* إعداد - د.نهاد ربيع البحيري
قد يفرض ايقاع العصر أو الظروف الاجتماعية على كل من الرجل والمرأة متطلبات جديدة غير متوقعةربما تتعارض مع طبيعة عمل كل منهما، ويبدو الأمر غريباً لكلا الطرفين، ولكن لا مفر من ذلك كلما اشتدت حدة الظروف التي تملي تلك الأعمال، وهنا نستعرض تلك الاحتمالات مع توصيات لكل من الرجل والمرأة حتى يحتاطا لمثل هذه الأمور ويؤديها كل منهما بالشكل المطلوب للحفاظ على توازن الحياة واستمرار نسقها.
- قد تتعرض المرأة لظروف تفرض عليها الخروج من منزلها واقتحام أمور مادية لا قبل لها بالتعامل معها والتعامل في البيع والشراء وغيرها لوفاة عائلها الوحيد سواء كان أبا أو زوجا أو لطلاقها، وقد يكون لديها من الميراث من أراض وعقارات وغيرها من الأمور المادية التي لا تدري عنها شيئاً, فعليها إذن أن تكون ملمَّة بكيفية التعامل والتصرف في مثل هذه الأمور قبل أن تتبدل الظروف وتقع في مشكلات لا حصر لها, فعلى كل زوج إذن أن يجعل زوجته على دراية بمعاملاته المادية وحدودها ولو على المستوى النظري من باب العلم بالشيء.
المرأة وميزانية الأسرة
بعض الأزواج يخشون من إطلاع زوجاتهم على أمورهم المادية لأسباب كثيرة في نفوسهم.. فماذا لو مرض الزوج فجأة، وترك زوجته لا تعلم عن ممتلكاته شيئا، فالأمر غير منطقي بالمرة ويحتاج للمزيد من التفكير في مثل هذا العصر الذي طالما كثرت فيه الخدع والأكاذيب، فكيف لرجل ما أن يخبر أصدقاءه وغيرهم من أفراد أسرته بأسراره المادية ومعاملاته مهما كان حجمها كبيرا أو صغيرا، ويحجب ذلك عن الزوجة، ويضع لها حدودا فيما يجب أن تعلمه ويخفي عنها باقي الأمور.
قد يكون الزوج محقاً في بعض الأحيان خوفاً من إفشاء أسراره من قبل الزوجة وخاصة إذا كانت خصوصياته المادية ذات طبيعة خاصة تتطلب التستر والكتمان حتى يكتب لها النجاح هذا إذا كان يرى ذلك الإفشاء وعدم القدرة على الاحتفاظ بالأسرار جزءا من طبيعة زوجته أو إذا لم تكن على قدر ملائم من التعليم بحيث يمكنها ذلك من استيعاب الأمور وإدراكها بمنظورها الصحيح..
كما أن هناك سببا آخر قد نلتمس للزوج من خلاله العذر في إخفاء أموره المادية عن زوجته ألا وهو أن تكون الزوجة من طبيعتها الإسراف الشديد, وهنا من واجب الزوج أن يوكل من الأهل من يثق فيه في العناية بشؤون أسرته في حالة حدوث مكروه لا قدر الله.
أمور منزلية تخص الرجل
تتجنب المرأة الكثير من الأعمال المنزلية التي تحتاج إلى الصيانة أو بعض الإصلاحات، لأنها أمور تتطلب نوعا من القوة أو الخبرة.
- فلماذا لا تراقب المرأة الرجل عند تركيبه أسطوانة الغاز مثلا، أو إصلاح صنبور المياه اذا تعطل أو عند دق مسمار لإصلاح كرسي أو لتعليق لوحة، أو في حالة صيانة فلتر المياه أو غيرها من الأمور حتى تؤديها في غيابة ولا تتعطل بانتظاره. على المرأة أن تتعرف على مثل هذه الأمور حتى تقوم بها في غياب رب البيت.
- ماذا لو مرضت الأم أو حدث لها كسر بقدمها واضطرت إلى البقاء بالفراش وعدم الحركة لعدة أسابيع، أو كانت الزوجة في حالة ولادة. فهل يتوقف المنزل عن الحياة، وهل سيتوقفون عن الأكل والشرب وارتداء الملابس النظيفة، وهل يعيشون يومهم في حجرتهم في وسط الفوضى والأطباق والأكواب والملابس المتسخة, فلماذا لا يشارك الزوج زوجته في تجهيز السفرة ومحاولة حث الأبناء على النظام، من ناحية ليتعلموا تنظيم أشيائهم وحتى يتعلم الأولاد أن هذا ليس عيبا وأن شؤون المنزل تخص الجميع وليس الأم والبنات فحسب. وماذا لو كبر الأبناء والتحقوا بالجامعة في مدينة بعيدة عن الأسرة أو سافروا للعمل خارج البلاد، فكيف يكون مصيرهم إذا لم يكن لديهم دراية بشيء من أمور الطهو والتنظيف والترتيب، هنا سيجد كل من الأب والأبناء أنفسهم أمام ورطة حقيقية، لذا لزمهم أن يتعلموا الأعمال المنزلية تحسبا لمثل هذه الظروف.
إدارة المنزل في غياب المرأة
- ليس من المنطقي أن يدقق الرجل في شؤون المنزل ويتعلمها من الألف إلى الياء، بل عليه أن يتعلم الخطوط الرئيسية لشؤون المنزل بشكل يجعله يحافظ عليه في حالة عدم وجود المرأة أو في حالة مرضها، وبشكل يعينها ويخفف عنها المسؤولية إلى حد ما دون أن يضايقها، كذلك بشكل يجعله يحمي نفسه وأطفاله من الأمراض.
- فمن الأمور التي يجب أن يلم الرجل بها كيفية تحضير أبسط أنواع الأطعمة أو على الأقل تسخين الطعام في الفرن في حالة تأخر الزوجة في عملها مثلا وتقديمه للأطفال، فلا عيب في كل هذه الأمور.
- على الرجل أن يعلم أن تواجد الطعام مكشوفاً يعرضه للحشرات التي تنقل له الجراثيم الممرضة فلا يترك أي طعام مكشوفا مهما كانت كميته بسيطة.
وألا يترك بقايا الطعام أو الأطباق المتسخة بعد تناول الطعام، مع ضرورة رمي فضلات الأطباق في سلة القمامة وليس في الحوض حتى لا يحدث به انسداد.
- أن أحواض الحمامات والوضوء لا يجب أن تستخدم لأغراض أخرى مثل غسل الفاكهة والخضراوات والعكس صحيح فلا يجب التوضؤ أو غسل الأيدي والفم بعد تناول الطعام في حوض المطبخ.
نصائح للزوج
- أن يعلم أن الطعام المطهو لا يجب أن يترك خارج الثلاجة أكثر من ساعتين بعد طهوه وإلا تكاثرت به الجراثيم.
- أن يتأكد من صلاحية الطعام بقراءة تاريخ الإنتاج المدون على العبوات، وأن يتعرف على رائحة الطعام الفاسد ولونه مهما كان نوع الطعام حتى لا يتناوله أو يقدمه لأطفاله في غياب الأم فيمرضون.
- على الأب أن يتأكد من اتباع أبنائه هذه القواعد وضرورة درايتهم بها حتى تنفعهم في المستقبل.
- أن يدرب نفسه على كي الملابس البسيطة حتى إذا اضطر إلى ذلك هو أو أحد أبنائه في حالة عدم وجود الأم أو في حالة عدم توفر مغسلة قريبة, مع ضرورة تجهيز الملابس التي سيرتديها في الصباح لتوفير الوقت.
- ضرورة تهوية غرفة النوم بعد الاستيقاظ لتجديد الهواء وإزالة الرطوبة التي تتسبب في إصابة الأطفال بحساسية الصدر, فهناك كائنات دقيقة تتغذى على العرق والرطوبة، وتموت بالتهوية ودخول الشمس إلى الغرفات.
- أن يتعلم كيفية تشغيل الغسالة الأتوماتيك وضبط درجات الحرارة حتى إذا احتاج لغسل شيء عند غياب الزوجة.
- أن تكون لديه نظرة في الحفاظ على سلامة أطفاله داخل المنزل, فالأطفال يحبون اللعب والجري في كل مكان وبهذا فقد لا يأمنون من الإصابات، فأبسط الأمور هي تأمين الأرضيات والجدران بالنسبة للأطفال.