|
الإفتتاحية مجلة الجزيرة في عددها الثالث
|
هذا هو العدد الثالث من مجلة "الجزيرة"..
الإصدار الذي استقبلتموه بحفاوة..
وأشدتم به كإصدار مميز..
وقلتم فيه من الثناء ما لا نستطيع نحن أسرة التحرير أن نقوله عنه..
* * *
إنه العدد الجديد والثالث من مجلة الجزيرة..
بمضمونه وإخراجه وما استجد فيه..
يحاول الزملاء أن يكون مستوى المجلة مواكباً مع ما يتقد من طموح في كل واحد منهم..
وأن يكون هذا الإبهار في عمل صحفي كهذا متواصلاً ومستمراً وصولاً إلى ما هو أفضل..
* * *
المجلة لا تزال في بداياتها..
وهذه قناعة كل الزملاء..
وهم يعدونكم بمشروع صحفي أكثر تميزاً مما هي عليه مجلة الجزيرة الآن..
إنهم باختصار يتجهون إلى الابتكار لا إلى المحاكاة في إصدار مجلة الجزيرة وهذا هو التحدي..
ويقولون: إن العدد الأول ثم الثاني وهذا العدد الذي بين أيديكم لا تعدو أن تكون البداية لهذا المشروع الصحفي الكبير..
* * *
اطمئنوا إذاً..
فمجلة الجزيرة لن تكون محاكاة لمثيلاتها..
وبالتأكيد لن تكون مثل غيرها..
وملامحها ومظهرها وموادها تنطق بما لم نقله عنها..
* * *
المهم أن يستمر الزملاء على هذا المستوى من الحماس والتصميم.. وأن تكونوا كقراء العين التي تراقب وتكشف لنا مكامن الخلل إن وجد لنعمل على تلافيه..
* * *
بقي أن أذكِّركم بأن شعارنا وشعاركم..
الجزيرة تكفيك..
خالد المالك
|
|
|
فيما الحزن يغطي وجوههن: تجفيف منابع عرق الزوجة بسلطة "القوامة" مال المرأة ملك لها ويؤخذ منها بموافقتها عن طيب خاطر
|
* جدة سلوى أبو مدين:
كانت الدعوة إلى عمل المرأة تأتي بهدف مشاركتها الرجل في الحياة العملية خارج البيت، مما يوسع أفق اهتماماتها وثقافتها، إضافة إلى تأمين احتياجاتها الشخصية والضرورية والتي يمكن أن تشكل عبئا على مصروفات أو مسؤوليآت الزوج.
ولما كانت المرأة تشكل نصف المجتمع، فهي مدعوة أيضا للعمل من أجل مساعدة زوجها ومساندته في مسؤولياته تجاه منزله وأسرته وأولاده.. وهنا يأتي السؤال صريحا.
هل يحق للزوج أن يأخذ من زوجته مرتبها الشهري عنوة؟
لاشك في أن السؤال يدار ويطرح في أذهان العديد من النساء الموظفات.. ومن هنا كان لنا هذا التحقيق.
تقول ن/م معلمة: ينتظر زوجي مرتبي في آخر كل شهر حيث تتبدل أحواله ويطيب لسانه بالحديث المنمق ويحاول جاهداً أن يسعدني بتصرفاته الرومانسية كل هذا لمجرد معرفته باقتراب استلام مرتبي الذي أتقاضاه من عملي، وبمجرد استحواذه عليه فإنه يعود على ما كان عليه من الفظاظة وسوء المعاملة.
وتؤيد رأيها سعدية معلمة ابتدائي: بسبب هذا الموضوع تحدث بيني وبين زوجي أمور مشينة وسيئة للغاية، فعندما أمتنع عن تسليمه مرتبي فإنه يحرمني من حقوقي الزوجية التي شرعها الإسلام.
أما صباح موظفة فتعلق قائلة: عندما أتقاضي مرتبي، يأخذني زوجي الى البنك لأصرفه، وعندما أخبره بحاجتي الماسة لهذا المبلغ تثور ثورته ويحرمني مرتبي بأكمله، وحينما أطالبه به تشتعل نار الخلافات والمشاكل بيننا التي لا تنتهي إلا بتنازلي عنه.
وتشكو هـ/ قائلة: يعتقد الرجل أن من حقه كزوج أن يأخذ مرتب زوجته الموظفة كيف ذلك وديننا الإسلامي قد خص الرجل عن المرأة بالقوامة وبقدرتهم على تحمل التعب والكد وقسوة الحياة إضافة الى مسؤوليات كبيرة لا تستطيع المرأة تحملها، فأين قيم الرجولة التي تأصل بها مجتعنا، حيث الرجل متمسك بأصالته ويرفض من زوجته أن تقدم له أية مساعدة مادية ويعتبرها إهانة لكرامته.
ونحن ندعو الزوجات الموظفات الي مساعدة أزواجهن في تحمل الأعباء والمسؤوليات الحياتية، لكن من دون أن يستحوذ على تعبها وكدها لأن الحياة شركة بينهما.
أما نبيل فيضيف: الحياة قسمة بين الزوج وزوجته، وكل ما تواجد بينهما فهما فيه شريكان، ولا يجوز على الاطلاق أن يستحوذ أو يأخذ مرتبها الذي تشقى من أجله، فالتعاون والتفاهم أساس العلاقة والرابطة بينهما.
الإخصائيون الاجتماعيون
تذهب الإخصائية الاجتماعية سوسن عبدالله جامعة الملك عبدالعزيز إلى أن للتربية دوراً أساسيا في تكوين شخصية الفرد منذ الصغر وتساهم في غرس العادات الحميدة والسيئة، وعندما يتحول الفرد إلى مجتمع الأسرة تبدأ غراس التربية التي تربى عليها في السابق تظهر جلية في تصرفاته مثل عادة الكذب وغيرها.
ومن الملاحظ أن أغلب الجيل الذي يعتمد على الخادمة في المأكل والمشرب إضافة إلى تلقينه الابجديات والتخاطب حيث يظهر الفرد الى المجتمع رجلا يحمل الكثير من التناقضات ويكون في طبيعته متواكلا في كثير من الأمور حتى يصل إلى راتب الزوجة الذي يرى من وجهة نظره أنه من حقه هو، وهي مطالبة بأن تعطيه كل تعبها وكدها لمجرد ارتباط اسمها به.
إضافة إلى ذلك فإننا نشير بدورنا إلى دور البيئة والمجتمع الذي نشأ فيه الفرد وما اكتسبه منه، مما يحول كل ذلك إلى عقائد وعادات وقناعات نسلم بأنها تمركزت في محور لا يستطيع التخلص منه.
لاشك في أن البيئة والمجتمع مسؤولان مسؤولية كاملة عن تكوين الشخصية وتنميتها، كذلك فإن حب الاعتماد على النفس منذ الصغر وما ينتج عنه من حب تحمل عبء المسؤولية الثقيل الذي يتحمله الرجل، وديننا الحنيف وضع قوانين في الحياة الأسرية ويلزم الرجل بأن يكون العائل للزوجة وألا يأخذ منها شيئا تكره أن تعطيه عن طيب نفس، لأنه هو المسؤول عن جميع مقومات الحياة.
ويتحدث الدكتور خالد النجار استشاري الأمراض النفسية والعصبية فيقول: إن صفة الاعتمادية الزائدة وبخاصة الرجل على المرأة توجد في العديد من الأمراض النفسية، ولكن تظهر بوضوح في الشخصية الاعتمادية التي تعتمد على ترسيخ علاقة طويلة الأمد مع شخصية أخرى تفي باحتياجاتها المادية والمعنوية وفي الواقع فإن مثل هذه الشخصية لا تقصد ابتزاز الشخصية الأخرى المعتمدة عليها، إلا أنها تشعر بالنقص وعدم القدرة على إدارة أمور الحياة المختلفة، وهذا بعكس شخصية المستغل الذي يعي تماما كل ما يفعله ويتخذ الزوجة هدفا للكسب المادي بدافع الاستغلال.
وهناك أيضا شخصية اعتمادية أخرى لكنها انطوائية في الوقت نفسه في هذه الحالة غالبا ما يبدو الزوج غريب الأطوار وشاذاً من الناحية الاجتماعية.
وما يهمنا في الأمر نتيجة مفادها أن الزوج المستغل يكون خاليا من أية أعراض نفسية أخرى وإلا كان هناك نوع من الاضطراب بالشخصية الشيء الذي يسوجب علاجه.
رجال الدين
يقول الدكتور عبدالله بن بيه الداعية الإسلامي حول هذه القضية: هذا أمر لا يجوز، فليس من حق الزوج ان يأخذ شيئا من خصوصيات الزوجة فالدين ينهى عن فعل ذلك.
وقد جاءت الآية واضحة وصريحة بقوله سبحانه وتعالى: {فّإن طٌبًنّ لّّكٍمً عّن شّيًءُ مٌَنًهٍ نّّفًسْا فّكٍلٍوهٍ هّنٌيئْا مَّرٌيئْا} وإن كان هذا يتعلق بصداق الزوجة إلا بموافقتها فإن هذا يعم في كل شيء.
ويؤكد الشيخ ناصر بن علي القرني مركز الدعوة والافتاء بالرياض فيقول: إن اجبار المرأة على أخذ مالها من قبل زوجها أو أفراد أسرتها لا يجوز شرعا بحكم الكتاب والسنة فمالها ملك لها وتحت تصرفها ويؤخذ منها بموافقتها عن طيب خاطر.. أما عن طريق الضرب والاكراه أو التهديد بالطلاق أو الفصل من العمل فهذا فيه عضل واضرار بصفتها كائنا ضعيفا لا حول له ولا قوة إلا بوجود من يقف بجانبه يناصره ويؤازره لا أن يضطهده ويتفنن في تعذيبه وسلب ماله بالقوة تحت مسمى مساعدة أو مشاركة للزوج في تسهيل مسؤولية النفقة والتخفيف عن كاهله المثقل المتخم بالديون والأعباء فإذا اقتنعت الزوجة بفكرة مشاركة زوجها المسؤولية في الانفاق من مالها فلا بأس ولا حرج، ولها أجر ذلك عند الله سبحانه وتعالى، وإذا رفضت فلا ذنب عليها.. ويجب ألا تجبر على ذلك.
نستطيع في الخاتمة أن نوجز القول بأن عمل المرأة هو ضرورة اجتماعية تأخذ بها أكثر المجتمعات تمدنا وحضارية، وهذه الضرورة تنبثق من امكانية مشاركتها في الحياة العملية للرجل لكونها تشكل النصف الآخر من الحياة.
لذلك نرى بأنه لابد من أن تتوفر مستويات معينة من الوعي تؤكد على أهمية دورها في دعم الزوج ومساندته مسؤولياته واعباءه تجاه أسرته.
وعليه لابد من توفر الدعم الكافي لتأكيد حرية واستقلالية المرأة في اختيارها لعملها ولما يجب ان تتحمله من مسؤوليات تشارك بها زوجها.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|