أنا فتاة في السادسة والعشرين من عمري، على قدر من الجمال، أحببت شاباً منذ أربع سنوات بدأنا المكالمات ونحن نحاول ألا نقع في الحرام، وأن نتوّج هذا الحب بالزواج، لم يكتمل هذا الحب إلى الآن بسبب ظروفه، فهو كما يقول لديه ظروف تمنعه من أن يتقدّم لخطبتي مع أبيه وزوجته وجدته لأبيه ووظيفته غير مستقرة فأمه مطلقة ويعيش بها (كما يقول) ووظيفته في شركة وغير رسمية، فهو يرى أن الطريق أمامه صعب لأنه لا يملك المقومات الأساسية للزواج.
وأنا في الفترة الحالية أعيش في حاله نفسية سيئة لأني لا أجد حلاً لهذا الأمر ومما يزيد الأمر تعقيداً أنه تقدّم لي أكثر من شاب ذي حسب ونسب، وفي وظائف مرموقة، وأجد صعوبة كبيرة في ردهم لأن أهلي لا يقنعهم رفضي ويخافون أن يفوتني الزواج بسبب رفضي المستمر. أنا أحبه جداً ولا أريد أن ارتبط بغيره، فأنا لا أتخيل نفسي إلا معه هو فقط أو القبر. أرجوك أرشدني، فأنا في حيرة من أمري ونفسيتي متعبة جداً..!
* الرد:
أختي الكريمة أشكر ثقتك وحسن ظنك بأخيك.. أختي الكريمة لربما فاجأتك بأنك لو استشرتني في أن هذا الرجل قد تقدّم لك وأن أوضاعه الاجتماعية والمادية ممتازة لنصحتك بعدم القبول!!!
أختي الكريمة إذا كانت البدايات خاطئة فغالباً النهايات لن تكون مرضية! وإن ما تشعرين به من حالة اضطراب عاطفي وتهييج مشاعري وبحسب حالات كثيرة وقفت عليها ستستقر وتهدأ بعد فترة تحتاج منك لصبر وإرداة، حيث إن الحال الذي أنت عليه بُني تراكمياً عبر سنين لذا لن تتخلصي منه بين عشية وضحاها!
إن استمرارية التفكير بهذا الاتجاه كما جاء في قولك (فأنا لا أتخيل نفسي إلا معه أو القبر) لن يبني لك مستقبلاً ولن يهدي لك صغاراً ولن يقدّم لك زوجاً!
وهناك إشكالية يبدو أنك وقعت فيها - والكثير من الفتيات - ألا وهو المعنى الحقيقي للحب.. الحب في صورته الحقيقة لا يتشكّل إلا بالعشرة وبمعرفة الطباع عن قرب، فكم من شخص هام في آخر وعندما عرفه على حقيقته تحوّل ذلك الحب إلى كره، لذا أختي آهات الجوالات وأحاديث السحر لا تعطي حباً حقيقياً!
أختي لا بد أن تعي الحقيقة وتستيقظي قبل فوات الأوان وتعضي بعدها أصابع الندم، اقطعي العلاقة وتوقفي عن الاسترسال في هذا التفكير، وفي حال قدوم خاطب ذي خلق ودين فأقدمي وتوكلي على الله واقبلي به واشغلي نفسك بما يفيد وتأكدي أن هناك الكثيرات تجاوزن أزمات لربما أكثر تأزماً من حالتك وأصبح الماضي ذكرى عابرة لا تقدم ولا تؤخر.
أوصيك بالدعاء بأن يرزقك المولى بالزوج الصالح الذي يسعدك.