|
ماذا تريدون من صحافتنا؟! |
يكثر الجدل من حين لآخر..
وتدور المناقشات كلما لاحت مناسبة لذلك..
بين راضٍ وغير راضٍ عن صحافتنا...
بين مؤيد أو غير مؤيد لمنهجيتها وسياساتها والتوجه العام لها..
وهو جدل مهم ويمثل ظاهرة صحية ويمكن للمعنيين استخلاص الكثير من النتائج التي تفيد الصحافة وتعزز من مكانتها..
***
ولا بأس أن يختلف الناس حول صحافتنا بعمومها.. وأن خصوا تباين وجهات نظرهم لصحيفة دون أخرى..
سواء أكان الرأي مع الصحيفة ولصالحها أو ضدها ولغير صالحها..
وسواء انطلق هذا الرأي عن معرفة وعلم وتثبت وفهم..
أو جاء عن اجتهاد ينقصه التوثيق والفهم الصحيح..
***
ففي صحافتنا الكثير مما يحسن أن يُعتد به..
وفي صحافتنا تحسن لا ينبغي أن تخفيه ملاحظة صغيرة أو عابرة عليها..
في الصحافة السعودية تميز في كثير مما لا نجده في صحف عربية أخرى..
وهي أعني الصحافة السعودية صحافة ملتزمة برسالتها حتى وإن عد تجاهلها لبعض ما تنشره صحف غير سعودية عيباً وثغرة ونقطة ملاحظة..
***
وفي المقابل..
ولكي يرضى عنها كل القراء..
ويطبل لها كل صاحب رأي..
فعليها أن ترضي كل الاذواق وكل أصحاب التوجهات..
وهي لا تستطيع أن تفعل ذلك فترضي الجميع حتى وإن حاولت ويفترض أنه ليس مطلوباً منها ذلك..
***
ما هو ملاحظ وملموس..
أن الصحافة تطورت في طباعتها..
ومساحة الألوان فيها..
وأصبحت تقدم للقارئ بورق ناصع وصقيل..
وما يميزها أيضاً إخراجها الجيد..
وصفحاتها وملاحقها الكثر..
والتنوع في المادة الصحفية التي تقدمها..
***
عيوب الصحافة العربية كثيرة..
والصحافة السعودية ليست خارج هذا الرأي..
فعليها أن تطور كوادرها الصحفية بالتدريب والصقل..
والمطلوب منها أن تشرع في فتح باب التخصص لكل صفحاتها..
وهي مطالبة باحترام ذوق القارئ واحترام ثقافته ووعيه بعدم المبالغة في العنوان والصورة والمادة المكتوبة..
عليها توظيف الصورة بشكل صحيح..
واقتصار استخدام اللون على الصفحة والخبر والتحقيق والكاتب الذي يستحق ذلك..
***
القائمة طويلة بعيوب صحافتنا ومثالبها والنظرة السلبية لها..
لكنها لسيت الاستثناء التي تقبع داخل مظلة هذه العيوب..
كل الصحف العربية تعاني مما تعانيه الصحافة السعودية..
غيابها عن موقع الأحداث الخارجية والحروب قصور واضح..
واعتمادها على وكالات الأنباء شيء لا خلاف عليه..
وعدم استثمارها للتقنية بما فيه الكفاية لا يمكن أن نجادل حوله..
وفقر إرشيف المعلومات داخل الوسيلة الإعلامية عيب يمس أداء الصحيفة بالصميم..
وإهمال عنصر الترجمة عن جميع اللغات لوضع القارئ أمام خيارات أخرى من المعارف والعلوم للاطلاع والقراءة والتثقيف يجب أن يصحح..
***
المشوار لبلوغ ما نتمناه لصحافتنا طويل طويل..
أعرف هذا جيداً..
وتعرفونه أيضاً..
وما من أحد يؤلمه مثل هذا الوضع إلا من يعمل في بلاطها..
أو يمضي وقتاً طويلاً في قراءتها..
أنتم وآخرون وكاتب هذه السطور ضمن هؤلاء..
فماذا تريدون من صحافتنا..؟
خالد المالك
|
|
|
(شجون تربوية) الغائب عن مسرحنا |
* محمد علي البدوي
* كاتب مسرحي و رائد نشاط طلابي
النشاط المسرحي في المدارس والمراكز أحد الأنشطة الحيوية والتي توليها الإدارة العامة للنشاط الطلابي اهتمامها وذلك بتدريب كوكبة مختارة من مشرفي الأنشطة في بداية كل عام والذين بدورهم يدربون الطلاب وقد قال فؤاد الصالحي في كتابه علم المسرحية (المسرح فن إبداعي يذهب إلى تلك المساحات الفارغة لينفذ من خلالها ) وأقول إن الواقع يشكل هاجسا ماثلا بالنسبة للكاتب المسرحي فيحاول بطريقة أو بأخرى عرض هذا الواقع أو مقاربته وكتاب المسرحية الذين يملكون الحس الوطني في مدارسنا ومراكزنا الصيفية يحالون من خلال أدواتهم البدائية البسيطة رصد واقعنا ولا سيما الاجتماعي منه بكل ما فيه من مرارة !! وسواء قدر لهم النجاح في ذلك أو سجل عليهم الإخفاق إلا أنه يحسب لهم شرف المحاولة وسعيهم الدؤوب إلى الهدف المنشود رغم غياب المكتبة المسرحية الدقيقة والمدرسة المسرحية القوية وهذا بحد ذاته يعتبر إنجازاً آخر ولا نشك بذلك، يحضرني هذا الكلام وأنا أشاهد التفاعل الفعال من قبل رواد ومشرفي النشاط في المدارس والمراكز الصيفية في سبيل كتابة وصياغة النصوص المسرحية والمشاهد التمثيلية التربوية والتعليمية بكل دافعية نحو التأثير الإيجابي، يضاف إلى ما سبق هم من هموم المسرح الإعداد الفني للمسرح وهي بحد ذاتها لا تشكل هما واحدا بل إنها هموم متعددة وأحيانا قاتلة للأمل، ثمة صورة كريهة (الإرهاب) والتي عصفت بنا وبدارنا بدأ بالعاصمة الحبيبة الرياض ومرورا بحوادث مكة وجدة وانتهاء بحادثة الخبر الأليمة وينبع الأبية تلك لم ينسها مسرحنا التربوي ولقد وقف النشاط المسرحي التربوي وقفة الدور المنشود مبينا ومحذرا ومسهما في توعية الأجيال وإرشاد أجيال الأمة وتقديم المفيد حسب طاقته وقدرته ولكن هذا التفاعل منا نحن المسرحيين التربويين غاب عنه أدوار مكملة، ومن تلك الأدوار الدعم الإعلامي.
إننا لم نشاهد تغطية إعلامية تتناسب وجهدنا المبذول ولا أشك أن عدد المسرحيات التي قدمت كثيرة ولم يسأل أحد كم هي ولا أين هي؟
مدارسنا الحبيبة ومراكزنا المكملة لمشوارنا لم تظهر أعمالها المسرحية في محاربة الإرهاب على شاشة الإعلام ولا صوته وأيضا غاب عنه حفظ اكتشاف المواهب التي ظهرت في تلك المناسبات والتي تفاعلت وأثبتت ولاءها ووطنيتها فلم يتم تعهدها ورعايتها ليستمر النماء ويتواصل العطاء فمتى يكون ؟ وغاب أيضا التوثيق لهذه الأعمال الرائدة والرائعة التي هي سجل حافل بالوطنية الخالدة فمتى يكون؟ على الأقل لنبني عليها دراسات قادمة ولعل هذا يساعد الأقلام التي غابت عنها تلك المسرحيات!! ومن الغائب أحيانا الدعم الرسمي بشهادات التقدير والشكر لكل من عمل وتفاعل في سبيل كتابة وإخراج كل مسرحية تحكي الوطنية ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، صحيح أن الجميع لا ينتظر الشكر على وطنيته ولكن النفوس جبلت على ذلك، هذا عملنا وهذه همومنا المسرحية الغائبة والهموم كثيرة، ولنتذكر دائما أننا نردد (دمت يا وطني حرا أبيا)، (ودمت يا وطني آمنا زكيا).
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|