط محاكاة لزملائه.. لذا قيل في الأثر ان القناعة كنز لا يفنى، فالتقسيط يلزم الإنسان بالتزامات لا يستطيع الوفاء بها، وقد يكون فيه الكثيرمن الشبهات، لذلك ينبغي اتخاذ الحكمة العامية التي تقول إن المرء يجب أن يمد رجله على قدر لحافه.. والرجل الذي يريد أن يتعامل بالتقسيط يجب أن يفكر في أنه ربما يموت قبل أن يوفي دينه، والمعروف أن كل شيء يمكن أن يغفر للمؤمن يوم القيامة إلا الدين.
مكاتب استشارية
خالد محمد الشبانة: أنا أقترح أن يكون هناك مكاتب استشارية تعلن عن دراساتها واستشاراتها عبرالصحف حول إيجابيات وسلبيات التقسيط.. لأن المحتاج للتقسيط لا يفكر إلا في سد هذه الحاجة، وفي الخروج من أزمته المالية فيلجأ إلى البنوك أو إلى الشركات من أجل أن يخرج من هذه الأزمة، ولا يفكر في العواقب التي تتبعها بمرور السنوات، وبعد أن يخرج من أزمة تبدأ أزمات أخرى متتالية، فتجد أنه في كل شهر لديه أزمة مالية بسبب عدم الوعي الكافي بالتقسيط.. فأنا أقترح وجود ندوات ومكاتب استشارية لدراسة أحوال الناس مع التقسيط ونشر هذه الدراسات عبر الصحف.
عمر سعد محمد الخضر: لا أعتقد أن التقسيط وحش يلتهم الدخل.. بالعكس هو صديق لابد منه، صحيح أنه يلتهم الدخل في بعض الأمور، لكنه في البعض الآخر يعتبر صديقاً وإيجابياته أكثر من سلبياته.. فهو يساعد ذوي الرواتب الضعيفة في الكثير من الأشياء مثل السيارات والمنازل.. أنا أتمنى أن يقتصر التقسيط فقط على الأشياء المهمة ولا يصرف في الكماليات.
مناهل حمد الماضي: في رأيي أن التقسيط شيء لابد منه، وهو عبارة عن مال يدفع حسب اتفاق الطرفين المشتري والبائع، وهو صديق للمشتري حسب البائع.. إن كان يضغط عليه بالدفع فيصبح كأنه وحش يلتهم الدخل.. وأنا أناشد البائعين بعدم التشدد في التقسيط.
سرطان متوحش
شموخ: التقسيط وحش يلتهم الراحة والسعادة، بل هو الشبح الذي يخيل للإنسان كأنه الصديق المنقذ وبعد فترة يتحول إلى وحش طوال فترة التقسيط، بل هو السرطان الذي يدب في جسم المقترض وهو يظن أنه بقليل من الأدوية سيشفى منه ولا يعلم أنه سوف يقضي عليه في النهاية، والذي أتمناه أن يكون هناك صندوق مثل الصندوق العقاري، حيث يتم إقراض المعسرين منه سنويا وبدون فوائد وبذلك تكتمل السعادة للمواطن.
الضمير الغائب
د. أحمد محمد عجيب: التقسيط وحش مفترس يلتهم الدخل دون شفقة أو رحمة، لأنني وقبل أيام ذهبت لأشتري سيارة بالتقسيط ثمنها بالكاش 48 ألف ريال وبالتقسيط لثلاث سنوات يصبح 65 ألف ريال.. أي بزيادة 17 ألف ريال (أكثر من 35% من ثمن السيارة).
وفي الختام لابد من حل جذري حقيقي لهذه المشكلة ومنع التقسيط منعا باتا، ومن أراد أن يقسط بضاعته فليفعل ولكن دون زيادة في الربح، ويكفيه ربحا أن يضمن بيع بضاعته، فلماذا الطمع؟..
شروط ضد المستهلك
فاطمة الجوفان: وجود التقسيط في السنوات الأخيرة أصبح أمرا لابد منه، لأسباب كثيرة، منها أنه أصبح وسيلة تسويقية لبعض الشركات، كما أن معظم الناس من أصحاب الدخل المتوسط أو ما فوق المتوسط والبعض الآخر من ذوي الدخل المحدود والذين لا يمكنهم توفير أموال لشراء احتياجاتهم بالدفع الفوري، وخاصة المقبلين على الزواج أو تأسيس منزل جديد أو شراء بيت أو سيارة، وهذا لارتفاع الأسعار ولقلة الدخل، والبعض يعتبر التقسيط حلا مثاليا، وهو يعتبر حلا في بعض الأمور، لكن المشكلة الأساسية أنه لا يوجد أنظمة حقيقية تضمن حقوق الطرف الآخر وهو المستهلك.. فغالبية الشروط تكون لصالح البائع وبعض هذه الشروط تكون تعجيزية.. من حق البائع أن يضمن أمواله ولكن من حق الشاري أن يجد وضعا ميسرا.. أما نظام التأجير المنتهي بالتملك فهو نظام غير واضح.. فبعض المؤجرين يمكن أن تسحب منهم السيارة مثلا قبل نهاية فترة التقسيط بقليل.. فلا بد أن تكون هناك مرجعية قانونية تفصيلية لتنظيم التقسيط وإجراءاته..أما بالنسبة للأسعار فمن المقبول أن يكون سعر السلعة المقسطة أقل، لكن من غير المنطقي أن يصل السعر إلى الضعف.. وإذا استمر الأمر بهذا الشكل العشوائي غير المرتب والذي يهتم بمصلحة الشركات والمؤسسات فقط، أنا أعتقد أنه أمر غير مقبول ويضر بالمستهلك حتى لو أنه انبهر به من حيث المبدأ واعتبر أن فيه نوعاً من التسهيل إلا أنه سيصطدم بتراكم الأقساط عليه.
بندر الرشيد: أنا أعتبر التقسيط شيئاً إيجابياً يفيد الإنسان خاصة متوسط الدخل الذي يحصل على احتياجاته دون أن يؤثر على دخله، لكن الملاحظ أن المشكلة الموجودة عندنا في المملكة أن شركات التقسيط تأخذ نسبة فوائد كبيرة جدا لا تقارن بتكلفة السلعة أو تكلفة الخدمة.. أنا أطالب الشركات بأن تراعي مصلحة المستهلك.
سهام السيف: التقسيط ما هو إلا غول يستنزف الجيوب، وهو في عصرنا هذا شر لابد منه للأسف الشديد، حيث ان الرجل لا يكاد يخطر بباله فكرة الزواج حتى ترعبه فكرة التقسيط ويعيش باقي عمره وهو يدفع تلك الأقساط، وكما يقول المثل فالتقسيط يتغدى بالراتب قبل أن نتعشى نحن به، فما الحل يا ترى؟ الحل بأيدي
بأيديهم وتيسير المؤونة عليهم.
محمد الحقباني: التقسيط ليس صديقاً، بل وحش يلتهم الدخل، ويسبب أضرارا للاقتصاد، ولكن حبذا لو قامت مؤسسات لحماية المستهلك كما يحدث في الدول القريبة، بحيث يكون البنك المركزي أو الغرفة التجارية هي التي تشرف على وضع الأرباح، أي أن كل معاملة تقسيط من البنوك أو الشركات تمر عبر مؤسسة مختصة بحماية المستهلك، بحيث لا يتضرر طالب القرض، ولا يترك المجال للبائع لوضع الأرباح بصورة مستقلة.
جذر الحل
سارة ترى بأنه: في ظل الظروف الاقتصادية الحالية يفرض التقسيط نفسه في بعض الأحيان، إلا أنه ليس حلا جذريا لجميع المشاكل المالية والمطالب الحياتية الملحة، لأن الإنسان متى ما اعتمد عليه فإنه لا يبقي له رصيدا ولا يوفر له حسابا، وإن بدا التقسيط في أول أمره الدواء السحري لما يستجد من حاجات قد لا تكون ضرورية أو يمكن تأجيلها حتى يتوفر المال الكافي، فالدين يظل شبحا يطارد المرء طوال حياته، ولكن لأن صاحب الدخل المحدود قد يظل رهين الحاجة رغما عنه، فيا حبذا لو قام رجال الأعمال أو أي جهة مسؤولة بالتنسيق مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بتوفير قروض ميسرة للعمل بها في مشاريع صغيرة لمن حاجته تفوق دخله حتى تنتفي الحاجة للتقسيط الذي يخلي الجيوب ويرهق النفوس.
إبراهيم بن عبدالرحمن العويرضي: في الحقيقة التقسيط شر لا بد منه وخاصة في هذا الوقت مع تزايد التكاليف، وزيادة العروض المقدمة من بعض البنوك التي يقع الشخص في فخها، أما من ناحية كيفية الابتعاد عن التقسيط فهو يرجع إلى اقتصاد الشخص نفسه وهيمنته على مدخراته، بمعنى أنه يحاول بجد أن تكون موارده المالية محاطة بالعناية الشخصية منه وبالتالي يبتعد عن هذا التقسيط الذي يعتبر ديناً، ولا يخفى أن الدين ذل في النهار وهم بالليل.
عبدالله محمد العتيق: المجتمع الآن يسعى إلى احتياجات وأشياء لا بد معها من توفر سيولة مع أي شخص يريد العيش برفاهية، وهذا يدعو إلى أن يبحث الإنسان عمن يساعده، سواء عن طريق الاقتراض المباشر من أشخاص، وهذا انقطع الآن، أو من البنوك وهي البديل المتوفر حاليا للناس، حيث أصبحت مرتكزا لحل مشكلات الأفراد، وأنا أرى أنها صديق لكن إذا انخفضت نسب الربح في الأشياء المقسطة وليس إذا زادت، وأرى أنها تتزايد الآن، وهذا مما يصعب الأمر.. فلماذا لا تكون فوائد البنوك منخفضة على الأقل في بداية الأقساط، حيث تبدأ بخمسة في المائة ويمكن أن تصل في آخر قسط إلى 35 بالمائة.
فاتن ابراهيم البشيّر تقول: لو نظرنا إلى المجتمع السعودي لوجدنا التقسيط أصبح ضرورة من ضرورات الحياة في ظل هذا الزخم الهائل من الأسعار المرتفعة، فنرى التقسيط حاليا في كل المشتريات بدءا من الأثاث والسيارات وكذلك الفلل والأراضي حتى وصل إلى الجوالات، مما يؤكد أن التقسيط صديق لا بد منه.
بدر عبدالله الجلعود: التقسيط أمر يهم طبقة كبيرة من المجتمع، وهو وحش لابد منه، فظروف الحياة والمرتبات الضعيفة كل هذه الأشياء التي تساعد أكثر الناس على التقسيط من أجل الزواج أو التأثيث أو الحصول على سيارة، لذا فالتقسيط لا بد منه، مع الاعتراف بأنه شيء مخيف والكل لا يرغب فيه. فطول عمر الشخص يظل في ضيق بسبب التقسيط، مما يجعله يحس أن هناك من يشاركه لقمة عيشه.
عبدالعزيز مسحان الرشيدي يقول: بالنسبة للتقسيط فهو له آثاره السلبية أكثر من الإيجابية، فهو يفي بالغرض في ساعة الاحتياج إليه، ولكن إذا وقع الإنسان في مأزق بعد انتهاء ظرفه هذا فإنه يكون في موقف لا يحمد عقباه، فيضطر إلى اللجوء للتقسيط من جديد والاستدانة والمواعيد التي لا يستطيع الإيفاء بها، مما يعرضه للسجن والايقاف، وأنا لا أنصح بالتقسيط إلا في مجال محدود، أو عند الحاجة الماسة.
تقسيط مفكك
عبد الله ناصر سعيد هزال: أعتقد أن التقسيط فيه مبالغة من ناحية ربحية الشركات، كما أعتقد أن هناك انجرافاً خطيراً من قبل طبقة الشباب على التقسيط وتحميل أنفسهم أعباء من أجل الترفيه عن أنفسهم، وحبا في المظاهر، واستخدام بعض الخدمات التي يمكن الاستغناء عنها. الحقيقة أن التقسيط بعبع وشبح مخيف على الأسرة وقد يكون له دور أساسي وكبير في تفكيك الأسر من ناحية الديون والأمور المادية. أنا أنصح نفسي وأنصح الشباب بأن يكونوا واعين من ناحية الأقساط وأن تكون هناك خطة مدروسة للشخص إذا أراد الاستفادة من التقسيط.
خضران حامد الزهراني: أعتقد أن التقسيط وحش، وكثير من الأسر قد تضررت منه، وكثير من الأشخاص انساقوا وراء الدعايات التجارية وأنا أحد الأشخاص الذين لحقهم الضرر من تتبع تلك الإعلانات مما أضر بي وبأسرتي وبأولادي والآن أنا محاصر بالديون التي ربما تصل مدتها إلى ست سنوات، فأرجو من الجرائد ووسائل الإعلام أن تساهم في توعية من لم يقع في مثل هذا أن يتجنب الديون بقدر المستطاع.
أم ريان (طبيبة): التقسيط من وجهة نظري هو وحش يلتهم الدخل، ويجعل الإنسان عاجزا عن أداء واجباته نحو منزله وأولاده، إذ إن التقسيط يقاسمهم في الراتب شهريا.
شمعة نجد: في التقسيط حل لبعض مشاكل الشخص ومساعدته على مدى معين حتى تتيسر أموره.. هذا من ناحية أنه صديق لنا.. فهل هو وحش يلتهم الدخل؟ نعم.. فهذا صحيح فهو يلتهم الدخل بطريقة لا نشعر بها.
نبيل ميشان: التقسيط وحش وصديق في نفس الوقت، فبالنسبة للفائدة المركبة والربحية العالية التي تضرب في عدد السنين فهو وحش، ولكنه أيضا أمر لابد منه.
قصيدة التقسيط
الأستاذ/ عبدالله بن سعد المهيدب: التقسيط من الأمور التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ في حياتنا، فلا يكاد بيت إلا وتجد فيه من ارتبط بالتقسيط، والناس هنا أنواع، أولا: أصحاب الدخل المحدود وهؤلاء الذين أرادوا نوعا من الرفاهية في حياتهم، سواء كانت بامتلاك سيارة أو بيت أوأرض أو غيرها، وكان ذلك على حساب جانب من حياتهم الاجتماعية أو الترفيهية أوغيرها، فيكون التقسيط هنا كالوحش أو الشبح الملازم لهم حتى انتهاء مدته.
ثانيا: مجموعة تملك دخلا شهريا جيدا ولكنها لا تتحكم بالمال، فتجد الفرد يصرف المال شمالا ويمينا فيما تقتضيه الحاجة وما لا تقتضيه، فلا يبقى في جيبه شيء، وهنا يكون التقسيط له صديقاً يخدمه لأنه أجبره على توفير سيارة أو بيت أو غيرها، وذلك لن يؤثر عليه بشكل يصل إلى مرحلة العبء.
وهناك فئة ثالثة تريد تحريك المال، فتجد أن بقاء رأس المال يخدمها أكثر، وهنا يكون التقسيط صديقا حال النجاح ووحشا حال عدمه.
ولعلي ألخص ما ذكرت في الأبيات التالية:
للتقسيط فوائد جمة
وكذا أعباء ملتمة
يؤذي ذا الدخل المحدود
كي يرقى في درب القمة
كي يحظى بحياة أرقى
ويساير أحوال الأمة
فيعيش يكابد آلاما
حتى تفرج تلك الغمة
أما أهل الدخل العالي
فلهم دربان على السنة
منهم من لا يحفظ مالا
يصرف لا يبدو مهتما
ورصيد البنك غدا خالٍ
من صرف قد ساد وعمّ
التقسيط لذاك دواء
يحفظه من صرف غمه
أما من يهواه تجارة
يعطي المال صروحا جمة
إن كسبت صارت كمنارة
وخسارته شبح همه
أم بندر الدعجاني: بالنسبة لي أعتبر من وجهة نظري أن التقسيط وحش يلتهم الدخل، وهو آفة المرتب، وخاصة المرتبات الضئيلة. فكيف يقوم المقسط بالتسديد في كل شهر مع وجود واجبات منزله وأولاده.
آراء مختصرة
إبراهيم موسى ابراهيم: التقسيط وحش يلتهم الدخل وليس صديقاً، فالصديق وقت الضيق.
عبدالعزيز العتيبي: التقسيط بالنسبة لي هو صديق لابد منه..
محمد سعد الهزاع: التقسيط بالفعل وحش يلتهم الدخل.
عبدالله التويجري: التقسيط صديق لابد منه..
أشواق عبدالله الجارالله: لا يجب الحرص على التقسيط في كل الأحوال، فالتقسيط مهم في حياة الإنسان، ولكن يجب أن لا يلجأ الإنسان إليه إلا عند الضرورة.
نوف عبدالرحمن: كلما أستطيع قوله هو أن التقسيط وحش كاسر يلتهم الراتب.
فتاة: إن التقسيط يمثل مشكلة كبيرة للشباب، والسبب هو أنه الحل الوحيد أمامهم لبناء حياتهم، مما سبب عزوفهم عن الزواج.
خاتمة..
ربما تموه الحاجة وجه الصديق ليتوحش!
حين نتحدث عن أن التقسيط حلٌ لمشاكل الشباب مثلاً مثلما تراهن الجهات التي توفر حاجاتهم فإننا لا نعجز أن نقول بأن التقسيط أصبح كائناً قائماً على قدمين ضخمتين!
وما بين الأحكام والقوانين والمبادئ المحاسبية تبقى ال«حاجة» الأم الشرعية التي تحتضن المواطن وتوجهه بوصلتها ناحية توفير مستلزماته. فعن أي صديق نتحدّث؟
الذي يتزايد ويتضخم ليصبح حجراً بركانياً متفجراً بفعل فاعل، أم عن صديق يمكن أن يتنازل من أجل «دفع» الضرر عن محتاج.
المسألة برمتها ليست تبرعاً أو مشروعاً خيرياً للمحتاجين والمساكين والضعفاء، أو ربما تكون هذه «لكنة» المؤسسات الربحية، لكنها أيضاً لا يمكن أن تكون تحت مظلة قوانينها القاتلة أداة لاستغلال مواطن ضغطت عليه الظروف ليتيسّر.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|