أكد الدكتور سليمان الضلعان العضو المنتدب لمنظمة الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي في السعوديةICDL أن برنامج رخصة الحاسب الآلي يحظى حالياً بقبول واسع في منطقة الشرق الأوسط ولا سيما دول الخليج، وأن سبب هذا الإقبال أن البرنامج يوفر حلولاً عملية تتميز بالمرونة والفاعلية لتعلم وقياس المهارات التكنولوجية الأساسية اللازمة لاستخدام تطبيقات الحاسب الآلي بكفاءة، إضافة إلى كونه البرنامج التدريبي الوحيد في المنطقة المتاح لكل فئات المجتمع.
وأشار الضلعان في حواره مع (الاتصالات والعالم الرقمي) إلى أن المنظمة نجحت في تعزيز عملياتها في المملكة بصورة ملحوظة؛ حيث أصبح التأهيل للحصول على شهادة الرخصة الدولية جزءاً من منظومة التدريب؛ أي الاعتراف بالشهادة متطلباً أساسياً في التدريب.
* نود أن تلقي الضوء على الرخصة الدولية لقيادة الحاسب والشهادة التي تمنح للملتحقين ببرنامجها؟
منظمة الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي منظمة دولية غير ربحية تقوم بإدارة عمليات توفير البرنامج في مختلف أنحاء العالم، وتهدف إلى تعزيز الوعي المعلوماتي والارتقاء بمهارات التعامل مع تطبيقات الكمبيوتر لدى كل قطاعات المجتمع في العالم. وقد تم افتتاح المكتب الإقليمي للمنظمة في السعودية تلبية للطلب المتزايد للحصول على برامج الرخصة من كل قطاعات المجتمع والأعمال في المملكة؛ لتكون مهمته الإشراف على عملية توفير برنامج الرخصة الدولية، إضافة إلى اعتماد مراكز التدريب والاختبار في كل أنحاء المملكة وفق المعايير والأسس المعتمدة دولياً.
نقلة تأهيلية
* في نظركم ما البصمات التي وضعتها ICDL السعودية منذ بداية عملها؟
- نجحنا في تعريف المجتمع السعودي بأهمية الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي، وأن ننشر الوعي بالفوائد العديدة التي تتحقق جراء الحصول على شهادتها، وأدى ذلك إلى انتشار معاهد ومراكز التدريب في مختلف مناطق المملكة ليصل عددها حتى الآن إلى 350 مركزاً تدريبياً تقريباً، وكذلك تعزيز عملياتنا في المملكة بصورة ملحوظة؛ فأصبح التأهيل للحصول على شهادة الرخصة الدولية جزءاً من منظومة التدريب، كما اعتمدت المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني الكليات التقنية التابعة لها في البلاد مراكز اختبارات لشهادة الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي. وبلا شك أن اعتماد مثل هذه الشهادة في القطاعات التدريبية والتعليمية في المملكة سيحقق نقلة نوعية على مستوى التأهيل في الحاسب الآلي لدى أعضاء الهيئة التعليمية والتدريبية، وضمان الاعتماد على شهادة عالمية موثقة وذات مصداقية عالمية ومواكبة للتطورات التقنية. وعقدنا عدداً من اتفاقيات التدريب على الرخصة الدولية مع عدد من القطاعات الحكومية في المملكة كالحرس الوطني، ووزارة الدفاع والطيران، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، وجامعة البترول والمعادن، ومؤسسة البريد السعودي، والهيئة الملكية للجبيل وينبع. ووزارة التربية والتعليم، والمؤسسة العامة لتحلية المياه.
مفهوم الحكومة الإلكترونية
* ما تقييمكم لواقع الرخصة الدولية لقيادة الحاسب في الوقت الراهن؟
لا شك أن الصورة تبعث على الرضا، كما أنها تنبئ بمستقبل واعد يستثمر المنجزات التكنولوجية المعلوماتية من أجل رخاء وسعادة البشر، خاصة بعد أن حققت الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي ICDL معياراً قياسياً معترفاً به عالمياً لتحديد مستوى مهارات مستخدمي حلول تكنولوجيا المعلومات، وتحظى هذه الرخصة بقبول واسع في منطقة الشرق الأوسط من قبل عدد من حكومات المنطقة التي أوصت بتبني هذه البرامج لرفع كفاءة استخدام تطبيقات الحاسب الآلي بين موظفيها.
أما منطقة الخليج فقد شهدت تطوراً ملحوظاً في مجال تبني تطبيقات تكنولوجيا المعلومات واستخدام أجهزة الحاسب الآلي، انطلاقاً من حرص حكومات المنطقة على التحول إلى مفهوم الحكومة الإلكترونية، وبالتالي ازداد الإقبال على الانخراط في برنامج الرخصة الدولية للاستفادة من خدمات الحكومة الإلكترونية، خاصة في ظل التشجيع والدعم اللذين تقدمهما منظمة الرخصة الدولية للمؤسسات والهيئات الحكومية المعنية لتعزيز جهودها في تطوير مهارات منسوبيها والدخول بهم إلى عصر تكنولوجيا المعلومات. وتم اعتماد برنامج الرخصة من قبل كل وزارات التربية والتعليم في دول الخليج، كما تبنته معظم الجامعات الحكومية، كجامعة أم القرى وجامعة الملك خالد وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في السعودية، وجامعة البحرين وجامعة قطر وجامعة السلطان قابوس وجامعة الكويت، وكليات التقنية العليا وجامعة الإمارات وجامعة زايد في الإمارات، إضافة إلى عدد كبير من المؤسسات الحكومية والخاصة، وكل ذلك ينبئ بتحقق المزيد في المستقبل.
الجودة والارتقاء
* بدأتم إعادة النظر في المعاهد والمراكز التي تمارس نشاط تدريب الحاسب الآلي ومخرجاتها تحت إشراف المنظمة على مستوى المملكة... ما المغزى وأسباب ذلك؟ وهل قمتم بخطوات عملية في هذا الشأن؟
نعم لقد رفضنا بالفعل تجديد الاعتماد لما يقارب 20% من إجمالي عدد المعاهد العاملة في هذا النشاط، وذلك نظراً لعدم كفاءتها وتدني مستواها في جودة التدريب ومخرجاته. وستقوم المنظمة بتجديد الاعتماد فقط للمعاهد التي أثبتت كفاءتها وتقوم بتطبيق معايير ومقاييس الجودة التي نصت عليها المنظمة، وأنها لن تتنازل عن هذا الإجراء مهما كلف الأمر، وذلك من منطلق أن منظمة الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي وجدت لتحقيق ضمان الجودة والارتقاء بمهارات التعامل مع تطبيقات الحاسب الآلي لدى كل قطاعات المجتمع، سواء في المملكة أو دول العالم المختلفة.
* ما المعايير التي وضعتها المنظمة لالتزام المعاهد بها؟
تتمثل هذه المعايير في ضرورة الالتزام بالمناهج المعتمدة من قبل المنظمة، وأهمية اكتساب المتدرب للمهارات المطلوبة في هذا المجال، ومنح المتدرب الفترة الزمنية الكافية لاكتساب تلك المهارات، وضرورة أن يعكس معدل نسبة النجاح لدى طلاب المعهد مستوى التدريب في المعهد، والالتزام بتوفير العدد الكافي من أجهزة الحاسب الآلي على أن تكون حديثة الصنع.
حلول عملية
* إلى ماذا ترجعون أسباب زيادة الإقبال للحصول على شهادة الرخصة من كل شرائح المجتمع؟
يرجع الإقبال على برنامج الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي، في المقام الأول إلى أن البرنامج يوفر حلولاً عملية تتميز بالمرونة والفعالية والكفاءة، كما أن البرنامج يتم توفيره في أكثر من 143 دولة في 42 لغة بما فيها اللغة العربية. وتعتمد كل هذه البرامج على منهج وأدوات قياس واختبارات موحدة، كما يتم توفير هذه البرامج من خلال أكثر من 27.000 مركز إلى جانب إصدار نحو مليوني شهادة، وسبعة ملايين ممتحن ( نصف مليون شخص في منطقة الخليج وحدها ) وعقد ما يزيد على 52 مليون اختبار حول العالم منذ إطلاق البرنامج في عام 1997م.
* شرعت المنظمة في تنفيذ حملة للتوعية بالمعايير الدولية من أجل تعزيز الثقافة الرقمية، فما أهدافها وجدواها؟
تهدف هذه الحملة إلى الارتقاء بمستوى الوعي الثقافي في مجال الثقافة الرقمية، كما تهدف المنظمة إلى ترسيخ الوعي بأهمية اكتساب مهارات استخدام الحاسب وما لها من أثر في الحياة اليومية. ويتضمن برنامج الحملة عدة محاور تشمل طباعة أكثر من 120 ألف مطوية توعوية توزع على الجامعات والمدارس المختلفة، وتقديم أكثر من 100 منحة ICDL لمديري التطوير والتدريب في القطاعين الحكومي والخاص تقديراً لدورهم في إنجاح أعمال الحملة، إضافة إلى القيام بجولات وزيارات لعدد من القطاعات الحكومية ومدارس التعليم العام والجامعات والكليات ومعاهد التعليم والتدريب الفني تركز على تعزيز مفهوم الثقافة الرقمية. وما يسعدنا في هذا الشأن تفاعل ولاة الأمر والقيادة الرشيدة في المملكة مع حملات التوعية بالثقافة الرقمية، وليس أدل على ذلك من توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله
بإطلاق حملة واسعة في مناطق المملكة المختلفة لمحو أمية الحاسب الآلي من أجل استقطاب الشباب والشابات السعوديين الراغبين في الحصول على دورات في الحاسب الآلي؛ مما يؤكد اهتمام حكومة المملكة بتطوير قدرات ومهارات الشباب السعودي في هذا المجال وسعيها الحثيث إلى التحول إلى مجتمع المعلومات.