الرياض - ندى محمد الربيعة
قد يُصاب البعض منا بأعراض مرضية مختلفة كالإحساس بالوهن والضعف العام وسرعة الإصابة بالأمراض المعدية كالزكام وانتفاخ البطن ومشاكل في القولون أو شحوب الجلد وتساقط الشعر وظهور البثور في الوجه أو فقر الدم وهشاشة العظام وآلام في المفاصل. أو غير ذلك فتكثر زياراتنا للأطباء وتتراكم الأدوية لدينا بحثاً عن حل لتلك المشاكل... ولكن هل من الممكن أن يكون الحل وبكل بساطة في المطبخ وبين يديك؟ قد تجهلين أو تغفلين عن بعض الأمور البسيطة أحياناً التي تبدو في غاية الأهمية وبدون قصد فلربما البعض منها تغنيك عن الأطباء... هذا ما ستطلعنا عليه الأستاذة بشرى الربيعة إخصائية التغذية بمجمع الرياض الطبي:
التنوع الغذائي
إذا وجدت نفسك قد أصبت أو أحد أفراد أسرتك بواحدة من تلك العوارض فإن وقفة بسيطة مع نفسك ومراجعة ما تقدمين كغذاء يومي وما لا تقدمين وطريقة إعدادك وتحضيرك لوجباتك هي السبب الرئيسي لتلك الأعراض وقد يكون تركيزك على صنف معين يقدم يومياً وإبعادك لبديل آخر له أفضل هو السبب في وجود تلك الأعراض... فتقديم الخبز الأبيض والتركيز عليه يومياً واستبعاد الخبز الأسمر عن قائمة الطعام اليومية وتقديم الأرز أو المعكرونة والمعجنات المصنوعة من الخبز الأبيض قد تؤدي إلى حرمانك مما في القمح الكامل من فوائد أهمها الألياف والبروتين وفيتامين ب المركب والقمح بما فيه من ألياف يعمل كالمكنسة التي تدخل إلى الجهاز الهضمي فتنظفه من الكثير من السموم أو العناصر الزائدة عن حاجة الجسم مثل الدهون والسكريات الزائدة التي ترتبط بها وتصطحبها خارجا مما يعطي فرصة لعمل أجهزة الجسم للاستفادة من المغذيات المهمة فإذا كنت أو أحد أفراد أسرتك ممن يصاب بالإمساك أو الانتفاخ أو بعض أوجاع القولون بصورة متكررة فلا تتعجبي كثيراً عند اختفاء تلك الأعراض بعد تحولك إلى تقديم الخبز الكامل بشكل يومي.... أضيفي إلى ذلك حصولك على بشرة جيدة وجلد مشدود وشعر قوي...
الخضر والفاكهة
أما إذا لاحظت سرعة إصابتك وأفراد أسرتك بالأمراض المعدية فلا بد أن تراجعي القائمة اليومية لطعامك فالمؤكد أنها تخلو من الخضر والفواكه أو أن طريقة تقديمك وتناولك لها فيه خلل يمنع حصولك على ما بتلك الأطعمة من فوائد فالفاكهة والخضر كنز من كنوز الطبيعة أودع الله سبحانه وتعالى فيها مخزوناً وافراً من الفيتامينات والأملاح المعدنية فمنها ما تركز في لب الثمرة كما يتركز فيتامين ج في البرتقال ومنها ما هو في القشرة أو تحت الجلد مباشرة كما في البطاطا والتفاح والتمر... لذا فإن تقشير الفاكهة والخضراوات التي يؤكل قشرها أو العصر أو النقع أو تقطيعها صغيراً أو تعريضها للهواء لفترة طويلة كما يحصل في الإعداد المبكر للأطعمة أو إذابة الثلج عنها أو السلق والطهي لمدة طويلة كل ذلك يتسبب في فقدان تلك الثمرات للعناصر المهمة فيها وبالتالي وصولها إلى الجسم بمحتوى قليل من المعادن والفيتامينات لا يكاد يفي بالحاجة اليومية لدينا وذلك بسبب سرعة عطبها وتلفها عند تعرضها لتلك العمليات القاسية في التحضير... فالطريقة السليمة بالنسبة للفاكهة والخضر الطازجة أكلها طازجة كاملة الأجزاء ما أمكن أو تقطيعها قطعاً كبيرة وتحضيرها مباشرة قبل التقديم وعزلها عن الهواء... أما الخضر المطبوخة فكلما كبرت قطعها وقلت مدة طهيها كلما كان ذلك أفيد وبهذه الطريقة تضمنين صحة بدنك من الأمراض المعدية بإذن الله وحصولك على الفائدة العظيمة كمضادات للأكسدة.
التئام الجروح
أما فيما يتعلق بشفاء والتئام الجروح سريعاً وبناء الأنسجة التالفة واستعادة اللياقة سريعاً بعد إجراء العمليات الجراحية أو بعد مرور فترة من فقدان الوزن والهزال فإن البروتينات الحيوانية المتمثلة في اللحوم الحمراء والأسماك والدجاج أو البروتين النباتي والموجود بتركيز في البقول كالفول والعدس والحمص وأيضاً العناصر الغذائية الأخرى الموجودة بداخلها مثل الفيتامينات والمعادن كالحديد وفيتامين ب فهي تعمل مجتمعة على حل المشاكل السابق ذكرها سريعاً.
لكن قد لا تؤدي البروتينات دورها المطلوب منها ويعود ذلك إلى عدة أسباب منها التركيز على نوع واحد وتفضيله على باقي الأنواع كتفضيل اللحوم الحمراء على السمك أو تناول نوع من البقول والتركيز عليه وهو ما لا يغني بأي حال من الأحوال عن البروتين الحيواني المصدر...
وما يقال عن الخضار والفاكهة في المعاملات التحضيرية القاسية يقال عن البروتينات فتعرضها للفرم والنقع والطهي والسلق الطويل والقلي والتسبيك يتسبب في فقدها عناصرها الغذائية المهمة والحساسة وسريعة العطب مثل الحديد... أما الوجبات سريعة التحضير والجاهزة فهي فقيرة جداً في تلك المكونات هذا عدا أن إعادة تجميد اللحوم بعد إذابة الثلج عنها يجعلها بؤرة لنمو وتكاثر الميكروبات الضارة التي تفسد المواد الموجودة فيها.... فللتخلص من الضعف العام والوهن وفقر الدم تأكدي من إعدادك وتحضيرك وطهيك السليم للحوم وتقديمها بكميات مناسبة ومتنوعة.
الكالسيوم والسنان
قد يصاب الكثير منا بتسوس الأسنان وسرعة نخرها وهشاشة العظام أو سرعة إصابتها بالكسور وهذه هي العلامة البارزة لقلة تناول الحليب والألبان أو الاعتماد على مصدر واحد كالجبن فكثير من أنواع الجبن في عصرنا هذا تحرمنا من عنصر الكالسيوم فهو يعتبر الدعامة الأساسية في بناء وسلامة العظام فالأجبان منها ما يعتبر دهوناً أكثر من كونه جبناً كالأجبان الكريمية ومنها ما يجعل تناول المقدار اليومي مستحيلاً بسبب احتوائه على كميات هائلة من الملح... كذلك فإن وجود النكهات بالحليب والزبادي قد يصعب امتصاص الكالسيوم مثل خلط الحليب والزبادي بالشوكولاته وطريقة تحضير الحليب بالمنزل وخلطه بالقهوة والشاي لجعله مقبولاً وتعريضه للغلي لمدة طويلة أو تعريضه للهواء والضوء يؤثر كثيراً على كثير من الفيتامينات الموجودة به.
احذري الأبيضين
وهناك من الأمراض ما لا يكون الغذاء بحد ذاته مسبباً له كالسكري أو ارتفاع ضغط الدم ولكن الحذر من كثرة الملح وكثرة السكر لمن لديهم قابلية أو تاريخ عائلي في هذين المرضين أو أي مرض وراثي له علاقة بالمكونات الغذائية يعتبر أهم الأسباب الوقائية.... ولكن ارتباط زيادة الملح بالطعام باحتباس السوائل في الجسم ومما لا شك فيه أن كثرة الملح والسكر أو البهارات قد تتسبب للأشخاص السليمين الكثير من المضار التي منها احتباس السوائل في الجسم وزيادة الضغط على عمل الكلى وزيادة الوزن وتسوس الأسنان وإصابة المعدة بالالتهابات والحرقان أو تهيج القولون إذا أصبت بها فيجب التفكير ملياً ومراجعة نوعية ما تتناولينه فإن لم يكن أحد ما ذكر هو السبب فإن الاعتدال في تناوله هو مطلب أساسي مهم في الوقاية أو على الأقل التخفيف مما سبق ذكره....
عادات ضارة
من المهم أن تعرفي أنه حتى لو ابتعدت عن تلك المأكولات السريعة وقدمت الكميات المناسبة حسب التوصيات الغذائية واهتممت بطريقة التحضيرات، فإن هناك بعض العادات التي تحرمنا من معظم الخيرات الموجودة في الأطعمة مما يتسبب في ظهورالكثير من الأمراض والعوارض منها شرب القهوة والشاي والمشروبات الغازية باستمرار مع الوجبات بمعدل يتسبب في ظهور فقر الدم وهشاشة العظام وذلك لتعارض مواد أساسية في تكوين تلك المشروبات مع امتصاص الحديد أو الكالسيوم مثلاً.
ومن الأمور التي يغفل عنها الكثيرون شرب الماء والاستعاضة عنه بالمشروبات الغازية أو الشاي أو القهوة أو حتى عصائر الفاكهة فلا شيء يغني عن الماء فهو يدخل في تنظيم عمل الجسم والقيام بكل العمليات الحيوية ويساعد على التخلص من السموم والمواد الزائدة عن حاجة الجسم وطردها وينشط عمل جميع أجهزة الجسم فبالتالي فإن أي مادة غذائية مهما كانت محضرة بطريقة جيدة وقدمت بالكمية المناسبة لا يمكن أن تعمل داخل الجسم بطريقة طبيعية ويستفيد منها الجسم بصورة تامة بدون وجود الماء..