رغم حجز كامل المواقع في كل من صالة العرض وصالة المتسوّقين فإن معرض جيتكس الرياض هذا العام جاء دون مستوى التوقعات، ولم يأت هذا المعرض الأول المتخصص بتقنية المعلومات على مستوى المملكة بجديد يذكر، ومع أن هناك إقبالاً كبيراً من قبل الزوّار على مثل هذا النوع من المعارض بغية التعرف على أحدث التقنيات المتوفرة إلا أن ضيق المساحة وضعف التنظيم إضافة إلى عراقيل أخرى تتعلّق بالبنية التحتية لهذه الصناعة حالت دون تحفّز الشركات العالمية الكبرى للحضور والمشاركة علماً أن سوق المملكة في مجال البرمجيات وتقنية المعلومات عموماً هو الأكبر في منطقة الشرق الأوسط كما أن الدولة خصصت أكثر من 3 مليارات ريال لدعم برنامج التعاملات الإلكترونيّة وإطلاق عجلة الحكومة الإلكترونيّة ما يتطلب مواكبة لهذا الدفع بإتجاه المجتمع الرقمي من قبل الجهات المنظمة لمثل هذه المعارض، وهو الأمر الذي لم يتحقق في جيتكس السعودية هذا العام.
افتتح وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس محمد جميل بن أحمد ملا عصر الأحد الماضي معرض جيتكس السعودية 2007 وذلك في صالات معارض الرياض حيث تجمعت كبرى الشركات العالمية والإقليمية والسعودية في حدث مثّل أهم ما تقدمه الشركات في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في السوق المحلي.
ودأبت كبرى شركات تقنية المعلومات لتقديم أسعار مخفضة جدا لمختلف طرز الكمبيوترات الدفترية والأجهزة الرقمية الأخرى.
وقد وصلت قيمة سوق الكمبيوترات المكتبية والكمبيوترات الدفترية في المملكة في العام الماضي إلى حد مليار دولار وفقا لتقديرات منظمي المعرض. ومع تنامي انتشار الشبكات اللاسلكية والشبكات السلكية بتسارع كبير في المملكة فإن الطلب إزداد خلال معرض هذا العام على الكمبيوترات المكتبية والكمبيوترات الدفترية والأجهزة الرقمية الأخرى بوتيرة عالية. وشهد سوق الكمبيوتر المصاحب لجيتكس السعودية في العام الحالي عروضا جديدة على أحدث المنتجات التقنية.
وتساهم خدمات تزويد الإنترنت مثل التغطية اللاسلكية لمناطق واسعة، في رفع مبيعات الأجهزة المحمولة التي تقدم مرونة عالية للمستخدمين وتتيح لهم حرية الحركة مع دوام الاتصال بالإنترنت مثل مبادرات المدينة الذكية، ويعد شارع التحلية نموذجا مهما على هذا الصعيد.
يذكر أن أجنحة المعرض - وكما كل عام - ازدحمت بحشود الزائرين المهتمين بأحدث التقنيات والذين وصلت أعدادهم قرابة 90 ألف زائر خلال خمسة أيام. وعرضت في الأجنحة أكثر من 600 شركة ضمن أكثر من 300 جناح يجمع بين الشركات المحلية والشركات الدولية العاملة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات لتضمن حصول الزوار على أكبر فائدة من أحدث ما توصلت إليه التقنيات من حلول وأجهزة ومنتجات برمجية تدخل سوق التقنية السعودي. يشار إلى أن معرض هذا العام شهد مشاركة بارزة لعدد من الدول العربية والأجنبية مثل مصر والإمارات وقطر وباكستان وماليزيا.
نمو واعد وإنفاق متزايد!
يستأثر قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات بالحصة الأكبر من إجمالي الإنفاق في المنطقة، وتشير إحدى الدراسات المنشورة مؤخراً إلى أن حجم الإنفاق على قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في الشرق الأوسط سيواصل نموه المتسارع ليصل إلى قرابة 16.8 مليار دولار بحلول العام 2010، بعد أن كان هذا الإنفاق لم يتجاوز حاجز 4.8 مليارات دولار خلال العام 2005 وتتسابق شركات التصنيع وشركات دمج الحلول وتزويد الخدمات جميعا في الوفود إلى أسواق الشرق الأوسط، والتي تعد أسرع أسواق الاتصالات وتقنية المعلومات نموا حول العالم.
وتحرص شركات عالمية عملاقة على رأسها شركات (إتش بي) و(مايكروسوفت) و(أوراكل)، على تأكيد التزامها بأسواق الشرق الأوسط على المدى البعيد، وذلك من خلال توظيف استثمارات ضخمة وافتتاح مكاتب محلية في المنطقة.
آرء كبرى الشركات
تحضُر الشركة العربيّة لتجهيزات المكاتب (العليان) للمرة السادسة في معرض جيتكس السعودية ضمن منصة كبيرة، وتمثل الشركة من خلال تلك المنصة شركة (توشيبا) العالميّة، وتستعرض من خلالها أكثر من 18 جهازاً جديداً وهي أجهزة تتوجه لرجال الأعمال والطلبة وتقدم (العليان) أيضا أجهزة في مجال المنزل وكذلك في مجال الاتصالات عموماً والاتصال اللاسلكي.
وفي هذا الإطار تحدث الأستاذ (عبد العزيز النغيثر) إلى مجلّة الاتصالات والعالم الرقمي قائلاً: (ضمن جناحنا في جيتكس خصصنا غرفة متكاملة لما يدعى المسرح المنزلي، ونقوم من خلالها بتوجيه المنزل إلى استخدام التقنية في مجال العروض داخل المنزل (السينما)، وأيضاً نطلق هذه السنة مع (توشيبا) جهازا اسمه (بورتوجيه آر 400).
وهذا الجهاز باستطاعة المستخدم من خلاله أن يأخذ شريحة تلفون الجوال ويضعها في الجهاز المحمول ليكون على اتصال بالإيميل الخاص به من أي مكان في العالم وتابع النغيثر قائلاً: من المتوقع أن يحدث هذا الجهاز قبول في السوق وخاصة في مجال رجال الأعمال والأطباء والصحافيين والطلبة، لأنه يوفر للمستخدم إمكانية التعامل مع العمل الخاص من أي مكان وذلك من خلال استخدام تقنية (الجيل الثالث) التي تقدمها الآن كل من شركة الاتصالات السعودية واتحاد اتصالات (موبايلي).
وحول مرئيات شركة (العليان) عن الوضع الحالي لمعرض جيتكس السعودية مقارنة مع حجم السوق المحلي أوضح (النغيثر) أن المملكة العربية السعودية تمثل ما يقارب 50% أو أكثر من حجم مبيعات تقنية المعلومات في الشرق الأوسط، وتمثل أيضا ثقلاً مهماً جداً لجميع الشركات المصنعة حول العالم، ولكن لا يتناسب ذلك مع المعارض التي تعقد في المملكة وذلك يعود إلى صغر أحجامها وعدم التنظيم المناسب لها، وعدم تنظيم ولوج الزوار إليها والترويج لهذه هذه المعارض في المجتمع وبين الناس وفي وسائل الإعلام، وكذلك تسويق هذه المعارض عالمياً لدى شركات التقنية حول العالم، ويتابع (النغيثر) أيضاً في مجال الدخول والخروج للمملكة العربية السعودية هناك بعض العوائق التي ينبغي إيجاد حل لها، ولو تكلمنا عن معرض جيتكس الذي يعقد في الرياض كل سنة لوجدنا أنه لا يختلف كثيراً عن السنة السابقة، فلا زلنا نعاني من نفس المكان ونفس التنظيم وضعف اطلاع المجتمع عما يجري في المعرض، ويضيف النغيثر: هناك تقصير من قبل وزارة الإعلام ووزارة التجارة حيث إن هذا المعرض يستقطب جهات عالمية ونجد خارج المعرض الباعة المتجولين والعارضين لبرامج منسوخة وهذا يؤثر على سمعة المملكة العربية السعودية ويؤثر أيضا على بنية الاستثمار من قبل شركات التقنية وعلى دخولها إلى السوق كمستثمرة وواضعة لمراكزها داخل المملكة، فنحن نفقد الكثير في هذا المجال حيث أن أغلب الشركات الآن تتمركز في مناطق حول المملكة العربية السعودية وتوظف وتستثمر كثيراً في ذلك، وأكثريّة المبيعات هي في المملكة ولكن لوجود ما ذكرته فهذا يؤثر كثيراً على تواجدهم في السعودية.
وعن أبرز ماأمّا شركة(BDL) للكمبيوتر فلم تشارك بشكل مباشر في جناح خاص لها في معرض جيتكس لهذا العام، وحول هذا الموضوع علّق الأمير وليد آل الثنيان رئيس مجلس إدارة(BDL) أن شركته غير راضية تماماً على واقع تنظيم معرض جيتكس السعودية وأضاف بأنه من الضروري أن يكون حجم المعرض متناسباً مع حجم سوق الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة والذي يعتبر الأوسع على مستوى المنطقة، ودعا إلى تكاتف الجهود بين جميع المعنيين على مستوى القطاعين الخاص والعام وكذلك الجهة المنظمة للخروج بمعرض يسير بهذا القطاع نحو مزيد من النمو والنجاح.
بدورها علّقت شركة (مايكروسوفت السعودية) على معرض جيتكس الحالي بالقول: (نحن نشارك في معرض جيتكس السعودية 2007 من خلال شركائنا المحليين، ونحن واثقون من أن شركاءنا سيقدمون أفضل قيمة للزوار من خلال دعمنا القوي لهم).
وأضافت مايكروسوفت السعوديّة: (لقد كان قرارنا المتعلق بطريقة مشاركتنا مبني على النتائج ومستند إلى المعايير العديدة والتي أهمها إحداث أكبر قدر من التأثير الإيجابي وإفادة الجمهور، ونحن نواصل دراسة الفعاليات المتكررة مثل معرض جيتكس لكي نقرر مع شركائنا أفضل طرق المشاركة في كل عام).
وشددت مايكروسوفت على القول: التنظيم والمشاركة الفعلية مع شركائنا في الفعاليات والأحداث والمؤتمرات والمعارض هو أمر مهم وأساسي بالنسبة لمايكروسوفت من أجل الوفاء بالتزامنا بمساعدة الأفراد والشركات في المملكة وكافة أنحاء العالم على الوصول بقدراتهم إلى أقصى مداها، وتمنحنا مثل هذه المبادرات فرصة ممتازة لنشر الوعي بتمكين تقنيتنا وحلول الابتكار لدينا أن تصل إلى الناس والمنظمات بأفضل الطرق. كما أننا نجري حواراً مباشراً مع عملائنا ونستمع بدقة لأرائهم واقتراحاتهم حتى نواصل التطوير وتقديم كل ما يحتاجه العملاء.