|
الإفتتاحية مجلة الجزيرة في عددها الثالث
|
هذا هو العدد الثالث من مجلة "الجزيرة"..
الإصدار الذي استقبلتموه بحفاوة..
وأشدتم به كإصدار مميز..
وقلتم فيه من الثناء ما لا نستطيع نحن أسرة التحرير أن نقوله عنه..
* * *
إنه العدد الجديد والثالث من مجلة الجزيرة..
بمضمونه وإخراجه وما استجد فيه..
يحاول الزملاء أن يكون مستوى المجلة مواكباً مع ما يتقد من طموح في كل واحد منهم..
وأن يكون هذا الإبهار في عمل صحفي كهذا متواصلاً ومستمراً وصولاً إلى ما هو أفضل..
* * *
المجلة لا تزال في بداياتها..
وهذه قناعة كل الزملاء..
وهم يعدونكم بمشروع صحفي أكثر تميزاً مما هي عليه مجلة الجزيرة الآن..
إنهم باختصار يتجهون إلى الابتكار لا إلى المحاكاة في إصدار مجلة الجزيرة وهذا هو التحدي..
ويقولون: إن العدد الأول ثم الثاني وهذا العدد الذي بين أيديكم لا تعدو أن تكون البداية لهذا المشروع الصحفي الكبير..
* * *
اطمئنوا إذاً..
فمجلة الجزيرة لن تكون محاكاة لمثيلاتها..
وبالتأكيد لن تكون مثل غيرها..
وملامحها ومظهرها وموادها تنطق بما لم نقله عنها..
* * *
المهم أن يستمر الزملاء على هذا المستوى من الحماس والتصميم.. وأن تكونوا كقراء العين التي تراقب وتكشف لنا مكامن الخلل إن وجد لنعمل على تلافيه..
* * *
بقي أن أذكِّركم بأن شعارنا وشعاركم..
الجزيرة تكفيك..
خالد المالك
|
|
|
العملية تحتاج إلى 4 سنوات: تصحيح مسار "جنس" البنت والولد بالجراحة
|
* القاهرة عثمان أنور انصاف زكى:
الالتباس النوعي أو الجنسي إحدى الحالات الطبية الفريدة والنادرة من نوعها والتي يولد بها مولود لا هو بالذكر ولا هو بالانثى، ولكنه يحمل الاعضاء التناسلية للذكر والانثى معا.
وهذه الحالات النادرة كان يقف الطب أمامها في الماضي في حيرة، ومع التقدم والتدخل الجراحي والعلاجي استطاع الطب حسم هذا الأمر وازالة الالتباس للحالات النادرة والتي كان يتم الكشف عنها بالمصادفة أصبحت الآن في تزايد مستمر وتؤرق مضجع الكثير من الأسر فقد شهدت مستشفى الطلبة بمدينة الاسكندرية تصحيح النوع لـ(9 بنات) وتحويلهن إلى أولاد وهناك ثلاث حالات في الانتظار كما ان المستشفى تتلقى عدداً من الاتصالات سواء للاستفسار أو الابلاغ عن حالات تريد اجراء عملية التصحيح. حول هذه الظاهرة قامت "مجلة الجزيرة" بجولة داخل المستشفى كما استطلعت آراء الاطباء المختصين..
تكلفة العملية الواحدة 50 ألف جنيه
الدكتورة إيمان عبد الفتاح مديرة مستشفى الطلبة بالاسكندرية تؤكد بداية ان العمليات التي أجريت داخل المستشفى ليست تغير نوع ولكنها تصحيح للنوع لحالات حاملة للجهازين التناسليين (الذكر والأنثى) حيث يتم عمل تحليل دقيق للهرمونات والكرموسومات لكل حالة كذلك عمل الاشعات اللازمة بالتعاون مع معهد البحوث ولا يتم اجراء العملية إلا بعد التأكد من وجود ازدواجية في الأعضاء التناسلية.
وأضافت ان العملية الواحدة تحتاج إلى فترة زمنية طويلة من 3 إلى 4 سنوات وقد تم خلال 8 سنوات الماضية تحويل كل من زينب إلى خالد وراندا إلى أحمد ورحاب إلى محمود وهبة إلى هشام وارفيتا إلى يوسف وتوأمين كما ان هناك ثلاث حالات أخرى في الانتظار منها حالتان من مدينة المنصورة وحالة من الاسكندرية. وعن تزايد هذه الحالات تقول د. إيمان: بالفعل هناك تزايد في مثل هذه الحالات فيأتينا ما يقارب حالتين سنويا وهذه نسبة كبيرة على مستوى مدينة الاسكندرية ويأتي اكتشاف الحالات بعد نظام التأمين الصحي وتكوين فريق بحثي، وقالت ان تكلفة اجراء هذه العمليات بعيداً عن التأمين الصحي تصل إلى 50 ألف جنية ويقوم بها فريق من أطباء الجراحة والتجميل والمسالك البولية. وداخل المستشفى وجدنا الأسرة وغرفة العمليات مهيأة لاستقبال الحالات الوافدة ويقف فريق الأطباء المختصين وفي مقدمتهم الدكتور أحمد هانو الذي قام بأكثرمن عملية تصحيح للنوع أو الجنس الذي أكد ان التقدم الطبي يكشف المزيد من الاسرار التي يحملها الجسم البشري يوما بعد يوم، واماط اللثام عن العديد من الأمراض والمعضلات التي كانت تقف عقبة أمام البشر ومن هذه الاسرار والمعضلات ما يسمى بتحويل النوع أو الجنس وهناك فارق كبير بين التدخل لتغيير النوع أو لتصحيح خلل ما أصاب هذا النوع .
الأمر الأول مرفوض دينيا ويتيح الفوضى في المجتمع. أما الأمر الثاني وهو تصحيح الخلل فهومطلوب لتستقيم به حياه الانسان، وقديما كانت مثل هذه العمليات مرفوضة ولا يقبل عليها أحد ويظل حامل الخلل في معاناة سرية وتتكلم عليه أسرته وتعد هذا الخلل مصيبة يجب المداراة عليها وعدم كشفها. غير انه مع تفتح الوعي والتقدم الطبي تولدت الجرأة في الاقدام على مثل هذه العمليات وخاصة انها تصلح أوضاعاً أراد لها الله ان تستقيم في حياتها بالتدخل الجراحي والطبي. ويضيف: أعراض الأنوثة والذكورة تظهر منذ اكتمال الجنين في رحم الأم والكشف عليها بالأشعة التلفزيونية تظهر الأجهزة التناسلية واضحة المعالم ومنها يعرف انها ذكر أم أنثى ولكن قد يكون هذا الأمر ظاهريا فقط وتوجد حالات استثنائية تختفي فيها الأجهزة التناسلية أو يحمل المولود جهازا تناسليا ظاهراً وآخر مختفيا والظاهري لا يؤدي عمله بالكفاءة المطلوبة ومن هنا يجب التدخل الجراحي لتصحيح الخلل واعادة الامور.
ليست قاعدة
ويقول الدكتور علي عوف استشاري المسالك البولية بالاسكندرية: في البداية يجب التأكيد على ان حالات تصحيح الجنس ليست قاعدة ولكن هناك حالات استثنائية أصبح يتم الكشف عنها بسبب نظام التأمين الصحي المتبع على المواليد وقيام فريق طبي بعمل الأبحاث. وإضافة للتقدم الطبي هناك الجرأة في الاعلان من قبل الأسرة عن وجود مشاكل لدى أبنائهم من المواليد فيتم الاكتشاف.
والسبب الرئيس في التحويل هو وجود ازدواجية في اعضاء التناسل الانثوية والذكورية . بمعنى وجود رحم وخصيتين، وهنا يتم تحليل دقيق للهرمونات الذكورية والانثوية لتحديد أيهما يعمل أكثر كفاءة، ويتحدد على أساسها جنس المولود، وذلك باستخدام تكنولوجيا الطب المتقدمة وعمل منظار للبطن للتأكد من وجود رحم وخصيتين وأيهما يعمل بكفاءة. وقال د. عوف نحن لا نتدخل في تغيير شيء فعملية التغير تختلف اختلافا كليا حيث تستلزم استئصال اجزاء وزرع أجزاء أخرى جديدة وهذه مرفوضة ومحفوفة بالمخاطر الكبرى. وعن طبيعة التدخل الطبي لعمليات تصحيح النوع أو الجنس يقول د. عوف ان هذه العمليات من الضروري اكتشافها مبكرا ولا تتم في ساعات أو ليلة بل تستمر فترة طويلة وعلى عدة مراحل حيث يتم اجراء التحاليل اللازمة والدقيقة للهرمونات الذكورية والانثوية والتأكد من ان الشخص يحمل أعضاء تناسلية ذكورية وأنثوية وتحديد أيهما يعمل بكفاءة. ثم تأتى مرحلة التهيئة النفسية والاستعداد لتقبل المريض لحياته الجديدة سواء في عالم الأولاد أو عالم البنات. والمرحلة الثالثة هى التدخل الجراحي إذا كان الخلل ناتجا عن عيب خلقي أو التدخل العلاجي إذا كان الخلل ناتجا عن هرمونات.
الأسباب
د. صبحي هويدي أستاذ التجميل يقول هناك أسباب أساسية للالتباس الجنسي وهي قد تكون أما عيوب خلقية أثناء تكوين الجنين واضطرابات في الهرمونات ويظهر ذلك في سن مبكرة ويؤدى إلى ظهور الاعضاء الخارجية بشكل يشبه الجنس الآخر أو يكون ما يسمى بالمخنث أي شيء يشبه للعضوين معا ولكي يتم اكتشاف هذا لابد ان يكون ذلك مبكرا بعد الولادة مباشرة ومن المفترض ان يشاهد طبيب الاطفال جميع أجزاء جسم الطفل كي يكتشف إذا كان هناك عيوب خلقية أم لا وخاصة في الأعضاء التناسلية وإذا لم يلاحظها الطبيب في الفحص ممكن ان تكتشفها الام بعد ذلك أثناء متابعتها للطفل.
أما عن العلاج فلأننا مسلمون فلا بد من ان نترك كل جنس على ما هو عليه أما في الغرب فإذا وجدت أي حالة التباس جنسي يكون من السهل تحويله إلى أنثى دون النظر إلى وجود هرمونات الذكور أو وجود الاعضاء التناسلية الذكرية مختفية داخل البطن.
ولكن في البلاد الإسلامية يتم عمل فحص شامل على الاجزاء التناسلية الداخلية.. فالأعضاء التناسلية الخارجية هي أعضاء ثانوية لا يمكن الاعتماد عليها.. ولابد من البحث عن الاعضاء الداخلية المختفية فكأن نجد في الخارج مثلا أعضاء تناسلية أنثوية ولكن نجد في الداخل الخصية داخل البطن أو العكس تجد أعضاء الذكورة من الخارج ولكن نجد من الداخل مبيضاً وفي هذه الحالات لا نعتمد فقط على هذا ولكن نقوم بعمل فحص للكروسومات حتى نكون على معرفة أي منها أقرب إلى الأعضاء التناسلية الداخلية أي انها أنثوية أم ذكرية. وعلى هذا يتم العلاج والتحويل إلى أنثى عملية سهلة جداً ولابد ان تنتبه الامهات والأسر إلى هذا لان اكتشافه مبكراً أفضل بالنسبة للطفل كي يعرف نوعه وينشأ عليه ولا يجب ان تترك الأسرة الوقت يمضي أو انها تخجل من وضعية طفلها لأن هذه أمراض وعيوب خلقية كغيرها. أما في عملية خلل الهرمونات فشيء آخر فقد يكون هو ولد وبه جميع الأعضاء التناسلية الذكرية ولكن يظهر ان صوته مثل صوت البنات أو أشياء مثل هذه. والعكس تكون أنثى ويكون صوتها صوت رجل ولها حركات الأولاد وفي هذه الحالة بعد الفحص يتم البحث عن علاج أولاً وقد يكون هناك اضطراب في الهرمونات وهذه يمكن علاجها عن طريق تقوية الهرمون الذي يتناسب مع نوع العضو التناسلي في جسم المريض. ولابد ان يتم الاكتشاف في كل الحالات قبل سن 12 سنة حتى ينشأ كل نوع وهو يعرف نفسه حتى لا يتعرض لمشكلات نفسية فيما بعد. وأول أساسيات العلاج هوالتشخيص الجيد، واختيار الوقت المناسب والبحث عن أسباب التغير في شكل الاعضاء التناسلية فلو كان خللاً يتم علاجة ثم نرى النتيجة أولاً وإذا لم يكن هناك نتيجة من العلاج نلجأ إلى الجراحة.
فلا شك ان العمليات الجراحية معقدة وتحتاج الى وقت. كما ان هذا الأمر يكون صعباً جداً على الأسر أو الوالدين. ويكون لديهم مشكلة ودائما في مصر يأخذون وقتا كبيرا حتى يحصلوا على قدر من الشجاعة وهذا خطأ كبير لان الأطفال قبل سن المدرسة لابد ان ينشأوا أما على انهم بنات أو أولاد. والعملية تتم على مراحل عبر عدة شهور ولابد ان يرافق هذه العملية اعداد نفسي حتى لا يدخل الطفل في دوامة شديدة.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|