الأشياء المجّانية جيّدة دائما، كما أن الأشياء سهلة الاستخدام عادة تكون أفضل، وهذا من الأسباب التي دفعت الناس لمحاولة استعمال الصوت على بروتوكول الإنترنت (VoIP) لإجراء المكالمات الهاتفية.
ومع هذه التقنية تستطيع إجراء الاتصالات، حتى تلك بعيدة المسافة والدولية مجاناً، لكن حتى فترة قريبة، كان هناك قيد كبير على استخدامها وهو أنه لكي تتمكن من إجراء مكالمة، يتطلب أن يكون لديك جهاز كمبيوتر.
وقد جعلت الهواتف الجديدة من الممكن الاستفادة من هذه التقنية بدون التقيد بالكمبيوتر.
وتستعمل هواتف الواي فاي نفس تقنية شبكة اللاسلكي التي تستخدمها أجهزة الكمبيوتر، مما يجعل خدمة(VoIP) متنقلة بشكل أكبر، ومتاحة بصورة أوسع للمستخدمين.
أساسيات (VoIP) والواي فاي
يمكن فهم الصوت على بروتوكول الإنترنت (VoIP) بشكل أسهل إذا كان لديك فهم أساسي لكيفية عمل الهواتف القديمة، فقد استعمل أكثر الناس هاتفا (خطّ أرضي) عاديا في أغلب الأحيان بحيث تبدو هذه العملية فطرية، فأنت تقوم فقط برفع سماعة الهاتف، وتستمع لنغمة إدارة قرص الهاتف، تقوم بإجراء المكالمة ثم تضع السماعة.
لكن العديد من الأشياء تحدث بين قيامك بالاتصال بالهاتف وقيام الشخص الآخر بالرد على المكالمة، فلكي تمر من شخص إلى آخر، تمر المكالمة خلال الأسلاك التي تكون شبكة الهاتف المنقولة العامّة (بي إس تي إن).
ويوجّه ناقل هاتفك المحليّ مكالمتك من خلال سلسلة من المفاتيح المادية التي توصل هاتفك في النهاية بالشخص الآخر، ويطلق على ذلك تحويل الدائرة.
هذه الطريقة ليست فعالة لإجراء المكالمات الهاتفية، فالدائرة بين الهاتفين تبقى مفتوحة بالكامل أثناء المحادثة، على الرغم من أنّ شخصاً واحداً فقط هو الذي يتكلّم، كما أنها تظل مفتوحة أيضاً عندما لا يوجد أي شخص يتكلم في الهاتف. من الناحية الأخرى، يستخدم (VoIP) تحويل حزم بيانات بدلاً من تحويل الدائرة، فبدلا من أن ترك كامل الدائرة مفتوحة أثناء المحادثة الكاملة، يقوم بتجزئة المحادثة إلى حزم بيانات صغيرة، ثمّ يرسل تلك البيانات على الإنترنت. فبدلاً من أن يحتكر الدائرة، يرسل تحويل حزم بيانات ويستقبل البيانات حسب الحاجة.
الإشارة السمعية المناظرة
لنقل إن هناك طرفين يستخدمان نفس خدمة (VoIP) وعندها ستتحدثان مع بعضكما البعض، أنت تستعمل وصلات الهاتف المناظرة (أي تي أي إس) التي تسمح لك بتوصيل هاتفك العادي بجهاز الكمبيوتر.
وفيما يلي ما سوف يحدث:
1- ترفع السماعة، حيث يتم إرسال إشارة إلى أي تي أي. يستلم أي تي أي الإشارة ويرسل نغمة اتصال لتخبرك بوجود ربط بالإنترنت.
2- تتّصل برقم الهاتف، يحوّل أي تي أي النغمات إلى بيانات رقمية.
3- يرسل حاسوبك البيانات إلى معالج المكالمات لدى شركة (VoIP).
4- يخطّط معالج المكالمات رقم الهاتف بترجمته إلى عنوان آي بي. ويقوم برنامج تخطيط متخصّص يطلق عليه soft switch بربط ATA الخاصة بك مع تلك العائدة لصديقك لتخبرها بالرنين.
5- صديقك يرفع سماعة الهاتف، مما يحدث مكالمة بين أجهزة الكمبيوتر الخاصة بكما، يعرف كلّ نظام أنه يتوقّع حزم بيانات من الآخر.
6- يحوّل النظام أصواتكما إلى حزم بيانات ثنائية، يعالج بناء الإنترنت التحتي العادي ذلك تماماً مثل رسالة البريد الإلكتروني أو صفحة الويب.
7- وأثناء مكالمتك، يرسل النظام حزم بيانات ذهاباً وإياباً، يترجم ata الحزم إلى الإشارة السمعية المناظرة التي تسمع.
8- عندما تنهي الكلام، تضع السماعة، وتغلق الدائرة بين هاتفك وبين ATA. ثم يرسل ATA إشارة إلى SOFT SWITCH لإنهاء المكالمة.
وهذه عملية فعالة، وهي لا تشغل الخطّ عندما لا تكون هناك حاجة لذلك، كما يمكن أن تكون مجانية أيضاً، إذا كنت تستعمل خدمة مجّانية، مثل Skype، وتتّصل بشخص آخر يستعمل نفس الخدمة أيضاً، فإن مكالمتك لن تكلّفك أي شيء، لكنّك قد تريد إجراء المكالمات الهاتفية عندما تكون بعيداً عن حاسبك، أو تريد التجوّل أثناء الكلام، ومن خلال ربط الشبكات 802.11 أو الواي فاي، يمكن أن يعمل (VoIP) لاسلكياً، فهاتف الواي فاي مزود بهوائي يرسل المعلومات إلى الحاسب، المحطة القاعدة أو محدّد مسار اللاسلكي الذي يستعمل موجات الراديو، وأي هوائي في القاعدة أو محدّد المسار يلتقط الإشارة وينقلها إلى الإنترنت.