هل نقول إلى الأمام أم نقول يجب التريث؟
|
احتفل الوسط الثقافي بتدشينه بيت الشعر في مقر النادي الأدبي بالرياض، واحتفى بضيفه الكاتب والشاعر محمد العلي - الذي عرفناه كاتباً في جريدة اليوم لثلاثة أيام إلا ما صدر عن تنويه أو اعتذار يوم السبت والاثنين والاربعاء، وعرفناه رائداً لمسيرة الحداثة واللون المتمرد عن التقليدية والكلاسيكية بمفادها الواسع الذي يقف على جانب نقيض من المحافظة والأصالة بعمومها المعروف، وإن كان ينفي ذلك عن نفسه بأنه ليس أباً للحداثة في المملكة العربية السعودية، وحسب ما ذكرته جريدة اليوم بتاريخ الخميس 23-3- 1427هـ عدد (11997).
والغريب في الأمر أنه لم يحصل اهتمام لافت من إعلامنا المقروء أو المسموع أو المرئي تجاه هذا الجمع الثقافي باستثناء الكتابة عنه قبل انعقاده كما هو واضح في عدد من صحفنا المحلية، إلا أنه وبعد الحفل أصبحت الكتابة عن هذا الموضوع تحصيل حاصل، فلم نرَ حتى في مجلتنا الثقافية هذه فعاليات هذا الحفل أو سرداً لمعطيات ونتائج ذلك سوى ما ذكرته في العدد السابق الاثنين 26-3-1427هـ العدد (150).
فكنا نأمل أن نجد صدى ذلك ظاهراً ومدعوماً بالصور إن أمكن، فحدا بهذه الملحقة الفاعلة في المجال الفكري والثقافي أن تحتضن هذا الصرح وكذلك في ملحقة الأربعاء لصحيفة المدينة الذي انفرد كاتبها في عدد الأربعاء بتاريخ 28-3-1427هـ أحمد العرفج ص24 وكذلك في الملف الثقافي لسعد الحميدين في جريدة الرياض.
على العموم يلحظ المشهد الثقافي بشكل عام والأدبي خاصة رواجاً جيداً وصحوة يمكن أن تبث دماءها المتحركة في مفاصل معظم الأندية الأدبية والمناشط الثقافية، وتقيم حالة التطور والتجديد من الرؤية التشكيلية للنوادي إلى الاتصال بالرموز الفكرية في أوقات متقاربة وفي مناسبات متعددة ليكون ذلك له الأثر الفعال في الاصطفاف المعرفي لمجمل القضايا التي تشغل بال الكثيرين في هذا المجال، وتقرب وجهات النظر بين الجميع، وخصوصاً الأسماء والشخصيات المعروفة مباشرة، وبين المعارضين والمؤيدين، إلا أن هذا الحراك لم يرق لمن يرى النصف الفارغ من الكأس، وظل يشحذ القلم واللسان في أن ذلك الحراك لم يبرح مكانه، وأن تلك الحيل لم تأت بنتيجة لإنقاذه، وأن الإرادة في التغيير والإصلاح غير كافية في إيجاد الأمل والتأمل.. فهل نقول إلى الأمام، وكان ذلك لا بد أن يحصل منذ زمن أم نقول: يجب التريث والسير في موضوعات كتلك.. لتكن العملية الثقافية برمتها سائرة في طريق النجاح والقبول، وخاضعة لقوانين مهمة وفاعلة بعيدة عن الروتين والبيروقراطية والشللية التي تطغى على الذوق المعرفي والتكيف القيمي والتصنيف الجنسي.
حيدر عبدالله بوشهد - الأحساء
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|