أنا بنت في 23 من عمري.. (كنت) .. مرحة.. طموحة.. لأبعد درجة... لا أعرف لليأس طريقاً.. مشكلتي بدأت بعد أن تعرَّفت في السنة الأخيرة من الدراسة في الكلية على فتاة في منتهى اليأس والتشاؤم.. محبطة بدرجة كبيرة.. حاولت تغيير مجرى حياتها بكل الطرق.. لكن لم أنجح..! بل أحس أنها هي التي غيّرتني.. مع العلم أنها أكبر مني سناً... تغيّرت نظرتي للحياة بدرجة كبيرة.. (أعتقد أنها للأسوأ)!! انقطعت علاقتي بها بمشكلة بيننا.. تغيّرت حياتي كثيراً في السنتين الأخيرتين.. أحس أنني أصبت بالإحباط!! باليأس.. أصبحت أجلس مع الناس وأقوم بدون أن أتحدث معهم.. كل وقتي أصبحت أصرفه في القراءة.. إما قراءة شيء مفيد أو قراءة بعض الروايات... (لا أعلم) ماذا أصابني..؟ ملخص مشكلتي.. أني تعقدت من الصديقات.. فأصبحت لا أرتاح لأحد.. بل أتجنب تكوين صداقات أخرى خوفاً من المجهول... مع العلم أني خريجة جامعية.. ولي شهران فقط في حقل التعليم.. كمدرسة..
آسفة على الإطالة.. لك مني جزيل الشكر والعرفان...
ابنتك.... صدى الصمت
* الرد:
حيّاك الله أختي صدى والجميل في رسالتك هي معرفتك للمنعطف الأهم في حياتك والمتغير الأخطر ألا وهو علاقتك بهذه الصديقة فيبدو أنها استطاعت التأثير عليك فالحل الآن بيدك وهو بإذن الله سهل ميسر.
1- يبدو من حديثك الآن أنك تعيشين في عزلة وأنصحك ابتداء بالبحث عن مقربات صاحبات شخصيات متفائلة وأرواح مشرقة وطموح.
2- استشعري نعم الله عليك وأنك قد فضلتي على الملايين فلماذا الإحباط والتشاؤم؟! فماذا لوكنت معاقة أو مصابة بمرض مزمن أو ابتليت بشيء من المصائب!
3- أن التحول الفكري الذي أصابك جراء تأثير تلك الصديقة تبعه تحول نفسي وسلوكي والحل إذن هو بإعادة التأمل وتغيير الأفكار.
4- ضعي لك مجموعة من الأهداف في حياتك واعملي على تحقيقها هنا ستجدين أن للحياة معنى جميلاً.
5- أيتها الأخت الكريمة: أنت وحدك من يستطيع التغيير في قناعاتك، انظري للحياة بتفاؤل وأمل!! فالحياة جميلة، فقط لنغيّر من النظرة، وسوف يتغير الانطباع.. الحياة مليئة بكل بهجة وفرح، ركزي على الجوانب الإيجابية في الحياة، وفي الآخرين، وإياك والاسترسال مع الأفكار السلبية.
6- أختي تأكدي أنه لا يمكن لأحد أن يساعد في ذلك سوى نفسك فأنت القادرة من بعد الله على أن تخرجي مما أنت فيه وأن تفتحي لنفسك صفحات جديدة ومميزة كي تكوني عضواً بارزاً وفعّالاً في مجتمعك وحياتك ومستقبلك، ويجب أن تكون لديك القوة الكافية لتخطي أولى خطوات حياتك.
7- من الصعوبة بمكان تعميم تجربتك مع تلك الصديقة على باقي الصديقات، فالدنيا لا تزال بخير ولكن أيضاً عليك اختيار الصديقة صاحبة الدين والخلق والتي تملك روحاً متفائلة ونفساً واثقة.
8- أنصحك بقراءة كتاب دع القلق وابدأ الحياة وكتاب لا تحزن وكتاب جدد حياتك ففيها من الحكم والمواعظ والمفاهيم ما سوف يغير الكثير من أفكارك بإذن الله.
***
لم نأخذ من الدنيا عهداً على أن تصفو لنا ولم يكن بيننا وبينها موثقاً على دوام الرخاء، فالهم لا يزال ملازماً للإنسان والأزمات تتراءى لنا بين إقبال وإدبار ويبقى الأمل بالله شمساً لا تغيب ونبعاً لا ينضب
هنا مساحة لكم أيها الأحبة للتعبير عما يقلقكم وواحة لحديث أرواحكم وخلجات قلوبكم وسنجتهد في إنارة الطريق والدلالة على رأس جسر الخلاص حيث أفراح القلب وتباشير الفجر الألق المبتسم فلا تترددوا في مراسلتي على:
فاكس: 4871063/01
مستشاركم د. خالد المنيف