|
الإفتتاحية مجلة الجزيرة في عددها الثالث
|
هذا هو العدد الثالث من مجلة "الجزيرة"..
الإصدار الذي استقبلتموه بحفاوة..
وأشدتم به كإصدار مميز..
وقلتم فيه من الثناء ما لا نستطيع نحن أسرة التحرير أن نقوله عنه..
* * *
إنه العدد الجديد والثالث من مجلة الجزيرة..
بمضمونه وإخراجه وما استجد فيه..
يحاول الزملاء أن يكون مستوى المجلة مواكباً مع ما يتقد من طموح في كل واحد منهم..
وأن يكون هذا الإبهار في عمل صحفي كهذا متواصلاً ومستمراً وصولاً إلى ما هو أفضل..
* * *
المجلة لا تزال في بداياتها..
وهذه قناعة كل الزملاء..
وهم يعدونكم بمشروع صحفي أكثر تميزاً مما هي عليه مجلة الجزيرة الآن..
إنهم باختصار يتجهون إلى الابتكار لا إلى المحاكاة في إصدار مجلة الجزيرة وهذا هو التحدي..
ويقولون: إن العدد الأول ثم الثاني وهذا العدد الذي بين أيديكم لا تعدو أن تكون البداية لهذا المشروع الصحفي الكبير..
* * *
اطمئنوا إذاً..
فمجلة الجزيرة لن تكون محاكاة لمثيلاتها..
وبالتأكيد لن تكون مثل غيرها..
وملامحها ومظهرها وموادها تنطق بما لم نقله عنها..
* * *
المهم أن يستمر الزملاء على هذا المستوى من الحماس والتصميم.. وأن تكونوا كقراء العين التي تراقب وتكشف لنا مكامن الخلل إن وجد لنعمل على تلافيه..
* * *
بقي أن أذكِّركم بأن شعارنا وشعاركم..
الجزيرة تكفيك..
خالد المالك
|
|
|
الابتكار.. أرباح للشركة.. عائد أفضل للموظف
|
قال أينشتاين:
"من واقع خبرتي، أفضل عمل إبداعي لا يظهر للوجود طالما كان صاحبه تعيسا"
في دراسة حديثة لبيانات أجريت حول بيان المهمة (بيان يصدر عن كبرى الشركات توضح فيه أهدافها ومهامها الاستراتيجية) لدى 301 شركة، ظهرت كلمة "ابتكار"69 مرة، في حين نالت كلمات مثل"الجودة"و "الخدمة"و "القيمة" نصيب الأسد من الاهتمام، ولا شك أن جميعنا يتفق،ولو نظريا، على أهمية الابتكار، لكن هل يوجد مثل هذا الاتفاق على الجانب العملي في الابتكار لدى الموظفين وتشجيعهم عليه؟ بمعنى آخر، كم عدد الشركات التي تطبق استراتيجيات فعلية من شأنها رعاية المبتكرين ووضع ممارسات الابتكار ضمن أولوياتها؟
يقول أحد الخبراء :"الابتكار نشاط يضربه الفوضى والعشوائية من كل جانب"،وقد نفهم مضمون هذه المقولة إذا وضعنا في الاعتبار أن الشركات لا تمانع بتاتا من إدراج الابتكار ضمن رؤيتها في العمل، لكنها في الوقت ذاته لا تملك آليات عملية لوضع هذه الرؤية موضع التنفيذ.
الالتزام بالابتكار
لنأخذ مثالا عمليا على أهمية الابتكار في دورة العمل من حيث رفع إنتاجية الشركة من ناحية، وزيادة دخل الموظف من ناحية أخرى، تقول إحدى دور النشرالعالمية، دار إيميرالد، أن الالتزام بجانبي الإبداع والابتكار يمثل مفتاح النجاح على كافة المستويات، وكان من فرط التزامها بهذين الجانبين أن أقامت أسبوعا أطلقت عليه"أسبوع الافكار".
كان للقوة الدافعة إلى إيجاد"أسبوع الأفكار" سببان، الأول هو حاجة الدارالماسة إلى أفكار تجدد بها أساليب تسويق منتجاتها وخدماتها، والثاني هو توفير حافز للموظفين يدفعهم إلى الإبداع بصفة دائمة.
واعتمدت دار إيميرالد على"اسبوع الأفكار" دون الاتجاه إلى تأسيس إدارة أوقسم للابتكار، وهذا على أساس ان الأفكار الوجيه تنبع من أي مكان في الشركة،وتخصيص إدارة بعينها لتلك مهمة ربما يعوق الموظفين أو يجعلهم يترددون في التقدم بأفكارهم، كان البديل الأمثل، كما يقول أحد المسؤولين في الدار، هو تأسيس فريق عمل يحمل مسمى"فريق الأفكار الإبداعية".
في المقابل، يرى العديد من المديرين أن اسلوب"فريق عمل الأفكار الإبداعية" قد يفتقر إلى التنظيم اللازم، وبالتالي لا غنى عن تأسيس إدارة تكون معنية بشكل أساسي بمبادرات الابتكار في الشركة، وتكون هي الجهة المسؤولة أمام مجلس الإدارة عن تنفيذ الأفكار والمقترحات وإخراجها إلى النور.
ومع كل، لا يختلف أحد على أن الأسلوب الذي تتبعه إيميرالد في شد الموظفين إلى بؤرة الاهتمام ووضعهم موضع المسؤولين عن طرح الأفكار وتنفيذها، كل هذا يعطي فرصة مؤكدة للموظفين لتفجير طاقاتهم وتجديد مهاراتهم.
البعد عن الرسميات
كان الابتعاد عن الرسميات من أهم خصائص برنامج "أسبوع الأفكار"، وقد بدأ الأسبوع بتلميحات غامضة وتوزيع هدايا صغيرة على الموظفين ومعها امتحان قصير حول الابتكار والذي تم تصميمه لخلق الوعي بين الموظفين بطبيعة البرنامج وأهدافه، وفي افتتاح فعاليات الأسبوع، ألقى أحد المديرين التنفيذيين خطابا تحدث فيه عن فوائد تنظيم العمل والابتكار، بعدها، بدأ شرح خطواته الاثنتي عشرة للنجاح في تطبيق استراتيجية الابتكار، مؤكدا أن الابتكار ما هو إلا مجرد فكرة سرعان ما يتم تنفيذها بنجاح، وقد فتح هذا البعد العملي الباب أما الجميع للدخول في مجال الابتكار، وبات بوسع جميع الموظفين الالتزام بنصائحه وتطبيقها على أدوارهم داخل الشركة. واستمرت الدار في العمل بمبادئ البرنامج، وقد تم توجيه أسئلة للمشاركين لدفع الموظفين إلى التفكير في سمات المبدعين وأوصافهم، مع التأكيد على ضرورة الابتعاد عن النماذج النمطية والطباع التي نصادفها في الموهوبين والعباقرة، وقد أضفت الاختبارات القصيرة روح الدعابة على جو العمل.
وكان الحدث الختامي في الأسبوع هو منح جائزة لأفضل فكرة، كما كان هناك حوارختامي تم إشعار الموظفين فيه بأن جميع الأفكار المقدمة سيتم الإعلان عنها في الموعد المناسب، كما تم التأكيد للمشاركين على أنه إذا تم اختيار فكرتهم، فسيكون لهم الحق في المشاركة في تنفيذها، حيث أعرب الموظفون من قبل عن إحباطهم لعجزهم عن متابعة المشروع حتى النهاية.
النجاح بدرجة امتياز
حقق"أسبوع الأفكار" نجاحا مذهلا لدار
النشر العالمية إيميرالد، وقد لاقى ترحيبا كبيرا من الموظفين (حتى أن أكثر الأعضاء "حساسية" تجاه تلك الفكرة قد شعروا بأنهم قد استفادوا بشكل ما منها)،الأمر الذي أفضى في النهاية إلى طرح كم هائل من الأفكار الأصيلة ظهر مردودها بعد فترة في زيادة الرواج التجاري لمنتجات الشركة.
أما فريق الأفكار الإبداعية فقد اكتسبوا مزيدا من الرؤى التي ساعدتهم على تحسين الأساليب والعمليات المتبعة في دورة العمل، وكان الانطباع الأخيرالذي أخذه الموظفون عن هذا الفريق أنه صار بمنزلة الجهة المسؤولة رسميا عن طرح الافكار الجديدة وتنفيذها.
ونتيجة لذلك كان الفريق يميل إلى النماذج الجديدة في العمل، نماذج توظف مايعرف بجلسات"العصف الذهني" ( جلسات مفتوحة لجميع موظفي الشركة)، وقد تم تصميم مجموعات عمل مهمتها تسهيل العلاقة بين الإدارة وبين الموظفين وتعمل كوسيط لتشجيع المزيد من الأعضاء على تقديم الأفكار الجديدة، ولم يتوقف الامرعند هذا الحد، بل اتجه الفريق إلى تفويض السلطة للموظفين الذين لا يتوقفون عن تقديم المبادرات المبتكرة.
الابتكار لم يعد من رفاهيات العمل، بل ضرورة من ضرورياته، وسواء عبر عن نفسه في شكل اجتماعي أو منتج مطور أو نموذج عمل محسن، ستكفل الأفكار الإبداعية لشركتك أن تمضي قدما في السباق لكي تكون في عداد الناجحين.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|