|
بين فلسطين والعراق..!
|
تغيبين يا فلسطين..
تتوارين عن أنظارنا..
ويختفي صمودك من إعلامنا..
ننشغل عنك بذلك الذي ضاعف من آلامنا..
ننتقل من قناتك المثقلة بالدم والجراح والتدمير..
إلى قناة العراق حيث يباد شعب ويفتك في أمة ويدمر وطن..
***
تغيبين يا فلسطين..
يغيب صوتك وصورتك..
فيزداد التنكيل بشعبك..
ويتواصل هدم المنازل على ساكنيك..
دون أن يرف ولو رمش واحد من عين إنسان في العالم..
فالجميع مشغولون في متابعة حفلة تقطيع الرؤوس العراقية عنك وعن أخبارك يا فلسطين..
***
تغيبين يا فلسطين من إعلامنا..
عن موقع الصدارة من اهتماماتنا..
وكأننا قد فقدنا الإحساس بالتعاطف معك..
كأننا لم نعد نشعر بالمحنة التي تمرين بها..
في عالم كريه يؤكد في كل يوم أنه محكوم وموجه من خلال سطوة القوي وجبروته..
***
إيه يا فلسطين..
ويا عراق..
ويا كل الوطن العربي..
هذا قدرك..
وهذا ما ساهم به بعض حكامك ممن حكموا بالحديد والنار دولهم فأساءوا إلى شعوبهم وإلى أوطانهم..
وقدموا صورة مشوهة للإنسان العربي المسلم..
صدام حسين نموذج لهذه الصورة..
وحالة لهذا الواقع المرير..
***
فلسطين..
يا فلسطين..
وإن أخذتنا الحرب على العراق عنك..
وإن جاءت رياحها وهبت بغير ما كنا نتمنى..
فمقدساتك ومآذنك وقدسك يفديها كل المخلصين من أمتك..
ولا بأس أن تتعرض هذه الأمة لهذه الشدة..
فلعل فيها خيراً لنا...
الخير قادم إن شاء الله.
خالد المالك
|
|
|
تعد مدخلاً إلى عالم الجريمة المشاجرات الطلابية سلوك انحرافي يرسخه الاهمال السلوك الطلابي انعكاس لمفاهيم ومرجعيات الأسرة المكافآت.. وتنمية المفاهيم من وسائل العلاج
|
* اعداد: خليل صالح الشمري
ان من اهم دعائم المجتمعات ودلائل صحتها وعافيتها وقدرتها على التطور والابتكار والانتاج تماسك اعضاء وأسر وافراد تلك المجتمعات، وخلوها من العوامل التي تعوقها عن النهوض وعن حماية أفرادها وأهمها المشكلات التي تنشأ بين العديد من المجتمعات الإنسانية، ومن أبرز المشكلات التي تعاني منها المجتمعات على مر الدهور والأزمان المشاجرات بين الأفراد، ويجيء تركيزنا هنا على المشاجرات الطلابية وخطورتها، كونها تنشأ عن نزعات صبيانية واضطرابات او توترات تتعلق بمرحلة المراهقة.
ان المشاجرات تشكل خطراً على الافراد وتعرضهم لمجموعة من الآثار والنتائج التي تزيد من قلقهم واضطرابهم النفسي، وتخلق منهم شخصيات حاقدة، ومريضة هدفها العدوان، والانتقام وتبرز خطورة هذه السلوكيات في انها تشل طاقات المجتمع، وتهدد بتفكك وتعرض حياة افراده وسلامتهم وممتلكاتهم للخطر، ويتزايد لديهم شعور العنف والاستهتار واللامبالاة، وقد يهدد ذلك أمن المجتمع، وتعد المشاجرات الطلابية مدخلاً الى عالم الجريمة.
اسس الحلول
ان ظاهرة المشاجرات الطلابية تعد واحدة من المشكلات الاجتماعية التي تتكرر في اكثر من بيئة وان هذه المشكلة ظلت تبحث عن الحلول زمناً طويلاً. ولكن كيف السبيل الى الحل؟ وما الجهات التي يقع على عاتقها مسؤولية تلك الحلول؟ قطعا يأتي التربويون ورجال القانون، وأطباء النفس والاجتماع والخدمة الاجتماعية على رأس المعنيين بوضع أسس الحلول لهذه المشكلة التي بات تهدد المجتمع بأسره.
تشخيص الحالة
ظهرت عدة تفسيرات لتشخيص هذه الظاهرة السلوكية فالبيولوجيون يجمعون على أهمية الدور الفطري الوراثي بينما يرجعها علماء الاجتماع الى افرازات البيئة الاجتماعية، اما علماء النفس فيركزون على التركيبة الشخصية للفرد، ويرى علماء السلوك ان الدافع سلوكي امكن تعلمه تماما مثل تعلم السلوك السوي.
أما التفسير التكاملي فيرى اشتراك اكثر من سبب في هذا السلوك، هذا بالاضافة الى العوامل البيئية التي تشمل الجوانب الذاتية والعوامل العائلية والعوامل الاجتماعية التي تساهم في ايجاد بيئة المشاجرات الطلابية.
وهنا للكاتبة ليلى ابراهيم الاحيدب رأي مهم، تقول: ان الاعراف كانت موحدة وكذلك معايير الصواب والخطأ فما تراه أمي عيباً، تراه أم صديقتي بنفس العين!..
كان هناك «وحدة واحدة» للمقبول والمرفوض! وهذه النظرة يقرها الشرع والدين. كانت نظرة المجتمع واحدة، لذلك كان جيلنا وجيل من سبقونا له معيار واحد للصواب والخطأ. كان له ضوابط وحدود وآداب.. وتواصل ليلى الاحيدب: اما (جيل القطيعة) فلا معايير له.. لان ثمة تبايناً في مفهوم الصواب والخطأ.. عند المجتمع ذاته.. فما تراه مثلاً الأم «س» خطأ تراه الأم «ع» عين الصواب.. فهل نلوم هذا الجيل وحده؟! لا بالتأكيد لكننا نلوم الرعاة، اولياء الأمور.. الذين يتفاخرون بالقوامة في اتفه الأمور.. وهم أدقها يتنازلون عنها لأرباب الموضة وقنوات الفضاء المفتوحة.
أما المؤلفان لورنس فرانك وماري فرانك فيقولان في كتابهما (المراهقة) ليس من وظيفة الوالدين أو المدرس أن يعمد الى ثقب الحصون التي يختبىء المراهق وراءها.. بل من واجبهم أن يساعدوا المراهق على استخدام طاقاته الانفعالية الجديدة في طرائق ايجابية. وان الشغب الجماعي ناتج عن ان كل واحد من المراهقين يتنافس مع زملائه لاستجلاب النظر إليه وعلى الجرأة والتفوق.
دور الأسرة
تعتبر الاسرة الحصن الاساسي الذي ينشأ فيه الطفل، فهي تستطيع توجيهه سلوكياً حسب القيم والمفاهيم السائدة لديها، والاسرة المسلمة بما لديها من قيم واخلاق تقوم بتهيئة الطالب نفسياً واجتماعياً، واعداده لتحمل الأمانة، ولمواجهة المواقف الطارئة، والتحكم في انفعالاته وعواطفه لانها تستمد منهجها التربوي من القرآن الكريم فقد كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «خلقه القرآن» فالتنشئة السليمة تبني جيلا متزنا سويا محبا متعاوناً متآلفا.. والعكس تماما صحيح كما ان التنشئة البدنية لها دورها ايضا «فالمؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف» اضافة الى التربية العقلية التي خاطب بها الاسلام العقول وطالبها بالتدبر.
ويجب الا نغفل البيئة الاسرية ومؤثراتها ودورها الايجابي والسلبي في تكوين النشء.. فالطفل الذي ينشأ ملازماً لوالديه ناهلاً من حنانهما وعطفهما وتوجيههما يختلف عن الذي يتربى على يد الخادمة، وتوجيهات السائق وغيرهما.
الاسرة والمشاجرات
عرفنا دور الاسرة في التنشئة والتربية، والتوجيه، ولكن ما دورها في المشاجرات التي تحدث بين طلاب المدارس؟ وما موقفها عندما يكون الابن طرفا فيها، وما وسائلها العلاجية لمنع اشتراك ابنها في تلك المشاجرات.
تستطيع الاسرة ان توفر الجو المناسب الذي يشعر فيه الطالب بالثقة والأمانة، كما ان الرعايةالدينية التي تبعده عن المعاصي والمغريات وتحبب اليه الطاعات والفضائل تصنع منه شخصا متزناً وهادئاً. إلى جانب الرعاية والوقاية بعزله عن رفقاء السوء والرقابة الدائمة، والابتعاد عن مشاهدة افلام العنف، كما يمكن للاسرة ان تقوم بالرعاية العلاجية بعد حدوث المشاجرات لابعاده عن مصادر المشكلة ووضعه في اطار جديد لتغيير اتجاهاته السابقة. اضافة الى تعزيز السلوك الايجابي مادياً ومعنوياً.
ماذا تفعل المدرسة؟
تعد المدرسة بوتقة لصهر الاجيال لينطلق منها الطالب لمعترك الحياة مسلحا بكل قيم الخير، ووسائل العلم، والمهارات المتعددة.
فالمدرسة تتكون من عادة ركائز اساسية عندما تتكامل ادوارها تستطيع ان تسهم بدور إيجابي تجاه علاج ظاهرة المشاجرات الطلابية، فالمبنى الذي يضم الفصول والمرافق المتعددة والمسجد والقاعات والملاعب ان كان فسيحاً ورحباً ومهيأ يمكنه استيعاب طاقات الطلاب ونشاطاتهم وتحركاتهم بعكس المبنى الضيق الذي يساعد على التزاحم والاحتكاك.
وكذلك المعلم الكفء القدوة الحسنة يمكنه ان يكون مثالا يحتذى بين الطلاب والمرشد الذي يراقب سلوك الطلاب ويحل مشاكلهم جذرياً يستطيع ان يؤثر على الطلاب ويمنع وقوع المشاجرات.
والأهم من كل ذلك الادارة الحكيمة التي تشجع المعلم القدير وتأخذ بيد الجديد وتضع ولي الأمر امام كافة تصرفات الطالب لابد ان يكون لها دور فاعل في مواجهة ظاهرة المشاجرات.
وبهذا تصبح المدرسة مؤسسة تربوية يشعر الطالب فيها بالجو الأسري، والأمان والثقة والمحبة للآخرين. كما يمكن للمدرسة ان تنمي المفاهيم والافكار والمرجعية لدى الطالب.
مسؤولية المجتمع
تتجسد مسؤولية المجتمع الاسلامي في الحرص على تربية الافراد من منطلق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وترسيخ مبدأ الاخاء بين افراده ومن هنا يحقق المجتمع الموازنة بين اهداف الفرد وافراد المجتمع بألا يطغى أحدهما على الآخر بل تسود قيم التعاون والمحبة بين الجميع، وعلى المجتمع ان يحرص على القضاء على التعصب. وقد شبه الرسول صلى الله عليه وسلم المجتمع «بقوم ركبوا سفينة» فان لم يتعاون الجميع لاصلاح اي خلل فإن العاقبة وخيمة على ذلك المجتمع.
وتبرز المشاجرات كاحد العوامل الخطيرة التي تهدد بنيان المجتمع وتزلزل أركانه اذا تتشابك اطراف عديدة فيها، ويدفع المجتمع الثمن غاليا، ويكون نصف المتشاجرين في المستشفيات والنصف الآخر بالسجن، في الوقت الذي يحتاج فيه المجتمع الى تضافر طاقات ابنائه للقضاء على الجهل والعادات السلبية وتحقيق الاهداف الانسانية السامية.
دوافع المشاجرات!!
إن المشاجرات الطلابية التي تحدث احيانا في بعض المدارس لا تنطلق من فراغ.. ولا تأتي من المجتمع أو الأسرة بشكل مباشرة بل تنبع من بيئة المدرسة التي توفربعض الشروط والتوترات والظروف التي تساعد على اشعال المشاجرات.
ويساعد تراكم مشاعر الاحباط لدى الطلبة على خلق حالة من التوتر والانفعالات التي تقود الى المشاجرة. كما ان الازدحام لدى مرافق المدرسة يوفر بيئة صالحة لنشوء التشاجر، وشيوع معايير التراخي والاهمال بين بعض الطلاب يقود الى مقاومة المعايير المدرسية وبالتالي ينعكس ذلك على نفوس الطلاب وانفعالاتهم. تكوين جماعات الاصدقاء أو الشلل على اساس قبلي او اجتماعي او سكني وتمركزها في حيز محدد وممارسة نشاطات خاصة يؤثر سلبا على روح الترابط بين طلاب المدرسة ويوفر مناخ الاحتكاك والتنافر. وقد يقود ذلك الى تشكيل شلل اخرى من قبل مجموعات طلابية منافسة.. مما يجعل ساحة المدرسة حلبة للتنافس والسيطرة والنفوذ بدلا من التنافس العلمي الشريف.
مقترحات علاجية
اتضحت ابعاد المشكلة، وتمت اضاءة زواياها المختلفة، وعرفت المؤثرات الفاعلة فيها، والدوافع والمنطلقات.. وكذلك المخاطر الناجمة عنها على المستويين القريب والبعيد.. لكن ما هو الحل؟ وما طرق العلاج؟
في هذا الصدد يقول الدكتور مجد الدين خيري من الجامعة الاردنية إنه لابد من القيام بثلاثة برامج متكاملة تعمل جميعا على التأثير على الجماعات التي يتعامل معها الطالب في محيطه المدرسي وتؤدي الى اكتسابه المفاهيم والقيم المرجعية الحديثة التي تربطه بالمدرسة واهداف المرحلة التي يدرس بها.
من هذه البرامج مسألة الادماج والتوجيه وذلك لدى استقبال الطلاب الجدد الذين يفترض ان تنظم لهم لقاءات وجولات ومحاضرات توضيحية حول البيئة الجديدة والسلوك المتوقع فيها مما يسهم في خفض التوتر لدى الطلاب وهم يقدمون على مرحلة جديدة، كما يساعد على التقليل من فقدان الهوية حين يتم التعارف ويخلق صداقات جديدة.
كذلك التفعيل الايجابي لدور الجماعات المدرسية للقيام بوظائفها الاجتماعية والنفسية المهمة في خفض التوتر، ولما تمثله من مصدر انتماء للطالب وذلك على أساس التخصص والمناشط وليس على الأساس القبلي العصبي.
ويرى د. خيري ان تطوير مادة التربية الوطنية يساعد كثيرا في ترسيخ مفاهيم تركز على المواطنة والمساواة وتشيع قناعات ومهارات وآليات للتعامل مع الخلافات بشكل سلمي وحضاري.
وفي الختام لابد من تضافر دور الاسرة والمجتمع والمدرسة لمحاصرة هذه المشكلة الاجتماعية التي باتت تهدد تماسك المجتمع، وتقلق الاسرة، وتقلل من سيطرة المدرسة وتضعف دورها التربوي، باعتبارها البيئة الحاضنة والمنطلق المباشر لهذه المشكلات.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|