لم أجد لهذه الحالة التي أصبحت تأتيني هذه الأيام كثيراً إلا هذا الاسم. إنها حالة غريبة تصيبني بالشلل التام عن فعل أي شيء سوى الجلوس وعمل أي شيء روتيني، سواء أكان هذا الروتين الجلوس والحملقة في الفراغ دون أي تفكير، أو بشيء من التفكير الفلسفي العقيم الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، وعدم الاهتمام مطلقاً بأي شيء.

بالفعل إنها حالة خطيرة، ولربما شعر البعض بها، مهما فعلت فلن تستطيع فعل أي شيء، باختصار كأن شخصاً احتضنك بأقوى قوته مسبباً لك كتمه في نفسك وضيقاً داخلياً وشعوراً لا يوصف إلا بالألم، إنها حالة قاتلة، الوقت فيها يمضي دون أي حساب أو أي شعور، تمر الساعة الواحدة ليلاً على أمل الذهاب إلى النوم حتى أتمكن من الاستيقاظ للصلاة والجامعة فلا أستطيع ثم تمر الثانية والثالثة والرابعة وقبل الخامسة أغفو لأقل من ثلث ساعة لأبدأ يوماً جديداً، المشكلة في الأمر ليست النوم بل كل هذا الوقت سيذهب إلى خانة (الأوقات الضائعة)، وقد امتلأت هذه الخانة كثيراً طيلة حياتي، ولا أظنها تقبل مزيداً...