لقد ضخمت فكرة الحوسبة غير المرئية وطورت من قبل عدد من المفكرين في مجال الحاسب.
إنَّ باول سافو - مدير معهد المستقبل، وأحد الرواد المستقبليين - واحد من خبراء الحاسوب العديدين، الذين يشعرون بحتمية نوع من أنواع الحوسبة المخفية؛ نظراً لانتشار تقنية الشريحة الدقيقة الرخيصة، وتدعى نسخته الخاصة من هذا المستقبل بالبيئة الإلكترونية.
لقد كانت الشريحة الدقيقة القوة الدافعة وراء ثورة الحاسب الشخصي في الثمانينات، وبالمقابل فقد كان النمو الانفجاري في الإنترنت في التسعينات مدفوعاً بالتزواج بين قدرة المعالجات الدقيقة مع الليزرات الرخيصة، والتي يمكنها أن تحمل تريليونات الأحرف من المعلومات بسرعة الضوء عبر ألياف زجاجية، ويعتقد أن الثورة القادمة، في القرن الحالي ستدفع بواسطة أجهزة الاستشعار الرخيصة المرتبطة مع المعالجات الدقيقة والليزرات.
جاء في كتاب (كيف سيغيِّر العلم حياتنا): في نسخة سافو، سنحاط بالمعالجات دقيقة غير مرئية تستشعر وجودنا وتتوقع رغباتنا، ويمكنها أن تقرأ عواطفنا وستتصل هذه المعالجات الدقيقة بالإنترنت.
ولكن من غير الممكن حتى لأقوى أجهزة الحاسب الفائقة تطوراً أن تشعر بالشخص الذي يستخدم الحاسب ومكانه وهويته، يقول سافو: إذا ارتطم جسم فلكي بمنزلي وضربني، بينما كنت أجلس قرب جهاز الحاسب الشخصي، فلن تكون لديه أدنى فكرة عما حدث، وسيظل ينتظر تعليماتي التالية!!
يقول الباحثون الحاسوبيون استشرافاً للمستقبل، في الطور الثالث عند سافو سنتفاعل مع أجهزتنا غير المرئية باستخدام إشاراتنا وأصواتنا وحرارة أجسادنا وحركاتها وحقولها الكهربائية، وسوف تحس أجهزة الحاسب الخفية بالعالم حولها عن طريق وسيلتين غير مرئيتين، هما: الصوت والطيف الكهرومغناطيسي. وسوف تستخدم وسائط غير مرئية مختلفة لأغراض متعددة.
وعلى سبيل المثال ستلتقط أجهزة الاستشعار أوامرنا الصوتية لتنفذ رغباتنا، وستتمكن أجهزة الاستشعار بالأشعة تحت الحمراء من تحديد أمكنتنا عن طريق الحرارة التي نصدرها، وستتواصل أجهزة الحاسب مع بعضها ومع شبكة الإنترنت، عن طريق موجات اللاسلكي والميكروويف!!..
د. زيد بن محمد الرماني
مستشار اقتصادي بجامعة الإمام محمد بن سعود
zrommany3@gmail.com