يستعمل الناس هواتفهم الخلوية لتصفّح الويب، واستقبال الصور والرسالة النصيّة، بالإضافة إلى إجراء الاتصالات. والآن، يسمح عدد متزايد من المصارف لهم بدفع الفواتير وتحويل الأموال من خلال هواتفهم الخلوية.
وفي ديسمبر، بدأ واتشوفيا، وهو من أكبر المصارف الأوروبية، بالسماح لأكثر من 4 ملايين عميل مصرفي على الإنترنت بالاطلاع على معلومات الحساب وتحويل الأموال عن طريق الهاتف الخلوي. وهناك عدد من البنوك الأوروبية والأمريكية الأخرى سوف تبدأ بالكشف عن خدمات مشابهة قريباً من خلال قدرات إضافية لتسديد الفواتير بالهاتف الخلوي. من ذلك ما أفاد به بنك أوف أمريكا بأنّه سيعرض الأعمال المصرفية بالهاتف الخلوي الشهر القادم إلى العملاء في ولاية تينيسي، وإلى العملاء الآخرين في عموم البلاد بمنتصف السنة.
مسألة وقت
وتشير هذه الخدمات إلى أول إطلاق واسع الانتشار لأعمال الهاتف الخلوي المصرفية. ويذكر أن أواخر التسعينيات قام بنك أوف أمريكا والبنوك الأخرى باختبار هذه التقنية على عدد صغير من المستهلكين، ولكن لم يتم تطبيقها على أرض الواقع. وتراهن المصارف أن هذه المرة سوف تكون مختلفة، وذلك لأن معظم المستهلكين يحملون هواتف خلوية الآن، والعديد منهم متّصل بالإنترنت؛ الأمر الذي يتفق عليه العديد من المحللين. يقول بوب إجان المحلل التقني: (الموضوع لا يتعلق بإمكانية تطبيق ذلك ولكن بموعد تطبيقه. فالإنجاز الذي قام به iPod للموسيقى الإلكترونية سيخفت بالمقارنة مع ما سوف تقوم به الهواتف النقّالة للمعاملات المالية). أما مارك دزاريو، ويعمل في إحدى شركات الخدمات المالية، فيقول إنه يسافر إلى الخارج في أغلب الأحيان ويجد أنه من الملائم أن يكون قادراً على استعمال هاتفه الخلوي لدفع الفواتير وتحويل الأموال بين الحسابات. ومع ذلك، فهناك توقعات بأن العملية ليست بهذه السهولة حيث إنها أكثر تعقيدا وتعتمد على عوامل أخرى في أغلب الأحيان مثل فحص الأرصدة وإمكانية تحويل الأموال.
أهداف جديدة للصوص
جدير بالذكر أن كلّ نظام مصرفي يعمل بشكل مختلف. فعلى سبيل المثال، يتعين على عملاء بنك أوف أمريكا أن يقوموا بالتسجيل للأعمال المصرفية النقّالة قبل استعمالها، بينما يتعين على عملاء سيتي جروب تنزيل برنامج من الشبكة. ويقول واتشوفيا إن عملاءه للأعمال المصرفية عبر الإنترنت يستطيعون دخول الحسابات المصرفية حاليا من خلال هاتف خلوي متّصل بالإنترنت من خلال نظام التشغيل Windows Mobile 5.
ويقلق بعض المدافعين عن المستهلكين حول أمن الأعمال المصرفية بالهاتف الخلوي. وتقول بيث جيفينس من Privacy Rights Clearinghouse إنه يجب على الأشخاص التأكيد مع مصرفهم (بأنّ هناك ميزات أمنية كافية لنظام التعامل لدى المؤسسة المالية)، ورغم ذلك، يجب ممارسة حذر كبير عند استعمال هذه التقنية.
وتقول المصارف إن العملاء لن يكونوا مسؤولين عموما عن الاحتيال بواسطة أعمال الهاتف الخلوي المصرفية. ورغم ذلك سوف يستمر أولئك الذين يزعمون بأنّهم ضحايا الاحتيال في تحمل عبء الإثبات. ويحذر إجان من أنه مع انطلاق الأعمال المصرفية المتنقلة، سوف تكون الهواتف الخلوية الأهداف الجديدة للصوص.