إن التطور الهائل الذي بلغته شبكة الإنترنت حول العالم غيّر الكثير من المقاييس، حيث إنه بات يستحيل تصور حركة اقتصادية حديثة أو تقدم في إدارة أعمال أو ضخ معلومات بلا حدود إلا من خلال هذه الشبكة العالميّة.

ومن المعلوم أن تدفق المعلومات يتم باتجاه واحد من الشمال إلى الجنوب مما يعني أن المنطقة العربيّة تعد مستهلكة غير منتجة للتقنيّة أو المعلومة وهذا ما يضعها أمام تحديات جسيمة!

وحتى تتمكن هذه المنطقة من الوقوف في هذا المضمار العالمي لا بدّ لها من بذل المزيد من الجهود على كل المستويات ومن خلال القطاعين العام والخاص وذلك بهدف ردم الهوّة الرقميّة والانتقال إلى موقع الإنتاج والتأثير في عالم صناعة التقنيات والمعلومات.

ولا بد أيضاً من مواكبة أحدث الأنظمة والحلول المقدمة من خلال شبكة الإنترنت التي من شأنها تفعيل أداء الأعمال وتأمين الحماية الأمنيّة اللازمة وفق المعايير الدوليّة، وكذلك ينبغي تأمين ميزة السرعة في الاتصال لأن الاستثمار في الوقت اليوم من أبرز شروط الاقتصاد الحديث.

وفي هذا السياق نأمل أن تتمكّن شركات (السوفت وير) المحليّة والعربيّة من اختراع أو تطوير برامج باللغة العربيّة من أجل أن تبقى لغتنا حاضرة بين لغات العالم الكثيرة الموجودة اليوم على شبكة الإنترنت.

ولا شك أن انعقاد مؤتمر التعاملات الإلكترونيّة الحكوميّة في الرياض مؤخراً يعد مؤشراً بالغ الدلالة على اهتمام المعنيين بتسريع تطبيق برامج الحكومة الإلكترونيّة بشكل شامل على مستوى المملكة ككل، وتأتي هذه الخطوة لتحدث قفزة نوعيّة باتجاه الانضمام إلى مجتمع المعلومات في العالم، الأمر الذي لا بد أن يعود على المواطن والوطن بالنفع الكبير، وهذا ما نطمح إليه جميعاً.