يهدف النظام الأوروبي المقبل للملاحة اللاسلكية بواسطة الأقمار الصناعية (غاليليو) المتوقع مبدئياً أن يكون جاهزاً للعمل أواخر العام 2012، إلى السماح للأوروبيين بامتلاك تكنولوجيتهم المتطورة الخاصة وخصوصا المستقلة عن النظام العسكري الأمريكي (جي.بي.إس).
والملاحة بواسطة الأقمار الصناعية هي تكنولوجيا تساعد المستخدمين على معرفة مكان وجودهم في أي وقت وفي أي مكان في العالم.
واستخدامات هذا البرنامج لا تحصى منها: إرشاد سائقي السيارات، والسفن لدى اقترابها من المرافئ أو الطائرات لدى هبوطها، ومساعدة الذين يتعرضون لحوادث وفي البحث عن المفقودين ومراقبة تحركات صيادي السمك وحاويات البضائع، ولكن أيضاً في استكشاف المناجم وبناء أنابيب النفط والصفقات المالية والترفيه إلى ما هنالك.
ويعد غاليليو بتحديد دقيق للموقع بفارق متر على الأكثر مقابل أحياناً عشرة أمتار بالنسبة إلى نظام (جي.بي.إس) وفي الانتظار يطور الاتحاد الأوروبي نظام اغنوس الذي سيحسن نوعية إشارات (جي.بي.إس).
ويشير الأوروبيون إلى خطر التبعية لنظام عسكري، صحيح أنه مجاني للاستخدام المدني لكن يمكن تشويشه عمداً من قبل واشنطن في حال نشوب نزاع مثلما حدث خلال حرب الخليج.
يبقى أن الأمريكيين يستعدون لإطلاق جيل ثالث من (جي.بي.إس) يؤكدون أنه سيكون أكثر دقة وبمنأى عن أي تشويش عسكري. أما الروس فهم بصدد تطوير نظامهم غلوناس وكذلك الصينيون يعملون على نظامهم الخاص.
وسيتألف غاليليو من مجموعة من 30 قمراً صناعياً ستوضع في مدار متوسط على ارتفاع نحو 20 ألف كيلومتر.
وحتى الآن أطلق قمر صناعي واحد على سبيل التجربة (مع مدة حياة محدودة) في كانون الأول- ديسمبر 2005م. وسيتبعه قمر صناعي تجريبي ثان تأخر إطلاقه، ثم ستأتي الأقمار الصناعية الأربعة الأولى من المجموعة الممولة أصلاً من المال العام في إطار المرحلة الأساسية لإعداد المشروع.
ويدور الجدل الصناعي الراهن بين الدول الأوروبية حول الأقمار الصناعية الـ(26) الأخرى المتوجب إطلاقها لإنجاز النظام، وسيكون نظاما غاليليو و(جي.بي.إس) متكاملين للمستخدم النهائي.
وقد وافق الأوروبيون على أن يزيحوا قليلاً الترددات التي سيستخدمونها حتى لا تتداخل مع الترددات المستخدمة حالياً في التطبيق العسكري لنظام (جي,بي.إس) الأمريكي.
يشار إلى أن الأنشطة العسكرية لا تدخل حالياً ضمن النظام الأوروبي غاليليو.