قلبي على الأطباء، فقد يصبحون يوما من ذكريات الماضي، بعد أن يأتي الطبيب الإلكتروني، فتغدو العيادات من التراثيات التي تزورها أجيالنا القادمة في صالات المتاحف!
المسألة ليست خيالا، فبعد أن تم إضافة خاصية فحص الدم للجوال كما أفادت بعض التقارير، ستتكامل هذه التقنية مع تقنيات أخرى باتت متوفرة في الساعات الرقمية، مثل قياس درجة حرارة الشخص، وقياس ضغط دمه، وإظهار عدد ضربات قلبه.
الجديد هو ظهور برامج طبية حاسوبية تسعى لأخذ مكان الطبيب، فبعض الأخبار تشير إلى بزوغ نجم برامج تستفيد من المعلومات التي يغذيها بها المريض، فتعطيه التشخيص المرضي، بل وتصف الدواء المناسب للحالة بعد تدقيقها حاسوبيا!
المعلومات التي يطلبها البرنامج هي من نوع الطول والوزن وضغط الدم ودرجة الحرارة والعمر والنوع (ذكر أو أنثى)، وهذه جميعا متوفرة بالساعات الرقمية والأجهزة الإلكترونية، أما (النوع) فكل مريض أدرى بنوعه!
والبرنامج، كما يقولون، ذكي وملم حتى بتداخلات الأدوية، ولا يمكن أن يصف دواء يتفاعل بشكل مضر مع دواء آخر يستعمله المريض.
وإذا صدق هذا الحديث، فهذا يعني أن الناس سيتعالجون مستقبلا من خلال مكائن أشبه بمكائن بيع المرطبات في الشوارع! حيث سيذهبون لتلك المكائن، وسيمدونها بالأعراض التي يشتكون منها، ثم يبثون إليها بقية المعلومات المطلوبة والمخزونة أصلا في أجهزة الجوال، وقد يتم ذلك عن طريق تقنية البلوتوث، فلا يبقى أمام الطبيب الإلكتروني سوى التشخيص، ثم وصف الدواء بل وصرفه من خلال المكينة الذكية ذاتها!
حتى التصوير بالأشعة السينية يمكن أن يدمجه الخيال التقني في المكينة، وربما يتم تزويدها بمفاجآت أخرى، مثل تقنيات الأشعة المقطعية، ووخزة الأنسولين لمريض السكري!
بقي القول إن البرامج الطبية الإلكترونية لا تدعي أبدا أنها المرجع النهائي للمريض، بل هي تنصحه دائما باستشارة الطبيب، ولعلها تتوجس من الأخطاء الإلكترونية، أو هجمات الفايروسات التي لا توفر حاسوبا أو جهازا إلكترونيا ذكيا!
قلبي عليكم أيها الأطباء، فالدنيا تتحوسب، ولا يبدو أن هناك مكانا للاستثناء، حتى للأذكياء والنابغين من أمثالكم!.