|
الإفتتاحية مجلة الجزيرة في عددها الثالث
|
هذا هو العدد الثالث من مجلة "الجزيرة"..
الإصدار الذي استقبلتموه بحفاوة..
وأشدتم به كإصدار مميز..
وقلتم فيه من الثناء ما لا نستطيع نحن أسرة التحرير أن نقوله عنه..
* * *
إنه العدد الجديد والثالث من مجلة الجزيرة..
بمضمونه وإخراجه وما استجد فيه..
يحاول الزملاء أن يكون مستوى المجلة مواكباً مع ما يتقد من طموح في كل واحد منهم..
وأن يكون هذا الإبهار في عمل صحفي كهذا متواصلاً ومستمراً وصولاً إلى ما هو أفضل..
* * *
المجلة لا تزال في بداياتها..
وهذه قناعة كل الزملاء..
وهم يعدونكم بمشروع صحفي أكثر تميزاً مما هي عليه مجلة الجزيرة الآن..
إنهم باختصار يتجهون إلى الابتكار لا إلى المحاكاة في إصدار مجلة الجزيرة وهذا هو التحدي..
ويقولون: إن العدد الأول ثم الثاني وهذا العدد الذي بين أيديكم لا تعدو أن تكون البداية لهذا المشروع الصحفي الكبير..
* * *
اطمئنوا إذاً..
فمجلة الجزيرة لن تكون محاكاة لمثيلاتها..
وبالتأكيد لن تكون مثل غيرها..
وملامحها ومظهرها وموادها تنطق بما لم نقله عنها..
* * *
المهم أن يستمر الزملاء على هذا المستوى من الحماس والتصميم.. وأن تكونوا كقراء العين التي تراقب وتكشف لنا مكامن الخلل إن وجد لنعمل على تلافيه..
* * *
بقي أن أذكِّركم بأن شعارنا وشعاركم..
الجزيرة تكفيك..
خالد المالك
|
|
|
عزيزي القارئ الجمال يكمن في البساطة الإنارة الخفيفة تبعث على الاسترخاء والهدوء
|
إعداد: د. وليد السيد(*)
يطيب لنا ان نضع بين ايديك احدث ما توصلت اليه دور التصميم العالمية في مجال التصميم الداخلي والحدائقي، بما يوفر لك فرصة المتابعة والاطلاع على ما يستجد في هذا المجال، وهو ما يهم جميع من يعتني ببيته سواء في مرحلة التصميم المبكر، او لدى اضافة أي جزء داخلي مما نقوم به بين الفينة والأخرى، وقد لوحظ ان الاستشارات الهندسية في بعض بقاع العالم ومنها العالم الثالث تهتم بالتصميم الأولي للبيت وتترك مهمة التصميم الداخلي في معظم الأحيان لذوق صاحب البيت او ربما لذوق الشركات المصممة للأثاث، مما ينعكس احيانا بطريقة لا تتناغم مع التصميم الفراغي للبيت، ومن هنا سنعمد من خلال هذه الصفحة الجديدة الى تقديم ما يهم القارئ من نقاط تزيد من وعيه في قيمة الفراغ والتصميم الداخلي على اريحيته وانبساطه داخل المنزل وفي الحديقة.
وهذه النقاط التي نضعها بين أيدي القارئ الكريم هي نتاج خبرة طويلة في مجال التصميم المعماري والداخلي من خلال الاستشارات الهندسية التي نقدمها بلندن والتي تعكس ادراكا لمفهوم التصميم الداخلي الحديث من جهة وبين المتطلبات الخصوصية للمجتمع العربي المتميز باصالته والتي لا تمسها طبيعة التصاميم التي نعرضها، بل بالعكس هو توفر لمسة من الحداثة المرغوبة والمطلوبة.
وفي هذا العدد من هذا الاسبوع سنتناول ثلاثة مواضيع رئيسة: الأول غرفة النوم ونستعرض في هذا الإطار نموذجين الأول حديث حسب آخر التصاميم المعتمدة عالميا ونوضح ابرز خصائصه والمواد والأسس التي يقوم عليها التصميم الحديث، ونقوم بمقارنة هذا النموذج بنموذج كلاسيكي كي يسهل تبين الفرق بين النموذجين للقارئ والمهتم بموضوع التصميم الداخلي، وثانيا الأنشطة الترفيهية الملحقة بالمنزل والتي تتوافر بها عنصر المياه، وفي هذا الاسبوع نتناول موضوع برك السباحة حيث نقدم نموذجا لبركة سباحة شبه خارجية والمواد والعناصر المستخدمة بالاضافة الى بعض النصائح المتعلقة بالتصميم والتنفيذ والاستعمال، وثالثا الحديقة ومتعلقاتها وفي هذا الاسبوع نتناول موضوعين الاول الحوائط الخارجية وتشكيلاتها والثاني الارضيات الخارجية وانماط تبليطها. ونقدم في هذا الاسبوع نموذجاً على ان نقدم نماذج أخرى في مرات قادمة.
راجين تقديم المفيد والجديد للقارئ الكريم من خلال هذه الصفحة. علما اننا نجتهد في تقديم الأطر والقواعد العامة ليتسنى للقارئ الكريم التمييز بين ما يناسبه وفق قواعد عامة للجمال. ومن المفيد ايضا تذكر انه ليست هناك قاعدة محددة للتصميم او ان هناك حلاً مقترحاً واحداً بل هناك قواعد عامة ينضوي تحتها العمل الفني والتصميم المعماري والداخلي وتنسيق المواقع الحدائقية.
نقدم في هذا الاسبوع لك عزيزنا القارئ نموذجين متباينين من التصاميم الغربية التي تعكس فترتين من جهة وطرزا مختلفة من جهة اخرى. النموذجان لغرفتي نوم، الاول يعكس النظرة الحديثة والثاني يجسد التصور الكلاسيكي بما يتضمنه من عناصر والوان واسلوب تصميم. الفكرة من عرض النموذجين هي ادراك ما يتضمنه كل منهما وما هي عناصر التكوين اللوني والجمالي والحسي بكلا النموذجين.
النموذج الاول (الحديث): وكما يظهر بالصورة يعتمد النموذج عناصر ثابتة واخرى متجددة قابلة للتغيير. اذ نلاحظ مثلا ان الخزائن الحائطية والهيكل للسرير مبنية ضمن التكوين الفراغي لغرفة النوم، وبالرغم من هذا التحديد فإن بقية العناصر متغيرة وقابلة للتغيير حسب ذوق المالك. ونظراً للون الطبيعي الهادئ المستعمل في المواد الثابتة المبنية فإن القابلية للابداع في بقية العناصر لا حصر لها. وليس ذلك فحسب، بل ان بعض العناصر كالانارة الصناعية مثلا نلاحظ انها متنقلة free standing وليس كما هو مألوف.وبالنظر لفكرة الانارة يعتمد التصميم الحديث التوازن بين الانارة الطبيعية والصناعية احياناً وغلبة احدهما على الآخر في احيان اخرى. ففي حالة التوازن تخضع الانارة الطبيعية المتسللة لغرفة النوم الى رقابة مشددة اما من خلال تحديد الفتحات الخارجية وعزلها جانبيا (كما تظهر الصورة) واتاحة المجال تبعا لذلك للانارة الصناعية المنبعثة من spot lights للتحكم بمستوى الانارة المطلوب. ومن المهم الاشارة هنا الى اهمية الانارة الصناعية غير المباشرة التي تنبعث من فرانيس المتناثرة داخل غرفة النوم وحول السرير، واهمية هذه الانارة غير المباشرة تكمن في بعث جو هادئ لا يتوفر في حالة الانارة المباشرة التي تؤذي العينين. وهناك قاعدة طبية مفادها ان بعض خلايا الدماغ اثناء النوم تظل تعمل نسبيا في حال وجود انارة اثناء النوم، ويعتمد ذلك على مقدار الانارة وشدة الوهج. لذا ينصح دوما بالنوم في غرفة نوم ذات انارة خافتة او منعدمة كي ترتاح هذه الخلايا الدماغية. اما في حالة غلبة الانارة الطبيعية على الصناعية فيتم ذلك اصلا من خلال التصميم المعماري والتوزيع المعماري للفتحات الخارجية ومساحاتها مما يحدد عمل المصمم الداخلي بدرجة كبيرة. قد يفضل البعض المرايا الكبيرة والمساحات التي تغطيها المرايا وذلك في غرفة النوم، فيما يرغب البعض بتحديد تلك المساحات وهذه رغبة شخصية تعود للمالك. ولكن يراعي المصمم الداخلي التوازن كقاعدة اساسية دوما. وبدرجة اساسية يهمنا ان ننقل للقارئ الكريم الفكرة الذهبية في التصميم الداخلي وهي: الجمال يكمن في البساطة، وكلما زاد التعقيد فقد التصميم الداخلي جماله الفطري.
وبالاضافة الى تحديد مزايا وخصائص التصميم الذي يظهر بالصورة، قد نشارك القارئ الكريم الفكرة بأن بعض العناصر قد لا تبدو مناسبة مثل وجود نبات الصبار ضمن الزهرية الموجودة بقرب النافذة البعيدة، حيث لا يحبذ هذا النبات الشائك وبخاصة اذا اندلع شجار بين الزوجين. اذ قد يترتب على الزوجة ان تجد تبريرا مناسبا للكدمات والاورام والاشواك التي تعلو وجه زوجها لطبيب الطوارئ بالمستشفى.
اما النموذج الآخر (الكلاسيكي) فنظهره من خلال الصورتين اللتين تعكسان غرفة النوم وصالة الجلوس. اول ملاحظة في التصميم الكلاسيكي هي الانارة، وتخضع بالدرجة الاساسية للتكوين العام للفراغات المعمارية وبالذات التصميم المعماري للواجهات الخارجية. ولذلك فلا وجود للانارة الصناعية كما لاحظنا في التصميم السابق (الحديث). وفي نفس الوقت ولذلك يعتمد التصميم الكلاسيكي الستائر التي تغطي النوافذ كأحد ابرز العناصر التصميمية للداخل. وتتناغم هذه الستائر مع بقية العناصر في عكسها للتصميم والجو المرغوب من قبل المالك. وفي هذه الحالة مثلا نلاحظ الشفافية في اختيار الالوان الزاهية الباردة. كذلك يتميز التصميم الكلاسيكي بتداخل عناصر الزخرفة على الجدران وحول اطارات النوافذ. وهذه الزخارف تتكامل احيانا مع بعض عناصر الاثاث كما تظهر الصورة لغرفة الجلوس. وهذا التصميم الكلاسيكي يمكن ان يطلق عليه (الملوكي) اذ هو المفضل للطبقة الارستقراطية بالمجتمع، ولا يعني ذلك اطلاقا تحديده بفترة زمنية اذ انه موضة متجددة. وغالبا ما تدخل عناصر التكوين الطبيعية في تشكيلاته، مثل التكوينات النباتية وتظهر بصورة واضحة في اعمال الخشب والموبيليا ويعتمد النسب والطرز الكلاسيكية التي هي موضوع بحث واسع نتطرق اليه في مجال آخر. اما الالوان المستخدمة فهي الالوان الاساسية غالبا دون مزيج او اضافة. وفي معظم الاحيان يتم توحيد المساحات بألوان ثابتة كإعطاء الارضية والجدار خلفية لونية متشابهة من اجل التركيز على عناصر الاثاث الكلاسيكية.
(*) دكتوراه نظرية العمارة جامعة لندن
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|