دعوني افتتح هذا المقال بأن أقول: إنني أكره الهواتف الجوالة! وأعتقد أنها من إحدى مصائب المجتمع العصري.
وشخصياً نادراً ما أحمل هاتفاً جوالاً، وإذا فعلت فيكون هاتفاً قابلاً للرمي، وفاتورة جوالي لا تتخطى 20 دولاراً شهرياً.
ولكن اليوم تقريباً جميع الناس يحملون الجوال، فإذا ما أردت أن أجري مكالمة فيمكنني أن أستعير واحداً، وأنا لا أفعل ذلك بسبب بخل في، ولكنها مسألة مبدأ وعداء من الجوال.
واليوم أصبح لدينا عدد وافر من الشركات الآسيوية التي تدخل وتخرج من الصناعة في محاولة لبيع مختلف أنواع الأجهزة المحملة بكل المزايا التي نحتاجها وتلك التي لا نحتاجها، وأصبحت الهواتف المحمولة جزءًا من الموضة ومن كماليات الأزياء، والموضة تصبح بلا معنى إذا لم يتم إظهارها، وهذا يعني أن أصحاب الجوالات يجب أن يعرضوها باستمرار: سواء لفحص البريد الإليكتروني أو رؤية الرسائل القصيرة، وشخصياً أشعر بالرغبة في تحطيم رأس أي أحمق يخرج جواله فقط من أجل التباهي بهاتفه اللامع الجديد! والهاتف الجوال كأداة كثيراً ما قاطعت لحظاتنا الاجتماعية، فهي تحظى بقدر غير عادي من أولويات نشاطاتنا اليومية، فكم مرة حادثت شخصاً وأنت تقف أمامه ثم يقول لك: (لحظة واحدة أرد على الهاتف)! والحقيقة أنه لا يجب أن يرد أحد على مكالمات الجوال! هل سيموت شخص إذا رفض الرد على الهاتف؟ فالجوالات اليوم أصبحت تستخدم في المحادثات غير المهمة فقط لتعطي إيحاءً بأن الشخص الذي تتحدث إليه مهم وتأتيه مكالمات حتى وهو في الأماكن العامة!
إن هذه الأجهزة لم تفعل شيئاً لتحسن جودة الحياة أو الإنتاجية العامة، ولكن على النقيض تماماً، فهي غير مهمة سوى في حالات الطوارئ، وربما تفيد إذا كنت تريد العثور على شخص في الزحام أو إذا كنت تائهاً وتريد أن تستفسر عن الاتجاهات.
وبصفة شخصية أتمنى أن تخسر كافة الشركات المصنعة للهواتف المحمولة وتغرق في الديون، والشعور ذاته يخالجني تجاه شركات الاتصالات ومزوّدي الخدمة الذين يبتكرون كل يوم وسيلة جديدة في الخداع من أجل الحصول على أموال الناس.