القادمون.. هو أفضل ما يمكن إطلاقه على تلك الدول التي استطاعت خلال سنوات قليلة الخروج من دائرة التخلف الاقتصادي والتكنولوجي والاقتصاد الزراعي إلى آفاق النهضة التكنولوجية والاقتصادية العالمية.
وقد شهدت السنوات العشرون الماضية إرهاصات تحول جذري في خريطة توزيع القوة الاقتصادية وربما السياسية في العالم بعد ظهور مراكز ثقل اقتصادي وتكنولوجي جديدة في العالم تفوقت في بعض الأحيان على المراكز التقليدية في أوروبا الغربية والولايات المتحدة.
وبالطبع فما حدث في منطقة جنوب شرق آسيا على وجه التحديد ومنطقة آسيا والمحيط الهادي بصورة أوسع يشكل معجزة هائلة دفعت المحللين إلى إطلاق اسم (النمور الآسيوية) على تلك الدول.
فقد استطاع أغلب دول آسيا إعادة رسم خريطة اقتصاد العالم بعد أن أصبحنا أمام تجارب اقتصادية وسياسية ناجحة بدءا من تجربة كوريا الجنوبية وتايوان وحتى فيتنام وتايلاند اللتين أصبحتا ضمن حبات (العقد الفريد) للنمور الآسيوية.
والحقيقة أن المعجزة التي نشهدها حاليا في جنوب شرق آسيا لم تعد قاصرة على تلك المنطقة التي استطاعت بالفعل تغيير معايير التنمية والتطور حيث تجري حلقات المسلسل الإبداعي في أوروبا الشرقية التي تحررت دولها من ربقة الشيوعية مطلع التسعينيات.
وهناك أيضا تجارب تستحق التوقف عندها لرصد ملامحها في أمريكا الجنوبية مثل تجربة الأرجنتين والبرازيل.
وأخيرا يجب التأكيد على أن هذه الحلقات تهدف إلى الاستفادة من تجارب دول وشعوب عانت كثيرا من التخلف الاقتصادي والاجتماعي واستطاعت وفقا لتجاربها الانضمام إلى قطار التنمية السريع حتى نبدأ من حيث انتهت هذه الشعوب فنوفر الكثير من السنوات التي يمكن أن تضيع في التجربة والخطأ.