|
الافتتاحية بوح من حب للعام الجديد |
ها هو العام الجديد يطل علينا..
يشرق كما نأمل وكما نتمنى..
بالجديد الجميل الذي غاب طويلاً عنا..
وقد دفعنا ثمن غيابه دماً ودماراً..
هلعاً وخوفاً وأمناً غير مستتب..
مع خسارة للغالي ولمن نحب من الرجال والنساء والأطفال..
***
عام جديد..
من أعمارنا..
ومن حياة كل منا..
ربما يشوب أيامه ولياليه شيء من الحذر والخوف..
اعتماداً على معاناتنا وما عانيناه في سلفه..
غير أن التفاؤل الحسن سيبقى حاضراً في أذهاننا..
بأمل أن يكون العام الجديد أكثر إشراقاً وأمناً..
***
وفي العام الجديد..
نريد أن نغسل كل همومنا وجميع مشاكلنا وأوجاعنا..
وأن نزيل خلاله كل مظاهر الإرهاب والظلم والعدوان وإلى غير رجعة..
وأن نتعرف على جسامة ما أخطأ فيه بعضنا بحق الوطن والأمة..
ضمن تصحيح سريع لسلوكنا ومفاهيمنا والفكر الدخيل على ثقافاتنا..
***
ومع العام الجديد..
ينبغي ان نتدبر أمورنا..
وأن نفكر بواقعنا ومستقبلنا..
أن يسود التعاون والتآلف والتكاتف أسلوب حياتنا..
وأن نعي خطورة ما أقدم عليه بعضنا وأدى إلى ما يعرفه كل منا..
***
وبحلول العام الجديد..
لا أعتقد أن هناك من يحتاج إلى تذكيره بمشاهد آلام الناس الذين أمسوا بلا أب أو أم أو ولد بفعل ممارسة مثل هذا العدوان..
أو أن هناك ضرورة للمراجعة فيما بيننا للاتفاق على التنديد ونبذ الإرهاب..
فجميعنا ضد الإرهاب بكل أشكاله وأياً كان مصدره..
وكلنا مع الحوار الهادئ..
ومع الآراء التي تُجمع الأمة على سلامتها ومصلحة الجميع في تطبيقها..
***
في العام الجديد..
نريد نهاية للعنف..
وأن نجتمع على كلمة سواء..
أن نعود كما كنا..
أمناء على مكتسبات الوطن..
دعاة للخير والحب والوئام فيما بيننا..
مع الاستمرار في الدعوة إلى الإصلاح بما يحقق لبلادنا المزيد من التطور والكثير من الاستقرار.
خالد المالك
|
|
|
الاقتصاد والاسرة والضرائب ..هموم الناخب الامريكي العالم بعيون أربعة مرشحين د يمقراطيين جيبهارد: هذه السياسة خطر يهدد بتقويض أمننا ومبادئنا في العالم ليبرمان: سياسة الضربة الوقائية خرقاء ومكافحة الإرهاب لا تتم بالقوة العسكرية |
* إعداد مجدي المصري
السؤال الذي أصبح يتردد على نطاق واسع الآن داخل الولايات المتحدة وخارجها يتمحور حول البديل الذي يمكن أن يقدمه الحزب الديمقراطي في ظل تنامي وتيرة الانتقادات الموجهة لسياسات إدارة الرئيس جورج دبليو بوش تجاه كل من كوريا الشمالية والعراق وسط تراجع التأييد الشعبي لرئاسته على نحو مستمر.
ويلاحظ أن السياسة الخارجية للمرشحين خلال الحملات الانتخابية على منصب الرئاسة الأمريكية في السنوات العشر الماضية عادت للتركيز على الاقتصاد الوطني ومبادئ الاسرة وقيمها والضمان الاجتماعي والضرائب.
غير أن الناخبين الأمريكيين لم يفقدوا بشكل مطلق الاهتمام بالعالم الخارجي.
وأيا كان فإنه باستثناء ما كان يلوح في الافق من تهديد الاتحاد السوفيتي سابقا لبلادهم، فالحقيقة هي أن ما كان يحدث «بالخارج» لم يكن له أي صلة فيما يبدو بشئون حياتهم اليومية. وعلى سبيل المثال، فإن تصاعد حدة التوتر في صراع الشرق الأوسط لا يثير اهتمام المواطن الأمريكي بنفس القدر الذي يثيره ارتفاع تكاليف الأدوية.
لكن مع تعاطف «العالم» مع الولايات المتحدة في الثأر من منفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، شهدت ديناميكية السياسات الأمريكية تغييرا مرة أخرى.
فخصوم بوش في الحزب الديمقراطي وجدوا فجأة أن أوامر القائد الأعلى لقواتهم المسلحة غطت على آرائهم رغم ما كانوا يشعرون به من ثقة في تميزهم سياسيا في ما يتعلق بالقضايا الداخلية.
وعلى خلفية سؤال الساعة المطروح بقوة وهو ماذا تفعل لو أصبحت رئيساً للولايات المتحدة قامت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية المعنية بالسياسة الخارجية بمحاورة أربعة مرشحين ديمقراطيين لاستطلاع آرائهم حول دور الولايات المتحدة في العالم.
يرى ريتشارد جيبهارد أحد المرشحين الديمقراطيين الاربعة ضرورة تجديد الالتزام بقيادة الولايات المتحدة للعالم.
موضحا أنه كان قد عرض في معرض كلمة ألقاها في يونيو الماضي حول السياسة الخارجية في كل من مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين ومجلس العلاقات الخارجية تعاون الحزب الديمقراطي مع إدارة بوش لانتهاج سياسة فعالة تجاه العراق.
وقال جيبهارد وهو زعيم الاقلية الديمقراطية في مجلس النواب إنه شعر مثلما يشعر الآن أن حماية المصالح القومية للولايات المتحدة تحتم على بلاده استخدام الوسائل الدبلوماسية بقدر الامكان والوسائل العسكرية عندما كان يتوجب علينا القضاء على التهديد الذي كان يشكله الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بالنسبة للمنطقة وأمننا الخاص.
وأوضح أنه خلال مفاوضات مع إدارة بوش حول موافقة الكونجرس لقانون بتفويض استخدام القوة ضد العراق في ذلك الوقت إذا دعت الضرورة، كان قد أعرب عن إصراره على صياغة القانون بلغة تدعو بوش إلى الاستمرار في نهج سياسي إيجابي لتسوية الازمة قبل اللجوء إلى العمل العسكري.
كما أضاف جيبهارد أنه أكد في كل لقاء جمعه بالرئيس بوش على أهمية استنفاد كافة الوسائل الدبلوماسية والتعاون مع الدول المعنية الاخرى بالازمة بغية تحقيق الحد الاقصى من النجاح، مشيرا إلى أن جهوده في هذا الصدد أسفرت عن تعاون بوش مع الامم المتحدة، الامر الذي تمخض عنه صدور قرار مجلس الامن الدولي رقم 1441 الذي حذر من «عواقب وخيمة» إذا لم يسمح العراق لمفتشي الاسلحة الدوليين بالعودة إلى أراضيه للتحقق من تدمير أسلحة الدمار الشامل هناك.
قيادة العالم
وقال إنه ومن أجل معالجة الازمة العراقية ومواجهة تحديات السياسة الخارجية الاخرى قرر الابتعاد عن سياسة تقليدية متأرجحة انتهجت منذ أمد طويل فيما يتعلق بمسألة قيادة أمريكا للعالم، وهي سياسة كانت قد شكلت السياسة الخارجيةالأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية.. إذ إن أمتنا ظلت تواجه في كثير من المراحل طيلة الخمسين عاما الماضية الاختيار بين أن تلعب دورا قياديا عالميا أو العيش في سياج وهمي أمني من العزلة. وذلك على غرار ما فعلنا في أعقاب الحرب العالمية الاولى. وأضاف جيبهارد أنه ولمصلحتنا العظيمة دأب قادتنا مرارا على تأكيد التزامهم بالخيار الاول من خلال فهمهم القوي للمصالح الأمريكية على المدى الطويل، وإدراكهم الثابت بأن الولايات المتحدة يجب أن تتدخل في مسار الاحداث العالمية وجهودهم المستديمة لجذب دول أخرى إلى تبني قضيتنا والقيم التي تقودها، موضحا إصراره على دعم هذا التقليد من القيادة الملتزمة ومواصلة مثل هذا المسارفي الشئون الدولية من خلال عملي.
أمريكا أولاً وأخيراً
وأوضح جيبهارد أنه مقتنع تماما بضرورة استثمار الولايات المتحدة لمهارات ومواهب الشعب الأمريكي وروحه الخلاقة في جهود توسيع دائرة الدول الحرة والمزدهرة في عالم اليوم.
عقيدة الضربة الوقائية
وأكد عضو الكونجرس الأمريكي أن بوش لسوء الحظ عمد طيلة العامين الماضيين إلى إهمال هذه المبادئ الجوهرية في معرض إدارته للسياسة الخارجية الأمريكية. وهو بدلا من ذلك اختار أن يحقق أهدافه من خلال تصرفات أحادية الجانب وانتهاج عقيدة الضربة الوقائية التي تتعرض لانتقادات على نطاق واسع. وكان أحرى به استغلال النفوذ القوي لبلاده عالميا وبناء تحالف وهو أمر كان من شأنه إيجاد تأثير دائم وأكثر فعالية في مسار الاحداث العالمية.
نتيجة عكسية
وأعرب جيبهارد عن أسفه لان سياسة بوش «جاءت بنتيجة عكسية حيث تسبب بالفعل في عزلة بلادنا، وعزوف حلفائنا عنا والاخطر تقويض أمننا وقيمنا في أنحاء العالم، مؤكدا أنه نتيجة لتلك السياسة أصبحت أمتنا تواجه أكبر تهديد لأمنها منذ الحرب العالمية الثانية.. إذ أصبحنا اليوم أقل قدرة على دفع مصالحنا قدما للامام في إطار قيادتنا العالمية في الوقت الذي اختار فيه عدد أقل من الدول اتباع نهج قيادتنا بينما زاد عدد الدول التي تشعر باستياء من جراء نزعتنا إلى الانعزالية».
هروب بن لادن
وسرد زعيم الاقلية الديمقراطية في مجلس النواب عددا من نتائج تلك السياسة الخارجية لادارة بوش منها أولا أن الرئيس الأمريكي رغم أنه أظهر قيادة قوية في الاسابيع التي أعقبت مأساة هجمات 11 سبتمبر 2001 حيث نجح في جبهة الحرب على الارهاب في الاطاحة بحركة طالبان من أفغانستان، إلا أنه فشل في إغلاق منافذ الهروب أمام أسامة بن لادن وغيره من زعماء شبكة تنظيم القاعدة.
كما أن بوش وبرفضه الالتزام بتواجد كاف لقوات حفظ السلام في أفغانستان، يكون قد سمح بتعزيز حالة عدم الاستقرار وأتاح للخلايا الارهابية فرصة إعادة تجميع نفسها لمواصلة القتال في المستقبل. وذلك على حد قول جيبهارد.
تعثر عملية السلام
وثانياً وحسبما يشرح جيبهارد، تتواجد هذه المرة نتائج سياسة بوش في مسرح منطقة الشرق الأوسط حيث من المعلوم دائما أن بلادنا تلتزم تماما بدعم أمن إسرائيل والحفاظ عليه مثلما هي ملتزمة تماما أيضا بخفض حدة العنف وتعزيز خطوات تحقيق السلام.. لكن على العكس من ذلك، فإن إدارة بوش ترددت بين تأييد إسرائيل وانتقادها مما أحبط إمكانية تحقيق أي تقدم تجاه السلام وتعثر العملية السلمية.
وثالثاً وكما يقول المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية العام المقبل، «فإنني وبلغة العلاقات الأمريكية مع روسيا عملت منذ أيام حركة الاصلاح التي قادها الرئيس الروسي الاسبق جورباتشوف على دعم حركة التحول إلى الديمقراطيةوبناء شراكة جديدة من القاعدة حتى أعلى القيادات في روسيا».
العلاقات مع روسيا
وقال جيبهارد إنه بالاضافة إلى ذلك، كان قد دعا في عام 2001 إلى صياغة إطاراستراتيجي جديد لتعزيز الامن المتبادل والتصدي لتهديدات انتشار الاسلحة النووية والارهاب، غير أن بوش اختار، بدلاً من ذلك، انتهاج سياسة مختلفة بالتخلي عن تبني مثل هذا الاطار الذي ساعد على حفظ الاستقرار خلال ثلاثين عاما دون أن يقدم من جانبه أي رؤية متماسكة إزاء علاقتنا الثنائية المستقبلية مع روسيا، إذ اكتفى بوش فقط بإبرام معاهدة للاسلحة النووية لاتقضي على الاسلحة النووية وطرح خطة لاقامة نظام للدفاع الصاروخي لم يثبت إمكانية نجاحه بعد.
بوش يتملص من عهوده
ورابعاً وفيما يتعلق بإفريقيا، أوضح جيبهارد أنه ألتقي بعديد من العاملين على الخطوط الامامية لمكافحة فيروس إتش. أي. في المسبب للاصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) ومرض الايدز نفسه ودأب باستمرار على الدعوة إلى زيادة تمويل جهود المكافحة بهدف استئصال هذا التهديد القاتل للصحة وأمن جميع دول العالم. مشيرا إلى أنه رغم الوعود الكثيرة التي قطعها على نفسه. فإن بوش لم يف بتلك الوعود بتخصيص الموارد المالية اللازمة لتحقيق التزامنا الاخلاقي إزاء جهود مكافحة الايدز.
تحذير قوي
وحذر جيبهارد بقوة من إمكانية تعثر السياسة الخارجية الأمريكية في الحاضر والمستقبل في ظل غياب أي شعور واضح من جانب إدارة بوش بأهمية المصالح القومية الرئيسية لأمريكا في أنحاء العالم أو أي التزام ثابت بالتدخل لحمايتها أورغبة لتعزيز تحالفاتنا.
كما أكد جيبهارد على ضرورة قيام حكومة بلاده بتشجيع الجهود غير العسكرية ودعم الوسائل الدبلوماسية بهدف نشر القيم الديمقراطية وقواعد القانون والتبادل التجاري الحر، مشددا على ضرورة أن يرتكز دور بلاده على الوصول إلى ما وراء حدودها وصياغة علاقات وروابط يمكن أن تدوم وتستمرلاجيال عديدة.
أخطر تهديد
وقال جيبهارد أيضا إن «أمتنا تواجه تهديدا خطيرا من جانب كوريا الشمالية، وهو ما كان في الامكان تجنبه لو أن رئيسنا انتهج المبادئ الاساسية للسياسة الخارجية التي ظلت بلادنا تسير عليها على نحو جديد منذ الحرب العالمية الثانية»، موضحا أن بوش «فضل عدم مواجهة هذا التحدي منذ بدايات توليه السلطة وتجاهل نصائحي أنا شخصيا ونصائح آخرين لحماية مصالح أمتنا باستمرار العمل والتعاون مع حلفائنا في العالم».
فشل إدارة بوش
أما جون إدواردز الذي رشح نفسه لخوض سباق الانتخابات الأمريكية لعام 2004 فيرى أنه على إدارة البيت الابيض بذل كل ما في وسعها للوفاء باثنين من الاولويات القصوى وهما ضمان حماية الشعب الأمريكي بالداخل ومواجهة أي تهديدات لأمننا بالخارج سواء كانت فورية أو بعيدة المدى مع حقيقة أن المسئولية الاولى لأي حكومة تتمثل في حماية أمن مواطنيها من أي أذى. معربا عن قلقه بأن إدارة بوش تعاني من فشل تحقيق أمن المواطن الأمريكي داخليا وخارجيا.
وعلل إدواردز عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الديمقراطي هذا الفشل بتقاعس البيت الابيض عن العمل بالشكل الملائم والجاد لتطوير استراتيجية شاملة تستهدف تعزيز الامن العالمي.
منظمات الإرهاب
ورغم أنه أثنى على ما أحرز من تقدم حقيقي شهدته الانظمة الامنية بالمطارات الأمريكية وإنشاء وزارة الامن الداخلي باعتبار أن الامن الداخلي جزء حيوي من أي استراتيجية أمنية قومية، فإن إدواردز أكد أن إدارة بوش لاتمتلك حتى الآن الوسائل الضرورية لاختراق المنظمات الارهابية سواء تلك العاملة داخل الولايات المتحدة مثلما لا تمتلك الوسائل الكافية لمنع الارهابيين أو أسلحتهم من التسلل عبر الثغرات الموجودة في الحدود والموانئ الأمريكية.
وأكد على ضرورة وضع سياسة شاملة تتعلق بالامن الداخلي تتضمن مبادرات لتقفي أثر الارهابيين من خلال معلومات استخباراتية أفضل وتعزيز أمن الحدود وحماية الاهداف الحيوية، مشيرا إلى ضرورة تأمين الجبهة الداخلية كخطوة أولى ضمن عدد من الخطوات أو المقترحات التي طرحها في هذا الصدد. وشدد إدواردز أيضا على أهمية حماية مصالح الولايات المتحدة في العالم الخارجي كذلك.
ديمقراطية الشرق الأوسط
وقال إن هذه الجهود تعني ضرورة أن نتصدى لثلاثة تحديات رئيسية على الاقل هي القضاء على تهديد الاسلحة النووية والكيماوية والجرثومية والانتصار في الحرب على الارهاب وتعزيز الديمقراطية والحرية في أنحاء العالم وخاصة الشرق الأوسط.
وأوضح أحد مرشحي الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة أنه كان من أشد مؤيدي استخدام القوة لنزع أسلحة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين نظرا لان مسألة القضاء على تهديد أسلحة الدمار الشامل تستلزم من الولايات المتحدة ضمان التزام دول مثل كوريا الشمالية بالتزاماتها الدولية، معربا عن استيائه من المعالجة غير الحاسمة لادارة بوش لأزمة كوريا الشمالية.
تحالف دولي
ودعا ادواردز إلى ضرورة قيادة الولايات المتحدة لتحالف دولي أكبر من ذلك التحالف الذي شكل للاطاحة بالرئيس العراقي المخلوع لاحباط التهديد الاكبرالذي تمثله أسلحة الدمار الشامل، مشددا على ضرورة بذل كل ما هو ممكن لنزع هذه الاسلحة ومنع تسرب المواد المستخدمة في تصنيعها من روسيا وجمهوريات الاتحادالسوفيتي سابقا.
ونسبت «فورين بوليسي» إلى إدواردز قوله أيضا إن على أمريكا أن تبذل جهوداً للحد من أسلحة الدمار الشامل بالتوازي مع حربها طويلة الامد على الجماعات الارهابية مثل القاعدة، مؤكدا حقيقة أنه لايرى أي فرق بين الحرب على الارهاب والتصدي للتهديد الذي تمثله أسلحة الدمار الشامل.. إذ إن حماية الامن القومي الأمريكي تتطلب شن مواجهة الاثنين معا.
لكنه أوضح أن الانتصار في الحرب على الارهاب والمعركة ضد انتشار أسلحة الدمارالشامل لن يتحقق عن طريق أي عمل أمريكي منفرد، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة رغم قوتها فإنه لن يكون بوسعها أن تكون في كل مكان في توقيت واحد إذ لابد من تعاونها مع الاصدقاء والحلفاء.
القاعدة في 60 دولة
وحذر السناتور إدواردز أيضا من حقيقة أن تنظيم القاعدة وحده منتشر في أكثرمن ستين دولة في أنحاء العالم، داعيا إلى الحاجة إلى تعاون أجهزة المخابرات ووكالات وأجهزة تنفيذ القانون في أنحاء العالم.
لكنه أوضح أهمية أن تتزامن الحرب على الارهاب مع بذل الجهود اللازمة لتحقيق السلام العالمي، مؤكدا على ضرورة بل وعدم إمكانية انفراد الولايات المتحدة بقيادة العالم رغم أن مثل هذه القيادة تمثل أولوية قصوى في حد ذاتها وقال «لقد أثبتنا أننا قوة عسكرية عظمى وعلينا أن نظهر للعالم الآن إننا قوة استقرار أيضا».
ضرورة إقناع أوروبا واليابان ووكالات المساعدات المتعددة الجنسيات بوضع الديمقراطية وحكومات الدول المنتخبة ديمقراطيا في بؤرة استراتيجياتها ومعاييرها.
أهمية الشرق الأوسط
وقال إدواردز إنه لا توجد منطقة في العالم تحظى بأهمية حيوية خاصة للمصالح الأمريكية أكثر من منطقة الشرق الأوسط رغم أنها أقل مناطق العالم ديمقراطية على حد زعمه، وأضاف أن التعامل بجدية تجاه الاصلاح السياسي وحقوق الانسان في الشرق الأوسط يستلزم وضع استراتيجيات معينة في دول محددة. لكن ذلك سيعتمد على تأمين الطاقة.
وأكد إدواردز أن أي التزام حقيقي باكتفاء الولايات المتحدة ذاتيا من الطاقة وهو الامر الذي تفتقر إليه إدارة بوش حاليا لن يساهم فقط في تقوية الاقتصاد الأمريكي بل وفي حرية البلاد في نشر القيم الأمريكية. مشددا على أهمية قيام الولايات المتحدة ببذل جهود أكبر لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
ازدراء الآخرين
وشدد إدواردز على حقيقة أساسية مفادها أن النجاح في مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل والحرب على الارهاب وتعزيز الديمقراطية لن يتحقق سوى بالقيادة الأمريكية للعالم وليس من خلال ازدراء أمريكا له، موضحا أن الادارة الحالية ترسل في كثير من الاحيان رسالة مضمونها أن الآخرين لا يعنون لها أي شيء، حقا. غالبا ما تتعامل إدارة بوش مع حلفائها ككم مهمل حيث تحط من قدرهم وتستهين بآرائهم.
وأكد حقيقة أن الولايات المتحدة سيكون لها دائما بعض الخلافات مع الاصدقاءوالحلفاء لكن من المهم، على حد قوله، العمل على تسوية تلك الخلافات أو حتى قبول وجود مساحة لعدم الاتفاق عليها .. إذ إنه «يجب علينا الالتزام بمبادئنا وبذل أقصى جهد ممكن لحمل الآخرين على فهم طريقتنا في التفكير والالتزام أيضا بتسوية أي خلافات بروح تتسم بالاحترام المتبادل، أما أسلوب الضغط والتجاهل فليس من سمات القيادة في شيء والقائد الذي يريد أن يقود المسيرة وحده لن يجد من يقوده بعد الآن».
عزلة عالمية
وأكد إدواردز على أن الأمريكيين يواجهون الاسوأ سواء على الساحة الداخلية أو الخارجية، موضحا أن لديهم قيادة لم تفعل ما يكفي لتعزيز أمنهم الداخلي وإنما ذهبت بعيدا للغاية عن تحقيق هذا الهدف لدرجة أنها عزلتنا في العالم بينما الشعب الأمريكي يستحق الافضل داخليا وخارجيا.
تنامي العداء لأمريكا
من جانبه، حذر جوزيف ليبرمان أحد المرشحين الديمقراطيين لانتخابات الرئاسة من تنامي العداء لكل ما هو أمريكي في أنحاء العالم وتحدي القيادة الأمريكية رغم حقيقة أن الولايات المتحدة تمتلك أقوى وأعظم جيش في العالم واقتصاد هائل القوة ومجتمعاً متسامحاً حراً ديمقراطياً، مؤكدا أن هذا العداء يأتي كرد مباشر على سياسات إدارة بوش.
وقال ليبرمان ان حتى أهم الاصدقاء لنا لايشعرون بالارتياح من جراء نزعة الادارة الحالية نحو العمل بصورة منفردة وتضارب أقوالها مع أفعالها، متسائلا عن الكيفية التي يمكن من خلالها استغلال «قوتنا وسلطتنا الاخلاقية في جعل الولايات المتحدة والعالم أكثر أمنا وأفضل حالا مما هو عليه الآن»؟
.وأشار ليبرمان إلى ضرورة مواجهة ثلاثة تحديات متزامنةهي الالتزام بمسئولياتنا الامنية وفتح فرص جديدة حول العالم والتدخل أكثرفي شئون المجتمع الدولي. مشددا على ضرورة مواجهة تهديد القاعدة والشبكات الارهابية الدولية الاخرى بكل حزم وقوة وعدم الاعتماد على الوسائل العسكرية فقط بل يجب استخدام الوسائل الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية أيضا لتحقيق هذه الغاية.
الناتو
وأكد ليبرمان على أهمية إعادة حلف شمال الاطلنطي (الناتو) إلى وضعه الحقيقي كأعظم تحالف عسكري في العالم من خلال استغلال قوته في استئصال شأفة الارهاب بينما يجب إعادة تشكيل «دفاعاتنا في الداخل بصورة أكثر إلحاحا ودقة وشفافية ورؤية ثاقبة عما تقوم به إدارة بوش حاليا»، داعيا إلى ضرورة مواجهة الدول المارقة بالتدخل المبكر والدبلوماسية الحازمة وباستخدام القوة إذا دعت الضرورة.
وندد بموقف إدارة بوش تجاه كوريا الشمالية واصفا إياه بأنه ضعيف ومرتبك وغيرمتناغم، متهما زعيمها بأنه سبب الازمة الراهنة في شبه الجزيرة الكورية لانه.على حد قوله، زعيم ديكتاتوري يقوم بمحاولات مدمرة لتطوير أسلحة نووية.
نان لوجار
وأضاف المرشح الديمقراطي أن خطر الارهابيين والدول المارقة يتواكب مع خطر انتشار الاسلحة الكيماوية والجرثومية والاشعاعية والنووية ومن ثم «يجب علينا الاستثمار بأموال أكثر في برنامج نان لوجار الخاص بتفكيك وتأمين المواد والتكنولوجيا النووية من التسرب إلى أيدي إرهابيين ولهذا السبب أيضا يجب أن نؤكد ريادتنا في قيادة المحاولات الرامية إلى الحد من انتشار الاسلحة النووية بصورة أكثر شمولية».
سياسة خرقاء
وأكد ليبرمان على ضرورة الحفاظ على توازن القوة العالمي كأولوية قصوى في جهود مكافحة تهديدات الارهابيين والدول المارقة وهو ما يعني فهم عواقب ونتائج سياسة بوش الخرقاء المعروفة بعقيدة الضربة الوقائية وتصحيح هذه السياسة في أسرع وقت ممكن، وأوضح أنه رغم أن الولايات المتحدة تحتفظ دائما بحقها في استخدام القوة لمنع أي هجوم على أراضيها. فإن الاعلان عن هذه العقيدة دون تشاور مع الاصدقاء وتوضيح سبل استخدام مثل هذه السياسة في الزمان والمكان الصحيحين يعني أن حكومتنا تثير حالة من القلق بين الحلفاء وتستنفر الاعداء كي يعززوا قدراتهم الدفاعية بينما هي عاجزة عن تعزيز الامن الأمريكي.
تطوير الجيش
كما نقلت «فورين بوليسي» عن ليبرمان تأكيده أيضا على ضرورة إعادة تطوير الجيش الأمريكي بشكل يجعله مستعدا للقرن الجديد وذلك من خلال عملية تحول جذرية تجعله أقل حجما وأكثر قوة وتجهيزا بالعتاد اللازم للانتصار في أي حرب غيرتقليدية. منددا في الوقت نفسه باللغة الحماسية المليئة بالمبالغات والمغالطات والتي تتحدث بها إدارة بوش في ما يتعلق بالجيش بينما هو في حاجة إلى قرارات حاسمة قوية وموارد حقيقية. وتساءل ليبرمان عن الكيفية التي يمكن من خلالها توفير الموارد المالية اللازمة لتطوير الجيش بينما إدارة بوش مشغولة بالاستقطاعات الضريبية.
طموحات المسلمين
كما أكد ليبرمان أهمية دعم طموحات الاغلبية المعتدلة من المسلمين من أجل صالح الامن والقيم الأمريكية. زاعما أن العالم الاسلامي في خضم حرب أهلية بين إغلبية معتدلة تسعى لحياة أفضل وأقلية متشددة تسعى لشن حرب دائمة ضد كل من يختلف معها وإقامة ستار حديدي ديني يفصل الاسلام عن بقية العالم، وقال إن حماية الامن والقيم الأمريكية تعني أيضا ضرورة قيام الولايات المتحدة بأكثر من مجرد «تجفيف منابع الارهاب».. إذ هي في حاجة إلى المساعدة في تحقيق رفاهية المواطن العادي في هذه الدول بتوفير مزيد من الفرص الاقتصادية ووضع الاساس للمؤسسات الدستورية لمجتمع مدني، مشيرا إلى مشروع قانون قدمه بالاشتراك مع السناتور الجمهوري تشاك هاجل عن ولاية نبراسكا بخصوص عمل شراكة مع شعب أفغانستان.
لا نحارب الإسلام
وأوضح ليبرمان أنه سيعمل مع هاجل أيضا على توسيع هذا القانون ليشمل بقية دول العالم الاسلامي، مؤكدا وجوب إسقاط الحواجز التجارية والاقتصادية وبناء مؤسسات ديمقراطية تحترم حقوق الاساسية للجميع والاعلان عن «إننا نحارب جماعة صغيرة من الارهابيين الاشرار ولسنا في حرب عالمية ضد الاسلام».
وفي ختام حديثه أكد ليبرمان على أهمية إصلاح برامج المساعدات الأمريكية لدول العالم الخارجي لضمان إسهام تلك المعونات في مساعدة الدول الصديقة للولايات المتحدة وتعزيز قيم التسامح والعدالة والمساواة والفرص الأمريكية.
الاحتباس الحراري
واتهم ليبرمان إدارة بوش بإهمالها قضية الاحتباس الحراري في العالم رغم أن الولايات المتحدة تنتج حوالي ربع إنتاج العالم من غازات الصوبات وهو الامرالذي يؤثر سلبا على المناخ، ودفع بأن أمريكا دفعت الثمن غاليا لانسحابها من معاهدة كيوتو الخاصة بالمناخ ورفضها معاهدة الحظر الشامل على التجارب النووية، مؤكدا أن رفض إدارة بوش التوقيع على هاتين الاتفاقيتين ساهم كثيرافي تهميش السياسات والمصالح والقيم الأمريكية.
عجز الديمقراطيين
أما المرشح الديمقراطي الرابع لانتخابات الرئاسة
الأمريكية القادمة وهوجون كيري فقد أكد على ضرورة مقاومة ما وصفه بالارثوذكسية الجديدة داخل الحزب الديمقراطي، موضحا أن ما يتردد عن حتمية تركيز الحزب الديمقراطي على القضايا الداخلية فقط هو أمر خاطئ.. إذ يحتاج الديمقراطيون إلى بحث كافة القضايا التي تدعم وتقوي الولايات المتحدة وتحميها سواء داخلية أو خارجية.
وشدد كيري على حاجة الحزب إلى رؤية تستوعب العالم كله حول الولايات المتحدة.
أكبر نقطة ضعف
وأوضح أن الحرب على الارهاب تختلف تماما عن أي حرب أخرى في التاريخ، مشيراإلى حقيقة أن الاستخبارات هي أهم أسلحة الامة الأمريكية وأكبر نقاط ضعفها أيضا..إذ بات معروفا الآن أن أجزاء حاسمة من معلومات استخباراتية وردت في العاشر من سبتمبر 2001 أي قبل يوم واحد فقط من وقوع الهجمات الارهابية على واشنطن ونيويورك لم تترجم إلا بعد يومين من وقوع تلك الهجمات وذلك بسبب نقص الموظفين المتخصصين في أجهزة ووكالات المخابرات الأمريكية مؤكدا أن الجيش الأمريكي يعاني من نقص نسبته 44 % في المترجمين التحريريين والشفهيين في خمس لغات مهمة هي العربية والكورية والصينية والفارسية والروسية.
ودعا عضو مجلس الشيوخ عن الديمقراطيين في حديثه لفورين بوليسي إلى مضاعفة جهود جمع المعلومات ضمن وسائل أخرى للاستعداد لمجابهة أي تهديدات جديدة. وقال كيري إننا نواجه خيارات حاسمة في بناء وهيكلة القوات المسلحة الأمريكية، مشيرا إلى أن عمليات الجيش الأمريكي في كل من أفغانستان وكوسوفو والبوسنة والخليج سلطت الضوء على الحاجة إلى تغيير التكتيكات العسكرية وسد حاجة القوات من العتاد العسكري، متهما إدارة بوش بالفشل في الوفاء بوعودها في إدخال تحسينات على قدرات الجيش وتنظيمه، وأوضح أن جيشا حديثا يعني أسلحة أكثر ذكاء وأجهزة مخابرات افضل ووسائل اتصالات أكثر تقدما وقوة جوية بعيدة المدى وقوات بريةرشيقة الحركة.
الجيل الرابع
ونسبت فورين بوليسي إلى كيري المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2004 قوله أيضا إن الكرة الآن في ملعب الديمقراطيين كي يفهموا ويستعدوا لما أسماه «حرب الجيل الرابع» أي القتال ضد قوات غير تقليدية بوسائل غير تقليدية، وذلك حتى يمكن لامريكا أن تستعد بشكل أفضل لشن الحرب الجديدة والانتصار فيها.
زعزعة استقرار المنطقة
وأضاف أن الوقت قد حان كي ندرك أن حلفاءنا هم أعيننا وآذاننا في العالم وأنهم سيلعبون دورا حاسما في مجال العمليات الاستخباراتية. مؤكدا حاجة الولايات المتحدة إلى شركاء، وأشار كيري إلى تأييده لادارة بوش في الاطاحة بالرئيس العراقي المخلوع لكنه أعرب في الوقت نفسه عن انتقاده الشديد للمبالغات والاحاديةوالسرية التي ساقتها وانتهجتها هذه الادارة في بلوغ ذلك الهدف مما أدى إلى ابتعاد الحلفاء عنا وهدد بتقويض استقرار منطقة الخليج.
واتهم إدارة بوش أيضا بالفشل في استتباب السلام في أفغانستان رغم انتصاره في الحرب هناك موضحا أن الأمريكيين ليس بوسعهم تحمل وضع أمن حلفائنا والمنطقة وأنفسهم في خطر بسبب وعود غامضة مللنا من سماعها حتى اليوم.
ثقافات الآخرين وتاريخهم
وأكد كيري أن القيادة الأمريكية للعالم تعني الاصغاء إلى ثقافات الدول الاخرى وتاريخها والعمل بجهد أكبر لبناء تحالفات وشراكات إلا أن إدارة بوش أخفقت في تحقيق ذلك.. إذ نفذت هذه الادارة سياسة «الدوامة» أي اللف والدوران بدون هدف قبل العودة إلى البداية من جديد بدون طائل وهو ما اتضح في طريقة تعاملها مع الازمة الكورية حتى الآن.
وأوضح أيضا أن تجفيف منابع الارهاب يتطلب تدخلا أكبر في العالم بحيث يتضمن المزيد من الاستثمارات الكبيرة خاصة في مجال التعليم بالدول التي تعاني من اضطرابات أو مشاكل.
وأكد كيري ضرورة منح دول في الشرق الأوسط السبب الذي يجعلها راغبة في السلام، محذرا من أنه إذا لم يطرأ أي تغيير خلال السنوات القليلة القادمة، فإن احتمالات العنف في هذه المنطقة ستتزايد بدرجة أكبر، وأشار إلى أن أمن الأمريكيين يعتمد على مساعدة شعوب المنطقة والتصرف برؤية سلام تحظى بالمشروعية لدى هذه الشعوب، وأنهى كيري حديثه لفورين بوليسي بقوله إنه حان الوقت كي يوضح الديمقراطيون مرة أخرى: «لن نستسلم أو نخضع مهما كانت المشكلة التي تواجه بلادنا».
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|