* عرض - عصام عبد الحميد

يكرس محمد فهمي العلي كتابه الجديد للحديث عن الإنترنت وأثره الإيجابي في خدمة الإسلام ويؤكد في المقدمة أن الإنترنت أسرع وسيلة من وسائل نقل ونشر المعلومات في تاريخ البشرية. وأصبح أشمل وأكبر نظام معلوماتي على مستوى العالم ومصدراً مهماً وسريعاً للحصول على المعلومات في مختلف المجالات. وذلك بفضل ما ينشر ويحفظ عبرها من بيانات ومعلومات متنوعة يمكن الوصول إليها دون عقبات مكانية أو زمانية.

وأوضح أنه أقدم على تأليف الكتاب إيماناً منه بأهمية الإنترنت في الدعوة إلى الله، ولمساعدة الراغبين في جني ثمار وفوائد الإنترنت. ولا نجاح هدفه جمع مئات المعلومات من مصادر مختلفة وأعدها بشكل علمي ومفيد ليكون الكتاب في النهاية مورداً مهما لكل من أراد أن يستفيد من شبكة الإنترنت في الدعوة إلى الله ومن أجل إيصال رسالة السماء والاقتداء بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام. وعرض كتابه في أربعة فصول وضمنه الكثير من الملاحق والقوائم المفيدة.

خصص المؤلف الفصل الأول من كتابه للحديث عن فضل وطرق الدعوة إلى الله وأهميتها وعوامل نجاحها ووسائلها المعنوية والمادية، وعدد منها الكتب والرسائل والدوريات واللوحات والنشرات إلى جانب الوسائل المرئية مشيراً إلى أن الإنترنت تجمع مختلف الوسائل ففيها المقروء من المواقع والنصوص والمسموع كالمحاضرات والقراءات.ويستعرض في الفصل الثاني نشأة الإنترنت ومتطلباتها ويبدأ بتعريف الاتصال الإنساني ومراحل تطوره من الشفهية إلى الكتابية ثم الطباعة وصولاً إلى عصر المعلومات والمرحلة الإلكترونية والاتصال التفاعلي وما يعرف بالوسائط المتعددة. ويشرح تفصيلاً بداية الإنترنت والفرق بينها وبين الإنترانت ومن يديرها وتطورها عالمياً وكذلك دخولها إلى السعودية منذ عام 1994م، حيث كان مستشفى الملك فيصل التخصصي أول جهة في المملكة ارتبطت بشبكة الإنترنت. ويشرح المؤلف العلي متطلبات الاتصال بالإنترنت ومكونات الحاسب الآلي والبرامج المشغلة له ويركز على برامج لقراءة الكتب الإلكترونية وفوائدها وكيفية الاتصال بالشبكة وخطواتها والشركات المزودة لخدمة الإنترنت في السعودية، وأسهب في شرح طرق استخدام الإنترنت من خلال برنامج المتصفح إكسبلورر.

خصائص الإنترنت

في الفصل الثالث من الكتاب يتحدث المؤلف عن خصائص الإنترنت وتوظيفها في مجال الدعوة ويتساءل هل استخدمنا الإنترنت لأغراض مفيدة؟ أو لما فيه صالحنا؟ أو لمعرفة العلوم الشرعية والكونية والأبحاث العلمية؟ ويقول: لماذا لا نستخدمها لأفضل الغايات وأسمى الطاعات؟ ويضيف: أنها تحتوي على الكثير والعديد من الميزات، ومنها العالمية واختصار الوقت والجاذبية والإقبال الكبير والمجانية والتفاعل وقلة التكلفة وتنوع المعلومات وتعدد المصادر وحداثة المعلومات وسهولة الاستخدام وعدم الاحتكاك مع الآخرين بشكل مباشر، إلى جانب أنها وسيلة صديقة للبيئة ولا يتم فيها احتكار المعلومة بمكان أو زمان معين أو أشخاص محددين.

ويشير العلي إلى بعض سلبيات الإنترنت، ومنها الحضور الضعيف للغة العربية؛ حيث يتطلب استخدام الأحرف اللاتينية للدخول لمواقع محتواها باللغة العربية، كما أن عدد مستخدمي الإنترنت حول العالم يصل إلى مليار مستخدم لا يشكل العرب منهم إلا 1.7%. ومن سلبياتها وجود كم كبير من المواقع المسيئة سواء كانت عقدية أو اجتماعية أو أخلاقية وتتنافى مع الدين الحنيف والفطرة والتقليد والعادات.

إلى جانب إسهام الإنترنت في فقدان الجو العائلي نتيجة انشغال أفراد العائلة بمتابعة الشاشات وظهور حالات من الاكتئاب والوحدة بما يهدد كيان الأسرة في حالات كثيرة جراء الإدمان على الجلوس لساعات طويلة في الكتابة بالمنتديات وغرف الشات وما يتبع ذلك من ظهور أمراض عضوية ونفسية متعددة وأسهمت الإنترنت في انتشار جرائم الملكية الفكرية والاستيلاء على مصادر المعلومات وتاليا الجرائم الإلكترونية ونشر الفيروسات لتعطيل وتخريب أجهزة المستخدمين.

وتناول في هذا الفصل ركائز الدعوة إلى الله عبر الإنترنت وأجملها في المصدرية الأصيلة والمنهجية القويمة والمرجعية الراسخة والاتصاف بأخلاق الدعاة. كما دعا إلى الالتزام بعدد من الأخلاقيات أثناء استخدام الإنترنت لتكون الفائدة المتحققة كبيرة. ووجه نصائح لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت وعدد أكثر من أربعين خدمة للإنترنت منها صفحات المواقع والبريد الإلكتروني والقوائم البريدية والمحادثة الإلكترونية والحصول على معلومات متنوعة والبحث عن معلومات وتحويل الملفات والتسوق الإلكتروني والتعلم عن بعد والدعوة إلى الله والاطلاع على أحدث الأبحاث العالمية والتقدم للوظائف والاتصال الهاتفي وقراءة الصحف والترجمة الفورية ومشاهدة القنوات الفضائية والتسجيل بالجامعات وإدارة الأزمات والبحث عن المفقودين والحصول على الفتاوى وغيرها. ويشير العلي إلى أهم النشاطات الدعوية التي يمكن تنفيذها عبر خدمات الإنترنت ويحصر أكثر من عشرين خدمة تشمل الدعوة والرد على الشبهات وإقامة الندوات والأنشطة والاتصال بالعلماء والتعريف بالمؤسسات الدعوية والكتابة في المواقع وتقديم النصيحة للآخرين وتوثيق الصلة مع الأقارب والأرحام والترغيب في الخير وتوزيع الشريط الإسلامي.

***

ملاحق

أفرد المؤلف محمد فهمي العلي فصلاً كاملاً من كتابه ضمنه العديد من الملاحق المفيدة للقارئ حيث نشر قوائم خاصة بمصطلحات عالم الإنترنت وأجهزة الحاسب الآلي وعلوم الحاسب، ومعاني امتداد بعض الملفات واختصارات لوحة المفاتيح وجمل وعبارات يمكن الاستعانة بها في الدعوة باللغة الإنجليزية، ومواقع مفيدة في الدعوة إلى الله منها الهيئة العالمية لتحفيظ القران الكريم، وشبكة نسيج الإسلامية، ومفكرة الإسلام، وشبكة اين، وموقع الردادي، وموقع صلاة، وموقع الشيخ ابن عثيمين، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، والرئاسة العامة للمسجد النبوي، وموقع الشيخ ابن باز، وخطب الحرمين، وموسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة وغيرها.

***

المؤلف والكتاب

محمد فهمي حسن العلي - عضو هيئة التدريس بكلية الملك فهد الأمنية وحاصل على دبلوم الحاسب الآلي وبكالوريوس الدعوة والإعلام وعضو الجمعية السعودية للدراسات الدعوية.

الكتاب: الإنترنت في خدمة الأسلام - إصدار عام 1428هـ - تقديم الدكتور سامي بن صالح الوكيل عميد كلية علوم الحاسب بجامعة الملك سعود.

***

باختصار

يساعد الكتاب في إنشاء موقع على الإنترنت والاستفادة من البريد الإلكتروني وكيفية العمل على برامج البالتوك والتعرف على رموز ومصطلحات غرف الشات والوصول إلى مواقع معينة والاختصارات التي تساعد على البحث وأهم محركاتها.

إلى جانب تقديم معلومات مهمة عن نشأة الإنترنت وتطورها وميزاتها وسلبياتها وخدماتها والاحتياطات الواجب اتخاذها للحماية من الاختراقات والفيروسات ومجموعة كبيرة من المواقع الإسلامية المفيدة.

***

مراجع الاتصالات والعالم الرقمي

اعتمد المؤلف على العديد من المراجع والمصادر العربية والأجنبية لتأليف كتابه، وأشار أكثر من مرة إلى مقالات نشرت في مجلة الاتصالات والعالم الرقمي أفادته في دعم المادة العلمية للكتاب.

ومن بين هذه المقالات: الإنترنت والإسلام: هل يجهل المسلمون ثورة العصر أم يتجاهلونها؟ وأسلوب جديد للدعوة على شبكة الإنترنت، والمحتوى العربي على الإنترنت، و13 قسيسا يسلكون طريق النور.. وسواها.