Telecom & Digital World Magazine Sunday25/02/2007 G Issue 197
سطح المكتب
الأحد 7 ,صفر 1428   العدد  197
 

النصب الإلكتروني!

 

 

الاحتيال والنصب، قضية وجدت منذ الأزل ووقع ضحية لها أول مخلوقين من البشر عندما قام إبليس بالاحتيال على سيدنا آدم وزوجته وأغراهما إلى أن وقعا في المحظور بعد أن أوهمهما أن في الشجرة التي سيأكلان منها نفعاً لهما، كما ورد في قوله تعالى: (فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ).

وعلى مر العصور اتخذ النصب والاحتيال صوراً متعددة وأشكالاً متنوعة، حتى أصبح يشكل ظاهرة تعاني منها معظم المجتمعات والأمم. وفي عصرنا الحاضر، عصر العولمة، كان على النصابين أن يتكيفوا مع متغيرات العصر، فازدهر ما يعرف بالنصب الإلكتروني الذي يتخذ من التقنيات الحديثة وسائل للإيقاع بالضحايا من البسطاء والسذج. وتتنوع القصص التي يحملها البريد الإلكتروني بهدف النصب ما بين سرد لمآس إنسانية كاذبة، يُطلب فيها المساعدة والعون، إما لمعاق تقطعت به سبل العيش، أو لمريض أنهكه المرض، وهناك رسائل أخرى تحمل في طياتها حلم اقتناء ملايين الدولارات إدراكاً منها لضعف النفس البشرية أمام إغراء المال. وقد تلقى أحد الزملاء مؤخراً رسالة نصب إلكتروني حاول من خلالها أحد المخادعين إقناعه بقصة خيالية ومختلقة الهدف منها الاستيلاء على مبلغ مالي. تلك الرسالة إلكترونية وصلت لصديقنا من شخص يدعى (بول هانتر) يعمل في شركة يانصيب عالمية. هنأ هذا النصاب صاحبنا على فوزه بمبلغ خمسة ملايين دولار بعد اختيار بريده الإلكتروني بشكل عشوائي من بين عشرات آلاف الأسماء!! طار صديقنا من الفرحة وبدأ يمنى نفسه بما يمكن أن يحققه بهذه الملايين التي نزلت عليه من السماء في وقت هو في أمس الحاجة إلى جزء يسير منها. ولإحكام عملية النصب، كان يتصل هاتفيا على صديقنا لإقناعه بأن هذه الجائزة حقيقية وهي فرصة له لن تتكرر لكي يصبح من أصحاب الملايين!

بعد جولة ماراثونية من المراسلات والاتصالات التي استمرت لأسابيع بين صديقنا والسيد هنتر، طلب الأخير أن يقوم صاحبنا بإرسال مبلغ 1000 دولار قيمة التذكرة للمندوب الذي سيحضر إليه الحقيبة المملوءة بملايين الدولارات. رد صديقنا على هذا النصاب الدولي بالقول إنه لا يملك هذا المبلغ حالياً ولحل هذه الإشكالية، اقترح صديقنا أن يقوم السيد هنتر بفتح الحقيبة المملوءة بملايين الدولارات وأخذ مبلغ التذكرة منها، فجاءه الرد الفوري بأن النقود في هذه الحقيبة (أمانة) لا يمكنهم العبث بها وإلا تعرضوا للمساءلة القانونية!! عندها أنكشف لصاحبنا خبث هذه المراسلات التي كان الهدف منها فقط الحصول على مبلغ 1000 دولار.

هذه القصة وآلاف القصص الأخرى المشابهة نوردها هنا كمثال على النصب الإلكتروني، آفة العصر الحديث، ونرجو من القارئ الكريم أخذ الحيطة والحذر من أفخاخ أمثال هؤلاء الطفيليين الذين لا يهمهم سوى الكسب السريع.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«52» ثم أرسلها إلى الكود 82244

عبد اللطيف العتيق


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة