* نك فاريل
استعرت الحرب بين ما يمكن تسميته (الإعلام القديم) وهي الصحافة المطبوعة العريقة بكافة أنواعها، وما بين (الإعلام الجديد) وهو ذلك الإعلام الذي استفاد من عصر الإنترنت والمعلوماتية ويحاول أن يقدم كل شيء تقريباً على الشبكة العنكبوتية؛ فقد صرح أباطرة الصحف الأمريكية الكبرى أن المنافسة لم تحسم بعد كما يدعي البعض لصالح الإعلام الجديد، وأن قتل الصحافة الإلكترونية لنظيرتها المطبوعة بعيد كل البعد عن الصحة.
جاءت تصريحات أباطرة الصحافة تلك في ندوة حوارية على هامش المؤتمر السادس والخمسين لرابطة الاتصالات الأمريكية، وعارض الجميع فكرة أن الإعلام التقليدي أصبح على شفا الانهيار.
وقد صرح ريتشارد بارسونز الرئيس التنفيذي لشركة تايم وارنر العملاقة أن الإعلام الجديد بدا وكأنه مثل المستعمرين القادمين من الخارج لغزو البلاد وإخراج أهلها الأصليين منها، في تشبيه لما حدث عند قدوم المهاجرين إلى الولايات المتحدة ومعاركهم مع السكان الأصليين الهنود الحمر. وكرد على هذا (الهجوم) قرر بارونات الإعلام القديم أن يستخدموا نفس التقنيات التي استخدمتها صناعة الموسيقى والأفلام والترفيه ضد شركات الإنترنت الجديدة مثل جوجل وغيرها، وهي بأن يقيموا دعاوى قضائية تخص حقوق النشر ضد تلك الشركات الجديدة في محاولة لسحقها ووأدها في المهد.
ويشير أصحاب هذا الاتجاه إلى أن الإعلام الجديد سوف يخسر الحرب إذا ما اشتبك اشتباكًا مباشرًا مع الإعلام القديم في حروب من هذا النوع، وسوف يقرر الإعلام القديم أن يقطع (إمداداته) الخبرية والصحفية عن تلك المواقع الجديدة وبملاحقتها إذا ما استخدمت هذه المواد الصحفية بصورة غير شرعية ومن ثم اتهامها بالسرقة.
ومن أصداء تلك المعارك تلك الدعوى التي رفعتها شركة فياكوم العملاقة والتي تطالب بتعويضات تصل إلى مليار دولار من شركة جوجل وموقعها لتبادل ملفات الفيديو على شبكة الإنترنت (يوتيوب)، واتهامها بأنها متورطة في أعمال سرقة واسعة النطاق لمحتوياتها التي تعرضها على موقعها، ولكن الأيام ربما تثبت أن بارسونز كان مخطئاً عندما شن هذا الهجوم على شركة جوجل ونظيراتها، فشركة جوجل تعد واحدة من أكبر الشركات التي تمتلك أسهماً في شركة تايم وارنر. وتبقى الحقيقة في النهاية هي أن الإعلام المطبوع - وعلى رأسه الصحف- يقدم نوعاً (غير تفاعلي) من المحتويات الإعلامية، ولكن الحرب قطعاً سوف تستعر بدخول الإعلام القديم بقوة إلى عالم الإنترنت، إضافة إلى ملاحقته لأقطاب (الإعلام الجديد) قضائياً.
* عن مجلة (إنكوايرر)
* ترجمة - محمد الزواوي