من لقلب سهم الغرام أصابه؟! |
بات يشكو بحرقة أوصابه |
عاشق، وامق، أسير، حسير |
أغلق السعد دون عينيه بابه |
حائر. ثائر. غريب. كئيب |
جعل الشعر زاده وشرابه |
سامر النجم. عائق الوهم أمسى |
في ضفاف الجفاف يسقى عذابه |
وأتاكم مكبل الصوت يرجو |
أن تعيدوا إلى يديه الرّبابه |
فيغني لكم قصائد عشق |
تسكب البشر في كؤوس الرحابه |
كم تلظى في نار وجد ولكن: |
نسي الهم إذ رأى أحبابه |
يا ضيوف المساء طبتم مساء |
حين جنتم مد السنا أطنابه |
للأمير الحبيب أزكى التحايا |
فهو إن غاب ما احتملنا غيابه |
والتحايا لكل ضيف أتانا |
من (رياض) الصمود مهد النجابه |
هاهنا باحة الجمال سلوا الح |
سن عن رياضها الخلابه |
(لندن) الشرق هاهنا فاسألوها |
كيف حط الضباب فيها ركابه |
ها هنا باحة البيان سلوها |
أين كان (الخليل) يقضي شبابه |
يا ضيوف الجنوب أهلا وسهلا |
ما تماهت مع النسيم سحابه |
ما همى الغيث في صباحات طهر |
ما ارتدى (اللوز) في الربيع ثيابه |
ما تناجى الريحان والشيح والكا |
دي وفاحت بعابق العطر غابه |
ما تغنى موله لحبيب |
وسقى الليل من رحيق الصبابه |
ما تمنى الأديب في جنح حلم |
وجنى في غصون وهم سرابه |
يا لحزن المثقف اليوم أضحى |
بين صوت الحجى وسوط الرقابه |
إن توارى قالوا نضب وإن |
لاح أصلت الرقيب حرابه |
كم أديب قد مات فقرا ولما |
مات فاضت دموعنا الكذابه |
وشرعنا التكريم للقبر جهلاً |
ولثمنا بكل غبن ترابه |
كم ظلمناه في الحياة جحوداً |
وقدحنا بعد الممات شهابه |
إن حال الأديب واحر قلبي |
مؤسف أحرق الأسى أهدابه |
كم تمنيت بعد أن ضاع عمري |
لو تعلمت لعبة كسّابه |
ثم أصبحت نجم دهري برجلي |
مليونيراً يخشى الورى إغضابه |
ليتني كنت مطربا ألمعيّاً |
أخرجُ الناس من كهوف الكآبه |
وأصوغ الألحان أزهو بصوتي |
وبشعر موج الجنوح خضابه |
وأباهي بقامتي وبخصري |
كل غر ينيلني إعجابه |
ليتني ليتني: وأفتح عيني |
فإذا القهر مد حولي حجابه |
وإذا بي في لوعتي أوثقتني |
صولة الشعر في قيود الكتابة |
يا رفاق العناء صبرا وعذراً |
ليس في ثورة المحب غرابه |
أملي أن يقام للفكر قدر |
في بلادي وأن نُشيد قبابه |
أملي أن يعود للشعر سحر |
يسمع المرهف الشجي انسكابه |
أملي أن يكون للسرد شأن |
ويخوض الأفذاذ صبحاً عبابه |
أملي أن يكون للنقد سيف |
يحرس الذوق من ركيك الرّتابه |
وختاماً أزفُ أزكى التحايا |
من فؤادٍ سهم الغرام أصابه |