الدكتور عبدالله خالد الرشيد طبيب سعودي جمع بين الموهبة والإبداع والاختراع كرم بميداليتين عالميتين للاختراعين حذاء السوكنق (الندي) الذي حصل على ميدالية ذهبية وميدالية برونزية أخرى لاختراع وسادة الأمان في مدينة جنيف من خلال مشاركة مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين للمعرض الدولي، كانت بداية تعليمه في مدينة الرياض كطالب في ثانوية الجزيرة في عليشة، ثم حصل على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة الملك سعود، ثم الزمالة العربية في تخصص طب الأطفال ثم الزمالة الكندية في تخصص المخ والأعصاب من جامعة تورونتو (كندا)، وفي الوقت الراهن يعمل كاستشاري مخ وأعصاب في قسم الأطفال في مستشفى قوى الأمن بالرياض، له تجربة رائدة في تسويق منتجاته في الشرق الأوسط.
أجرينا مع الدكتور عبدالله حوارا خاصا لمجلة (الاتصالات والعالم الرقمي) حول تجربته في عالم الموهبة والاختراع.
* في أي يوم أطلق عليكم لقب مخترع؟ وكيف تم ذلك؟
الاختراع والابتكار موهبة وليس اكتسابا، مثله مثل المواهب الأخرى من شعر وفن ورياضة وغيرها، في عام 1997م انتهى بي المطاف في مستشفى الأطفال المرضى في مدينة تورونتو (كندا)، وهنا كانت الفرصة السانحة لألتقي بكثير من العلماء والحضور والمشاركة في كثير من الأبحاث، هناك وبكل صراحة تعلمت من أساتذتي طريقة التفكير الابتكاري، والمدرسة الفكرية التي أمشي عليها وأتبناها هي thinking out of the box or paradigm shift وهي بكل بساطة التفكير بطرق غير مألوفة وغير تقليدية.
* عندما خرجتم من التقليدية عام 2001م ابتكرتم العديد من الاختراعات كم عدد المنتج منها؟
أربعة اختراعات حتى الآن واحد مسوق.. واثنان في طور التصنيع. أحد هذه المنتجات تحول إلى وكالة عالمية عرضت في معرض التجميل الخليجي في دبي 2004م.
جائزة الأمير نايف للدراسات الشرعية
* أثرت لدينا الفضول حول تخصصكم الذي جعل منكم شخصية مبدعة, ما هي طبيعة دراسة التخصص بكندا؟
بعد أن منحت فرصة الابتعاث من قبل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية في التخصص الدقيق، حصلت على الزمالة الكندية في المخ والأعصاب من جامعة تورونتو (كندا)
* حصلتم على عدة جوائز في محافل دولية ومحلية ما تأثيرها عليكم؟
الفضل من الله سبحانه وتعالى بأن وفقني للحصول على تلك الجوائز وفائدتها المعنوية تفوق المادية بمراحل، فالكل يحب التشجيع بالجوائز حتى لو كانت تقديرية من أوسمة ودروع أو حتى شهادات شكر وهي تعني للمخترع الكثير .
* كيف استمررتم في المزيد من الاختراعات رغم الصعوبات التي تواجهكم؟
للوصول للعالمية يفترض وجود صعوبات ويتضح ذلك في عالم الفيزياء المصري زويل أو عالم الجيولوجيا الباز او الأديب العالمي نجيب محفوظ.
هم نتيجة لخلطة سرية من الموهبة + الجديّة + قبول التحدي، فالنجاح لا يأتي المتقاعسين.
وسادة الأمان
* اختراع وسادة الأمان (Pillow Thermometer) من أجمل اختراعاتكم؟ ما هي تلك الوسادة؟
هي جهاز طبي جديد، حصلت به على براءة اختراع من مكتب براءة الاختراعات الأمريكية بواشنطن (United State for Patent and Trademark Office)، والجهاز ممكن أن يستعمل للصغار والكبار، وفي البيوت والمستشفيات.
* ما هي علاقة الجهاز وحدوث الحرارة ليلا؟
لو سألت أي أب أو أم أو طبيب فسوف يقول: إن حرارة الأطفال تكثر ليلا.
* هل تقصد من كلامك أن الأم تراقب حرارة الطفل في النهار والجهاز يراقبها في الليل؟
بالضبط، فهو يتصرف كالأم الحنون طوال ليالي السنة..
* هل يستعمل لقياس حرارة الطفل نهارا؟
الجهاز يتطلب أن يستقر الرأس على الوسادة بدون حركة لمدة 5 دقائق وهذا يحصل خلال النوم فقط.
* هل الوسادة آمنة؟
بكل تأكيد لذلك أطلقنا عليها وسادة الأمان، فهي وسادة عادية جدا، بل فكرنا ان نسوق فقط غطاء الوسادة الذي يحتوي على الجهاز الذي لا يتجاوز علبة الكبريت وموصل بمحسس نهايته بحجم حبة العدس. الجهاز مخفي في زاوية الوسادة.
* هل يحتاج الجهاز من الأهل معايرة أو متابعة؟
لا الجهاز يتصرف مثل منبه الحريق الذي يظل صامتا إلا إذا حدث حريق. كما أنه لا يلامس الرأس بطريقة مباشرة (Non-invasive).
* كيف يعمل الجهاز هل هو على أساس قياس درجة الحرارة الطبيعية لفروة الرأس؟
لايوجد في المراجع الطبية (Medical Literature) جواب لهذا السؤال, لكن من الدراسة التي أجريتها درجة الحرارة الطبيعية 95 الى 98 درجة فهرينهايت، والجهاز يعطي منبها إذا تجاوزت درجة الحرارة ثمانية وتسعين درجة ونصف.
*ماذا تقول للمخترعين الشباب ؟
هناك عدة اعتبارات يجب للمخترع أن يضعها في الحسبان, مع أني ألاحظ أن المخترع السعودي تفوته هذه النقاط وهي كالآتي:
1- الحاجة أم الاختراع فيجب أن يكون الاختراع يحل مشكلة قائمة بطريقة تفوق أو تنافس الحلول المطروحة على الساحة، كما أن الحل يجب أن يكون ذا قيمة أساسية وليس في أمر تافه.
2- التأكد بعدم وجود الاختراع أو شبيهة في العلم السابق (Prior Art)، وهذا يستدعي أن تخول محاميا متخصصا يقوم بهذه المهمة، فأنت لا تريد بعد العمل على الاختراع سنتين أن تكتشف أن هناك مخترعا من الصين أو اليابان أو الدنمارك مثلا سبقك في الاختراع، لا تنسى أن العالم كبير، وأن الاختراعات المسجلة لها قرنان من الزمان.
3- السرية التامة عن الجمهور حتى يتم تسجيل الاختراع، بل الأفضل حتى يتم قبوله من مكتب براءة الاختراع، للأسف كثير من المخترعين السعوديين يسارع بنشر الاختراع في الصحف قبل التسجيل، لايدري أنه بمجرد النشر قد يفقد براءة الاختراع حتى لو لم يسرق.
4- أنصح أي مخترع سعودي أن يتجه للدراسة والعلم، أقصد التخصصية فيجب أن يكون الاختراع في عمق التخصص، فالذي يجهل ما توصلت له التكنولوجيا في الوقت الراهن، فلن يحالفه الحظ أن يبدع الجديد.